منصور بن عكرمة كاتب الصحيفة

من طرف **Admin** الثلاثاء 25 سبتمبر 2012, 12:02 am

تابع قوم دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم :
(2)

منصور بن عكرمة كاتب الصحيفة

دعوته عليه: «فَشُّلَّ بَعْضَ
أَصَابِعِهِ» صدق رسول الله

منصور بن عكرمة
كاتب صحيفة القطيعة
وهو منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف كاتب تلك الصحيفة التي
أجمعت عليها قبائل قريش عنادًا لبني عبدالمطلب، وعلى رأسهم أبو طالب وبنو
هاشم؛ الذين منعوا رسول الله وقاموا لحمايته، وكذلك عنادًا وكفرًا لما نزل
من الحق واضطهادًا للمسلمين وإيذاءً لهم.
قريش تتعاهد على مقاطعة بني هاشم:
وذلك لما رأت قريش ما صار إليه أمر الإسلام وكثرة أتباعه يومًا بعد يوم،
وهجرة من هاجر منهم إلى أرض الحبشة فرارًا بدينهم إلى الله، وعز على قريش
يومها أن أصاب هؤلاء المهاجرين في هذه الأرض من الأمن والاستقرار، وما كان
من موقف أصحمة نجاشي الحبشة منهم إذ قربهم، وَرَدَّ على قريش رسلها خائبين
بما حملوه من هدايا له يريدون أن يستميلوه بها؛ لأجل ذلك كله بلغ حنقهم
وغيظهم حناجرهم فبيتوا النية وأجمعوا على رأي واحد وهو مقاطعة بني هاشم
وخاصة بني عبد المطلب، وأن يكتبوا بذلك كتابًا يتفقون فيه ويأخذون على
أنفسهم العهد والميثاق، واتفقوا: على أن لا ينكحوا إليهم ولا يُنكحوهم،
ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوا ذلك في صحيفة
ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا على
أنفسهم( ).
قريش تؤذي المسلمين ويدخلونهم شِعب أبي طالب:
ثم عدوا
على من أسلم فأوثقوهم وآذوهم، واشتد عليهم البلاء وعظمت الفتنة وزلزلوا
زلزالًا شديدًا، وأدخلوهم شِعْب( ) أبي طالب حتى كانت تسمع أصوات صبيانهم
يتضاغون من وراء الشعب من الجوع( ).
وهكذا أصبح الكفر ظاهرًا على
الإيمان ولكن هيهات هيهات فالحق في النهاية هو الغالب، وهكذا استمرت تلك
القطيعة قرابة ثلاث سنوات لحكمة سامية من العليم الحكيم سبحانه وتعالى.
ومن حكمته الظاهرة في ذلك :
تدريب النفوس المؤمنة على تحمل المشاق في سبيل مرضاة الله وغفرانه. حتى
يميز الله الصادق من الكاذب في الإيمان بما بعث به رسوله ، حتى يقرر الله
تعالى معنى الأهلية وأن أهل المؤمن ليسوا بعشيرته التي تتصل معه في
النسب وإنما هم من يجمعهم الإيمان بالله فهم الأهل وهم العشيرة، ثم إن
نفرًا من قريش وعلى رأسهم ( هشام بن عمرو بن ربيعة) الذي حثهم على تخليص (
بني هاشم ) ومن معهم مما هم فيه، شفقة عليهم وصلة للأرحام، وكان من هؤلاء
زهير بن أبي أمية» والمُطْعِم بن عَدِي وأبو البَخْتَري بن هشام وزَمْعَة
بن الأسود بن المطلب وتعاهدوا على نقض الصحيفة( ).
رسول الله يخبر أبا طالب أن الله سلط الأرضة على الصحيفة:
ثم إن رسول الله قال لأبي طالب:
«يا عم، إن الله سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسمًا هو لله
إلا أثبتته فيها ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان». فقال : أربك أخبرك
بهذا؟ .
قال : «نعم» قال: فوالله ما يدخل عليك أحد. ثم خرج إلى قريش، فقال:
يا معشر قريش، إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا، فَهَلُمَّ صحيفتكم، فإن كانت
كما قال ابن أخي فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عما فيها، وإن كان كاذبًا دفعت
إليكم ابن أخي فقال القوم: رضينا . فتعاقدوا على ذلك، ثم نظروا فإذا هي
كما قال رسول الله فزادهم ذلك شرًّا، فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض
الصحيفة ما صنعوا( ).
يد منصور بن عكرمة تشل كما دعا عليه النبي :
وما كان جزاء كاتب هذه الصحيفة إلا أن استجيبت دعوة رسول الله فيه، وكان
هو منصور بن عكرمة كما هو مشهور، وكانت دعوته: «فَشُلَّ بَعْضَ
أَصَابِعِهِ»( ).
فشلت يده.( ) فما كان ينتفع بها، وكانت قريش تقول
فيما بينها: انظروا إلى منصور بن عكرمة ...( )، ولكن مع كل ما رأوه من آيات
ظل كثير منهم قلوبهم أقسى من الحجارة بل هي أشد قسوة، والله يهدي من يشاء.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31