مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
حديث الذبابه والرد على شبهات له Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

حديث الذبابه والرد على شبهات له

اذهب الى الأسفل

حديث الذبابه والرد على شبهات له Empty حديث الذبابه والرد على شبهات له

مُساهمة من طرف Admin الخميس 30 مايو 2013, 10:35 am

النص الثاني : حديث الذباب .
أنكروا حديث: (إذا وَقَع الذُبابُ في إناءِ أحَدِكم فَليغمسُه كلَهُ، ثم ليطَرحهُ، فإنَ في أحَدِ جنَاحيهِ الداء، وفي الآخَرِ شفاء)() .
طعن أهل البدع والضلال قديماً فى صحته بحجة أنه مخالف للعقل، والواقع، وأثاروا الشبه من حوله فانبرى للرد عليهم، وكشف شبههم، ودحضها علماء أجلاء، فواجهوهم بالحجج الدامغة، والأدلة البينة، فأزالوا تلك الشبه، وبينوا فسادها.
وهذا ملخص شبه هؤلاء حول هذا الحديث، والتى رددها أعداء السنة():
أولاً: قالوا: إن الحديث انفرد بروايته أبو هريرة وقد ردوا له أحاديث كثيرة().
ثانياً : قالوا: إنه حديث آحاد يفيد الظن، فلا إشكال فى رده، وهو غريب عن التشريع، لأنه ينافى قاعدة تحرير الضار، واجتناب النجاسة، وغريب عن الرأى لأنه يفرق بين جناحى الذباب، فيدعى أن أحدهما به سم ضار، والآخر ترياق نافع.
ثالثاً : أثبت العلم بطلانـه، لأن العلـم يقطـع بمضـار الذبـاب.
رابعاً : موضوع متنه ليس من عقائد الإسلام، ولا من عباداته، ولا من شرائعه، ولم يعمل به أحد من المسلمين وهو فى أمر من أمور الدنيا وبالتالى من ارتاب فيه لم يضع من دينه شيئاً.
خامساً : تصحيحه من المطاعن التى تنفر عن الإسلام، ويفتح على الدين شبهة يستغلها أعداء الإسلام.
سادساً : البحث فيه عقيم، لا يجب أن يشغل الناس به، وقد وصلوا إلى مخترعات ومكتشفات من العلوم، ولذا يجب ترك البحث فيه إلى ما وصل إليه العلم من أحكام لا تنقض ولا ترد().
ويجاب على هذه الشبه بما يلى :
أولاً : لم ينفرد البخارى– رحمه الله – بإخراج هذا الحديث كما رأينا من خلال التخريج، كما أن أبا هريرة لم ينفرد بروايته عن النبى r.
ولو لم يرد هذا الحديث إلا فى صحيح البخارى، لكان صحيحاً مقبولاً، إذ البخارى هو أصح الكتب بعد كتاب الله وأحاديثه فى أعلى درجات الصحة0
يقول فضيلة الدكتور أبو شهبة : "ولم أجد لأحد من النقاد، وأئمة الحديث طعناً فى سنده؛ فهو فى درجة عالية من الصحة، وكل ما وقع فيه من الطعن من بعض المتساهلين، والجهلاء، والمبتدعة، إنما هو من جهة متنه().
ثم إن أبا هريرة t لم ينفرد برواية هذا الحديث فقد شاركه في الرواية جماعة من الصحابة.
يقول الشيخ أحمد شاكر: " فمنهم: من حمل على أبي هريرة وطعن في روايته وحفظه، بل منهم من جرؤ على الطعن في صدقه فيما يروي .... ومن الغريب أن هذا الحديث بعينه - حديث الذباب - لم يكن مما استدركه أحد من أئمة الحديث على البخاري، بل هو عندهم جميعًا مما جاء على شرطه في أعلى درجات الصحة؛ ومن الغريب أيضًا أنّ هؤلاء الذين حملوا على أبي هريرة على علم كثير منهم بالسنة وسعة اطلاعهم رحمهم الله، غفلوا أو تغافلوا عن أنّ أبا هريرة t لم ينفرد بروايته بل رواه أبو سعيد الخدري أيضًا عن النبي r عند أحمد()، والنسائي()، وابن ماجة()، والبيهقي() بأسانيد صحاح، ورواه أنس بن مالك أيضًا، كما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد()" وقال: رواه البزار ورجـاله رجـال الصحيـح، ورواه الطـبراني في "الأوسط" وذكره الحافظ في "الفتح"() وقال: أخرجه البزار ورجاله ثقات.
فأبو هريرة لم ينفرد برواية هذا الحديث عن رسول الله r ولكنه انفرد بالحمل عليه منهم بما غفلوا أنه رواه اثنان غيره من الصحابة؛ والحق أنه لم يعجبهم هذا الحديث لما وقر في نفوسهم من أنه ينافي المكتشفات الحديثة من المكروبات ونحوها، وعصمهم إيمانهم عن أن يجرؤا على المقام الأسمى فاستضعفوا أبا هريرة"().
ثم إن التحقيق العلمى يثبت صدق أبى هريرة، وأنه برئ من طعن الطاعنين، وأن الطاعن فيه هو الحقيق بالطعن فيه، لأنهم رموا صحابياً بالبهت، وردوا حديث رسول الله r لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة! وقد رواه غيره من الصحابة كما علمت.
وليت شعرى هل علم هؤلاء بعدم تفرد أبى هريرة بالحديث، وهو حجة لو تفرد، أم جهلوا ذلك؟.
فإن كان الأول فلماذا يتعللون برواية أبى هريرة إياه، ويوهمون الناس أنه لم يتابعه أحد من الصحابة الأجلاء؟! وإن كان الآخر فهلا سألوا أهل الاختصاص والعلم بالحديث الشريف؟ وما أصدق القائل:

وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم() فإن كنت تدرى فتلـك مصيبـة
ثانياً : كون الحديث آحاداً ومن أجل ذلك سهل رده، قول مردود، وحجة داحضة، وقد سبق الكلام عن ذلك فلا إعادة ههنا().
وقولهم: غريب عن التشريع؛ لأنه ينافى قاعدة تحريم الضار، واجتناب النجاسة.
يرد عليه : بأن الحديث لم ينف ضرر الذباب بل أثبت ذلك، فذكر أن فى أحد جناحيه داء،ولكنه زاد ببيان أن فى الآخر شفاء، وأن ذلك الضرر يزول إذا غمس الذباب كله().
يقول الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله - : "وأعلم أن فى الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم، والحكمة العارضة عن لسعة، وهى بمنزلة السلاح، فإذا أسقط فيما يؤذيه اتقاه بسلاحه، فأمر النبى r أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه فى جناحه الآخر من الشفاء، فيغمس كله فى الماء والطعام، فيقابل المادة السمية المادة النافعة، فيزول ضررها، وهذا طب لا يهتدى إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج من مشكاة النبوة، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج، ويقر لمن جاء به، بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد بوحى إلهى خارج عن القوة البشرية().
وقال الشوكانى – رحمه الله - : "والفائدة فى الأمر بغمسه جميعاً هى أن يتصل ما فيه من الدواء بالطعام أو الشراب كما اتصل به الداء، فيتعادل الضار والنافع فيندفع الضرر"().
والقول بنجاسة الذباب لا دليل عليه؛ لأنه لا ملازمة بين الضرر والنجاسة، ولذا كان هذا الحديث من أدلة العلماء على أن الماء القليل لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة فيه، إذ لم يفصل الحديث بين موت الذباب، وحياته عند غمسه().
قال الإمام الخطابى –رحمه الله- :"فيه من الفقه: أن أجسام الحيوان طاهرة، إلا ما دلت عليه السنة من الكلب وما لحق به فى معناه0وفيه دليل:علىأن ما لا نفس له سائلة إذا مات فى الماء القليل لم ينجسه، وذلك أن غمس الذباب فى الإناء قد يأتى عليه0 فلو كان نجسه إذا مات فيه، لم يأمر بذلك0 لما فيه من تنجس الطعام، وتضييع المال، وهذا قول عامة العلماء"().
وقال ابن القيم: "هذا الحديث فيه أمران: أمر فقهي، وأمر طبي فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه، وهذا قول جمهور العلماء، ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك ووجه الاستدلال به أن النبي r أمر بمقلة وهو غمسه في الطعام، ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو r إنما أمر بإصلاحه ثم عدا هذا الحكم إلى كل مالا نفس له سائل كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك إذ الحكم يعم بعموم علته وينتفي لانتفاء سببه فلما كان سبب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته وكان ذلك مفقودا فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته().
والقول بأنه لا فرق بين جناحى الذباب بأن يحمل أحدهما سماً، والآخر شفاء.
قول يناهض الحديث، بل ويخالف الواقع من اجتماع كثير من المتضادات فى الجسم الواحد كما هو مشاهد معروف، وقد أجاب عن ذلك العلماء فى السابق.
قال الحافظ ابن حجر : "وقال الخطابى : تكلم على هذا الحديث من لا خلاق له فقال كيف يجتمع الشفاء والداء فى جناحى الذباب؟ وكيف يعلم ذلك من نفسه حتى يقدم جناح الداء، ويؤخر جناح الشفاء، وما ألجأه إلى ذلك؟ قلت : وهذا سؤال جاهل، أو متجاهل، فإن كثيراً من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة0 وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان.
وإن الذى ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه، وألهم النملة أن تدخر قوتها أوان حاجتها، وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تستنبت، لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحاً، وتؤخر آخر.
وقال ابن الجوزى : ما نقل عن هذا القائل ليس بعجيب، فإن النحلة تعسل من أعلاها، وتلقى السم من أسفلها، والحية القاتل سمها تدخل لحومها فى الترياق الذى يعالج به السم، والذبابة تسحق مع الإثمد لجلاء البصر"() .
ثالثاً : والقول بأن العلم يثبت بطلانه لأنه قطع بمضار الذباب، قول من جهل معنى الحديث، وعجز عن فهمه، والحديث كما أسلفت لم ينف ضرر الذباب بل نص على ذلك صراحة، وهل علماء الطب وغيرهم أحاطوا بكل شئ علماً؟!! حتى يصبح قولهم هو الفصل الذى لا يجوز مخالفته، بل هم معترفون كل الاعتراف بأنهم عاجزون عن الإحاطة بكثير من الأمور()، وهنالك نظريات كانت تؤخذ على وجه التسليم تبين فسادها فيما بعد، إذ علومهم خاضعة للتجارب والاختبارات.
بينما الذى نطق به رسول الله r وحى من عند الله تعالى، العليم بخفاء ما غاب عن الخلق جميعاً. ولا زال علماء الطب يطِلّون على العالم فى كل يوم باكتشافات جديدة لعقاقير طبية وأدوية واقية لم تكن عُرفت من قبل.
ثم هل يتوقف إيماننا بصدق كل حديث ورد فيه أمر طبى عن النبى r، حتى يكشف لنا الأطباء بتجاربهم صدقة أو بطلانه؟
وأين إيماننا إذن بصدق نبوة رسول الله e، ووحى الله إليه؟!
إن حديث رسول الله r، برهان قائم بنفسه لا يحتاج إلى دعم خارج عنه، فعلى الأطباء بل والناس جميعاً التسليم بما جاء فى هذا الحديث والتصديق به إن كانوا مسلمين، وإن لم يكونوا كذلك فليزمهم التوقف إن كانوا عقلاء.
والمسلم لا يهمه كثيراً ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب ما دام ثبت عن رسول الله r() هذا كله يقال على فرض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث بالصحة.
يقول العلامة الألباني – رحمه الله -: "إن كثيراً من الناس يتوهمون أن هذا الحديث يخالف ما يقرره الأطباء وهو أن الذباب يحمل بأطرافه الجراثيم، فإذا وقع في الطعام أو الشراب علقت به تلك الجراثيم والحقيقة أن الحديث لا يخالف الأطباء في ذلك، بل هو يؤيدهم إذ يخبر أن في أحد جناحيه داء، ولكنه يزيد عليهم فيقول: وفي الآخر شفاء، فهذا مما لم يحيطوا بعلمه، فوجب الإيمان به وإن كانوا مسلمين، وإلا فالتوقف إذا كانوا من غيرهم وإن كانوا عقلاء علماء ! ذلك لأن العلم الصحيح يشهد أن عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه؛ نقول ذلك على افتراض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث بالصحة وقد اختلفت آراء الأطباء حوله، وقرأت مقالات كثيرة في مجالات مختلفة كل يؤيد ما ذهب إليه، تأييداً أو رداً، ونحن بصفتنا مؤمنين بصحة الحديث، وأن النبي r (َمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، ولا يهمنا كثيراً ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب، لأن الحديث برهان قائم في نفسه لا يحتاج إلى دعم خارجي، ومع ذلك فإن النفس تزداد إيماناً حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح().
ومع ذلك فقد وجد من الأطباء المعاصرين من أيد مضمون ما جاء فى هذا الحديث من الناحية الطبية، وهنالك كثير من البحوث والمقالات فى هذا الجانب، منها المطول ومنها المختصر على ما سنذكر :-
يقول الشيخ الدكتور أبو شهبة: " وقد شاء ربك العالم بما كان وما يكون أن يظهر سر هذا الحديث، وأن يتوصل بعض نطس() الأطباء إلى أن في الذباب مادة قاتلة للميكروب، فيغمسه في الإناء تكون هذه المادة سبباً في إبادة ما يحمله الذباب من الجراثيم التي ربما تكون عالقة به، وبذلك أصبح ما قال العلماء الأقدمون – تجويزاً – حقيقة مقررة، وإليك ما ذكره أحد الأطباء العصريين في محاضرة بجمعية الهداية الإسلامية بمصر: ( يقع الذباب على المواد القذرة المملوءة بالجراثيم التي تنشأ منها الأمراض المختلفة، فينقل بعضها بأطرافه، ويأكل بعضاً آخر فتكون في جسمه مادة سامة يسميها علماء الطب ( مبعد البكتريا ) وهي تقتل كثيراً من جراثيم الأمراض، ولا يمكن لتلك الجراثيم أن تبقى حية أو يكون لها تأثير في جسم الإنسان في حال وجود مبعد البكتريا هذا، وأن هناك خاصة في أحد الجناحين هي أنه يحول مبعد البكتريا إلى ناحيته، وعلى هذا إذا سقط الذباب في شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه، فإن أقرب مبعد لتك الجراثيم وأول واق منها هو مبعد البكتريا الذي يحمله الذباب في جوفه قريباً من أحد جناحيه، فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه)، وفي مجلة التجارب الطبية الإنجليزية عدد 1307 سنة 1927م ما ترجمته: ( لقد أطعم الذباب من زرع ميكروبات بعض الأمراض، وبعد حين من الزمن ماتت تلك الجراثيم واختفى أثرها، وتكون في الذاب مادة سامة تسمى ( بكتريوفاج) ولو عملت خلاصة من الذباب لمحلول ملحي لاحتوت على ( بكتريوفاج ) التي يمكنها إبادة أربعة أنواع من الجراثيم المولدة للأمراض، وقد كتب بعض الأطباء الغربيين نحو ذلك، وبذلك ظهر أن هذا الحديث الذي عده بعض المتساهلين كذباً من أقوى المعجزات العلمية على صدق الرسول – صلوات الله وسلامه عليه-.
ثم قال: "كلمة الطب في حديث الذباب، وذكر بحثاً للدكتور محمود كمال، والدكتور محمد عبدالمنعم حسين قالا فيه(): "كثر التعرض لهذا الحديث وخصوصاً من جانب أطباء مكذبين للحديث لعلمهم بأن الذباب ينقل العدوى والجراثيم الحاملة للمرض، ونحن نعلم أن من بين الأحاديث التي رويت عن النبي r ما هو صحيح وما هو مكذوب، وتمسك رجال الحديث والفقهاء الأعلام بصحة الحديث لاستناده لثقة الرواة، وتمسك بعض الأطباء بالناحية الصحية وكذبوا الحديث وكنا نود أن نفهم الحديث على أسس ثلاثة:
عدم التعرض لصحة الحديث فهذا من اختصاص فقهاء الحديث والعلماء الذين درسوا العلم والحديث، وهم أعلم كيف يستبعدون الأحاديث المكذوبة.
محاولة البحث العلمي بافتراض صحة الحديث للوصول إلى حقائق أنبأنا عنها النبي(r): {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ÇÌÈإِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىÇÍÈ}().
عدم الخوض في موضوع مادة الحديث قبل الرجوع إلى المراجع العلمية الكافية عن الحشرات وعن طفيليات الحشرات.
لهذا رأينا بعد قراءة الموضوع والمجادلات المتبادلة بين الفريقين في الصحف والمجلات منذ مدة طويلة أن نحاول أن نرد الحق إلى نصابه ذلك أن بعضنا – بعد قراءة آراء فقهاء الحديث عن صحة الحديث – لم يتردد في تصديقه، وحاول أن يرجع إلى المراجع العلمية التي تؤيد صحة الحديث :
وقد جاء في المراجع العلمية أن الأستاذ الألماني (بريفليد) من جامعة هال بألمانيا وجد في عام 1871م أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماها (أمبوزا موسكي) من عائلة (انترموفترالي) من تحت فصيلة (سيجومايسيس) من فصيلة (فيكومايسيس) ويقضى هذا الفطر حياته في الطبقة الدهنية داخل بطن الذبابة، على شكل خلايا خميرة مستديرة ثم يستطيل ويخرج على نطاق البطن بواسطة للفتحات التنفسية أو بين المفاصل البطنية، وفي هذه الحالة يصبح خارج جسم الذبابة، وهذا الشكل يمثل الدور التناسلي لهذا الفطر وتتجمع بذور الفطر في داخل الخلية إلى قوة معينة تمكن الخلية من الانفجار وإطلاق البذور خارجها، وهذا سيكون بقوة دفع شديدة لدرجة تطلق البذور إلى مسافة حوالي 2سم من الخلية بواسطة انفجار السائل على هيئة رشاش.
ويوجد دائماً حول الذبابة الميتة والمتروكة على الزجاج مجال البذور لهذا الفطر، ورؤوس الخلية المستطيلة التي يخرج منها البذور موجودة حول القسم الثالث والأخير من الذبابة على بطنها وظهرها، وهذا القسم الثالث أو الأخير دائماً يكون مرتفعاً عندما تقف الذبابة على أي مسند لتحفظ توازنها واستعدادها للطيران، والانفجار كما ذكرنا يحدث بعد ارتفاع ضغط السائل داخل الخلية المستطيلة إلى قوة معينة، وهذا قد يكون مسبباً من وجود نقطة زائدة من السائل حول الخلية المستطيلة، وفي وقت الانفجار يخرج من السائل والبذور جزء من (السيتوبلازم) من الفطر كما ذكر الأستاذ (لانجيرون) - أكبر الأساتذة في علم الفطريات – في عام 1945 م، أن هذه الفطريات كما ذكرنا تعيش في شكل خميرة مستديرة داخل أنسجة الذبابة وهي تفرز أنزيمات قوية تحلل وتذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض.
ومن جهة أخرى تم في سنة 1947م عزل مادة مضادة للحيوية بواسطة (آرنشتين) و(كوك) من إنجلترا و(روليوس) من سويسرا في سنة 1950م تسمى (جافاسين) من فطر من نفس الفصيلة التي ذكرناها والتي تعيش في الذبابة وهذه المادة المضادة للحيوية تقتل جراثيم مختلفة من بينها جراثيم السالبة والموجبة لصبغة جرام، وجراثيم (الدوسنتاريا) و(التفويد)، وفي سنة 1948م عزل (بريان) و(كورتيس) و(هيمنج) و(جيفيريس) و(ماكجوان) من بريطانيا مادة مضادة للحيوية تسمى (كلوتينيزين) من فطريات من نفس فصيلة الفطر الذي يعيش في الذبابة، وتؤثر على جراثيم السالبة لصبغة جرام من بينها جرائم (الدوسنتاريا والتفويد)، وفي 1949م عزل (كوكس) و(فارمر) من إنجلترا و(جرمان) و(روث) و(اتلنجر) و(بلاتنر) من سويسرا مادة مضادة للحيوية تسمى (انياتين) من فطريات من نفس صنف الفطر الذي يعيش في الذبابة، تؤثر بقوة شديدة على جراثيم جرام موجب وجرام سالب وعلى بعض فطريات أخرى، ومن بينها جراثيم (الدوسنتاريا والتفويد والكوليرا)، ولم تدخل هذه المادة المضادة للحيوية بعد الاستعمال الطبي، ولكنها فقط من العجائب العلمية لسبب واحد وهو أنها بدخولها بكميات كبيرة في الجسم قد تؤدى إلى حدوث بعض المضاعفات، بينما قوتها شديدة جداً وتفوق جميع مضادات الحيوية المستعملة في علاج الأمراض المختلفة وتكفى كمية قليلة جدا لمنع معيشة أو نمو جراثيم التفويد والدوسنتاريا والكلوريا وما يشبهها.
وفي سنة 1947م عزل (موفتيش) مواد مضادة للحيوية من مزرعة الفطريات الموجودة على جسم الذبابة، ووجد أنها ذات مفعول قوي في بعض الجراثيم السالبة لصبغة جرام مثل التفويد والدوسنتاريا وما يشبهها، وبالبحث عن فائدة الفطريات لمقاومة الجراثيم التي تسبب أمراض الحميات التي يلزمها وقت قصير للحصانة وجد أن واحد جرام من هذه المواد المضادة للحيوية يمكن أن يحفظ أكثر من 1000 ألف لتر لبن من التلوث من الجراثيم المرضية المزمنة.
وهذا أكبر دليل على القوة الشديدة لمفعول هذه المواد.
أما بخصوص تلوث الذباب بالجراثيم المرضية كجراثيم الكوليرا والتفويد والدوسنتاريا وغيرها التي ينقلها الذباب بكثرة، فمكان هذه الجراثيم يكون فقط على أطراف أرجل الذبابة أو في برازها، وهذا ثابت في جميع المراجع البكتريولوجية، وليس من الضروري ذكر أسماء المولفين أو المراجع لهذه الحقيقة المعلومة.
ويستدل من كل هذا على أنه إذا وقعت الذبابة على الأكل فستلمس الغذاء بأرجلها الحاملة للميكروبات المرضية، التفويد والكوليرا والدوسنتاريا أو غيرها، وإذا تبرزت على الغذاء سيلوث الغذاء أيضاً كما ذكرنا بأرجلها أما الفطريات التي تفرز المواد المضادة للحيوية والتي تقتل الجراثيم المرضية الموجودة في براز الذبابة وفي أرجلها، فتوجد على بطن الذبابة ولا تنطلق مع سائل الخلية المستطيلة من الفطريات والمحتوى على المواد المضادة للحيوية إلا بعد أن يلمسها السائل الذي يزيد الضغط الداخلي لسائل الخلية وبسبب انفجار الخلية المستطيلة واندفاع البذور والسائل.
وبذلك يحقق العلماء بأبحاثهم تقسير الحديث النبوي الذي يؤكد ضرورة غمس الذباب في السائل أو الغذاء إذا وقعت عليه لإفساد أثر الجراثيم المرضية التي تنقلها بأرجلها أو ببرازها، وكذلك يؤكد الحقيقة التي أشار إليها الحديث، وهي أن في أحد جناحيها داء (أي في أحد أجزاء جسمها الأمراض المنقولة بالجراثيم المرضية التي حملتها) وفي الآخر شفاء، وهو المواد المضادة للحيوية التي تفرزها الفطريات الموجودة على بطنها، والتي تخرج وتنطلق بوجود سائل حول الخلايا المستطيلة للفطريات.
ثم قال الشيخ أبو شهبة: "وبعد فلعلك – أيها القارئ – ازددت يقيناً بصحة هذا الحديث، واطمأننت إلى أن الإذعان والقبول لما صح عن الرسول أحرى بالمؤمن المتثبت وأولى، وفي كل بوم تتقدم فيه العلوم والمعارف البشرية يظهر الله سبحانه من الآيات ما يدل على صدق النبي – صلوات الله وسلامه عليه – وصدق معجزته الكبرى وهي القرآن، وصدق الله حيث يقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}( سورة فصلت: الآية: 53)().
نتائج الأبحاث التي ظهرت عن الذباب باختصار:
لقد انتهت نتائج التقارير المخبرية الثلاثة، إلى أن نتائج عملية الغمس للذباب في الماء أو الحليب، وتوصلت إلى الآتي :
وجود عامل مثبط لنمو الميكروبات والجراثيم الموجودة على الذباب، والتي تسقط في الماء أو الطعام عند سقوط الذباب فيه، ومن ثم الحد من نمو الجراثيم وتقليل عددها أيضا.
أن عملية الغمس تقلل من تأثير الجراثيم، التي يحملها الذباب وتسقط في الماء أو الطعام عند سقوط الذباب فيه.
أن تأثير عملية الغمس، هي على الجراثيم المرضية، أكثر مما هي على الجراثيم الكلية التي لا تحمل الأمراض وهذا ما يؤكده الحديث الشريف ( داء، شفاء).
أن فعالية الغمس، أظهرت فعالية القضاء على الجراثيم عند درجات مشابهة لدم الإنسان وجسمه بخلاف ما لو أجريت في وسط متعادل.
أن النتائج أثبتت بشكل واضح، أن الذباب إذا سقط ثم طار، فإن الجراثيم التي تسقط منه في الطعام أو الشراب، تزداد أعدادها، بينما في حالة غمس الذبابة ثم رفعها، فإن الجراثيم التي تسقط لا تبقى إعدادها كما هي، بل تبدأ في التناقص، ويحد ذلك من نموها أيضاً.
أن هذه التجارب، أثبتت صحة الحديث أيضاً من الناحية العلمية التجريبية، وإن كنا ننتظر ما هو أكثر من ذلك.
أن هذه التجارب أثبتت أعجازاً علمياً، في السنة يضاف إلى المعجزات العلمية الأخرى التي تدلل على معجزة النبي r الخالدة، التي أوحى بها الله عز وجل، قبل أن تتقدم العلوم بالصورة التي نراها ونعيشها الآن()، فمن أخبر محمداً بهذه العلوم، إنه رب العالمين().
وبذلك ظهر أن هذا الحديث صحيح السند والمتن، فهل بقى للمنكرين من حجة يحتجون بها؟ اللهم إلا الهوى().
رابعاً : الزعم بأن موضوعه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته … إلخ.
زعم قُصِدَ من وراءه، تحقير الحديث وتهوين لأمره، وتنفير الناس عنه، وهى دعوى تتردد وتتكرر كلما عجزوا عن إقامة الدليل على عدم صحة حديث ما، ولذلك يكثرون من ذكر هذه العبارات التى لا تدل إلا على تـنصل صاحبها من إتباع سنة رسول الله r والعمل بها، والإسلام دين كامل، بعقائده، وعباداته، ومعاملاته، وأخلاقه، لا يحقر جزء من جزئياته، ولا فرع من فروعه، ولا يستهان به.
وقد أمر الله المؤمنين بالتمسك بكل شعب الإيمان وشرائع الإسلام من غير تفريط فى جانب منها مع القدرة على ذلك قال تعالى : ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ[(الآية 208 من سورة البقرة).
قال الحافظ ابن كثير فى معنى هذه الآية : "يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره، ما استطاعوا من ذلك"().
يقول الشيخ الأمين الصادق: "وأما الزعم بأن موضوعه ليس من عقائد الإسلام ولا من عبادته، فهو زعم قصد من ورائه تحقير الحديث وتهوين أمره، وتنفير الناس عنه، وهي دعوى تردد وتكرر كلما عجزوا عن إقامة الدليل على عدم صحة حديث ما، ولذلك يكثرون من ذكر هذه العبارات التي لا تدل إلا على تنصل صاحبها من اتباع سنة رسول الله r، والعمل بها؛ والإسلام دين كامل بعقائده،
وعباداته، ومعاملاته، وأخلاقه، لا يحقر جزء من جزئياته، ولا فرع من فروعه، ولا يستهان به، وقد أمر الله المؤمنين بالتمسك بكل شعب الإيمان وشرائع الإسلام من غير تفريط في جانب منها مع القدرة على ذلك؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}( سورة البقرة الآية: 208)().
والقول بأنه لم يعمل به أحد من المسلمين، قول عار عن الصحة، ودعوى جريئة جاء الحق بخلافها.
روى عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامه؛ أنه حدثه قال : كنا عند أنس، فوقع ذباب فى إناء فقال أنس() بأصبعه فغمسه فى ذلك الإناء ثلاثاً ثم قال : بسم الله، وقال : إن رسول الله r، أمرهم أن يفعلوا ذلك().
وروى أحمد من طريق سعيد بن خالد قال : "دخلت على أبى سلمة فأتانا يزيد وكتلة()،فأسقط ذباب فى الطعام، فجعل أبو سلمة() يمقله بأصبعه فيه فقلت:يا خال! ما تصنع؟ فقال : إن أبا سعيد الخدرى حدثنى عن رسول الله r : "إن أحد جناحى الذباب سم، والآخر شفاء، فإن وقع فى الطعام، فأمقلوه()، فإنه يقدم السم، ويؤخر الشفاء"().
فأنس صحابى، وأبو سلمة تابعى، وقد عملا بمضمون هذا الحديث، فكيف يزعم بأن أحداً من المسلمين لم يعمل به؟().
هذه دعوى، وغيرها كثير، يطلقها أولئك القوم من غير علم ولا تحقيق؛ ليخدعوا بها السذج من الناس، ويحدث من جرائها شر وفساد عريض().
والقول بأن الحديث لا دخل له فى التشريع، وأنه من أمور الدنيا.
قول يحتاج إلى ما يدل عليه، فالحديث فيه أمر إرشادى من النبى r، لعلاج حالة إذا وقعت ولا حيلة للمرء فى دفعها، وهى "إذا وقع الذباب" أى رغماً عنكم، ولم يكن لكم حيلة فى دفعة، وأردتم الانتفاع بما وقع فيه من طعام أو شراب، فعليكم بغمسة كله.
فالأمر بالغمس أمر إرشاد لا أمر إ يجاب، يأثم تاركه، إذ لم يقل بذلك أحد().
فحديث الذباب حديث تشريعى، وأفاد حكماً شرعياً، بأن ما لا نفس له سائلة إذا مات فى الماء القليل لم ينجسه، كما أفاد جواز أكل أو شرب ما وقع فيه الذباب بعد غمسه كله لمن شاء ورغب فى ذلك، ولا شك أن كل ذلك حكم شرعى.
خامساً:أما القول بأن تصحيح الحديث من المطاعن التى تنفر عن الإسلام…إلخ .
فقول ساقط يحمل بين طياته استدراكاً على النبى r، الذى كان أحرص الناس على دين الله U، وسد كل منافذ الطعن والقدح فيه.
وكيف يكون فى شريعة الله ما ينفر، وهل يعقل أن تكون أقواله التى نطق بها، وأفعاله التى فعلها منفرة للناس؟! وأين موضع التنفير فى هذا الحديث؟ إلا أنه أثبت أن فى جناح الذباب شفاء؟ أيكون هذا تنفيراً؟ يالخفة العقول! وأين هذه الشبهة التى يفتحها على الدين حتى يستغلها أعـداء الإسـلام؟ وهل وقف أعداء الإسلام فيما يثيرونه من شبه عند حديث الذباب وحده؟ بل قد أثاروا شبهاً لا حصر لها فى أمور لا تخفى على أحد، بل حتى القرآن الذى نقل بالتواتر جيلاً بعد جيل، وعصراً بعد عصر؛ هل سلم وسلمت أحكامه من شبه أعداء الإسلام؟
وهل إذا رددنا حديث الذباب، بل ورددنا السنة كلها، يكف ذلك شبههم عنا؟! ويستجيبون بعد ذلك لديننا ويلتزمون بشريعتنا؟
بل لو تتبعنا شبههم – قاتلهم الله – ورددنا كل أمر اشتبهوا فيه ما بقى لنا من ديننا ما نتمسك به0
ولماذا هذه المجاملة، وهذا التنازل لأعداء الإسلام على حساب ديننا؟
وما الذى يضرنا من شبههم، ونحن موقنون بأن ما جاءنا به رسول الله r هو الحق الذى لا مريه فيه، وما يقذف به أعداء الإسلام شبه باطلة داحضة لا قيمة لها من الصحة0 وهل بعد ظهور ما يؤيد صدق الحديث من الناحية الطبية، تظل شبههم عالقة به؟().
سادساً : أما القول بأن البحث فى الحديث عقيم … إلخ.
فهو قول من جهل مقام النصوص، وضعف احترامه لها، إن لم يكن قد عدم تماماً0 إن ما بذله بعض الأطباء الأفاضل من جهود حول تأييد هذا الحديث من الناحية الطبية، يجب أن يشكروا عليه ولا يذموا بما قدموا، إذا كانوا يهدفون من وراء ذلك دفع الشبه التى ألصقت بهذا الحديث، وبيان أن العلم الحديث لا ينافيه.
والحقيقة إن هذه البحوث وإن كانت تزيد الإنسان إيماناً بصدق الحديث، إلا أن الإيمان لا يتوقف عليها، إذ الحديث حجة قائمة بنفسه.
ويكفى فى فصل هذه البحوث أنها نقضت الذى طبل من أجله أعداء السنن وزمروا، من أمثال النظام، وأتباعه من المستشرقين، وغلاه الشيعة، وأتباعهم أمثال محمود أبو ريه، الذى ذهب إلى وجوب ترك البحث فى هذا الحديث إلى ما وصل إليه العلم بأبحاثه الدقيقة، وتجاربه الصحيحة التى لا يمكن نقضها، ولا يرد حكمها.
والذى يعجب منه الإنسان أن نظريات الغرب المتناقضة المختلفة التى لا تستقر على حال، تصبح عند هؤلاء أحكاماً مسلمة لا تنقض، ولا ترد، وحديث النبى r الصادق الذى لا ينطق عن الهوى، يطعن فيه، ويرد بغير حجة، ولا دليل.
يقول الشيخ أحمد محمد شاكر: " الحق أيضاً أنهم آمنوا بهذه المكتشفات الحديثة أكثر من إيمانهم بالغيب ولكنهم لا يصرحون! ثم اختطوا لأنفسهم خطة عجيبة : أن يقدموها على كل شئ وأن يؤولوا القرآن بما يخرجه عن معنى الكلام العربى، إذا ما خالف ما يسمونه "الحقائق العلمية "وأن يردوا من السنة الصحيحة ما يظنون أنه يخالف حقائقهم هذه! افتراء على الله، وحباً فى التجديد.....
ويقول الشيخ أحمد شاكر: إن الناس كانوا ولا يزالون تقذر أنفسهم الذباب، وتنفر مما وقع فيه من طعام أو شراب، ولا يكادون يرضون قربانه، وفي هذا من الإسراف -إذا غلا الناس فيه- شيء كثير ولا يزال الذباب يلح على الناس في طعامهم وشرابهم، وفي نومهم ويقظتهم، وفي شأنهم كله، وقد كشف الأطباء والباحثون عن المكروبات الضارة والنافعة وغلو غلوًا شديدًا في بيان ما يحمل الذباب من مكروبات ضارة، حتى لقد كادوا يفسدون على الناس حياتهم لو أطاعوهم طاعة حرفيّة تامة، وإنا لنرى بالعيان أن أكثر الناس تأكل مما سقط عليه الذباب، وتشرب فلا يصيبهم شيء إلا في القليل النادر، ومن كابر في هذا فإنما يخدع الناس ويخدع نفسه، وإنا لنرى أيضًا أن ضرر الذباب شديد حين يقع الوباء العام لا يماري في ذلك أحد، فهناك إذن حالان ظاهرتان بينهما فروق كبيرة، أما حال الوباء فمما لاشك فيه أن الاحتياط فيها يدعو إلى التحرز من الذباب وأضرابه مما ينقل المكروب أشد التحرز، وأما إذا عدم الوباء وكانت الحياة تجري على سننها فلا معنى لهذا التحرز، والمشاهدة تنفي ما غلا فيه من إفساد كل طعام أو شراب وقع عليه الذباب، ومن كابر في هذا فانما يجادل بالقول لا بالعمل، ويطيع داعي الترف والتأنّق وما أظنه يطبّق ما يدعو إليه تطبيقًا دقيقًا، وكثير منهم يقولون ما لا يفعلون().
من خلال هذا العرض نخلص إلى الآتي :
أولاً: هذا الحديث ثابت عن النبي r وقد تلقته الأمة بالقبول وآمنت بمضمون ما جاء فيه من قبل أن يؤيده العلم الحديث.
ثانياً: أن الحديث لا يخالف الأطباء، بل هو يؤيدهم، وبذلك يصير هذا الحديث حقيقة علمية، بل معجزة من معجزاته النبوية، فلعل الشيخ حين بلغته هذه الحقائق العلمية تراجع عن توقفه وقبل الحديث وسلم لرسوله r.
ثالثاً: مع أن لا يهمنا كثيراً ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب، لأن الحديث برهان قائم في نفسه لا يحتاج إلى دعم خارجي، ومع ذلك فإن النفس تزداد إيماناً حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح.
رابعاً: على المسلم أنه يسلم لله ولرسوله r ويرد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه حتى يسلم في دينه، وفي دنياه أيضاَ.
خامساً: ليس في نص الحديث ما ينهى عن مكافحة الذباب، وحفظ الأطعمة والأشربة منه، ومن عافت نفسه من طعام أو شراب وقع عليه الذباب فتركه لم يعد مرتكباً للإثم.
سادساً: ليس الذباب وحده هو الذي يجمع بين الداء والدواء أو بين السم وعلاجه، فقد سبق أن العلماء ذكروا أن النحل يلدغ بفيه ويخرج الشهد من موضع آخر، وأن الثعبان فيه سم وشفاء.
سابعاً: من لم يعجبه العلم الحديث باكتشافاته المعملية المتأخرة، فليقل بقول السلف الذين قالوا: إن المراد بالداء والدواء، داء الكبر، ودواء التواضع، وعلى هذا آمن السلف بالحديث بعد صحته وإن لم تظهر لهم الحكمة العلمية.
فعلماء الأمة منذ صدر الإسلام إلى هذا القرن هذا الحديث، إنهم قبلوه على أنه ثابت صحيح، ثم اجتهدوا لبيان حكمته، فقد تظهر الحكمة في وقت ولا تظهر في وقت آخر، وهذا سر عالمية الإسلام وأنه صالح لكل وقت وزمان والله أعلم، وإليك أقوال العلماء في الرد على من رد هذا الحديث، وبيان أقوالهم في معناه().

_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى