مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط

اذهب الى الأسفل

" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط Empty " وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 7:15 pm

تفسير سورة الملك | الآية الخامسة


"
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا
رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ " الأية :
5



*** انتقل من دلائل انتفاء الخلل عن خلقه السماوات إلى بيان
ما في إحدى السماوات من إتقان الصنع فهو مما شمله عموم الإتقان في خلق
السماوات السبع وذكره بعض أفراد العام كذكر المثال بعد القاعدة الكلية
فدقائق السماء الدنيا أوضح دلالة على إتقان الصنع لكنها نصب أعين المخاطبين
ولأن من بعضها يحصل تخلص إلى التحذير من حيل الشياطين وسوء عواقب أتباعهم .

*** قال في التحرير: وتأكيد الخبر ب ( قد ) لأنه إلى أنه نتيجة الاستفهام التقريري المؤكد ب ( هل ) أخت ( قد ) في الاستفهام .





*** " السماء الدنيا ":


هي السماء الأولى و سميت كذلك لأنه أقرب ما يكون للأرض من
السموات فالدنو أمر نسبي و الله أعلم و سيأتي في كلام الدكتور النجار تعريف
السماء و التعليق عليه.



*** " بمصابيح " :


أي بنجوم مضيئة كالمصابيح والمصابيح السرج سميت بها الكواكب
قال تعالى :"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب" ، والناس يزينون
مساجدهم ودورهم بالمصابيح ، فقيل : ولقد زينا سقف الدار التي اجتمعتم فيها
بمصابيح أي بمصابيح لا توازيها مصابيحكم إضاءة .

وسميت النجوم هنا مصابيح على التشبيه على حسن المنظر فهو
تشبيه بليغ وذكر التزيين إدماج للامتنان في أثناء الاستدلال أي زيناها لكم
مثل الامتنان في قوله ( ولكم فيها جمال ) في سورة النحل .

والمقصد : التخلص إلى ذكر رجم الشياطين ليتخلص منه إلى وعيدهم ووعيد متبعيهم .

وعدل عن تعريف ( مصابيح ) باللام إلى تنكيره لما يفيده التنكير من التعظيم.

و المصابيح هنا هي ما يتراءى في السماء من النجوم و الكواكب.



*** يقول أحد الأفاضل و هو مهندس مسلم:

وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي
السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ
كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ
شِهَابٌ مُبِينٌ) [الحجر: 16-17]. فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع
الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية
وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي
يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات التي تصطف وفق مشهد مهيب وبديع
يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين
الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض (سماء الأرض) وتحترق وتحرق معها
الشياطين الذين يحاولون الصعود خارج الأرض.

*** قال سبحانه "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت" فآثار اسمه
الرحمن تظهر في خلقه فهنا منة و رحمة بأهل الدنيا بأن زين لهم دارهم التي
هي الدنيا بل في كل يوم تجد السماء ترسم فيها لوحات من أعظم ما يكون في
الإبداع و الجمال و لا يزال منظر الشروق و الغروب ملهما للشعراء و الأدباء.

فالله الرحيم الكريم أحكم خلقه و أتقنه و رحم عباده فلم يعطهم
و ييسر لهم فقط ما يتم به معاشهم بل ما يزين دنياهم و ليس فقط ما يزين
حياتهم بل ما يزين الأرض التي يحيون عليها و هذا مظهر واحد مما لا يحصى من
مظاهر رحمته التي قلما ينتبه إليها.



*** هذا خلق الله و هذا ملكه خلق الموت و الحياة و السماوات سبع طباقا و زينهم بالكواكب سبحان الله ما أتمها من زينة و أروعها

و إذا كانت هذه زينته لسماء الدنيا التي لا تساوى عنده جناح بعوضة فكيف بثوابه و جنته و كرامته لأولياءه؟

يقول الله سبحانه في الحديث القدسي:" يا عبادي ! إنكم لن
تبلغوا ضري فتضروني و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي ! لو أن أولكم و
آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي
شيئا يا عبادي ! لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب
رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي ! لو أن أولكم و آخركم و
إنسكم و جنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص
ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر"

و قال صلى الله عليه و سلم : "لغدوة في سبيل الله أو روحة
خير من الدنيا و ما فيها و لقاب قوس أحدكم أو موضع قده في الجنة خير من
الدنيا و ما فيها و لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما
بينهما ريحا و لأضاءت ما بينهما و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما
فيها" صححه الألباني .

فتأمل كيف زينها الله حتى أن حجابها خير من الدنيا و ما فيها.‌

و قال صلى الله عليه و سلم :"الخيمة درة مجوفة طولها في
السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون" صححه
الألباني . ‌

‏فهذه خيمة فما بالك بالقصور.

و قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لأَعْلَمُ
آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
دُخُولاً رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ اللهُ اذْهَبْ
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى،
فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ اذْهَب
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيَها فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى،
فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ اذْهَب
فادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ
أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا.



*** و من نظر نظرا أوليا إلى عظيم زينة السماء بتلك المصابيح
المتلألئة وجد البون الشاسع بين قدرة الله و قدرة البشر و من علم من علوم
الدنيا ما عرفوه إلى الآن عن هذا العالم لخضع و ذل و انكسروا و ما علموا
إلا قليلا من العلوم فكل علومهم حتى الآن إنما هي عن طريق الرصد بالمناظير
أو مراقبة الإشعاعات و الموجات و نحوها فما بالك لو غاصوا في أعماق هذا
الكون و عاينوا أجزاءه ماذا سيجدون؟

و قطر الجزء المدرك من الكون أربعة و عشرون ألف مليون سنة
ضوئية و هذا قطره و ليس مساحته فما بالك بالجزء غير المدرك من الكون و
الكون المدرك لا يدركون كل ما فيه و لا حتى جُله و لا نصفه بل يعلمون عنه
القشور الذي ينبغي أن يجعلهم ينكسرون و يخضعون لله العظيم.



*** قال أبو حيان: ومصابيح مطلق الأعلام ، فلا يدل على أن غير سماء الدنيا ليست فيها مصابيح.

و قال الرازي: اعلم أن ظاهر هذه الآية لا يدل على أن هذه
الكواكب مركوزة في السماء الدنيا ، وذلك لأن السموات إذا كانت شفافة
فالكواكب سواء كانت في السماء الدنيا أو كانت في سموات أخرى فوقها ، فهي لا
بد وأن تظهر في السماء الدنيا وتلوح منها ، فعلى التقديرين تكون السماء
الدنيا مزينة بهذه المصابيح .

قلت : أما أن السماء الدنيا هي التي اختصت بالنجوم و الكواكب
أو أنها تقع خارجها أو بعضها في داخلها و البعض الأخر خارجها فهذا مما لا
أعلم فيه شيئا من الوحي و مثله لا يقال بالظن بل لا بد فيه من نقل صحيح أو
أثارة من علم فالدليل هنا يحتمل الوجهان و لكن سواء كانت تلك الكواكب و
النجوم مركوزة في السماء الدنيا أو كانت في السماوات الأخرى فالرسالة قد
وصلت و هي عظيم خلق الله و صنعه و أنه سبحانه على كل شيء قدير و ما هذا
الكون المرئي إلا يسير في الكرسي و العرش أعظم و هذا الكون المرئي فاق في
حده كل خيال و الله أعلم بما لا ندركه و لا نراه و لو أراد الله سبحانه أن
يخلق ملايين و بلايين الأضعاف المضاعفة لهذا خلقه و فوق ذلك فلا حد لقدرته
سبحانه هذه هي الرسالة التي ينبغي أن يعيها كل موحد بالله سبحانه و صدق
الله سبحانه " والسماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون " .



*** " وجعلناها رجوماً للشياطين " :


الضمير في جعلناها إما يعود على السماء أو يعود المصابيح و توجية الأول: جعلنا منها ، لأن السماء ذاتها ليست يرجم بها الرجوم قاله أبو حيان.

والظاهر عوده على مصابيح ونسب الرجم إليها ، لأن الشهاب المتبع للمسترق منفصل عنها ، والكوكب قارّ في ملكه على حاله.

فالشهاب كقبس يؤخذ من النار ، والنار باقية لا تنقص.

قال بن عاشور: وضمير الغائبة في ( جعلناها ) المتبادر أنه عائد إلى المصابيح أي أن المصابيح رجوم للشياطين

ومعنى جعل المصابيح رجوما جار على طريقة إسناد عمل بعض الشيء
إلى جميعه مثل إسناد الأعمال إلى القبائل لأن العاملين من أفراد القبيلة
كقوله تعالى ( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ) وقول العرب : قتلت هذيل رضيع
بني ليث تمام بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب .

وجعل بعض المفسرين الضمير المنصوب في ( جعلناها ) عائد إلى (
السماء الدنيا ) على تقدير : وجعلنا منها رجوما إما على حذف حرف الجر وإما
على تنزيل المكان الذي صدر منه الرجوم منزلة نفس الرجوم فهو مجاز عقلي ومنه
قوله تعالى ( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها ) في سورة البقرة
ولكنها على جعل الضمير المنصوب راجعا إلى القرية وإن لم تذكر في تلك الآية
ولكنها ذكرت في آية سورة الأعراف ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة
البحر ) وقصتها هي المشار إليها بقوله ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في
السبت ) فالتقدير : فجعلنا منها أي من القرية نكالا وهم القوم الذين قيل
لهم ( كونوا قردة خاسئين ).



*** "رجوما للشياطين":


1 - الرجوم جمع رجم ، وهو مصدر سمي به ما يرجم به تسمية
للمفعول بالمصدر مثل الخلق بمعنى المخلوق في قوله تعالى ( هذا خلق الله ) و
الشياطين هم مسترقو السمع ، وأن الرجم هو حقيقة يرمون بالشهب.

قال تعالى : "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)
لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ
جَانِبٍ (Cool دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)" [الصافات : 6 - 10]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِى رِجَالٌ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ :
بَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رُمِىَ
بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«
مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ
إِذَا رُمِىَ بِمِثْلِ هَذَا؟ ».

قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالُوا : كُنَّا
نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ مَاتَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ
عَظِيمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« فَإِنَّهَا لاَ
تُرْمَى لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ولَكِنَّ رَبَّنَا إِذَا قَضَى
أَمْرًا سَبَّحَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ السَّمَاءِ
الدُّنْيَا ثُمَّ يَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ
الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ فَيُخْبِرُونَهُمْ فَيَسْتَخْبِرُ
أَهْلُ السَّمَوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ
السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيُلْقُونَهُ إِلَى
أَوْلِيَائِهِمْ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ
وَلَكِنَّهُمْ يَقْذِفُونَ فِيهِ ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ.

وقال قتادة : خلق الله تعالى النجوم زينة للسماء ورجوماً
للشياطين ، وليهتدي بها في البر والبحر؛ فمن قال غير هذه الخصال الثلاث فقد
تكلف وأذهب حظه من الآخرة.

والذي جعل رجوما للشياطين هو بعض النجوم التي تبدو مضيئة ثم تلوح منقظة وتسمى الشهب

2 - معنى رجوماً : ظنوناً لشياطين الإنس ، وهم المنجمون
ينسبون إلى النجوم أشياء على جهة الظن من جهالهم ، والتمويه والاختلاق من
أزكيائهم ، ولهم في ذلك تصانيف تشتمل على خرافات يموهون بها على الملوك
وضعفاء العقول ، ويعملون موالد يحكمون فيها بالأشياء لا يصح منها شيء.

قلت (شريف): و باقي الآية مع الأثار المروية يرجح التفسير الأول.



*** قال الرازي : فإن قيل : جعل الكواكب زينة للسماء يقتضي
بقاءها واستمرارها وجعلها رجوماً للشياطين ورميهم بها يقتضي زوالها والجمع
بينهما متناقض ، قلنا : ليس معنى رجم الشياطين هو أنهم يرمون بأجرام
الكواكب ، بل يجوز أن ينفصل من الكواكب شعل ترمى الشياطين بها ، وتلك الشعل
هي الشهب ، وما ذاك إلا قبس يؤخذ من نار والنار باقية.



*** منافع النجوم:


1 - أن الله تعالى زين السماء بها .

2 - ومنها أنه يحصل بسببها في الليل قدر من الضوء ، ولذلك
فإنه إذا تكاثف السحاب في الليل عظمت الظلمة ، وذلك بسبب أن السحاب يحجب
أنوارها .

3 - ومنها أنه تعالى جعلها علامات يهتدى بها في ظلمات البر
والبحر ، على ما قال تعالى : { وعلامات وبالنجم هُمْ يَهْتَدُونَ } [ النحل
: 16 ]

4 - ومنها أنه تعالى جعلها رجوماً للشياطين الذين يخرجون الناس من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر .



*** وأصل ( اعتدنا ) أعددنا أي هيأنا قلبت الدال الأولى تاء لتقارب مخرجيها ليأتي الإدغام طلبا للخفة والضمير في لهم عائد على الشياطين.

و تأمل أن الله سبحانه العظيم أعد لهم هذا العذاب قال تعالي "
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى
الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا
شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)"

فهذا هو الهلاك الحقيقي و الشقاء الحقيقي و إن ما في الدنيا
من شر إنما هو قليل قليل مقارنة بهذا الأمر الجسيم قال تعالى :"و من يحلل
عليه غضبي قفد هوى".



*** قال المبرد : سعرت النار فهي مسعورة وسعير كقولك : مقبولة وقبيل .

قال البخارى في الصحيح: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :" ثُبُورًا
"وَيْلًا وَقَالَ غَيْرُهُ السَّعِيرُ مُذَكَّرٌ وَالتَّسَعُّرُ
وَالْاضْطِرَامُ التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ.

قال بن عاشور:والسعير : اسم صيغ على مثال فعيل بمعنى مفعول من
: سعر النار إذا أوقدها وهو لهب النار أي أعددنا للشياطين عذاب طبقة أشد
طبقات النار حرارة وتوقدا فإن جهنم طبقات .

قلت :و تسمية الله سبحانه النار بالسعير تعظيم لأمر نارها و
حرارتها و إحراقها و هذا التعظيم صدر من الله العظيم الذي نظرنا في خلقه و
ملكه فرأينا أنا لا نطيق تقدير عظمته و جلاله و ملكه.

و هذا جزاء الشياطين في الدنيا شهب محرقة و في الآخرة نار
موقدة و الذي بنى السماء على هذه الكيفية الهائلة التي تفوق الخيال هو الذي
أعد لهم النار فكيف سيكون حالها؟ و من الذى يطيقها؟ اللهم أجرنا منها .



*** و الشياطين تعذب بالنار مع أنه خلقت منها كما أن الإنسان
خلق من طين و هو يتلوث به لو أصابه و يتأذى به و يصاب لو قذف به و لو قذف
بطين متحجر ضره ذلك و ربما قتله.



*** واحتج بالأية على أن النار مخلوقة الآن بهذه الآية ، لأن قوله : { وَأَعْتَدْنَا } إخبار عن الماضي .

و استدل أيضا بأن النبي صلى الله عليه وسلم رآها بعيني رأسه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اطلعت في الجنة فرأيت
أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء » رواه
البخارى.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق
الجنة نادى جبريل فقال له: اذهب فانظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها،
فذهب فنظر إليها، وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، فرجع فقال: وعزتك لا يسمع
بها أحد إلا دخلها!! فأمر بالجنة فحفت بالمكاره، فقال: ارجع فانظر إليها
وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فنظر إليها، فلما رجع فقال: وعزتك لقد
خشيت أن لا يدخلها أحد!! قال: ثم أرسله إلى النار قال: اذهب فانظر إليها،
وإلى ما أعددت لأهلها فيها. قال: فنظر إليها، فإذا هي يركب بعضها بعضاً، ثم
رجع فقال: وعزتك لا يدخلها أحد سمع بها!! فأمر بها فحفت بالشهوات. ثم قال:
اذهب فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها، فذهب فنظر فيها فرجع فقال: وعزتك
لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها.

وأخبر صلى الله عليه وسلم أن النار اشتكت إلى الله سبحانه
وتعالى فقالت: [يا رب! أكل بعضي بعضاً، فجعل لها نفسين، نفساً في الشتاء،
ونفساً في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من
الحر من سمومها] .

وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه [إذا جاء رمضان فُتِحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين] (متفق عليه).



*** يقول أهل الفلك أن الشهاب لا يحترق فيعطى ذلك الضوء
المعروف إلا إذا اخترق الغلاف الجوى و النكتة هنا أن الشياطين قدرتهم
محدودة فلم يتجاوز صعودهم في السماء إلا قدرا يسيرا بالنسبة إلى هذا
الملكوت العظيم ثم يمنعون من التصنت و الله أعلم .

و هل الصعود إلى هذه المسافة يجعل الإنسان قادرا على سماع
كلام الملائكة ؟ الله أعلم فربما كان ذلك خاصا بالجن و لا ينطبق على الإنس و
ربما انطبق.



*** و العجيب أن العلم الحديث يكشف حقائق أغرب من أبعد
التصورات و الخيالات و قد كان الناس في الماضي يتعاملون مع أمور على أنها
مسلمات ثم جاءت الحقائق العلمية فأثبتت غير ذلك و نسفت بنيانهم من قواعده و
سبحان الملك ما كان في زمن من الأزمنة يعتبر من علوم الصفوة ثبت خطئه و
أصبح الأطفال في المدارس يعلمون من الحقائق الثابتة ما يزيد عليه بكثير
لذلك فأنا لا أريد أن أضع في هذا التفسير ظنونا و لا أوهاما إنما سأقتصر
على بعض الإشارات و التنبيهات ثم النقولات عن علماء مسلمين معاصرين في علوم
الدنيا.

أولا : في اللغة العربية يذكر العدد لإرادة التكثير، ويعبرون
عنه بأنه عدد لا مفهوم له، وهذا كما تقول لصديقك: زرتك ألف مرة ولم تزرني
فأنت لا تريد ألفاً بعدده، وإنما تريد زرتك مرات كثيرة فما ورد من تحديد
لأبعاد السماوات و نحوها يحمل على هذا الأمر و لا أعلم ما يخلو سنده من
مطعن و لكن على افتراض الصحة و ذلك أن عقول الخلق و علومهم في فترة نزول
الوحي كانت لا تطيق معرفة ذلك إلا على وجه الإجمال الذي ذكر لهم و الله
أعلم .

و قد يحمل العدد على أنه يقطع بوسائل مواصلات لا نعلمها و لم تكن العقول لتدركها زمان نزول الوحي.

و هناك وجة بعيد و هو ما ذكره علماء الفلك من أن الكون لا
يزال في اتساع و تباعد بما يقارب سرعة الضوء فيحتمل أن هذه الأحجام كانت
وقت نزول الوحي.

ثانيا: يلاحظ الاختلاف بين الاصطلاحات الفلكية و التي يتربى
عليها الأطفال في المدارس فأصبح الصغير و الكبير لا يتبادر إلى ذهنه إلا هى
و معاني اللغة العربية التي نزل بها القرآن فلا يشترط أن تكون النجوم
المذكورة في القرآن الكريم هي عينها ما اتفق عليه اصطلاح الفيزيائيين
حديثاً بأنها ذلك الجرم الكوني الضخم الغازي المضيء بذاته كالشمس بعكس سائر
الأجرام المعتمة كالكواكب والأقمار.

و الكوكب لا يلزم أن يكون كالأرض و ليس نجما كالشمس بل لغويا
الكوكب ينطبق على النجم ففي القاموس المحيط: الكَوْكَبُ : النَّجمُ
كالكَوْكَبَةِ وبياضٌ في العَيْنِ و قال بن منظور :و قال ابن سيده وغيره
الكَوْكَبُ والكَوْكَبةُ النَّجْم كما قالوا عَجوزٌ وعَجوزة وبَياضٌ
وبَياضةٌ قال الأَزهري وسمعت غير واحد يقول للزُّهَرة من بين النُّجوم
الكَوْكَبةُ يُؤَنثونها وسائرُ الكَواكِب تُذَكَّر فيقال هذا كَوكَبُ كذا
وكذا.اه

فأنظر هنا إلى أنهم لم بفرقوا بين النجم و الكوب بالاصطلاح الفلكي بل عدوا كل منهما كوكبا.
ثالثا:
اختلف الناس في معنى سبع سماوات طباقا فمنهم من قال بانها سبع سموات طباقا
, الواحدة فوق الاخرى ومنهم من قال هن سبع سماوات بسبع عوالم كعالمنا وكل
عالم منها له شمسه وكواكبه وكذلك بالنسبة للارض فمنهم من قال بانها سبع
اراض , الواحدة فوق الاخرى ومنهم من قال هن سبع أراض كأرضنا.

و الأظهر أن بعضها على بعض قال تعالى: "أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ
خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ
نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ".

فلا يكون القمر فيهن بالجمع للسماوات السبع إن لم تكن الطبقات سماء داخل الأخرى وداخلها جميعا سمائنا الدنيا التى فيها القمر.

رابعا :استدل البعض بقوله تعالى : "ويمسك السماء أن تقع على
الأرض إلا بإذنه " ( الحج 65) أن السماء هنا كافة الأجرام السماوية وليس
البعض منها فقط .

خامسا : قد يأتي العلم بما يخالف ما تصوره الناس و ألفوه و
لكنه لا يأتي بما يخالف نصوص الوحيين الثابتة التي لا مطعن فيها و لا مجال
فيها لتفسير أخر و قد يأتي العلم بتفصيل ما علمه الناس على وجه الإجمال أو
ظنوه على وجه من الوجوه فيظهر على غيره و الله أعلم و لو وجدنا مخالفة بين
العلم و الوحي فنعلم أنه إما أن هذا العلم قاصر أو مجرد نظرية خاطئة أو
مخطئ أو أننا فهمنا نص الوحي خطأ و ليس ذلك من باب التكلف و لكنه من باب
تصديق المئات الأدلة المتظاهرة القوية على صدق النبي صلى الله عليه و سلم
و لله الحمد أنا لا أعلم ما فيه مثل هذا الخلاف.

و الآن لنبحر سويا في أقوال أهل علوم الدنيا من أخر اكتشافات
العلم الحديث في زماننا حول الكون و السماء و قد أختصرت كثيرا من هذا
الكلام المختصر أصلا حتى لا يطول السرد.

1 – يقول د. حسني حمدان (أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة):

والشمس تنطلق طاقة من سطحها الخارجي مقدارها 000.580 مليون مليون مليون حصان.

ويقول الدكتور/ منصور حسب النبي الثمن الذي يلزم علينا نحن
سكان الارض أن ندفعه نظير ماتمدنا به الشمس من ضوء وحرارة بحوالي مليون
مليون جنيه في الساعة الواحدة وصدق الله حيث يقول: "وإن تعدوا نعمة الله
لاتحصوها" النحل: اية .18
2 - يقول المهندس : مراد عبد الوهاب الشوابكه (قسم الهندسة الكهربائية / هندسة الإتصالات )

وفي هذا البناء الكوني العجيب من الأجرام السماوية والمجرات
بنجومها وكواكبها أعداد هائلة يصل عددها إلى أكثر من 120 مليار في الكون
المعلوم و في كل واحدة منها مليارات النجوم والأجرام السماويّة وللمجرات
كما تعلمون أشكال مختلفة وأبعاد هندسيّة وأقطار هائلة وإليكم بعض الأمثلة
بالأرقام:
(1) مجرة درب التبانة(Milky Way Galaxy):

قطر المجرّة = 100 ألف سنة ضوئية ( السنة الضوئية = 9.46 تريليون كيلومتر)
100.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 946000 تريليون كيلومتر
بعد الأرض عن مركز المجرة = 25 ألف سنة ضوئية
25000 × 9.46 تريليون كيلو متر = 236500 تريليون كيلومتر.
(2) مجرَّة (NGC 4258) :

قطر المجرة = 131 ألف سنة ضوئية
131000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1239260 تريليون كيلومتر
بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 25 مليون سنة ضوئية
25.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 236.500.000 تريليون كيلومتر.

(3) مجرّة ( M87) :

قطر المجرة = 120 ألف سنة ضوئية
120.000 × 9.46 تريليون كيلومتر=1135200 تريليون كيلومتر
بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 50 مليون سنة ضوئية
50.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 473.000.000 تريليون كيلومتر.
(4) مجرّة(Andromeda)

قطر المجرّة = 200 ألف سنة ضوئية
200.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1892.000 تريليون كيلومتر
بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 2 مليون سنة ضوئية
2.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 18920000 تريليون كيلومتر.
وهنالك الكثير من الارقام التي لا تتسع لها شاشة الجهاز الله أعلم بها !!!...

وعادة تكون آلاف من هذه المجرات متقاربة بحيث تشكل تجمعات عنقودية
(clusters ) يبلغ قطرها أكثر من 10 ملايين من السنين الضوئية.
وهناك
أيضاً تجمعات عملاقة (superclusters) من المجرات محبوكة مع بعضها بأوتار
وخيوط دقيقة ( Filaments) وتشكل منها نسيجاً رائعاً محبوكاً بعنايةٍ إلهية
خارقة شأنها شأن السماء كلها قال تعالىSad( والسماء ذات الحُبُك )).
ومن
أمثلة هذا التجمعات العملاقة ما يعرف بالحائط العظيم (Great Wall ) حيث تصل
أبعاده إلى 200 مليون سنة عرضاً و 500 مليون سنة طولاً.

والآن أريد أن أسألكم سؤالاً : لو أن البشرية كلها بقوتها
وتقنيتها أرادت أن تنفذ وتخرج من مجرّة درب التبانة فقط ولا نريد أن نتحدث
عن غيرها هل إلى ذلك من سبيل ؟
هَبْ أن العلم أمكنهم من صنع مركبة تسير
بسرعة الضوء وأمتطوا صهوتها هل سيسيرون في هذا المسار لمدة 25 ألف سنة وهو
بعد مركز المجرة عن أرضنا
ومن هو هذا الكائن الذي يمتلك هذا العمر السحيق...؟!
ولو
أنَّ لكائن ما هذا العمر، فمن أين لمركبته الخارقة الوقود الذي يسيرها على
مدى هذه الآلاف والملايين والمليارات من السنين وليست السنين العادية بل
السنين الضوئية...؟!

فعلى سبيل المثال أطلقت وكالة ناسا NASA عام 1980م رحلة
voyager تحتوي على مركبتين وأطلقوا على هذه المهمة (The Interstellar
Mission)، فمثلاً إحدى هاتين المركبتين (voyager 1) تتميز بسرعة هائلة،
ولتقريب هذه السرعة إلى الأذهان فإنها تقطع المسافة بين لوس أنجيليس
ونيويورك في أقل من أربع دقائق(قلت :يعني من شرق قارة أمريكا الشمالية إلى
غربها) فلك أن تتخيل سرعتها، وهي مزودة ببطارية نووية طويلة الأمد، ولكن
موضع الشاهد هنا " ينتهي عمر البطارية بحلول عام 2020 " وهي ماقطعت إلا
جزءاً يسيرا من سنة ضوئية واحدة.

فبالله عليكم كيف لو أرادت البشرية بعلمها وتقنيتها أن تخترق
ما يسميه العلماء اليوم بالحائط العظيم (Great wall) طولاً أو عرضاً ولديهم
المركبة الضوئية التي تقطع 9.46 تريليون كيلومتر في ثانية واحدة من أين
لأحدهم هو ومركبته الخارقة هذا العمر الخيالي ( 200 مليون سنة أو 500 مليون
سنة ).......؟!

3 – يقول الدكتور منصور العبادي (جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية):

يقدر العلماء بشكل تقريبي عدد المجرات في الكون المشاهد بمائة بليون مجرة وتحتوي كل مجرة في المتوسط على مائة بليون نجم وما
يتبع هذا النجم من كواكب وأقمار ويبلغ متوسط المسافة بين مجرتين متجاورتين
25 بليون بليون كيلومتر أو ما يعادل 2.5 مليون سنة ضوئية أما متوسط
المسافة بين نجمين متجاورين فتبلغ في المتوسط سنتين ضوئيتين أو ما يعادل
20 ألف بليون كيلومتر وأما المسافة بين الكواكب المتجاورة فتقاس بعشرات
الملايين من الكيلومترات وصدق الله العظيم القائل "فلا أقسم بمواقع النجوم
وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم" الواقعة 75-76.

أما السرعات التي
تتحرك بها هذه الأجرام في الفضاء فهي في غاية الضخامة فعلى سبيل المثال فإن
الأرض تدور حول الشمس بسرعة 108 آلاف كيلومتر في الساعة والشمس تدور حول
مركز المجرة يسرعة 800 ألف كيلومتر في الساعة أما المجرة فتندفع في خط
مستقيم بسرعة تزيد عن مليوني كيلومتر في الساعة.


4 – يقول د. زغلول النجار في معرض بيان الإعجاز في قوله
سبحانه "يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات و
الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان"

(أقطار‏):‏ قطر كل شكل وكل جسم الخط الواصل من أحد أطرافه إلي الطرف المقابل مرورا بمركزه‏.‏

قلت (شريف ):هذا التعريف الهندسي أما اللغوى فهو الناحية كما ورد في القاموس المحيط و مختار الصحاح و هو الشق كما ورد في المحيط في اللغة و الأخير لا يخالف التعريف الهندسي.

قال بن منظور: والقُطْر بالضم الناحية والجانب والجمع أَقْطار
وفي التنزيل العزيز من أَقطار السموات والأَرض أَقطارُها نواحيها واحدها
قُطْر وكذلك أَقتارُها واحدها قُتْرٌ قال ابن مسعود لا يعجبنك ما ترى من
المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي شِقَّيه يقع في خاتمة
عمله أَعلى شق الإِسلام أَو غيره وأَقطارُ الفَرَس ما أَشرف منه وهو
كاثِبَتُه وعَجُزُه وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما أَشْرَفَ من أَعاليه
وأَقطارُ الفَرس والبعير نواحيه.اه

قال‏ (تعالي‏):‏ إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض وقال‏ (عز من قائل‏):‏ (ولو دخلت عليهم من أقطارها‏) (الأحزاب‏: 14)؛

أولا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض‏:‏

إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن
والإنس بعجزهما عن النفاذ من أقطار كل من الأرض علي حدة‏,‏ والسماوات علي
حدة‏,‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏,‏ لأن أقطار الأرض تتراوح بين‏
(12756)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي‏, (12713)‏ كيلو
مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها القطبي‏,‏ وذلك لأن الأرض ليست تامة
الاستدارة لانبعاجها قليلا عند خط الاستواء‏,‏ وتفلطحها قليلا عند
القطبين‏.‏

ويستحيل علي الإنسان اختراق الأرض من أقطارها لارتفاع كل من
الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية‏,‏
ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏,‏ فعلي الرغم من التطور
المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثا عن النفط
والغاز الطبيعي فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق
‏14‏ كيلو مترا من الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهذا يمثل‏0,2%‏ تقريبا من طول
نصف قطر الأرض الاستوائي‏,‏ وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار
في عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلي درجة قد تؤدي
إلي صهر تلك الأدوات‏,‏ فمن الثابت علميا أن درجة الحرارة تزداد باستمرار
من سطح الأرض في اتجاه مركزها حتى تصل إلي ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس
المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏,‏ ومن هنا كان عجز
الإنسان عن الوصول إلي تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏,‏ وفي ذلك يقول
الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ مخاطبا الإنسان‏:‏ (وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ
مَرَحًا إنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً)
(‏الإسراء‏:37)‏

ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏,‏ إلا أن ما ينطبق علي الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏.‏

والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلا من الجن
والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله أو الفرار من قضائه‏,‏ بالهروب إلي
خارج الكون عبر أقطار السماوات والأرض حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏,‏ إلا
أن العلوم المكتسبة قد أثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزا كاملا عن ذلك‏,‏
والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضا‏,‏ كما جاء
في قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ علي لسان الجن‏: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن
لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) (الجن‏:
12)‏ وذلك بعد أن قالوا‏:‏ (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا
مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) (الجن‏: Cool

قلت (شريف): و الأظهر أن المقصود بالأرض هنا ما هو اعم من
الكرة الأرضية و الأرض هنا اسم جنس و إلا فقد ذكر الله الأرض و أنها سبع
كالسموات و المخترق للغلاف الجوى لا يجد سبع أرضين و الأظهر و الله أعلم
عندى أنها ليست أيضا طبقات الكرة الأرضية و الخلاصة فالمختار أن المقصود
بالأية الخروج خارج حدود عالم السماوات و الأرض و ليس الخروج من الكرة
الأرضية و الله أعلم و هناك أيضا فائدة أخرى هامة و هي بيان قوله سبحانه "و
ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" فالإنسان لما بدأ في مكتشفاته ظن نفسه ملك
الكون و كفر بالله العظيم و استكبر على شرعه و ملكه و دينه و أعرض عن كل من
يدعوه لله - و رأيناهم و سمعناهم قالوا و العياذ بالله بلسان حالهم و
مقالهم العلم قتل الدين - فلم زاد علمه علم أنه صبي يلعب في قشرة الأرض
التي يحيا عليها و التي هي ذرة في الكون و تبين مدى تفاهته و حقارته و كيف
استخرج الله بهذا الابتلاء مكنون نفسه .اه

ثانيا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات‏

تبلغ أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا
يمكن أن تطويها قدرات كل من الإنس والجن‏,‏ فمجرتنا‏ (سكة التبانة‏)‏ يقدر
قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية‏ (100.000*9.5‏ مليون مليون كيلو متر
تقريبا‏),‏ ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية‏ (10.000*9.5‏ مليون
مليون كيلو متر تقريبا‏),‏ ومعني ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من
مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة تحركه بسرعة الضوء‏ (وهذا
مستحيل‏)‏ ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلي عشرة آلاف سنة من
سنيننا‏,‏ وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر
بها من مكونات تلك المجرة‏,‏ وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي
لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة‏,‏ ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية
ضوئية واحدة وربع الثانية فقط‏,‏ وهي المسافة بين الأرض والقمر‏,‏ علي
الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء‏.‏

ومجموعتنا الشمسية تقع من مجرتنا علي بعد ثلاثين ألفا من
السنين الضوئية من مركزها‏,‏ وعشرين ألفا من السنين الضوئية من أقرب
أطرافها‏,‏ فإذا حاول الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلي الأرض فإنه يحتاج
إلي عشرين ألف سنة وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا وهل
يطيق الإنسان ذلك؟ أو هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة؟ وهل
يستطيع الإنسان أن يتحرك بسرعة الضوء؟ كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك
بالنسبة للإنسان‏,‏ وما ينطبق عليه ينطبق علي عالم الجان‏...!!!‏

ومجرتنا جزء من مجموعة من المجرات تعرف باسم المجموعة المحلية
يقدر قطرها بنحو ثلاثة ملايين وربع المليون من السنين الضوئية‏
(3.261.500)‏ سنة ضوئية‏,‏ وهذه بدورها تشكل جزءا من حشد مجري يقدر قطره
بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون من السنين الضوئية‏ (6.523.000)‏ سنة
ضوئية‏,‏ وهذا الحشد المجري يكون جزءا من الحشد المجري الأعظم ويقدر قطره
الأكبر بمائة مليون من السنين الضوئية وسمكه بعشرة ملايين من السنين
الضوئية‏.‏ وتبدو الحشود المجرية العظمي علي هيئة كروية تدرس في شرائح
مقطعية تقدر أبعادها في حدود‏150*100*15‏ سنة ضوئية‏,‏ وأكبر تلك الشرائح
ويسميها الفلكيون مجازا باسم الحائط العظيم يزيد طولها علي مائتين وخمسين
مليونا من السنين الضوئية‏.‏

وقد تم أخيرا اكتشاف نحو مائة من الحشود المجرية العظمي تكون تجمعا أعظم علي هيئة قرص يبلغ قطره الأكبر بليونين من السنين الضوئية‏.‏

والجزء المدرك من الكون وهو يمثل جزءا يسيرا من السماء الدنيا
التي زينها ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ بالنجوم وقال‏ (عز من قائل‏):‏
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا
رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)
(‏الملك‏: 5).‏

هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره علي العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏
وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلا شديدا أمام
أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في
إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجي منه إلا إليه‏...!!!‏

5 – و قال د.زغلول النجار في معرض الحديث عن السماوات و الإعجاز فيهن:

السماء في اللغة العربية

السماء لغة اسم مشتق من السمو بمعني الارتفاع والعلو‏,‏
تقول‏Sad‏ سما يسمو سموا فهو سام‏)‏ بمعني علا يعلو علوا فهو عال أو
مرتفع‏,‏ لأن السين والميم والواو‏..‏ أصل يدل علي الارتفاع والعلو‏,‏
يقال‏(‏ سموت وسميت‏)‏ بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو‏,‏ وعلي
ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه‏,‏ ولذلك قيل‏:‏ كل ما علاك فأظلك فهو سماء‏.‏
ويقال فلان لا يسامى أي لا يباري‏,‏ وقد علا من ساماه أي الذي باراه‏,‏ وتساموا أي تباروا‏(‏ في اكتساب المعالي عادة‏).‏
وانطلاقا
من ذلك قيل لسقف البيت سماء لارتفاعه‏,‏ وقيل للسحاب سماء لعلوه واستعير
اللفظ للمطر بسبب نزوله من السحاب‏,‏ وللعشب لارتباطه بنزول ماء السماء‏.‏
والسماء
دينا هي كل ما يقابل الأرض من الكون‏,‏ والمراد بها ذلك العالم العلوي من
حولنا والذي يضم الأجرام المختلفة من الكواكب والكويكبات‏,‏ والأقمار
والمذنبات‏,‏ والنجوم والبروج‏,‏ والسدم والمجرات‏,‏ وغيرها من مختلف صور
المادة والطاقة التي تملأ الكون بصورة واضحة جلية‏,‏ أو مستترة خفية‏.‏
وقد
خلق الله‏(‏ تعالى‏)‏ السماء ـ وهو خالق كل شيء ـ ورفعها بغير عمد
نراها‏,‏ وجعل لها عمارا من الملائكة ومما لا نعلم من الخلق‏,‏ وحرسها من
كل شيطان مارد من الإنس والجن‏,‏ فهي محفوظة بحفظه‏(‏ تعالى‏)‏ إلى أن
يرث‏(‏ سبحانه‏)‏ هذا الكون بمن فيه وما فيه‏.‏

السماء في القرآن الكريم

جاءت لفظة السماء في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة
مواضع‏,‏ منها مائة وعشرون بالإفراد‏(‏ السماء‏),‏ ومائة وتسعون
بالجمع‏(‏السماوات‏).‏
كذلك جاءت الاشارة إلى السماوات والأرض وما
بينهما في عشرين موضعا من تلك المواضع‏(‏ المائدة‏:18,17),(‏ الحجر‏:85),(‏
مريم‏:65),(‏ طه‏:6),(‏ الأنبياء‏:16),(‏ الفرقان‏:59),(‏ الشعراء‏:24),(‏
الروم‏:Cool,(‏ السجدة‏:4),(‏ الصافات‏:5),(‏ ص‏:66,27,10),(‏
الزخرف‏:85),(‏ الدخان‏:38,7),(‏ الأحقاف‏:3),(‏ ق‏:38),(‏ النبأ‏:37).‏
وجاء
ذكر السحاب المسخر بين السماء والأرض في موضع واحد من الآية رقم‏164‏ في
سورة البقرة‏,‏ والتي تشير إلى أن القرآن الكريم يفصل بين السماء والأرض
بنطاق يضم السحاب‏,‏ وهو ما يعرف بنطاق المناخ الذي لا يتعدى سمكه‏16‏
كيلو مترا فوق خط الاستواء‏,‏ ويحوي أغلب مادة الغلاف الغازي للأرض‏(75%‏
بالكتلة‏).‏
وعلي ذلك فإن السماء في القرآن الكريم تشمل كل ما يحيط
بالأرض بدءا من نهاية نطاق المناخ إلى نهاية الكون التي لا يعلمها إلا
الله‏,‏ ويشير القرآن الكريم إلى أن الله تعالى قد قسم السماء إلى سبع
سماوات‏,‏ كما قسم الأرض إلى سبع أرضين فقال‏(‏ تعالى‏):‏
الله
الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله
علي كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ‏(‏الطلاق‏:12)‏
وقال‏(‏
سبحانه وتعالى‏):‏ ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏,‏ وجعل القمر
فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ‏(‏نوح‏:16,15)‏ وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ الذي
خلق سبع سماوات طباقا‏...‏ ‏(‏ الملك‏:3)‏

قلت(شريف): و استثناء نطاق المناخ لا يظهر لقوله تعالى"أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ
فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ
يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ " و "يرسل السماء عليكم مدرارا"
"وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ
جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ " " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ
وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا
أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " .

"أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ
السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" فالأظهر أن القرآن إنما يغلب على خطابه المعنى
اللغوي للسماء و لكن في هذه الآية أعني قوله تعالى "و السحاب المسخر بين
السماء و الأرض" إعجازا بأن يخبرنا الوحي أن السحاب و إن كنا نراه في العلو
متصلا بالسماء و أجرامها إلا أنه في الحقيقة بين السماء و الأرض فلا هو من
عالم السماء و أجرامها و بناءها و لا هي من عالم الأرض فهنا خالف القرآن
ما عهدناه من استعمال المعنى اللغوى لبيان تلك المعجزة بالإخبار عن ذلك
الامر في وقت كان لا يعلمه فيه أحد فالسحاب في السماء أي في العلو و هو
مسخر بين السماء و الأرض لأنه لا من عالم السماء و لا من عالم الأرض و الله
أعلم .اه
و يتضح من هذه
الآيات بصفة عامة‏,‏ ومن آيتي سورة نوح‏(16,15)‏ بصفة خاصة أن السماوات
السبع متطابقة حول مركز واحد‏,‏ يغلف الخارج منها الداخل‏,‏ وإلا ما كان
جميع ما في السماء الدنيا واقعا في داخل باقي السماوات‏,‏ فيكون كل من
القمر والشمس ـ وهما من أجرام السماء الدنيا ـ واقعين في كل السماوات
السبع‏.‏
وجاء ذكر السماوات السبع في سبع آيات قرآنية كريمة
هي‏:[(‏ الإسراء‏:44),(‏ المؤمنون‏:86),(‏ فصلت‏:12),(‏ الطلاق‏:12),(‏
الملك‏:3),(‏ نوح‏:16,15),(‏ النبأ‏:12)].‏
كذلك جاءت الإشارة القرآنية
إلى سبع طرائق في الآية‏(17)‏ من سورة‏(‏ المؤمنون‏),‏ واعتبرها عدد من
المفسرين إشارة إلى السماوات السبع‏,‏ وإن كان الاشتقاق اللفظي يحتمل غير
ذلك‏.‏
ويشير القرآن الكريم إلى أن النجوم والكواكب هي من خصائص السماء الدنيا وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ‏(‏الصافات‏:6)‏
وقوله‏(‏ سبحانه وتعالى‏):‏ ‏....‏ وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ‏(‏فصلت‏:12)‏
وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح‏...‏ ‏(‏الملك‏:5)‏
وفي
زمن تفجر المعارف العلمية‏,‏ والتطور المذهل للوسائل التقنية الذي نعيشه
لم يستطع الانسان إدراك سوي جزء صغير من السماء الدنيا‏,‏ ولم يتجاوز
إدراكه لذلك الجزء‏10%‏ مما فيه‏...!!!‏


_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى