مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء

اذهب الى الأسفل

من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء Empty من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء

مُساهمة من طرف Admin السبت 03 مايو 2014, 4:47 am

من صور تعسُّف القرَّاء المتعلِّقِ بباب الوقف والابتداء

1- الوقف التعسفي، الابتداء التعسفي:
الوقفُ التعسُّفيُّ يُقصد به: الوقفُ الاختياريُّ غير الاضطراريِّ على ما لا يحسنُ عليه الوقف، بغرضِ إيصال معنًى بعيدٍ أو تعضيدِ وجهٍ تفسيريٍّ لا يُساعِد عليه نظم الآية. 
والابتداء التعسُّفيُّ: هو الابتداء بما لا يحسن الابتداء به، بغرض إيصال معنىً بعيد أو تعضيد وجه تفسيريٍّ لا يُساعد عليه نظم الآية.
ومن خلال هذا التعريف يمكن القول بأنَّ هناك شرطين لِيقالَ: إنَّ هذا وقفٌ أو استئنافٌ تعسُّفيٌّ:
الأول: أن يكون المعنى الحاصل من هذا الوقف أو الاستئناف معنًى قام الدليل التفسيريُّ أو اللغويُّ على أنَّه غير مقصود.
الثاني: أن يتعمَّد القارئُ الوقفَ أو الاستئنافَ لإيصال هذا المعنى غير المقصود.
فلو وقف القارئُ وقفًا اضطراريًّا لا يُعدُّ متعسِّفًا، ولو وقف اتفاقًا دون قصد منه لهذا المعنى يُعدُّ مُسيئًا بالمعنى الصناعيِّ – لا بالمعنى الشرعيِّ- ولكنه لا يُعدُّ مُتعسِّفًا. 
وقد تعمَّدتُ الكلام عن هاتين الصورتين مجتمعتين ؛ إذ إنَّه من المقرر عند علماء الوقف والابتداء أن الكلام على الوقف – غالبًا- ينسحب ضمنًا على الابتداء. نعم ليست هذه المقولة قاعدةً مُطَّردةً، إذ يختصُّ كلٌّ من البابين ببعض المسائل، ولكنَّ شدة ارتباط البابين ببعضهما جعل المصنِّفين في الوقف والابتداء يتتبعون الوقوف في القرآن الكريم مبينين درجةَ كلٍّ منها، ولا يفعلون ذلك في الابتداء إلا إجمالًا. ويغلب أن يكون بعد الوقف المقبول – بأي درجة من درجاته – استئنافٌ مقبولٌ بالدرجة نفسها، إلا في حالة الوقف الحسن على الاصطلاح المستقرّ الآن، فالاستئناف بما بعده – في الغالب – غير مُستحسَن.
وقياسًا على ذلك؛ فإنَّ المتبادر إلى الذهن أن يكون الوقفُ التعسفيُّ مصاحبًا له استئنافٌ أو ابتداءٌ تعسفيٌ. ولكن بإمعان النظر نجد الأمر لا يطَّرِد؛ فقد يكون المعنى المتعسَّفُ المتوهَّمُ فيما وقف عليه القارئ، مع كَون الاستئنافِ صحيحًا. وقد يكون المعنى المتعسَّف فيما استأنف به؛ مع كون الموقوف عليه لا تعسُّفَ فيه. وقد يجتمع الأمران فيكون الوقفُ متعسَّفًا، ويكون الاسئناف – كذلك- متعسَّفًا.
وإنما لم ُيشر كثيرٌ من المصنِّفين لذلك – رغم وضوح هذه الحقيقة لديهم لأنهم درجوا على الكلام على القضية باعتبارها شيئًا واحدًا، وعملية واحدة. والمتعسِّفُ في استئنافه لم يقف قبله إلا ليمهِّد له، فكان الوقف نفسه تعسُّفيًّا بهذا الاعتبار؛ لأنه ذريعةٌ إلى استئناف مُتعسَّف.
وإليكَ مثالًا؛ فالذي يقرأ قوله: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيَّ لا تُشرك بالله) [ لقمان:13]، فيقف على لفظ (تُشركْ) فوقفه صحيحٌ، وأفاد معنًى مفهومًا لا غبار عليه، إذ غايته أنَّ لقمان ينهى ابنه عن الشرك، وهو مفهومٌ وإن لم يُصرَّحْ بالجارِّ والمجرور، ولكنَّك ترى العلماء يضربون هذا الموضع مثلًا عند كلامهم على الوقف التعسفيّ، لأنَّ القارئ ما وقف ها هنا إلا ليأتي بالاستئناف الذي يجعلُ فيه الجار والمجرور (بالله) قسمًا، لا متعلّقًا بـ( تشرك)، فيقول: بالله لا تشرك. فهو ما وَقَفَ إلا ليستأنفَ هكذا؛ فصار الوقفُ تعسُّفيًّا من هذه الجهة.
ومن أمثلة أن يكون الوقف والاستئناف كلاهما تعسُّفيًّا: أن يقرأ القارئ فيقول: (وارحمنا أنت) ثم يقطع عليها، ثم يستأنف فيقول: (مولانا فانصرنا)..
وكذا ما يذهب إليه البعض في قوله تعالى: (عينًا فيها تسمى سلسبيلًا) [الإنسان:18]؛ إذ يقف على لفظ (تُسمَّى) ثم يستأنف: (سلسبيلًا)، مُعتبرًا إيَّاها كلمتين: سل سبيلًا. قاصِدًا بِزعمه: اطلب طريقًا أيَّها السالك تُوصِّلك إليها، وهي طريق الهدى والاستقامة. ولا يخفى ما في هذا التأويل من تعسُّفٍ.
ومن أمثلة الابتداء التعسفيِّ مع كون الوقف غير متعسف أن يقرأ القارئ قوله تعالى: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) [غافر:16] فيقف على (اليوم) ثمَّ يستأنف هكذا: (الملك اليوم لله) ، فتصير الجملتان هكذا: «لمنِ الملك اليوم؟ الملك اليوم لله الواحد القهار». وقد سمعنا مَن يقرأ كذلك من مشاهير القرَّاء. والمتدبِّر في هذا الوقف يجده لا غبار عليه، وهو كافٍ؛ إذ هو تمام السؤال. أما الابتداءُ بهذه الطريقة: فقد أضاف القارئُ لكتاب الله ما ليس منه فكأنَّه يضع في كتاب الله من عند نفسه كلمتي (الملك اليوم) وهو ما يُنزَّه عنه كلام الله. ومقتضى البلاغة حذف المبتدأ في الإجابة، وهو ما جاء به القرآن. أما ذكرها في صدر الإجابة فضعيفٌ بلاغيًّا؛ فضلًا عن كَونه تَقوُّلًا على الله يُعذَرُ فيه القارئ المقلِّدُ الجاهِلُ بجهله، ويُلامُ فيه العالم وطالبُ العلم. 
ومثال ما سَبَق سمعناه من بعض القرَّاء في قول الله : (وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة) [المدثر:56]، فيقف على كلمة (الله)، ثم يستأنف بها أيضًا؛ هكذا: (الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة). 
وأشدُّ خطرًا من المثالين السابقين أن يقرأ القارئ قوله تعالى: (وقالت امرأت فرعون قرَّت عين لي ولك لا تقتلوه) [القصص:9] فيَصِلُ قائلًا: (قرت عين لي، ولك لا) يقصد أنَّها تقول لفرعون: هذا الرضيع قرَّت عينٍ لي دونَكَ. ثمَّ يستأنف: (لا تقتلوه). والمدقِّق يرى جليًّا أنَّ القارئ قد زاد في كلام الله لفظة (لا). وقد يُغتفر في المثالين السابقين ما لا يُغتفر في هذا المثال؛ إذ هو تحريفٌ صريحٌ للكَلِمِ عن مواضعهِ، وقاصدُه والـمُغترُّ به كلاهما على خطرٍ عظيمٍ.
وقد جمع ابن الجزري كثيرًا من أمثلة هذا الباب فقال:« ليس كل ما يتعسفه بعضُ المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفًا وابتداءً ينبغي أن يعتمد الوقف عليه بل ينبغي تحري المعنى الآثم والوقف الأوجه. وذلك نحو الوقف على (وارحمنا أنت) والابتداء (مولانا فانصرنا)؛ على معنى النداء، ونحو (ثم جاؤك يحلفون) ثم الابتداء (بالله إن أردنا)، ونحو: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك) ثم الابتداء (بالله إن الشرك...) على معنى القسم، ونحو: (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح) ويبتدئ: (عليه أن يطوف بهما)، ونحو (فاتقمنا من الذين أجرموا وكان حقًّا) ثم يبتدئ: (علينا نصر المؤمنين)، بمعنى واجب أو لازم، ونحو الوقف على (وهو الله) والابتداء (في السموات وفي الأرض) وأشدُّ قبحًا من ذلك الوقف على (في السموات) والابتداء (وفي الأرض يعلم سركم)، ونحو الوقف على (ما كان لهم الخيرة) مع وصله بقوله (ويختار): على أن (ما) موصولة. ومن ذلك قول بعضهم في (عيناً فيها تسمى سلسبيلًا) أن الوقف على (تسمى) أي عيناً مسماة معروفة. والابتداء (سل سبيلا) هذه جملة أمرية أي اسأل طريقًا موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة، ومن ذلك الوقف على (لا ريب) والابتداء (فيه هدى للمتقين) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة (لا ريب فيه من رب العالمين) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على (وما تشاؤن إلا أن يشاء) ويبتدئ (الله رب العالمين) ويبقي "يشاء" بغير فاعل فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق»[2].
2- الوصل التعسفي: 
وصورته أن يصل القارئ مختارًا لا مُعلِّمًا ولا ممتحَنًا؛ ليس إلا للإتيان بمعنى فاسدٍ أو ضعيف.
وقد قَيَّدنا الوصل بحالة الاختيار، مع كَوْنِ الاضطرار لا يتوجَّه في الوصل، فإن الواقف قد يقف مُضطرًا لعارض انقطاع نَفَسٍ، أو عطاس أو سعال أو نحو ذلك، أمَّا الواصل فلا يُتخيَّلُ أن يعرض له ما يضطره للوصل، ولكنَّ التقييد هنا جاء لإخراج حالتين يمكن فيهما أن يكون القارئ معلِّمًا أو ممتحَنًا (بفتح الحاء)، فالمعلِّم له أن يصلَ ما تمَّ عليه الوقفُ ليُعلِّم طالبه كيف يصلُه، والممتحَنُ يصلُ ليُظهرَ مدى فهمه لكيفية وصل هذا الموضع.
ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من التعسُّف وصل قوله: (وربك يخلق ما يشاء ويختار) بقوله: (ما كان لهم الخيرة) [القصص:68]، جاعلًا (ما) موصولة لا نافية، ويُوقِع عليها الفعل (ويختار).والصوابُ أنَّ (ما) نافيةٌ لنفيِ اختيار الخلق لا الحقِّ[3].
ومن التعسُّف في الوصل ما هو مشهورٌ من فِعل بعض القرَّاء بوصل آخر سورة القمر بأوَّل سورة الرحمن بدون بسملةٍ، لا يفعل ذلك إلا ليتسنَّى له أن يومئ إلى أنَّ المليك المقتدر هو الرحمن! وفي هذا مجازفةٌ من وُجوهٍ: الأوَّل: أنَّ الأصل أنَّهما سورتان منفصلتان، وكلُّ سورةٍ وَحْدةٌ مُستقِّلةٌ فلا يستقيمُ عقلًا أن تُعلَّق آيةٌ بدون تمامٍ ثمَّ يأتي التمام في آية آخرى في السورة التالية. والثاني: أنَّ سياق الكلام لا يُساعدُ عليه بدون تقدير محذوفٍ بدليل أنَّ لفظَتَيْ (مليكٍ مقتدرٍ) مجرورة، ولفظة (الرحمنُ) مرفوعة، وهي مبتدأ وخبرها (علَّم القرآن). الثالث: أنَّ الـمُتعيَّنَ على القارئ لحفص عن عاصمٍ الإتيان بالبسملة بين السورتين، وإنَّما الوصل بدون البسملة جائزٌ على قراءة البعضِ، وقد فصَّل الأئمة مذاهب القرَّاء في تلك المسألة [4].
والخلاصةُ أنَّ القارئ لحفصٍ ليس له أن يَصل بين السورتين بدون بسملةٍ إلا بين الأنفال وبراءة، وقد يُقال هنا: ما دام ذلك جائزًا على بعض الرواياتِ الأخرى غير حفص، أو في بعض القراءات غير قراءة عاصمٍ؛ فلا حرجَ فيه. فما على الفاعلِ إن كان الكلُّ قرآنًا ثابتًا بالتواترِ؛ سواءً على قراءة عاصمٍ أو غيره؟
والجواب: أنَّ العلماءَ بحثوا تلك المسألة، وهي معروفة في اصطلاحهم بتركيب القراءات أو التلفيق، وهل هذا جائزٌ أم لا، واختلفوا على أقوالٍ فمنهم من منعها مُطلقًا، ومنهم من فرَّق بين مقام الرواية ومقام التلاوة، وفيه تفصيل ليس هذا محلَّ بسطه [5]، ولكن اعتراضنا على هذا الوصل المذكور له أسبابٌ أخرى كما أوضحنا. 
وهناك صورة أخرى حقيقةٌ بأن تُعتبَر من الوصل التعسفي، وهي ما يفعله بعض المقرئين من المبالغة في الإتيان بمقاطعَ طويلةٍ قد تصل إلى عدة أسطرٍ، وقد تبدأ من خواتيم سورةٍ وتنتهي بفواتح سورة أخرى؛ لا يفعلون ذلك إلا بغرض أن يقال عنهم ويشار إليهم، وليس فعلهم هذا من مقصود التلاوة في شيءٍ، وخصوصًا عندما يصل الأمر إلى الانتقاء العشوائي للبدايات، واختيار سورة الضحى وما بعدها للتكبير والإغراب، واختيار مواضع معينة على سبيل التحدي لإثبات ما يُسمَّى بـ (طول النَّفَس)، وكأنَّ التباري في ذلك سبيل كسب قلوب العوامِّ واستمطار آهاتهم واستحساناتهم، وترى الناس لا يتحدثون عن المعنى ولا يتدبرون بقدر ما يقولون: ما أقدره على وصل كذا آية بِنَفَسٍ واحد! فهل سمع أحدنا أو قرأ أنَّ السلف كانوا يفعلون ذلك؟!
ثم أية نية تحمل القارئ على ذلك؟ أيقصد لإظهار معنى لا يظهر إلا بالمبالغة في تطويل المقطع؟ أليس ذلك هو عين ما يفعله المطربون وأهل اللهو والعبث؟!
ولأنَّ الإفراطَ في جانبٍ لابدَّ أن يصاحبه التفريط والتقصير في جانبٍ آخر؛ فإنَّ القارئ المـُطيلَ النَّفَسَ يُقصِّرُ في مقادير المدود والغنن، وينطق الحروف المهموسة أقرب للجهر، لأنَّ تكميل مقادير المدود والغنن، وتحقيقَ الحرف المهموس يستهلكَ النَّفَسَ المخزون في صَدره. وقد يتدرَّبُ أحدهم على التنفُّس أثناء القراءة فيأتي بتشنُّجاتٍ وزفراتٍ مُنفِّرَةٍ. وقد يُبالغ في تطويل المقاطع مبالغةً فاحشةً؛ فتراه وقدِ اشتدَّت رقبته، وانتفخت عروق وجهه، وتصلَّب جبينه، واتسعت حدقتاه، وقُفَّ شَعَرُه، حتى يُشعرَ من يُشاهده أنَّه على وشكِ الانفجار!
فالفعل المذكور حَرِيٌّ أن يُوصفَ بأنَّه وصلٌ تعسُّفيٌّ، وعليه فإنَّه يمكن أن يُصاغ تعريف الوصل التعسُّفيّ كما يأتي: أن يصل القارئ لا مُعلِّمًا ولا مُمتحَنًا بغرض الإتيان بمعنًى فاسدٍ أو ضعيف، أو لإظهار قدرته على تلاوة مقاطع بالغة الطول بِنَفَسٍ واحدٍ.
3- التكرار التعسفي:
تكرارُ الآية أو المقطع على سبيل التدبُّر والتأمُّلِ والتخشُّعِ مطلوبٌ متواترٌ من فعل السلف أجمعين. قال النووي : وقد بات جماعات من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح [6]. وإمامهم في ذلك رسول الله ، الذي قام بآية يرددها حتى أصبح، وهي قول الله تعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) [المائدة:118] [7]. 
وعن محمد بن كعب القرظي : لأن أقرأ آيتين أردِّدهما وأتفكَّر فيهما أحبُّ من أن أبيت أهذُّ القرآن. وفي التكرار فوائد كثيرةٌ؛ منها أنه سبيلٌ لتحصيل لذة القرآن وحلاوته، وما أجمل قول بشر بن السرى:«إنما الآية مثل التمرة، كلما مضغتها استخرجت حلاوتها»[8].
يقول ابن القيم :«فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبُّر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتَّى إذا مرَّ بآية وهو يحتاج إليها في شفاء قلبه كررها؛ ولو مائة مرة، ولو ليلة. فقراءة آية بتدبُّر خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبُّر وتفهُّمٍ، وأنفعُ للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن» [9]. 
ومنها أنها سبيل لترقيق القلب؛ وعن الحسن :«يا ابن آدم! كيف يرقُّ قلبكَ؟ وإنما همتك في آخر سورتك» [10].
ومنها أنَّه سبيل لتحصيل المعاني الإيمانية، والفوائد التفسيرية، والمنح الربَّانية، يقول ابن عثيمين في تفسير قوله تعالى: (وما هو بالهزل) [الطارق:14] :«أي ما هو باللعب والعبث واللغو، بل هو حقٌّ، كلماته كلُّها حقٌّ، أخباره صدق، وأحكامه عدل، وتلاوته أجر، لو تلاه الإنسان كل أوانه لم يملَّ منه، وإذا تلاه بتدبر وتفكر فتح الله عليه من المعاني ما لم يكن عنده من قبل، وهذا شيءٌ مشاهد: اقرأ القرآن وتَدبَّرْه، كلما قرأتَه وتدبَّــرْتَه حصل لك من معانيه ما لم يكن يحصل لك من قبل، كل هذا لأنه فصلٌ وليس بالهزل، لكن الكلام اللغو من كلام الناس كلما كرَّرتَه مججتَه وكرهتَه ومللتَه، أما كتاب الله فلا» [11].
ويُستحبُّ لذلك أن يكون المرء مختليًا بنفسه، خليَّ البال، غير مُشتَّت الفكر، بعيدًا عن ما يلفت الانتباه، ويُشتِّت الخاطر، وقبل كلِّ هذا لابد أن يكون المرءُ مُخلصًا، مبتهلًا إلى الله أن يرزقه الفهم.
أما ما نحن بصدده من التكرار التعسفيِّ، فهو ما نُشاهده من بعض قارئِي المحافل، لاستثارة المستمعين، ولاستجلاب رضاهم، واستحسانهم لجمال الصوت ورُقيِّ أدائه، لا لمعنىً في التلاوة والبيان. ويقصد به القارئ – غالبًا- استعراض مهاراته في الأداء، وكيف أنَّه يستطيع التنقُّل بين المقامات الموسيقية، ولا يُراعِي فيه المعنى بحالٍ من الأحوال. ومن ذلك ما يُسمَعُ من بعضهم بتكرار مقاطع لا تُفيدُ معنًى تامًّا؛ مثل: ( يا إبراهيم)، ويُكرِّرها، ويُشيرُ كأنَّه يقصد إبراهيمًا بعينه! والقارئ المتعسِّفُ سائرٌ وَفقَ رغبة مُستمعيه. وقد لا يُريد المستمِعُ من طلب التكرارِ تحصيل التدبُّر والتأمُّل والتخشُّع بقدر ما يُريد الإشباع السماعيَّ. 
وفي تقديري أنَّ ذلك داخلٌ تحت تحذير النبي في حديثه:« بادروا بالأعمال ستًّا: إمرة السفهاء، وكثرة الشُّرط، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدَّمِ وقطيعة الرحم، ونشأً يتخذون القرآن مزامير، يقدِّمونه يُغنِّيهم؛ وإن كان أقلَّ منهم فقهًا» [12].
فلا يُماري أحدٌ في أنَّ التكرارَ على الصورة الموصوفةِ من فِعل أهل الطرب والغناءِ، يتقدَّم مغنِّيهم، فإن كان مُطربًا ارتفعتِ الآهات والتنهُّدات مُطالبةً إيَّاه بالإعادة والتكرار.

_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى