المسيح الدجال آخر الدجاجلة

[size=16]المسيح الدجال آخر الدجاجلة ، غير أنه أعظمهم فتنة وأشدهم خطرُا ، بل هو ينبوع الفتن كما سلف .

[size=25]؟ لماذا لم يُذكر الدجال صراحة فى القرآن الكريم ؟

قيل قد ترك ذكره احتقارًا له ، وقد استقرى الإمام البلقينى أسماء المفسدين الذين ذكروا فى القرآن ، فوجدهم ممن مضى ، ولم يُذكر فيه اسم فاسد لم يأت .

ولكن هذا القول ضعيف ؛ لأن القرآن الكريم قد ذكر يأجوج ومأجوج وهم مفسدون ولم يأتوا بعد .

والذى نراه ونميل إليه – والله أعلم – أنه
لم يُذكر الدجال نصًا فى القرآن الكريم تمامًا لفتنته فهو فتنة آخر الزمان
وأعظم فتنة ، فَتَرْكُ ذكره فى القرآن يُضلُّ الله به كثيرًا ممن يُكذبون
بأحاديث رسول الله ص ويشككون فيها ويطعنون فى نسبتها إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم .


ஐ وقد أشار القرآن الكريم إليه فى عدة أماكن دون أن ينص على اسمه .

√ ومنها ما يلى :

1 – أنه ذكر فى قوله عز وجل : { يَوْمَ
يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ
انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [ الأنعام / 158 ] .

҉ وقد أخرج مسلم والترمذى وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعًا قال : { ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرًا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض } .

2 – ومن المواضع التى أشار فيها القرآن إلى الدجال قوله تعالى فى نزول عيسى عليه السلام : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } ، وقد صح أنه هو الذى يقتل الدجال ، فأكتفى بذكر أحد الضدين عن الآخر .

3 – كما نبه الحق سبحانه وتعالى إلى بطلان أمره بقوله : { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } ، وفى تفسير البغوى أن المراد بالناس هنا الدجال ، وهو من باب إطلاق الكل على الجزء .

وقد تكفل النبى ص ببيان فتنته ، والتحذير من خطره .

√ ومن ذلك ما يلى :

1 – ۞ قوله عز وجل : { يَوْمَ
يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ
انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [ الأنعام / 158 ] .

҉ وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرًا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض } لم والترمذى [color=DarkGreen]وقال : " حديث حسن صحيح " ] .
جاء العطف هنا بالواو ، وهى لمطلق الجمع لا تفيد
الترتيب ، ثم إن باب التوبة لا يغلق بخروج الدجال ، وإنما بطلوع الشمس من
مغربها ، ثم تخرج الدابة كما سيأتى إن شاء الله .

2 – ҉ عن هشام بن عامر رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة ، خلق أكبر من الدجال } [ أخرجه مسلم وأحمد ] .
وفى رواية أخرى له : { أمر أكبر من الدجال } وفى ثالثة : { امرؤ بدل خلق الدجال } .
وعند أحمد : { فتنة أكبر من الدجال } .

3 – ҉ عن
ابن عمر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قام فى حجة
الوداع ، حمد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر المسيح الدجال ، فأطنب فى ذكره
وقال : { ما بعث الله
من نبى إلا أنذره أمته ، أنذره نوح والنبيون من بعده ، وإنه يخرج فيكم ،
فما يخفى عليكم من شأنه ، فليس يخفى عليكم ، إن ربكم ليس بأعور ، وإنه أعور
عين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ... الحديث } [ أخرجه الشيخان ] .
وفى جامع الأصول 10/ 359 عن جابر بن عبد الله بمثل هذا اللفظ ، ولم يَعْزُه لأحد ، لكن قال المعلق : " وفى المطبوعة أخرجه رزين ، وهو حديث صحيح " .
وفى رواية لهما فى خبر ابن صياد ، وهى عند أبى داود والترمذى أيضًا ؛ قال
عبد الله ابن عمر رضى الله عنه : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى
الناس ، فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم ذكر الدجال فقال : { إنى
لأنذركموه ، ما من نبى إلا قدأنذره قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكن أقول
لكم فيه قولًا لم يقله نبى لقومه : تَعلَّمون أنه أعور ، وأن الله ليس
بأعور } .
وعند أبى داود والترمذى : { تعلمون أنه أعور ، وأن الله ليس بأعور } .

وكان وقت خروجه خافيًا على الأنبياء قبل نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم إذ لم يذكر لهم ، فحذر كل نبى قومه من فتنته ، وخص
نوح عليه السلام بالذكر ؛ لأنه مقدم مشاهير الأنبياء .


4 – ҉ وعن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا
أيها الناس ، إنه لم تكن فتنة فى الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم فتنة
من الدجال ، وإن الله عز وجل ، لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته الدجال ، وأنا
آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، وإن يخرج وأنا
بين ظهرانيكم ، فأنا حجيج لكل مسلم ، وإن يخرج بعدى فكل حجيج نفسه ، والله
خليفتى على كل مسلم ، وإنه يخرج من خُلَّة بين الشام والعراق ، فيعيث
يمينًا ويعيث شمالًا ، يا عباد الله فاثبتوا ... الحديث } و داود وابن ماجه والحاكم [color=DarkGreen]وقال : " صحيح على شرط مسلم " ، ووافقه الذهبى ] .

5 – ҉ عن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما أهبط الله عز وجل فتنة إلى الأرض منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ، فتنة أعظم من فتنة الدجال } [ أخرجه الطبرانى فى الكبير والأوسط ، ورمز السيوطى لصحته ، وزاد عزوه إلى ابن خزيمة والضياء فى المختارة ] .

6 – ҉ عن حذيفة بن أَسِيد الغفارى رضى لاله عنه قال : اطلع النبى صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال : { ما تذاكرون ؟ } قالوا : الساعة . قال : { إنها
لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ؛ فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ،
وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاث خسوف
؛ خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من
اليمن ، تطرد الناس إلى محشرهم } [ أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجه ] .
وفى رواية أخرى لهم : كان النبى صلى الله عليه وسلم فى غرفة ونحن أسفل منه ، فاطلع إلينا فقال : { ما تذكرون ؟ } قلنا : الساعة . قال : { إن
الساعة لن تكون حتى تكون عشر آيات ؛ خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف
بجزيرة العرب ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع
الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعر عدن } قال شعبة : وأحسبه قال : { تنزل معهم إذا نزلوا ، وتقيل معهم حيث قالوا