عدو الله عتيبة بن أبي لهب

من طرف **Admin** الإثنين 24 سبتمبر 2012, 1:46 am

تابع قوم دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ممن آذاه :

(1)

عدو الله عتيبة بن أبي لهب
-لعنهما الله- وحكايته مع الأسد

دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه: «اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ»

عـــــــــــــدو اللــــه
عتيبة بن أبي لهب
لعنهما الله
يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل. ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) ، لقد علمنا الله عز وجل مكارم الأخلاق ودعانا إليها في محكم تنزيله وأعظم كتبه، وبعث إلينا بذلك خاتم رسله وخير خلقه ، وأوجب علينا التحلي بها لكي تتم للإنسان كرامته في الحياة ويكون أهلًا لما كرمه الله به من مكانة رفيعة وعظيمة؛ إذ شرفه على كل خلقه، فجعله خليفته في أرضه، فوصانا بما فيه السعادة للمجتمع الإنساني، ومن أعظم ما وصى الله به الإنسان طاعة الوالدين والبر بهما في كل شيء يريدانه، إلا ما كان فيه معصية لله سبحانه وتعالى وأعظم المعاصي الشرك بالله؛ فإنْ حث الوالدان على الشرك بالله والكفر به وجب حينئذ مخالفة أمرهما لأنه لا رضا لمخلوق أيًّا كان في معصية الخالق جل وعلا وإن كان الله قد أوجب طاعتهما لكونهما السبب الذي سببه الله لوجودك، فإن طاعة مسبب السبب سبحانه وتعالى أولى من طاعة السبب؛ وإن كان الله عز وجل قد أمر بالبر بالوالدين فإنه- سبحانه- قد أوجب البر به قبل برهما، وأعظم البر به سبحانه وتعالى ألا يُشْرَك به، ولذا تجده تعالى منذرًا ومحذرًا فيقول: ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) .
ولكن عدو الله عتيبة بن أبي لهب- لعنهما الله- كان لكل ذلك مخالفًا، فأطاع أباه وعصى ربه، بل وضرب عدو الله المثل في طاعة شر ولد لشر والد ووالدة.
فما لبث عدو الله أن سولت له نفسه بمحالفة أبيه على ما هو عليه من إيذاء رسول الله والوقوف له بالمرصاد عنادًا وكفرًا وإنكارًا.
أبو لهب يكذب النبي ويجهر بعدائه:
ولقد كان أبو لهب - لعنه الله- مجاهرًا بعداوة رسول الله معاندًا له فبرئ الله منه وأنزل فيه قرآنًا يتلى بذمه ويتوعده وزوجته بعذاب أليم، فغضب لذلك غضبة عظيمة وأخذ يتظاهر أمام الملأ من قريش أن ذلك أمر لا يهمه، مع أنه خائف منه أشد الخوف، فزعًا أشد الفزع؛ لأنه لم يجرب الكذب على رسول الله أبدًا، فهو الذي عرفوه منذ عرفوه الصادق الأمين، ولكن مع ذلك كله كان يتظاهر بجرأة قبيحة على الله ورسوله، فيقول:
إن كان ما يقول ابن أخي حقًّا فأنا أفتدي نفسي منه بمالي وولدي وكان له ثلاثة أبناء: عتبة ومعتب وقد أسلما يوم الفتح، وسُرَّ النبي بإسلامهما ودعا لهما وشهدا حنينًا والطائف.( )
أبو لهب- لعنه الله- يـأمر ابنيه بتطليق بنات رسول الله :
أما الثالث- عدو الله- عتيبة فقد أبى إلا الكفر والشرك بالله وأذى رسوله فهلك بذنبه، وازداد غضب أبي لهب مما نزل فيه وصار حديث قريش والعرب فرجع إلى داره بحنقه وغضبه، وكانت أم كلثوم بنت رسول الله زوجة عتيبة ، و رقية أختها عند أخيه عتبة (أي زوجته) فلما نزلت السورة، قال أبو لهب لهما:
رأسي ورأسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد ( )، وكانت رقية - رضي الله عنها- لم يدخل بها ابنه. وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله قبل الدخول بها، فتزوجها عثمان بن عفان( ) رضي الله عنه فطلقاهما ( ) .
عدو الله عتيبة بن أبي لهب يؤذي النبي فيدعو عليه:
وانصاع عدو الله عتيبة - لعنه الله- لأمر أبيه وسارع في تنفيذه وطلق زوجته أم كلثوم - رضي الله عنها- وجاهد بكل جهده ليرضي أباه ويغضب الله ورسوله، فاشتد في أذى رسول الله حتى ينال مكانة عند أبيه، وجاء ذلك في وقته حيث إنه- لعنه الله- : كان قد أراد الخروج إلى الشام مع أبيه. فقال: لآتين محمدًا وأوذينه، فأتاه فقال: يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى، ثم تفل تجاه رسول الله فلم يصبه شيء، وطلق ابنته أم كلثوم، فأغضبه بما قال وفعل، فقال : «اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ»( ).
وكان أبو طالب حاضرًا فكَرِه ذلك، وقال له: ما أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة فرجع إلى أبيه، ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلًا، فأشرف عليهم راهب من دير، وقال لهم: إن هذه أرض مسبعة ( ). فقال أبو لهب: أغيثوني يا معشر قريش في هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم خوفًا من الأسد، فجاء الأسد يتشمم وجوههم، حتى أتى عتيبة فقتله( ) وقد قضم رأسه.
تحقق دعوة النبي في عتيبة بن أبي لهب:
سبحان الله؛ نزل الأسد مأمورًا من مخبئه في الجبال ويعرف فريسته من هو؛ إنه عدو الله عتيبة بن أبي لهب، نزل ليظهر فيه آية الله وكرامة نبيه واستجابة دعوته فيه، نزل وترك مَنْ دونه ممن كان معه من قريش، نزل وهو يعلم لمن أتى ولذا أخذ يتشمم الوجوه، فعرفه بما أرشده الله إليه فنفذ حكم الله فيه فهلك كافرًا ولقي الله وهو عليه غاضب. ولم تكن تلك الآية التي رآها أبو لهب بناظريه إلا باعثًا له على الكفر والعناد وما ازداد بها إلا نفورًا.
* * *

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31