مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» الفرق بين السنه والفقه
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyاليوم في 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 8

اذهب الى الأسفل

من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  8 Empty من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 8

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 6:19 am


ومن ختام سورة المائدة :
قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)
"فيقول ماذا أجبتم" : علة جمع الرسل ، مصداق قوله تعالى : (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) ، فأكد السؤال بنون التوكيد المثقلة ، فهو ، عز وجل ، سائلهم ، وهو بحالهم وحال أقوامهم أعلم ، ولكنه سؤال التقرير وإقامة الحجة عليهم من قول رسلهم بل من قول جلودهم وسمعهم وأبصارهم ، مصداق قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
وفي صيغة الماضي : "قالوا" ، دلالة على وقوع ذلك لا محالة ، فعبر عنه بالماضي المنقضي زمانه ، فكأنه كان وانتهى ، كما في قوله تعالى : (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) .
"لَا عِلْمَ لَنَا": نفي تسلط على النكرة فأفاد العموم ، فوكلوا العلم إلى العليم عز وجل .
"إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب" : تعليل لما سبق فهو متولد من سؤال مقدر ، إذ ما علة رد العلم إلى الله عز وجل ، فجاء الجواب مصدرا بـــ : "إن" المشعرة بكون ما بعدها علة ما قبلها ، وحسن الفصل هنا ، أيضا ، لأن الصورة صورة : "شبه كمال الاتصال" فبين الجملتين اتصال لطيف ، أبان عنه السؤال المقدر .
وأكد العلة بـــ : "إن" ، والضمير "أنت" ، وتعريف الجزأين ، فأصل الكلام قبل دخول الناسخ : أنت علام الغيوب ، فالجزءان : "أنت" و "علام الغيوب" : معرفتان .
ولما كان المقام مقام تفويض العلم المحيط بكل الكائنات لله ، عز وجل ، في مقابل نفي عام في حق الرسل ، عليهم الصلاة والسلام ، مع كونهم أولى الخلق بذلك ، لو كان ذلك جائزا في حق الخلق ، لما كان الأمر كذلك جاء وصف العلم مبالغة : "علام" ، وجاء المعلوم جمعا : "الغيوب" فعلم الله ، عز وجل ، محيط بكل الغيوب : سواء أكانت مطلقة لا يعلمها إلا الله ، عز وجل ، أم نسبية ، فــ : "علام" تناسب "الغيوب" من جهة الجمع ، كما أن "عالم" تناسب "الغيب" في قوله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) من جهة الإفراد .
والعلم من أخص أوصاف الربوبية ، فالرب لا يكون إلا عالما بدقائق الأحوال ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض .
وهو ما سيبطل به المسيح عليه السلام ألوهيته ، في الآيات التالية ، فهو لا يعلم حال قومه بعده ، وكذلك شأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا ِذيد رجال عن حوضه .

إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ :
تعداد لعطايا الربوبية على المسيح عليه السلام ، وهو ما يصب في قناة إثباتها لله ، عز وجل ، الغني المغني ، الذي أنعم على المسيح وعلى والدته : مريم البتول ، عليها السلام ، ففصلت الآية : أعيان المنعم عليهم ، وما أنعم به عليهم ، والمقام مقام إطناب في إثبات ربوبية الله ، عز وجل ، بتعداد نعمه على من ادعيت له الربوبية ، وفي ذلك إبطال لتلك الدعوى وتعريض بالمدعي ، ولذلك حسن النص على أفراد تلك النعمة ، فأجمل في قوله : (اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ) ، ثم فصل بعد أن استرعى انتباه المخاطب بعموم تلاه ذكر أفراده تفصيلا ، فمن تلك النعم :
تأييده بروح القدس ، كما أيدت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، بل وصالحو البشر ، كما في حديث حسان رضي الله عنه : (إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ،والإضافة في : "روح القدس" من باب إضافة الموصوف إلى صفته ، فتقدير الكلام : الروح المقدسة ، ففي الإضافة نوع ملابسة تدل على شدة اتصاف الموصوف بتلك الصفة ، بل وزاد على ذلك أن جاء بالوصف مصدرا : "القدس" ، والوصف بالمصدر أبلغ من الوصف بالمشتق ، فإنه يدل على شدة الملابسة حتى كأن الموصوف قد صار نفس المعنى الذي وصف به فصح الإخبار به عنه ، كما في قولك : محمد عدل ، فهو أبلغ في وصفه بالعدالة من قولك : محمد عادل .
تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا : تفصيل لأحواله يناسب مقام الإطناب كما تقدم .
وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ : بيان بعد إجمال ، فــ : "أل" في "الكتاب" : عهدية تشير إلى ما يليها من الكتب التي علمها الله ، عز وجل ، المسيح عليه السلام : التوراة والإنجيل .
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا : استحضار للصورة لما فيها من إعجاز ، فبعد أن كان السياق ماضيا : "أيدتك" و : "علمتك" وهو ما يناسب دلالة "إذ" الظرفية على الزمن الماضي ، صار مضارعا : "تخلق" فكأنه رأي عين .
والخلق هنا هو التقدير ، ولم يقل طيرا ، لأن الخالق ، حقيقة هو الله ، عز وجل ، وإنما صير المسيح الطين على هيئة الطير ، ثم نفخ فيه ، فتحققت صورة السبب ، فشاء الله ، عز وجل ، أن تدب الحياة في ذلك الطين الجامد ، تماما كما نفخ الروح القدس ، عليه السلام ، في جيب درع مريم عليها السلام ، فتحققت صورة السبب ، فحملت بالمسيح عليه السلام .
وقوله : "بإذني" : احتراس لئلا يتوهم متوهم أن المسيح عليه السلام يحيي الموتى بإذنه ، إذ ليس ذلك إلا لله ، عز وجل ، فالإذن هنا هو إذنه الكوني النافذ .
وكذلك في قوله : وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي ، فلا زال مجيء المضارع في سياق الإعجاز الجدير بالاستحضار مستمرا : "تبرئ" و "تخرج" ولا زال الاحتراس بإذن الله ، عز وجل ، الكوني ، مستمرا ، إذ تلك الآيات الباهرات لا تكون إلا بإذنه الكوني كما تقدم .

وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ :
عودة إلى صيغة الماضي في سياق الامتنان على المسيح عليه السلام ، والكف مجمل بينه ما بعده فهو بدل منه ، والمبدل منه كما يقول النحاة : على نية الطرح إذ ليس مقصودا أصالة بالحكم ، بل البدل هو المقصود به ، فكان مجيء المبدل منه قبله توطئة له من باب : البيان بعد الإجمال كما تقدم .
إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ : قصر بأقوى أساليبه ، فمع عظم الآيات التي أجراها الله ، عز وجل ، على يدي المسيح عليه السلام كان تكذيبهم وإنكارهم عظيما ، وكان الأولى بمن شاهد ذلك أن يسارع في الإيمان به ، ولكن الله ، عز وجل ، يضل من يشاء عدلا ، ويهدي من يشاء فضلا ، ولذلك عقب بقوله :
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ :
فالإيحاء هنا بمعنى الإلهام ، فلا يؤمن المؤمن إلا بتوفيق الله ، عز وجل ، و "أن" : تفسيرية لمجمل الإيحاء إذ ورد في جملة فيها معنى القول دون حروفه ، فتكون "أن" بعده تفسيرية ، فهو أيضا من البيان بعد الإجمال ، فسارع الحواريون إلى الإيمان ، ومن أعظم المنن على الرسول أو الداعي إلى سبيل الحق ، أن يرى ثمرة دعوته في حياته .

وفي قوله تعالى : (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) :
تأله بالدعاء ، بطلب عطايا الربوبية من الرب المنعم ، جل وعلا ، فعيسى عليه السلام يستنزل المائدة بأوصاف الربوبية من قبيل : "ربنا" ، و : "وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" ، والتذييل بوصف الرزق يناسب المقام الذي يطلب فيه عيسى عليه السلام مائدة تكون عيدا لهم جميعا ، فلا يقدر على ذلك إلا الرزاق ، جل وعلا ، وقد أكد الوصف بتعريف الجزأين : "أنت" و : "خير الرازقين" .

وفي تقديم : "لنا" : حصر وتوكيد يقتضيه مقام الدعاء بالنعمة ، وفيه إجمال بينه ما بعده من قوله : "لأولنا وآخرنا" ، ومقام الدعاء : مقام إطناب لا إيجاز ، وفي الحديث : (فإنَّ الله لا يَمَلُّ حَتى تَمَلُّوا) .
قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ : فإن من شاهد إعجاز الربوبية كما طلب ، فلم يحقق كمال الألوهية كما أمر ، فقد تعرض لغضب الجبار ، جل وعلا ، وبذلك هلكت أمم كقوم صالح لما طلبوا آية من آيات الربوبية ، فلما جاءهم صالح عليه السلام بها ، كفروا وجحدوا حق الألوهية فكان ما كان .

وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ :
جاء بصيغة الماضي لما يستقبل لتحقق وقوعه كما تقدم .

أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ :
تقديم المسند إليه على المسند لكونه محل النزاع ، فالقول قد قيل وانتهى الأمر ، وإنما الشأن في قائله ، وسؤال الله ، عز وجل ، سؤال تقرير لا استعلام ، فهو العليم ، عز وجل ، بمن قال تلك المقالة ، ولكنه يسأل الرسل ، عليهم السلام ، لإقامة الحجة على أقوامهم .

قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ :
رد لتلك الفرية من المسيح عليه السلام ، بالتنزيه أولا ، والنفي الذي تسلط على المصدر المؤول من : "أن أقول" ، وفي الإتيان بـــ : "أن" والمضارع ، دلالة على استحضار ذلك المعنى وتجدده ، فالنفي قاطع مستمر إلى زمن التكلم وبعده ، على وزان قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) ، فهو أبلغ في استحضار معاني الصيام من المصدر الصريح : وصيامكم خير لكم .

إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ :
شرط لا يلزم منه جواز وقوعه فضلا عن وجوبه ، فادعاء الأنبياء الألوهية محال شرعا وعقلا ، وفي التنزيل : (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، إذ كيف ينعم عليهم بعطاء النبوة فيجحدوا ويكفروا وهم أولى الناس بالإقرار والشكران للنعمة .
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ :
علة ما قبله ، فأنت تعلم كل ما في نفسي ، كما دلت على ذلك صيغة العموم : "ما" ، فإن كنت قلت هذا القول بعينه فأنت أعلم به من باب أولى ، فعلمك قد أحاط بالكليات والجزئيات .
وفي قوله : (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) : طباق بالسلب بين : "تعلم" و : "لا أعلم" وهو من أبلغ ما يكون في هذا المقام ، إذ ينفي المسيح عليه السلام ، وصفا من أخص أوصاف الربوبية عن نفسه ، ويثبته لله ، عز وجل ، في نفس السياق ، فكأنه يقرر ضد ما ادعي له من أوصاف الربوبية ، وفي : "نفسي" و "نفسك" : جناس يزيد المعنى بهاء ، وفيه ، أيضا ، من المحسنات البديعية : المشاكلة ، ولا ضير في إثباتها إلا إن توصل بها القائل إلى نفي صفة النفس عن الله ، عز وجل ، كما وقع من مؤولة الصفات ، فصفة النفس ثابتة لله ، عز وجل ، على الوجه اللائق بجلاله ، وإنما وقع الخلاف بين السلف في كونها : هي عين الذات ، أو قدرا زائدا عليها قائما بها كالسمع والبصر ، وذلك من الخلاف السائغ ، إذ كلا الفريقين يثبتها لله ، عز وجل ، على ما يليق بجلاله .
وأكد المعنى بقوله : "إنك أنت علام الغيوب" : وهو تذييل يناسب المقام أيضا .

مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ :
قصر بأقوى أساليبه مع تضمين القول معنى الأمر ، فلم آمرهم إلا بما أمرتني به من :

أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ :
فـــ : "أن" تفسيرية على هذا التأويل ، فما بعدها بيان للأمر الإلهي بعد إجماله ، وهو توكيد جديد من المسيح على إبطال دعوى ربوبيته فالرب يأمر ولا يؤمر ، وقد أكد ذلك بالنص على ربوبية الله ، عز وجل ، له على وجه الخصوص ، لكونه محل النزاع ، ثم عم بعد أن خص لبيان عموم ربوبية الباري ، عز وجل ، فذلك بمنزلة العلة لما قبله ، فإني ما أمرتهم بكمال التأله إلا فرعاعلى كمال وعموم ربوبيتك لي ولهم ، ولا زال المسيح عليه السلام ماضيا في تقرير ما بعثت به الرسل ، من : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) .

وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ :
استدلال جديد على إثبات ربوبية الله ، عز وجل ، في مقابل نفي ربوبية المسيح عليه السلام ، فالرب لا يغيب عن خلقه ، فهو الذي يصرف أمورهم بكلماته الكونيات ، فكيف يكون ربا وهو لا يشهد أحوالهم في السر والعلن ؟!!! ، فالمسيح كان عليهم شهيدا : شهادة الرسول على قومه ما دام فيهم ، فلم تكن شهادته قبل أن يرفع شهادة من اطلع على الباطن الخفي والظاهر الجلي ، فليس ذلك إلا لله ، عز وجل ، فكيف بعد أن رفع ؟!! ، فالشهادة حينئذ ثابتة لله ، عز وجل ، من باب أولى ، فهو استدلال من قبيل استدلال إمام الموحدين الخليل عليه الصلاة والسلام بقوله : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ) ، فلا يكون ربا من يأفل ويغيب عن خلقه .
وأكد عموم إحاطة الله ، عز وجل بهم ، ومراقبته لأعمالهم بـــ : تعريف الجزأين ، والضمير المؤكد : "أنت" ، واسمية الجملة .

وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ : تذييل يناسب المقام ، وفيه من التوكيد تقديم ما حقه التأخير فضلا عن دلالة : "كل" على عموم الشهادة ، فهي نص في العموم ، وهو في هذا السياق ، قطعي لا مخصص له ، مصداق قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) ، ففيه نوع تعريض بالآلهة الباطلة إذ يخفى عليها أشياء وأشياء في مقابل علم الله ، عز وجل ، المحيط بكل الكائنات جليلها ودقيقها ، فمن أحق بوصف الكمال ، ومن أحق بالتأله فرعا على ذلك ؟!!
إ
ِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
تقرير جديد لعبوديتهم لله ، عز وجل ، أكد بــ : "إن" ، وتعريف الجزأين ، واسمية الجملة ، فهم عبادك تحت مشيئتك الكونية النافذة ، وإن خالفوا مشيئتك الشرعية الآمرة .

قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
فلا ينجي يومئذ إلا الصدق ، وقد أجمل النفع ثم بينه بتفصيل أفراد النعيم ، فترقى من الأدنى إلا الأعلى من : النعيم الحسي في الجنان التي أعدت لهم لا لغيرهم ، كما دلت على ذلك اللام في : "لهم" ، فهم مستحقون لها من جهة فعل الأسباب لا من جهة الإيجاب على الله ، عز وجل ، فلا يوجب أحد عليه شيئا ، وإنما يكتب هو ، جل وعلا ، على نفسه ، ما شاء ، مصداق قوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) ، والنعيم الحسي في الآخرة مقصود لذاته بخلاف نعيم الدنيا ، إلى النعيم المعنوي ، إلى رضا الله ، عز وجل ، عنهم ، أصلا ، ورضاهم عنه فرعا ، على وزان قوله تعالى : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) .

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ : تقرير لعموم أوصاف ربوبيته ، عز وجل ، أتبع بلازمه من الحمد الذي صدرت به سورة الأنعام : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)

فهو المحمود بكمال الربوبية ومع ذلك : (الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) !!! ، فقرر ألوهيته المرادة شرعا بالتعريض بمنكرها الذي يخضع لربوبيته كونا .

والثنائية الخالدة لا زالت مطردة في الكتاب العزيز . فهي لب لباب دعوة الرسل الكرام عليهم السلام .

والله أعلى وأعلم .

أعلى تبليغ
ترقية الى مقال
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7495
نقاط : 25559
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى