مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyاليوم في 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة

اذهب الى الأسفل

الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة Empty الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة

مُساهمة من طرف Admin السبت 17 سبتمبر 2011, 8:09 am


الْمُحَاضَرَة الْتَّاسِعَة







قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( خَطَرَت لِي فِكرَةٌ فيمَا يجرِي علَى كَثيرٍ مِن العَالَمِ من المَصائبِ الشَّدِيدةِ و البَلَايَا العَظِيمَةِ التي تَتَنَاهَى إلى نِهَايةِ الصِعٌوبَةِ فقُلتُ: سُبحَانَ الله إن الله أَكرَمُ الأَكرَمِين والكَرمُ يُوجِبُ المُسَامَحة فَما وَجهُ هَذِهِ المُعَاقَبة ؟فَتفَكرتُ فَرأيتُ كَثِيرًا من النَّاسِ في وجُودِهِم كالعَدم لا يَتَصَفَحُونَ أدِلَةِ الوَحدَانِية ولَا يَنظُرُونَ في أَوامِرِ الله تَعالَى ونَواهِيهِ بَل يَجرُونَ على عَادَاتِهِم كَالبَهَائِم ، فإِن وَافَقَ الشَّرعُ مُرَادَهُم وإِلَّا فَمُعَولَهُم عَلى أغرَاضِهِم ، وبَعدُ حِصُولِ الدينَارِ لا يُبَالُونَ أَمِن حَلَالٍ كانَ أَم مِن حَرَام ، وَإن سَهُلَت عَليهِم الصَّلاةِ فَعَلُوهَا وَإن لَم تَسهُل تَرَكُوهَا ، وفِيهِم مَن يُبَارِزُ بالذِنوبِ العَظِيمة مَع نَوعِ مَعرِفَةِ النَّاهِي ، ورُبمَا قَويَت مَعرِفَةِ عَالِمٍ مِنهُم وتَفَاقَمَت ذِنُوبَه فَعَلِمتُ أن العِقُوبَاتِ وإِن عَظُمَت دُونَ إِجرَامِهِم ، فَإِذا وقَعَت عُقُوبَةٌ لِتُمَحِصَ ذَنبًا صَاحَ مُستَغِيثُهُم: تُرَى هَذَا بِأَي ذَنب ؟ وَيَنسَى مَا قَد كَانَ مِمَا تَتَزَلزَلُ الأَرضَ لِبَعضِه وقَد يُهَانُ الشَّيخُ في كِبَرِهِ حَتَى تَرحًمَُه القُلُوب ، وَلَا يُدرَي أِنَّ ذَلِكَ لِإِهمَالِهِ حَقَّ الله تَعَالَى في شَبَابِهِ فَمَتَى رَأَيتَ مُعًاقَبًا فَاعلَم أِنَّه لِذِنُوب .)





وكنا قد تكلمنا أمس عن تصفح أدلة الوحدانية ووقفنا في نهاية الكلام على الأوامر والنواهي ، فإنه لو عظم الآمر ما خالف أمره ولا تجاوز نهيه ، فيكون تنفيذ الأوامر والنواهي أنما هي فرع على صحة توحيده ، لكن النصوص تنقسم إلى قسمين الْنُصُوصِ الْشَّرْعِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ قُرْءَانا أَوْ كَانَتْ سَنَةً تَنْقَسِمُ إِلَىَ قِسْمَيْنِ:-


القسم الأول: يسميه العلماء معقول المعنى .والقسم الأخر: يقولون أنه لا معقول المعني ,ومعنى معقول المعني: أي ظهرت الحكمة من تشريعه, ومعنى لا معقول المعني:أي لم تظهر الحكمة من تشريعه ، مع وجود الحكمة فيه ، لأنه لا يتصور أن يكون هناك أمرٌ إلا بحكمة سواء عرفت الحكمة أم لم تعرفها ,القسم الأول تقريبًا أغلب نصوص الشرع تنتمي إلى القسم الأول وهي معرفة الحكمة من التشريع وهو ما يسميه العلماء أيضًا بالعلة كقوله- صلي الله عليه وسلم- مثلاً لما جاءه بشير والد النعمان بن بشير- رضي الله عنهما- وقد أراد أن يخص النعمان بشيء فأبت امرأته وقالت له: لا حتى تُشهد على ذلك رسول الله- صلي الله عليه وسلم-" فجاء بشير وقال للنبي ﷺ - إني أردت أن أُنحِل ابني هذا نُحلاً ن أي أعطيه عطية ، وجئت أُشهدك على ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام أكل ولدك أعطيت ؟ قال: لا قال: ﷺ أشهد على ذلك غيري فإني لا أشهد على جَور " (أشهد على ذلك غيري ) الشاهد من الحديث: ليس إذنًا أن يشهد غير النبي- صلي الله عليه وسلم- لكنه أراد أن يقول له: ليس مثلي هو الذي يشهد على جور فإن شهد غيري فأنا لا أشهد ، وهذا معني الكلام ,وهذا كقول الله- عز وجل-:﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾(فصلت:40) ، مع عدم الترخيص بالكفر ، لأن الله – عز وجل- قال:﴿وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾(الزمر:7)، فليس معني قوله:-:﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾أن العبد حر أن يفعل ما يريد ، لا ، إنما هو تهديد ، كما تقول أنت لولدك الذي لا يسمع الكلام أنت حر ، أنت حر ليس معناها أن يفعل ما يريد ، إنما هذا خرج منك على سبيل التهديد أي أنك مسئول عن الجناية وأنت وحدك الذي ستتحمل العقوبة فهذا معني الكلام ,فيكون قد ظهر لنا علة هنا في هذا اللفظ " أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جَور " في اللفظ الآخر أن النبي ﷺ - قال لبشير:" أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ " تريد أولادك هذا يبرك ، وهذا يبرك ، وهذا يبرك ،" قال: نعم ، قال:فاعدل بينهم " ، فظهرت علة أيضًا لماذا يجب على الوالد أن يسوي في الهبة بين الأولاد إذا كانت هبة مطلقة ، أن أعطى أموال في العيد ، فيسوي بين الأولاد في هذه الأموال ، بخلاف ما إذا خرجت الأموال من الوالد مساعدة للأبناء ، فيكون كل بحسب ,عندي أحد أولادي يسكن مثلاً في القاهرة ولنفترض أن هذا الولد له منصب كبير ، كأن يكون أستاذًا في الجامعة أو مثل ذلك ، وأراد أن يتزوج وخطب امرأة من المدينة ، فلما أردت أن أزوج الولد ساعدته بمائة ألف جنيه ، وعندي ولد فلاح يسكن في القرية أراد أن يتزوج ساعدته بعشرين ألف ، وكانوا له كفاية وزيادة ، وطبعًا بكل أسف المثل هذا لا ينطبق على الواقع ، اليوم في الفلاحين المهر أضعاف ، أضعاف المدينة لابد أن يحضروا ما يملأ ثلاث سيارات من الأواني الألومونيوم ، وكذلك غسالتين وغسالة أطفال ، وكلهم فلاحين ، لماذا تريدين غسالة الأطفال ، ماذا ستعملين بها ، تريد غسالة للكبار وغسالة للأطفال ، فهل لو وضعت ملابس الأطفال في غسالة الكبار ستقف ولا تعمل ، لا يلزم هذه وهذه ، لأن بنت عمها وبنت خالتها وغير ذلك ,بكل أسف في الأرياف أصبح عبء على الوالد الذي يزوج ابنته وليس على الرجل الذي سيتزوج ، لا ، على الوالد وربما في المدينة يسهلون قليلاً ، لكن سنفترض المسألة هكذا ، زوج ولده الفلاح بعشرين ألف والولد الذي هو أستاذ في الجامعة أعطاه عند ما أراد أن يتزوج خمسين ، ستين ألف ، هل يجب عليه أن يسوي ؟ لا ، هو أعطى لهذا كفايته بما يوافق العرف ، وهذا كفايته بما يوافق العرف ، ليست هذه هبة مطلقة ، إنما هذه هبة خرجت على سبب ، وهذا رضي وهذا رضي , مثل ما يقول العلماء في خدمة المرأة ، لو أن رجلًا متزوج بامرأتين ، واحدة من المستوي العالي التي تريد خادم وخادمة وامرأة أخري من الفلاحين وتشتغل شغل الفلاحين من حلب الجاموسة وغير ذلك . الأولي كانت في بيت والدها عندها من يقوم بخدمتها وعنها خدم وغير ذلك ، والثانية تعتمد علي نفسها.


فقال العلماء:خدمة البدوية ليست كخدمة الحضارية هذه لها خدمة ، وهذه لها خدمة المهم ، أنك ترضي الاثنين وقت هذه ترضيها وتكون مرضيه والثانية تكون مرضية مع بعد ما بينهما من النفقة لكن الرجل إذا أراد ابتداءًا أن يعطي أولاده هدية يجب عليه أن يسوي بين الأولاد .


الْعِلَّةُ مِنَ الْتَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ عِنْدَ الْنَّفَقَةَ عَلَيْهِمْ.:النبي ﷺ - ذكر العلة في ذلك قال : " أتحب أن يكون لك في البر سواء ؟ قال: نعم ، قال: فأعدل بينهم " لأن التفريق في الهدية أو في الهبة المطلقة يوجب نفور قلب الأبناء ، الابن هذا يقول: أبي ميز عليَّ أخي ويبدأ في أن يحقد علي أخيه ، بكل أسف الآباء الذين ليس لهم بصر يتركون العداوة للأبناء ثم يموتون ، يأخذ الأرض يعطيها للأولاد الصبيان ويقول أن البنات لهم أزواج يصرفوا عليهم لكن الابن هو الذي يصرف علي الأولاد وغير ذلك من أمور أخري ، فيعطي الأرض للأولاد والبنات ، أو يعطي للبنات الفتات ويعطي باقي الأرض للأولاد الذكور ,يترك الحقد والحسد والغيرة ما بين الأبناء ويموت ، ما الذي استفاده هو ، لو كان سوي بينهم ؟ علي الأقل كان يترك الرحم موصولًا بين الأولاد وبين البنات ، فهذا نص معلل فيه علة .


مَالْحُكْمُ فِيْ إِبَاحَةِ زِيَارَةِ الْقُبُوْرِ بَعْدَ الْحَظْرِ؟كذلك مثلًا قوله ﷺ -: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور .فزوروها " لماذا ؟ " فإنها تذكر بالآخرة "، فهذا نص معلل ، ظهرت الحكمة من الإباحة بعد الحظر ، وأنت تعرف الحديث هذا بدأ بإباحة ثم بحظر ثم بإباحة يكون إباحتان وحظر ، لأن النبي ﷺ - عندما يقول: " كنت نهيتكم " دل هذا علي أن إباحة سابقة ، ما الذي نهاهم عنه ؟ إنما نهاهم عن مباح " كنت نهيتكم " كان هناك مباح، ثم فيه نهي ، " فزوروها " هذه إباحة ثانية ,أكثر نصوص الشريعة تحت هذا النوع ،المعلل الذي ظهرت الحكمة من تشريعه إما نصًا ، وإما استنباطًا ، لأن العلة ممكن ألا تكون مذكورة ، لكن أنت تفهم العلة من هذا ، فتستنبط العلة ، غير النصين اللذان ذكرتهما العلة فيها مذكورة .


القسم الثاني:وهو لا معقول المعني : وهو الذي أمر به العبد ابتلاءًا ، قد يفهم العبد الحكمة منه وقد لا يفهم ، لكن هو مشتمل علي حكمة إذ لا أعلم في نصوص الشرع أمرًا كان المقصود منه امتثال الطاعة ولا يشتمل علي حكمة هذا غير موجود ، بل لابد أن يشتمل علي حكمة سواء عرفتها أو لم تعرفها لكن علي أي حال الظاهر منه الابتلاء ، يبتليك لينظر إلي طاعتك سوف توقف تنفيذ الأمر حتى تقول لابد أن أفهم ولا إذا ثبت الخبر تقول: سمعنا وأطعنا .


مثال ذلك: كأمر الله - عز وجل - إبراهيم أن يذبح ابنه ، فالمقصود هو تنفيذ الأمر وليس المقصود إمضاء المأمور به ، ما هو المأمور به ؟ ذبح إسماعيل هل هذا هو المقصود ؟ لا ، ليس هذا المقصود ، هل هو ذلك المأمور به بمعني أن ينفذ ؟ لا ، لأن هذا كما يقول العلماء أمر ابتلاء وليس أمر إمضاء ، إذ لو أراده الله - عز وجل - لمضي لكن الله - تبارك وتعالي - أبتلي إبراهيم - عليه السلام - بذبح ولده الوحيد آنذاك والذي جاء بعد طول انتظار ، وغير ذلك بلغ معه السعي أي بدأ يتبع أباه . أنت تعرف الولد الصغير الأب لا ينظر للولد الصغير حتى يبدأ أن يتحرك ويبدأ يعاكسه ، يمكن أحسن الفترات التي تستمتع بها الأم بالولد فيها طول ما الولد يرضع ، تكون الأم شديدة الالتصاق بالولد ، الأب عادة لا ينظر إلي الولد في هذا السن ، متى الأب يبدأ في النظر إلي الولد ؟ عندما الولد يبدأ أن يتحرك ، وبعد ذلك يجري ورائه ، عندما يذهب للباب يجري ورائه ويبدأ الأب في الهروب من الولد لابد أن يغيبوه يمين أو شمال لكي لا يلحق به لأنه متمسك به ، كل ما يأتي لكي ينزل يريد أن ينزل معه . يبدأ يحدث نوع من التعلق بين الوالد وبين الولد في هذا السن.


(فَبَلَغَ مَعَهُ الْسَّعْيَ) الْعُلَمَاءُ يَقُوْلُوْا عَلَيَّ قَوْلَيْنِ:-القول الأول :السعي هو سن ثلاث عشر سنة ، أربعة عشر سنة ، أي بدأ في السعي معه ويمشي ويذهب معه في قضاء الحاجات وغير ذلك .القول الثاني: بلغ معه السعي: أي بدأ يسعي ، يمشي ، مجرد أنه يمشي ,فأراد الله - عز وجل - أن يبتلي إبراهيم في محبة هذا الولد ، ألهذا الولد ركن في قلب إبراهيم- عليه السلام- أم لا ؟ ، فأمره بذبحه ، فلما امتثل كان خليلاً ، فما هي الخلة ؟الخُـلةُ: أن تتسلل المحبة إلى مسام القلب حتى لا يترك في القلب شيءٌ لغير المحبة وهي أعلى درجات المحبة أن يكون المرء خليلاً ، أعلى الدرجات على الإطلاق . مَتَىَ صَارَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلَا؟فصار إبراهيم- عليه السلام- خليلاً لما انتزعت محبة إسماعيل من قلبه فلم يبقى في قلبه غير ربه- تبارك وتعالي- ، فهذا أمر ابتلاء ، لذلك لما إبراهيم- عليه السلام- امتثل ، ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ﴾(الصافات:103-105)، فما هو التصديق ؟ قولٌ ، أم قول وفعل ؟ قول وفعل بنص هذه الآية ، لماذا ؟﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾ هذا القول ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ هذا الفعل ، الذي يتكلم ولا يصدق قوله فعله فليس بصادق ، بعد ما القول والفعل ﴿ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾(الصافات:105-107) .فهذا أمر ابتلاء أم إمضاء ؟ فلو كان أمر إمضاء ما الذي يحدث كان ذبحه ، لأن أمر الإمضاء لا يتغير ، إذا أراد الله شيئًا إمضاءًا مضى ، مثل الأجل .


قِصَّةً مُوْسَىْ وَمَلَكِ الْمَوْتِ:وكذلك دليل من أدلة هذا البحث قصة موسى مع ملك الموت ، وهذا المعنى هو الذي سيحل الإشكال ، الإشكال الذي اعترض المعترضون على هذا الحديث حديث موسى وملك الموت في الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- " أن النبي ﷺ - قال:" جاء ملك الموت موسى- عليه السلام – في داره فقال له أجب ربك ، فصكه موسى- عليه السلام- ففقأ عينيه ، فصعد ملك الموت إلى الله- عز وجل- وقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه بصره وقال: أنزل لعبدي فقال له ء الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فلك بكل شعرة مستها يديك سنة ، فلما نزل ملك الموت وقال ذلك لموسى- عليه السلام- قال: أي ربي ثم ماذا ؟ فقال: الموت ، قال: فالآن " .الذين اعترضوا على هذا الحديث اعترضوا عليه من أوجه ، من بين هذه الأوجه: قالوا: أنه يعارض قوله تعالي:﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾(الأعراف:34) ، فإذا مكان ملك الموت نزل ليقبض روح موسى- عليه السلام- فلا يصح أن يقول له أنا لن أموت ، وكذلك يفقأ عينه ، ما هذا الذي يحدث هذا مناقض لكتاب رب العالمين والحديث إذا كان مناقضاً للكتاب فيقدم القرءان مباشرة ، منتهي اليسر ، ولا يفكر ولا يعمل فكره ولا يري العلماء قبله ماذا قالوا .هؤلاء الجماعة مصيبتهم أنهم لا يقرءون للعلماء إذ لا يعتدون بكلام العلماء ، ألف باء ، حديث رواه البخاري أرى الشرح للبخاري ماذا قالوا في الحديث ، وأناقش الكلام الذي قالوه ، لا ، اعتراضات وأهواء تدل على أنهم لم يقرءوا حرفًا مما قاله العلماء .


بن حبان- رحمه الله-: له كلام متين لما روى هذا الحديث ، قال فيه هذه القاعدة: قالSad إن الله- عز ووجل- أمر ملك الموت أن ينزل إلى موسى- عليه السلام- ابتلاءا لا إمضاءًا)وهذا واضح من سياق الحديث ، لما نزل في المرة الأولى قال له: أجب ربك ، ما معنى أجب ربك ؟ سلم روحك ، أي سأقتلك أو أموتك ، فلما واحد يجلس في بيته بمفرده والباب مغلق والشباك مغلق ، ثم وجد واحد في البيت يقول له سلم روحك ، فهذا كيف يتصرف معه ؟ تصرف معه موسى- عليه السلام- بمقتضى التوراة .ومقتضي التوراة: فقأ عين الناظر في بيتك بغير إذنك ، وهذا لا ينظر فقط ، لا هذا دخل الدار ، وحتى لم يدخل البيت وهو ساكت لكنه يريد أن يأخذ روحه ، فدفع الصائل مشروع ، ولذلك فقأ عينيه ، وملك الموت كما في مسند الإمام أحمد من وجه أخر عن أبي هريرة قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " كان ملك الموت يجالس الأنبياء عيانًا " ، فلما يكون ملك الموت- عليه السلام- يجلس مع موسى- عليه السلام- على طول ، أول لما يراه يعرفه أم لا ؟ يعرفه ، فوجد واحد لا يعرفه ، فلماذا نزل ملك الموت هذه المرة بصورة غير الذي اعتاد موسى أن يراه بها ؟ فهذا ابتلاء أم لا ؟ نوع من الابتلاء ,لذلك لما فقأ موسي عينيه وصعد إلى الله- عز وجل- رد الله عليه عينيه ، وطبعًا العين رد على الصورة وليس على حقيقة ملك الموت ، الملائكة لا ينزلون إلى الأرض ويجالسون بني أدم إلا في صورة آدميين كما كان جبريل- عليه السلام- يأتي النبي- صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ,فلما نزل المرة الثانية لم يفقأ عينيه ، لما ، لأنه نزل في الصورة التي هو تعود أن يراه بها، فلما نزل في هذه المرة وقال له: إن ربك يقول لك إن كنت تريد الحياة ضع يدك على متن ثور ، ففطن موسى- عليه السلام- مباشرة لأن الذي كان دخل عليه من قبل أنه ملك الموت ، لأنه ليس دون أن يكون أي مناسبة ، أو أن يكون هناك حدث سابق يقول له: إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فعلم موسى- عليه السلام- أن هذا كان ابتلاءًا ، ولهذا سلم في المرة الثانية .فهذا لما نزل وقال له: كلم ربك أو سلم روحك ؟ هذا أمر ابتلاء أم أمر إمضاء لو كان أمر إمضاء لما تأخر ، والأنبياء لهم خصوصية غير بني أدم كلهم ، أن النبي قبل أن يموت يخير بين الحياة والموت ، فلما نزل هذا على موسى وقال له: أجب ربك ولم يسبق تخيير ، فهذا مفتات عليه أم لا ؟ نعم مفتات عليه ، واحد لا يعرفه ويقول له أجب ربك ، من أين ذلك .وطبعًا حديث عائشة عن النبي ﷺ - " ما مات نبي إلا خير بين الحياة والموت " ، وحديث أبي سعيد ألخدري في الصحيحين لما خطب النبي- صلى الله عليه وسلم- في الصحابة فقال:" إن عبدًا خيره الله بين زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده ، فبكى أو بكر وقال نفديك بآبائنا وأبنائنا يا رسول الله ، قال أبو سعيد فتعجبنا ، قلنا لما يبكي هذا الشيخ ؟ إن النبي- صلى الله عليه وسلم – يخبر عن عبد خيره الله ، قال أبو سعيد: وكان أبو بكر أعلمنا برسول الله- صلى الله عليه وسلم – وكان رسول الله ﷺ - هو المخير " ، ولما سمعت عائشة النبي- صلى الله عليه وسلم – يقول:" إلى الرفيق الأعلى قالت إذًا لا يختارنا أبدُا " ، إلى الرفيق الأعلى أي علمت عائشة أن النبي ﷺ - خير .اليوم لما نأتي ونتكلم في هذه المسألة ونرد على هذا الدليل:﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ نقول هذا أمر ابتلاء وليس أمر إمضاء .مثال ذلك: أيضًا حديث الثلاثة من بني إسرائيل وهو في الصحيحين أيضًا من حديث أبو هريرة- رضي الله عنه- ، حديث الأقرع والأبرص والأعمى وأنتم تعرفونه ، أراد الله – عز وجل- أن يبتليهم ، ولذلك في الآخر لما الأعمى وفق وقال: خذ ما شئت ودع ما شئت فاليوم لا أرذءك اليوم شيئًا ، قال: أمسك عليك مالك ، فإن الله رضي عنك وسخط على صاحبيك ولم يكن المقصود أن يأخذ الملك شيئًا من أموالهم إذ لو كان أمر إمضاء لأخذ ، والقصة لم تكن قصة أن يذهب للأبرص ويقول له أعطني بقرة ، عابر سبيل أو رجل مسكين انقطعت بي الحبال ولا حيلة لي إلا بالله ثم بك ، فهل تعطيني بقرة ، على شك من إسحاق بن أبي طلحة في المال الذي تمول به الأبرص أهو الإبل أم البقر ، أبو إسحاق شك نفسه ، قال: لعله الإبل أو لعله البقر ، لكن الأبرص تمول الإبل ، والأقرع تمول البقر والأعمى تمول الغنم ,فلما يكون الأبرص عنده وادٍ من الإبل ويقول له أعطني ناقة واحدة فقط من المائة ألف الذي أراها ، فيقول له: الحقوق كثيرة ، ثم قال له: الملك استحلفه بالذي أعطاه اللون الحسن والجلد الحسن لكي يذكره إذا كان ينسي يذكره ، لما قال له: الجلد الحسن واللون الحسن ، فلم يتذكر شيئًا على عادة اللئام لم يتذكر ماضيه أبدًا ، أريد بقرة واحدة ، قال له: إن كنت كاذبًا صيرك الله كما كنت






هل الملك كان يريد بقرة ؟ ، لا لم يكن يريد بقرة ، ولا كان يريد من الأقرع ناقة ، أو علي العكس كما قلنا شك إسحاق بن عبد الله ، أو لم يكن يحتاج إلى غنمة من الأعمى ، إنما هذا كان أمر ابتلاء .أيضًا أحد أدلة هذه المسألة ، قصة طالوت﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾(لبقرة:249)، ما الذي حصل ؟ الذين شربوا نكلوا ونكثوا ورجعوا حتى كما في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري لم يبقى مع طالوت إلا ثلاثمائة وأربعة عشر على عدة أهل بدر ، ثلاثمائة وأربعة عشر واحد من كتائب كانت كالجبال ، وأول ما شربوا أدركهم اليأس:و﴿ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾ هؤلاء الثلاثمائة وأربعة عشر لما وقفوا في مقابل جالوت وجنوده ، وجالوت هذا كان اسم مرعب ، باعث على الرعب وكانوا عماليق كلهم ، فتخيل جالوت مع كتائب وألوف مؤلفة وكلهم عماليق أمام ثلاثمائة وأربعة عشر ، لذلك﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ﴾ (البقرة:250)، لأن هذه المسألة تحتاج إلى تثبيت من الله ، ثلاثمائة وأربعة عشر في مقابل ألوف كما حدث يوم بدر أيضًا ، وهذا كان أمر ابتلاء وقع في الذين شربوا من النهر ,أيضًا من أدلة هذه المسألة لأن هذا الباب عزيز ، وأنا لماذا أطلت في أدلته لأن القسم الأول الأدلة عليه كثيرة ، من السهل جدًا أن تأتي بعشرات ، بل مئات النصوص المعللة ، إما أن تكون العلة علة مذكورة ظاهرة موجودة في النص ، وإما أن تكون العلة مستنبطة .




لكن هذا البحث الثاني هو الذي أدلته عزيزة قليلة ، لذلك أنا عنيت أن أبحث في أدلته وأرى أقوال أهل العلم فيها .من ضمن الأدلة أيضًا حديث البخاري:" أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لما قبل الحجر قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يقبلك ما قبلتك " وهذه كلمته المشهورة ، فما هي العلة هنا ؟ ، فهل هذا النص معلل ؟ العلة : الإتباع ، وهذا النص يصلح أن يكون في القسم الأول ويصلح أن يكون في القسم الثاني .يصلح أن يكون في القسم الأول المعلل لأن العلة الإتباع ، ويصلح أن يكون في القسم الثاني من باب لما جاء الإسلام كان القرشيون يعظمون الحجارة ، يعمل منها صنم ثم يعبده ، فكان المناسب أن يكون هناك حجر معظم سدًا لذريعة الشرك ، لكن الرسول ﷺ - قبل الحجر فصار حجرًا معظمًا .




أن لو أردت أن أضع الحديث في القسم الثاني ، أقول أن، عمر- رضي الله عنه لم يعلم علة يستسيغها العقل لتقبيل حجر ، لذلك قال:" إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع " ، ( لا تضر ولا تنفع ) هذه لها دلالة ، ما هي الدلالة ربنا سبحانه وتعالى لما نعى علي هؤلاء قال:﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ﴾(الفرقان:55)، أليس كذلك ، أي أن من خصائص الإله أن يضر وينفع ، وهذه تحتها استفهام ممكن بعض الناس يستشكله ,أنا أعبد من ينفعني هذه مقبولة ، لكن أعبد من يضرني ، كيف يكون ذلك ،.





الضرر هنا جاء على قسمين:المعنى الأول: يضر عدوي لصالحي كما قال ربنا- عز وجل-:﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾(الأنعام:45) ، هذا هو المعني الأول,المعني الثاني:يضرني لصالحي ، مثل ما يكون واحد نوى أن يعصي الله- عز وجل- وانعقد قلبه- ونوى أنه سيذهب ، فأصابه بالكساح فلم يذهب أو أمرضه وألزمه السرير وربما سبق في علم الله- عز وجل- أنه لو كان صحيحًا لتمادى في العصيان ، فأصابه بالكساح حتى يلقى الله- عز وجل- بلا ذنب ، ولم يرتكب مثلاً مثل هذا الأمر والعظيم أو ابتلاه بالصمم لأنه لو ظل يسمع كان ممكن أن يلقى عليه شبهات أخرجته من الدين ، مع أن هذا الصمم شيء عظيم بالنسبة للإنسان .أو ابتلاه بالبكم عدم الكلام حتى لا يخوض في الغيبة والنميمة ربما كان أشعل الدنيا نارًا بكلمتين سيقولهما ، لكنه أصابه بالبكم حتى يلقى الله- عز وجل- وهذا الباب مغلق عنه ، كما ورد في بعض الأخبار أن الله- عز وجل- يقول للفقراء يوم القيامة:" والله ما زويت عنكم الدنيا إلا لكرامتكم عليَّ " ، أفقره لأنه لو فتح له باب الغني سيمشي فيه ويضل والشهوات تركبه ، فأفقره ليلقي الله بوجه أبيض .وهذه مشاكل عند العبد ، ويكون حزين أنه أصم أو فقير أو مريض أو غير ذلك ، حزين من هذه المسألة .





لَكِنَّ الْعَادَةَ أَنَّ الْمَرْءِ لَا يَعْرِفُ عِمَّةً الْبَلَاءِ إِلَّا إِذَا انْجَلَى : طول ما هو في البلاء يتجرع العلقم ويتألم ويتعب ويريد أن يخرج منه ، أول ما يمر من البلاء يقول سبحان الله ,وأنا أقول لكم شيء حدث لي ، وأنا كنت في بداية الطلب كنت فقيرًا ، لم يكن معي أي مال وكان مرتبي خمسة وخمسين جنيه ، وهذا الكلام كان خمسة أو ستة وثمانون ، أي من قريب ، وكنت أدفع خمسون جنيهًا قسط الشقة التي كنت ساكن فيها وكان يتبقى معي خمسة جنيهات وهذه الخمسة كانت مصاريف الشهر بالنسبة لي ، أنا أريد كتاب ، ولا أجد فلوس لأشتري كتب ، فكنت أذهب وأنسخ الكتب بيدي ، شرح معاني الآثار للطحاوي نسخت نصف الجزء الأول ، وهذا النصف الذي نسخته أكاد أكون أحفظه حتى اليوم ، وبعد أن أكرمني الله وصار معي فلوس أذهب إلى معرض الكتاب وأشتري بالعشرة أو الخمسة عشر كرتونة .فيه كتب أنا اشتريتها منذ خمس سنوات لم أنظر فيها حتى اليوم ، لماذا ؟ شهوة العلم تجعلني أشتري كتاب لا أحتاجه الآن ، لكن أقول ربما أحتاجه ، يأتي بحث من الأبحاث أو أحقق كتاب ويأتي لي بحث أحتاج إلى هذا الكتاب ، فيكون عندي ، أنا لم أستعمله أورثه لأولادي احتمال ولد من الأولاد يتخصص في اللغة أو, في غوامض اللغة يجد الكتاب ، تصور أنا لو غني وأنا معي فلوس من الأول وكل ما أدخل على المعرض أشتري بالعشرة أو الخمسة عشر كرتونة ، هل سأقرأ شيئًا ؟ لا لن أقرأ شيئًا ، فيكون الفقر نعمه أم لا ؟ نعم كان مؤلم ,وكان الواحد إذا دخل المكتبة يقف ويتحسس الكتاب ويحتضنه ويصعب علي أن أتركه ، خاصة الكتب التي كانت تطبع في مجمع اللغة العربية بدمشق ، وكانت كتبًا نفيسة ، لاسيما الأجزاء التي طبعها المجمع من تاريخ دمشق لابن عساكر .




قَيِّمَةٌ كِتَابِ تَارِيْخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرِ:وهذا الكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر كان أمنية الأمنيات بالنسبة لي ، أخلع عين وأحصل على تاريخ دمشق لابن عساكر ، لماذا ؟ لأن الكتاب مملوء بالذهب ، يحتاج أن يقرأه المرء من أوله إلى أخره ، وهذا الكتاب مطبوع في ثمانين مجلدًا,حياة العلماء كل من وضع قدمه ولا يلزم أن يكون دمشقي أو, من أهل دمشق لكي يترجم له ، لا ، من اجتاز دمشق ومر لكي يذهب إلى بلد أخري يترجم له ، كل حاجة وصلت لابن عساكر- رحمه الله- وضعها في هذا الكتاب ، من أخبار صاحب الترجمة وغير ذلك وكان طبع أجزاء معينة ، فكنت أخذ تاريخ دمشق وأنا أدور في المكتبة وأنا أتفرج على الكتب وهو في يدي ، كان يصعب عليَّ أن أتركه ، وفي الآخر أضعه على المنضدة وأودعه بقلبي وإلى اللقاء ثم أذهب وأعود إلى المكتبة مرة أخري ,وطبعًا أريد أن أكتب ولكن خائف من صاحب المكتبة ، لو جلست ومسكت الكتاب وأخذت أنسخ ممكن يطردني أو يضربني أو يقول لما أتيت إلى هنا وغير ذلك ، وأنا لم أعرف حقيقة هذه النعمة إلا بعد أن تجاوزتها ، فدائمًا الإنسان وهو في قلب العاصفة دائمًا في ضجر ويريد أن يخرج من الذي هو فيه ,كنت وأنا أعمل في البقالة وكان الأولاد الذين يلعبون بالموتوسيكلات ويقومون برفعها من أمام لأعلى كالماعز ويتناطحون بالكاوتش ويضرب صاحبه وغير ذلك ، وأنا كان نفسي في دراجة أذهب بها من السكن إلى البقالة ، لأنني كنت أركب ثلاث مواصلات ، أذهب من الجبل الأخضر إلى العباسية ثم إلى مدينة نصر ، وطبعًا هذه المواصلة كانت مشكلة ، كنت أقضي فيها حوالي ساعتين في المواصلات .فقلت سبحان الله لو عندي موتوسيكل مثل هذا كنت ذهبت في خمس دقائق ووفرت وقتي ، فأنا أريد أن أقول لك أن الإنسان لما يتجاوز المحنة يعرف فضلها .




فَائِدَةٌ :أُرِيْدُ أَنْ أَقُوْلَ أَنْ الْعَبْدَ إِذَا ابْتُلِيَ ابْتِلَاءا مَا هُوَ ضَرَرٌ بِالْنِّسْبَةِ لَهُ لَكِنَّهُ إِذَا أَحْسَنَ الْظَّنَّ فِيْ رَبِّهِ انْقَلِبُ نِعْمَةَ.




فيكون من خصائص الإله أن يضر وينفع ، حتى يظن الإنسان المؤمن نفسه بما يظن هو أنه ضرر ، لكنه ليس في الحقيقة كذلك .




عمر بن الخطاب يقول: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع " ، فهذه إشارة أن هذه الحجارة كانت تعبد أم لا ؟ وأنها لا تضر ولا تنفع ، لا تضر صاحبها ولا تنفع صاحبها ، فما الذي يجعلني أقبل الحجر مع علمي أنه لا يضر ولا ينفع ؟ هو المتابعة ,فهذا الدليل ممكن أن أضعه في القسمين ، أضعه في القسم الأول على أساس أن العلة هي الإتباع ، وأضعه في القسم الثاني لأنه ليس هناك علة عقلية ، إنما أستطيع أن أرجع إليها تقبيل الحجر مع هذا التفصيل الذي ذكرته .مدخلنا إلى الأمر والنهي ، والكلام بخصوص الأمر والنهي كثير ، ولذلك نحن نطول هذه المسألة لماذا ؟ لأنه إذا صح وقوفك على الأمر والنهي صح توحيدك ، وصح إخلاصك في توحيدك ، فأنا عندي النصوص قسمناها إلي قسمين .




نأتي على مسألة الأوامر والنواهي ، النصوص الشرعية كلها لا تخرج عن خمسة أقسام التي أنهينا بها الدرس الماضي التي يسميها العلماء علماء الأصول.




الأحكام التكليفية الخمسة:-الوجوب ** والاستحباب ** والإباحة ** والتحريم ** والكراهة, كل أمر إيجاب في الشريعة في مقدور العبد أن يفعله ، الذي ممكن أن العبد لا يقدر أن يعمله هو بعض المستحبات ، لكن متى يستطيع العبد أن يفعل كل مستحب يصادفه ؟ إذا صح تنفيذه للوجوب ، لذلك بعض الأخوة لما كان يقول لي أنا يئست من نفسي ، لماذا ؟ أقرأ في ترجمة واحد من العلماء مثل سفيان الثوري أو أحمد بن حنبل وأحاول أن أعمل مثله ، هما يومان أعمل مثله ثم أجدني تركت الموضوع .كيف كان هؤلاء العلماء يعملون كل هذا ، وأنا لماذا لا أقدر أن أعمل هذا الكلام ؟ لأن أنت لما تريد أن تقلد سفيان ، قلدت سفيان بعد ما استوي وليس سفيان الذي عمره ثلاثة عشر سنة ، ولا هو سفيان الذي عمره خمسة أو سبعة عشر سنة ، ما نقل عن سفيان ولا غيره من العلماء ، ما نقل عنهم الأقوال ولا الأحوال إلا بعد ما صاروا أئمة ونظر إليهم وأشير إليهم ، حينئذً نقلت أقوالهم ونقلت أحوالهم ، أي استووا ,سفيان لم يصل إلى هذه الحالة إلا لما نفذ الواجبات على وجهها ، فلما نفذ الواجبات على وجهها سهل عليه فعل المستحبات ,لكن أنظر أنت إلى نفسك هل أديت الواجبات صحيحة وأتيت بها على وجهها ؟ ، لا ، لم تأتي بها على وجهها ، فكيف تريد أن تعمل المستحب ، طبعًا لابد أن يخونك المستحب .




وَإِنَّمَا يُعْرَفُ قَدْرٌ الْمَرْءِ فِيْ الْمُسْتَحَبِّ وَلَيْسَ فِيْ الْوَاجِبِ:في مسائل الورع تعرف قدر العبد وتعرف صبر العبد وهذا طبعًا واضح في الحديث الشهير المعروف الذي نحفظه جميعًا عن النبي- صلي الله عليه وسلم- عن رب العزة- تبارك وتعالي- :" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب " ، وانتبه إلى هذا الترتيب " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضه عليه" ، وهذا هو القسم الواجب ونحن قلنا في المرة الماضية الواجب والفرض في مصطلح جماهير العلماء شيء واحد .عند الحنفية مختلف ، الفرض: ما ثبت بدليل قطعي ، والواجب: بدليل ظني ، الفرض: منكره كافر ، والواجب ليس كافر ، وعندهم تفريقات وطبعًا فيه آثار مترتبة على هذا التفريق ما بين الفرض والواجب ، عند سائر جميع العلماء الفرض والواجب شيء واحد .أول شيء الواجب " ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضه عليه "" ولا يزال " فيكون المفترض أنه فعل كل الذي فرضه ربه عليه ، طالما أنه يريد أن يصل إلى درجة المحبوبية يفترض أنه عمل كل حاجة ، الفرض كله نفذه صح ، إذا نفذ الفرض صح ، يأتي القسم الثاني " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته "




هناك حبان:-الحب الأول: وهو الناتج عن فعل الفرض وامتثاله كم أمر ، هذا ينقله تلقائيًا إلى المرتبة الثانية التي هي النوافل " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، ونضرب مثلاً لتقريب هذه المسألة ولله المثل الأعلى . أنت رجل مدير عام صاحب مؤسسة ومعك ملايين وعندك ألوف العمال ، فيه خادم لمكتبك ، أنت تأتي تعمل بخمسمائة جنيه في الشهر ، والمطلوب منك واحد ، اثنين ، ثلاثة، أربعة ، فنفذ هذا الكلام بالضبط مثل ما هو يريد لكن كان هو خادم ذكي ، ووجد من خلال معاشرة صاحب الشركة أنه رجل يحب البخور ، يحب الرائحة الطيبة ، فمن غير أن يقول له أتى بالبخور وأشعله ويحب الورود الصناعية يمين وشمال وغير ذلك ويضع له هذا هكذا وهذا كذا دون أن يقول له وعمل هذه القصة . في المرة الأولي عندما نفذ الذي فعله ، لو الرجل ذهب لطلب علاوة وقال له أنا أريد علاوة أنا أعمل بجد وغير ذلك ، ما الذي سيقوله له ؟ أنت أتيت علي هذا المرتب ، والذي أمرتك به تفعله وأنا لم أقصر معك وأعطيك مرتبك فليس لك عندي شيء ، لكن لما هو أحرق له البخور ورتب له الورد وغير ذلك ، هل هذا يفهم أم لا ؟ هذا يفهم ، فيكون أخذ شيئًا زائدًا ، هذا الشيء الزائد لو ذهب وقال له أعطني علاوة أو أي شيء أخر هل سيعطيه أم لا ؟غاب علي أساس أنه مريض أو عنده عذر أنه يغيب ، يسمح له أم لا ؟ يسمح له ، هذا هو الحب .القسم الثاني: هذا الذي هو فعل المستحبات هذا الذي يوصل العبد ، ولذلك قال الله- عز وجل- " فأن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ..........إلي آخر الحديث " .




الْعَبْدُ لَا يَصِلُ إِلَيَّ دَرَجَةً الْمَحْبُوْبِيَّةِ فِيْ الْنَّوَافِلِ إِلَا إِذَا أُتِيَ بِالْفَرَائِضِ عَلَيْ وَجْهِهَا: فأنت لماذا ينفسخ عزمك إذا أحببت أن تقلد صحابيًا من الصحابة أو تقلد عالمًا من العلماء ؟ وتريد أن تنقل من حياته إلى حياتك ، لماذا تفشل ؟ لماذا ينفسخ عزمك ؟ لأنك لم تؤدي الفرض كما أمرت ، جرب أن تأتي بالفرض على وجهه فيسهل عليك الإتيان بالنافلة ، وفي نفس الوقت لا تيأس لأن الذين تقرأ عنهم في التراجم ما نقلت أحوالهم وأفعاهم إلا بعدما صاروا أئمة ، وأنت لا زلت في أول الطريق . فليس من المعقول وأنت في أول الطريق تكون مثل سفيان أو تقف مثل أحمد أو كالبخاري وهو يصلي لدغه ذنبور سبعة عشر مرة ، أنت لو جاءت لك بعوضة لو البعوضة موجودة أنت ستراقبها وقبل أن تأتي إليك تهز رجلك لكي لا تأتي ، هذا لم يتحرك البخاري وهذا طبعًا ثابت وإسناده صحيح ، وإسناده عالي أيضًا ، لأن الذي روى هذه القصة محمد بن أبي حاتم الوراق ، وراق البخاري في كتابه شمائل البخاري الذي ينقل منه الذهبي على طول ، فسبعة عشر مرة هذا الدبور يلدغ البخاري ولا يتحرك البخاري ,فأنا متى أصل إلى هذه الدرجة وأنا لازلت في مطلع حياتي وخائف من البعوضة تأتي إلي وغير ذلك ، وحتى أصل إلى دبور محترم يأتي وتكون لدغته شديدة وقوية مثل دبور البخاري هذا ، أنظر لما أصل وأقف هذه الوقفة .البخاري تعود طوال حياته أن ينفذ النصوص ، لم يكن جماعًا للكلام ، كان يسمع وينقل وكان يتدين البخاري وسائر الأئمة الذين لهم لسان صدق في الأمة كانوا يتدينون بما يروون .جابر بن عبد الله الذي في مسند الإمام أحمد لما الرجل المشرك جاء ، الصحابة غزوا غزوة وأخذوا امرأة رجل مشرك ، الرجل المشرك جاء وقال أين امرأتي قالوا له المسلمون جاءوا وغاروا علينا وأخذوا امرأتك ، فأقسم أن يريق في أصحاب النبي- صلي الله عليه وسلم- دمًا ، وصار يمشى كالمجنون وقال أين هم ؟ ، أين هم ؟ .




المهم الصحابة كانوا وصلوا إلى مرحلة معينة من الطريق ودخل الليل عليهم ، فالنبي- ﷺ - قال: من يكلؤنا ، فقال واحد من المهاجرين أنال ، وقال واحد من الأنصار أنا الصحابة سينامون وهؤلاء هم ربيئة القوم هم الذين سيسهرون يحرسون الصحابة فقال المهاجري للأنصاري وأظن أن الأنصاري كان عباد بن بشر والمهاجري كان عمار بن ياسر إن لم تخونني الذاكرة ، المهاجري قال للأنصاري تكفيني أول الليل أو أكفيك أخره ؟ فقال له: لا اكفيني أخره .وقف الأنصاري لكي يصلي والرجل المشرك أخذ يبحث فوجد واحد يقف هو وقف يصلي ، فلما وجده يقف قال هذا هو ربيئة القوم ، فرماه بسهم ، فنزل السهم في جسم عباد بن بشر ، فذهب وشد السهم منه ثم ورماه به مرة أخرى ولم يتحرك ، حتى كان الأنصاري يموت دمًا ، أول ما أحس الأنصاري وخاف أن يكون وراء هذا المشرك الجيش قادم فيصبح المسلمين وهم نائمين تعجل في الصلاة وأيقظ المهاجري عمار بن ياسر ، فلما رآه يموج دمًا قال له حصل كذا كذا كذا ، فقال له لما لم توقظني ، قال كنت في سورة فأحببت أن أتمها ، والله لولا أنني على ثغر من ثغور المسلمين ما خرجت من صلاتي ولو خرجت روحي ، كلام معناه هكذا .هذا نفس الكلام السابق البخاري لما يروي مثلاً خبر مثل هذا الخبر ويحاول أنه يتصبر فيه مع أشياء أخري مثل استجماع قلبه ، وإذا استجمع المرء لقلبه نزعت قوة الجارحة كما هو معروف عند أهل العلم .






_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى