اليتامى بركة الأمة واختبارها الصعب

من طرف **Admin** الجمعة 05 أبريل 2013, 2:32 pm

اليتامى بركة الأمة واختبارها الصعب
وزع يحتاج من يحصده
(كلمة عن فضل كفالة اليتيم )
الحمد لله رب العالمين ألقى الشفقة في قلوب الموحدين وأقامهم على اليتامى
والمساكين فقاموا بحسن الكفالة للرب العالمين ، وأصلى وأسلم على النبي
الاعظم اليتيم الذى رباه ربه ففضله على الخلائق أجمعين ، وأصلى وأسلم على
أصحابه الغُر الميامين وعلى كل من صلى وصام وأكرم يتيم إلى يوم الدين .
وبعد
رغم تحفظى الشديد على اختزال معانى الإسلام الكبرى لشعارات وربطنها بوقت
معين فإذا جاء شهر رمضان تذكرنا الطاعة وقيام الليل وإذا جاء شهر مارس
ذكرنا الأم وإذا جاء شهر إبريل تذكرنا اليتيم ، ضيعنا بهذه الأفعال قيم
الإسلام العليا التي تحض على برالوالدين ورعاية الأرامل واليتامى
والمحتاجين ونصرة المظلوم وصيانة الأرض ورعايتها إلى أوقات نجتمع فيها
لنرسم على وجوهنا علامات الدهشة والعطف ...إلخ ، وينتهى الأمر ولاحول
ولاقوة إلا بالله .. هذه بالإضافة إلى المتاجرة بهذه الشعارات والتى تشكل
لها لجان لتجمع من الأموال والماديات مالايحصى ، هذه الكلمة رغم قسوتها
على النفوس إلا أنها مهمة لا لشيئ إلا لندعوكم لدوام الفضل وحسن الإحسان
في كل وقت وحين وتجديد النية بحسن رعاية أبنائنا في كل لحظة وحين وليس يوم
واحد في السنة ينتهى معه الحض على الإحسان إلى اليتامى .
ومن المعلوم أيها الاخوة الكرام :
إن كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية ،
ومما يلفت النظر أيضا أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن
الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف
وقفة جادة أمام هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكل التي قد تواجهها
سواءً أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص
القرآن العديدة في شأن اليتيم ، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام
رئيسة،كلها تدور حول:دفع المضار عنه، وجلب المصالح له في ماله، وفي نفسه،
وفي الحالة الزواجية، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.
والآن هيا بنا نبحر معكم مع الأيات القرآنية والأحاديث النبوية التى
تدعونا إلى القيام على اليتامى رعاية وصيانة وحماية لحقوقهم من الضياع
والهلاك :

- قال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) النساء :36 )
- وقال أيضا : ( لَيْسَ
البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى
حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) (البقرة:177)
ومن أوائل ما تنزل
من القرآن المكي كقوله تعالى ( أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ *
فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ ) [
الماعون 1-3 ] حيث جعل المكذب بالدين والأخرة أنه يطرد اليتيم، ويحرم
اليتيم حقه .
وتأملوا معى أيها الأخوة الكرام قول الله تعالى في سورة
الضحى ( فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر ). والذى علق عليه ابن كثير بقوله :
فلا تقهر اليتيم : أي لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه وتلطف به ،
وكن لليتيم كالأب الرحيم .
وقال تعالى ممتدحا حال الصالحين في سورة
الإنسان بقوله ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) ، قال
الإمام القرطبي – رحمه الله -: أي يطعمون الطعام على قلته وحبهم إياه
وشهوتهم له .
وعلى العكس قال تعالى موبخا كفار قريش ومن على شاكلتهم ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) (الفجر: 17 )
- كما أمر عز وجل بحفظ أموال الأيتام ، وعدم التعرض لها بسوء ، وعدَّ ذلك
من كبائر الذنوب وعظائم الأمور ، ورتب عليه أشد العقاب ، قال تعالى : ( إنّ
الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنّما يَأكُلُون في
بُطُونِهِم ناراً وسَيصلَونَ سَعِيراً ) (النساء:10) ، وقال تعالى :
(ولا تَقربُوا مَالَ اليَتِيمِ إلا بِالتِي هِيَ أحسَنُ حَتّى يَبلُغَ
أَشُدَّهُ وأوفُوا بِالعَهدِ إنّ العَهدَ كَانَ مَسئُولا ) (الإسراء: 34) ،
وقال تعالى ( وأن تقوموا لليتامى بالقسط ) (النساء :127)
- وعدَّ
الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع
الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟، قال : الشرك بالله ، والسحر ،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ،
والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) صحيح البخاري
-
ومن الاحاديث العظيمة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا،
وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما" رواه البخاري

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم من ضم يتيماً بين مسلمين في
طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني .
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح
رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني .
- وعن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على
الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر
وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم ،
- واستمراراً لحرص التشريع
الإسلامي على أموال اليتامى ، أمر باستثمارها وتنميتها حتى لا تستنفدها
النفقة عليهم والزكاة الواجبة فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( ألا من ربى
يتيماً له مال فليتجر به ، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة ) ، كما ورد عن
عمر رضي الله عنه أنه قال ( اتجروا في مال اليتامى حتى لا تأكلها الزكاة ) ،
ومن هنا يلزم الولي على مال اليتيم استثمارها لمصلحة اليتيم على رأي كثير
من أهل العلم بشرط عدم تعريضها للأخطار .

في النهاية أقول : إن
اليتامى بركة الأمة واختبارها الصعب ، وأن هذه الكلمة والتذكرة بهذا الهدى
القرآنى والمسلك المحمدى في معاملة اليتامى أتمنى ان تتحول الجمعة الأولى
من شهر إبريل من جمعة إحتفال إلى جمعة محاسبة ، يقدم كل منا كشف حساب عما
قام به طوال العام ... نقول كم يتيما تم حمايته من التسرب من التعليم ، وكم
يتيما جعلنه صاحب مهنة وحرفة تضمن له لقمة عيش نظيفة ، كم شابة يتيمة قمنا
بتجهزيها او تعليمها ، كم أم مثالية كرمنها للرعايتها لأولادها اليتامى ،
كم وكم وكم ؟!
هذا ما اتمناه ... وبه راغبة إلى الله أن يحسن لنا
الختام وأن يجمعنا وإياكم على احسن حال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله
وصحبه وسلم .

اليتامى بركة الأمة واختبارها الصعب 24438_333508136771794_1629627843_n

اليتامى بركة الأمة واختبارها الصعب 24438_333508136771794_1629627843_n

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31