*:العقل هو دليل التوحيد الفطريّ

من طرف **Admin** السبت 14 أبريل 2012, 8:52 pm

من كتاب حوار المسلمين مع أتباع الأديان، ودعوة الكتب السماويّة المنزلة إلى توحيد الله تعالى، تاليف الشيخ أحمد حسن شحاده ردايده
*:العقل هو دليل التوحيد الفطريّ
- إنّ العقل هو دليل التوحيد الفطريّ، وهذا هو ما نادى به الإسلام في دعوته الخالدة إلى التوحيد، فلم يلجأ إلاّ إلى العقل، فهو يضع قضيّة التوحيد أمام العقل المجرّد في بساطة ووضوح ومن دون أيّ تعقيد أو غموض، ثمّ يدعوه إلى التفكير في هدوء وتبصّر من دون ميل أو هوى، حتّى يصل إلى حقيقة التوحيد الّتي تشهد بها آيات الخلق وظواهر الكون والّتي بيّنها القرآن الكريم، ويجلّيها للناس في منطق واضح، وأسلوب رائع، وشرح مبدع باستحالة وجود أكثر من إله واحد في الكون، ذلك أنّ التعدّد بين الآلهة يقود إلى التناحر والتنازع بينها، وإلى انحياز كلّ إله إلى ما خلق ممّا يؤدّي إلى اضطراب نظام الخلق، واختلال نواميس هذا الكون، بل إلى انهيار الوجود ودماره.
يقول الله تعالى Sad

ما اتّخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عمّا يصفون / المؤمنون آية / 91 ).
يقول الله تعالى Sad

لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون / الأنبياء آية / 22 ).
عن تميم الداريّ رضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم Sad

من قال لا إله إلاّ الله، واحدا أحدا صمدا، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له كفوا أحد، عشر مرّات كتبت له أربعون ألف حسنة ) رواه الإمام أحمد في مسنده مسند الشاميّين ورقم الحديث ( 16340 ).
- لم تخل الأرض في عصور الجاهليّة وقبل ظهور الإسلام حتّى في جزيرة العرب من وجود أناس موحّدين، استنارت بصيرتهم فاستطاعوا أن ينزعوا أنفسهم من ظلمة الشرك ورجسه إلى ضياء الوحدانيّة بما وضح لهم من آيات التوحيد.
ومن أمثال هؤلاء:ورقة بن نوفل، والّذي كان يتحنّث على دين إبراهيم الخليل، وما تبعه من الأنبياء والرسل عليهم السلام، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت Sad

فرجع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى خديجة يرجف فؤاده، فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل، وكان رجلا تنصّر يقرأ الإنجيل بالعربيّة، فقال ورقة:ماذا ترى، فأخبره، فقال ورقة:هذا النّاموس الّذي أنزل الله على موسى، وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا، النّاموس:صاحب السّرّ الّذي يطلعه بما يستره عن غيره ) رواه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء ورقم الحديث ( 3141 ).
- يقول اللواء المهندس أحمد عبد الوهّاب علي رضي الله عنه، في كتابه وظائف الموحّدين من المسيحيّين عبر القرون، نقتبس منه
لقد حدث أن انتعشت عقيدة التوحيد في بلاد المجريّين النصارى هناك بسبب الروح الاستقلاليّة للمجريّين، وابتعادهم بطبيعتهم عن كنيسة روما، ووصل الأمر بأولئك الموحّدين إلى أن كانت المجر في فترة
من فترات تاريخها تحت حكم ملك موحّد هو جون سيجسموند، في المدّة من سنة ألف وخمسمائة وأربعين إلى سنة ألف وخمسمائة وواحد وسبعين ميلاديّة.
وفي هولندا يعلن المفكّر الهولنديّ توماس أكمبس، في كتابه على خطى المسيح:إنّ التناقض الّذي يقع عند الحديث عن المسيح باعتباره إلها، أو الأقنوم الثاني من الثالوث الإلهيّ، ثمّ يطلب إلى الإنسان العاديّ أن يسير على نهجه، ولقد قوي فكر أولئك الموحّدين هناك لدرجة أنّه قرب منتصف القرن التاسع عشر صارت مدينة ليدن وجامعتها مركز التوحيد في تلك الدولة الأوروبيّة.
وفي الولايات المتّحدة الأمريكيّة كان يمثّل مذهب دعاة التوحيد الدكتور تشالز شاونسيّ، راعي كنيسة بوسطن، وكذلك القسّ يوناثان ميهو الّذي ناضل بشجاعة فائقة ضدّ التثليث.
وهناك كثيرون موحّدون لله، وينكرون عقيدة التثليث في أماكن كثيرة من العالم، فيوجد بعضهم في بلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وسويسرا، وأيسلندا، وتشيكوسلوفاكيا، وأغلبهم من رجال الدين، لكنّهم لم ينفصلوا عن كنائسهم المثلّثة الأمر الّذي لا يكشف للباحثين أمر أوضاعهم الدينيّة بكلّ دقّة.
وتقول دائرة المعارف الأمريكيّة عن عقيدة التوحيد : لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتيّة بداية مبكّرة جدّا في التاريخ، وفي حقيقة الأمر فإنّها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين .
لقد اشتقّت المسيحيّة من اليهوديّة، واليهوديّة صارمة في عقيدة التوحيد، وإنّ عقيدة التثليث الّتي أقرّت في القرن الرابع الميلاديّ لم تعكس بدقّة التعليم المسيحيّ الأوّل فيما يتعلّق بطبيعة الله، لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم، ولهذا فإنّها تطوّرت ضدّ التوحيد الخالص.
إنّ التوحيد هو القاعدة الأولى من قواعد العقيدة، أمّا التثليث فإنّه انحراف عن هذه القاعدة، انتهى الاقتباس من قول اللواء المهندس أحمد عبد الوهّاب علي.
يقول الله تعالى Sad

لّقد كفر الّذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لّم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الّذين كفروا منهم عذاب أليم / المائدة آية / 73 ).
- يقول الدكتور يوسف القرضاويّ رضي الله عنه، في كتابه الخصائص العامّة للإسلام، نقلا عن كتاب مدارج السالكين للإمام ابن القيّم، نقتبس منه
فإنّ اهتداء الإنسان إلى فطرته ليس كسبا رخيصا، بل هو كبير، وغنم عظيم فيه يعيش المرء في سلام ووئام مع نفسه، ومع فطرة الوجود الكبير من حوله.
والحقيقة أنّ في فطرة الإنسان فراغا لا يملؤه علم ولا ثقافة ولا فلسفة، إنّما يملؤه الإيمان بالله الواحد الأحد جلّ شأنه.
وستظلّ الفطرة الإنسانيّة تحسّ بالتوتّر والجوع والظمأ حتّى تجد الله، وتؤمن به، وتتوجّه إليه، فتحسّ بالهداية بعد الحيرة، والاستقرار بعد التخبّط، والاطمئنان بعد القلق.
وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن القيّم:في القلب شعث لا يلمّه إلاّ الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلاّ الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلاّ السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكّنه إلاّ الاجتماع عليه والفرار إليه، انتهى الاقتباس من قول الدكتور يوسف القرضاويّ.
الموقع الالكتروني www.radaideh.com ، البريد الالكتروني radaideh15@hotmail.co

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31