مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
قل إن الأمر كله لله Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
قل إن الأمر كله لله Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

قل إن الأمر كله لله

اذهب الى الأسفل

قل إن الأمر كله لله Empty قل إن الأمر كله لله

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 مايو 2012, 5:35 pm

وصية الله لكم يا أيها المؤمنون تقواه سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا وإلى أن يقوم الأشهاد: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )[آل عمران : 102]

معاشر المسلمين، أيام قليلة وتكون قد اكتملت من الجرائم والمآسي أربعة وستون عاماً في بيت المقدس في أرض الإسراء في قبلة المسلمين الأولى، أربعة وستون عاماً قتل وتشريد وتدمير وتهويد وكأن الحال كما كان في أول أمره.

وهنا نستمع ونسمع أحياناً كلمات.. إلى متى؟ كيف يبقى هذا الحال؟ أين وعد الله جل وعلا؟

وكثيرة هي المقولات التي تترافق مع الأحداث العظيمة الجسيمة، وفيها ما يستدعي الوقوف والنظر، وأيضاً بعد بضع هذه الأيام سيكون مر أربعة عشر شهراً في سوريا وفيها من الجرائم والفظائع ما قد أنسى بعض الناس ما جرى في فلسطين الحبيبة.

ومرة أخرى نسمع إلى متى؟ وكأننا نحتاج إلى أن نقف هذه الوقفات المهمة على مستوى أحداث الأمة كلها، وعلى مستوى ما يجري لآحادنا، فإن كثيرين منا قد تمر به ظروف عصيبة أو تلم به ضوائق مالية، أو يقدّر الله عليه ضيقاً وهماً وغماً في نفسه وقلبه، وإذا به تسودّ -كما يقولون- الحياة في وجهه، وتوصد الأبواب أمامه وكأنه في هذه الحال يشبه حال من يتساءل عن وضع الأمة متى يكون الانفراج؟ متى يتنزل النصر؟

تعالوا بنا نقف مع بعض المواقف القرآنية التي صوّرت لنا مشاهد من السيرة النبوية، ثم نرى الإطلاقات القرآنية التي نحن في أمس الحاجة إلى أن نعيها ونعيشها ونثق بها ونجعلها هي محور حياتنا في نظرنا إلى كل ما يجري حولنا.

(يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ )[آل عمران : 154] خُوطب بذلك سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الآيات ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ )[آل عمران : 128] أو يتوب عليهم أو يعذبهم الأمر كله لله: ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) قال أهل التفسير: "ليس لك يا محمد شيء من الأمر في شأن أولئك، فالحكم فيهم حكم الله وليس في مقدورك إلا أن تحكم فيهم بما أمرك الله"، ليس هناك انتصار للنفس ولا استعجال للخطوات ولا ظنون جاهلية تنسى قدرة الله ولا تثق بوعد الله ولا تصدق في التوكل على الله.

في غزوة أحد كانت الدائرة في الشق الثاني من المعركة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وشجّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم وسال الدم على وجهه فقال: «كيف يفلح قومٌ أدموا وجه نبيهم» لقد بلغ الأمر مبلغاً وقالها النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الروايات أنه كان يريد أن يدعوا عليهم بالهلاك فتنزلت: ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ )[آل عمران : 128] فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم.

وصحّ في البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد يحكي نبياً من الأنبياء يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»"، امتثل أمر ربه وكظم غيظه ووثق بوعده واستسلم لأمره، فأي شيء كان، خالد بن الوليد الذي دار بالجيش والذي هاجم المسلمين صار سيف الله المسلول بقدر الله.. بحكمته البالغة.. بما أراد الله للمؤمنين المتمسكين بأمره المفوضين الراضين بقضائه وقدره، ولذلك قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

قال الطبري في تفسير قوله تعالى ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ): "الأمر لله يصرّفه كيف يشاء وكيف ما يحب جل وعلا" وله في كل ذلك حكمة بالغة، ألم يقل الله جل وعلا في هذه الآيات: ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [الأنفال : 37] إنها حكمة الله تتجلى وتظهر لكل ذي قلب مؤمن وبصيرة واعية.

والله سبحانه وتعالى في هذا التأكيد المسبوق بـ (إنّ) المؤكدة قل إن الأمر والتأكيد بكلمة كله الأمر كله كله بجميعه صغيره وكبيره في كل الأحداث وفي كل الأحوال وفي كل الأماكن، على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة، كله كله ليس شيء منه مطلقاً لغير الله فهل نحن في شك من ذلك؟ وهل نحن والعياذ بالله نظن بالله ظن الجاهلية؟ الذي فسرته الآيات في سورة الفتح والذي بيّن أهل التفسير أنهم ظنوا أن محمداً لن ينصره الله، وأن الدائرة ستدور عليه، وأنه سيزول ملكه وأنه.. وأنه... فخيب الله ظنونهم وبقي ظن المؤمنين القائم على الإيمان المعتمد على اليقين المصدق لما جاء في آيات الله: ( مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) [البقرة : 214].

هكذا كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم يرى النصر رأي العين قبل أن تلتحم الصفوف وتبدأ المعارك، قالها في يوم بدر والصفوف بعد لم تلتحم والمعركة لم تبدأ: (إني لأرى مصارع القوم، هذا مصرع أبي جهل، وهذا مصرع أمية بن خلف، وهذا مصرف فلان، وهذا مصرع فلان) فما أخطأ أحد منهم الموضع الذي عينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأنه كان يوقن بأن الأمر كله لله.

ومن دلائل ذلك ما ذكره الأخفش في هذا المعنى، قال: "النصر بيد الله ينصر من يشاء ويخذل من يشاء سبحانه وتعالى"، بحكمته وعدله وفضله ينصر من يشاء فضلاً منه، ويخذل من يشاء عدلاً منه، فأين نحن من هذا الإيمان واليقين على مستوى أحداث الأمة وعلى مستوى أحوالنا؟

ونحن نرى من ضاقت في وجهه الأبواب يلتمس طرق الحرام، ويتوسل بغير الله، ويلتجئ إلى غير الله، ويبحث عن الفرج هنا وهناك، ولا يطرق أبواب الله، ولا يلتجئ إلى مولاه ولا يثبت على دين الله، ولا يبقى مستمسكاً موقناً بما جاء في كتاب الله عز وجل وفي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمر القدري والشرعي كله لله سبحانه وتعالى يجمع الأشياء بقضائه وقدره سبحانه وتعالى وعاقبة النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته وإن جرى عليهم ما جرى.

فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الخندق لا يستطيع أحدهم أن يذهب لقضاء حاجته من شدة ما أحاط بهم أولئك الكفار بالحصار في الخندق، واشتد عليهم البرد والجوع والخوف وربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه الشريف حجرين من شدة الجوع ومع ذلك كان يوقن بأن الأمر لله والفرج من الله والنصر من عند الله فثبت على أمر الله وكبّر الله (الله أكبر الله أكبر) وبشّر عباد الله لأنهم مستمسكون بأمر الله، فجاءت الريح أطفأت نيرانهم وأكفأت قدورهم وخلعت خيامهم وكفى الله المؤمنين القتال: ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) [الأحزاب : 25] وبعدها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن نغزوهم ولا يغزونا» وبالفعل من بعد ذلك كانت المبادرة للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة وللمسلمين.

وفي يوم الخندق لما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلح على ذلك الوجه، غضب من غضب وقال محمد صلى الله عليه وسلم: «إني عبد الله ورسوله وإنه لن يضيعني» اليقين بأن الأمر كله لله: ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ) [الروم : 4 ، 5]، هكذا كان الأمر في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كان يرى ببصيرة الإيمان وينظر وفق وعد الرحمن ويطمئن إلى سنة الله الماضية وشريعته المحكمة..

وإن من أعظم دلائل الإيمان: الإيمان بقضاء الله وقدره وأن ما كان لم يكن إلا بقضائه وقدره، وأنه لن يكون في أمره ولا في خلقه إلا ما قضاه وقدّره سبحانه وتعالى: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف» ما بالك تذهب هنا وهناك! وتتسول هنا وهناك! وتبحث عن النجاة هنا وهناك! توجّه بقلبك إلى مولاك، واقرأ كتابه وأيقن بوعده وثق بقدرته وقوته سبحانه وتعالى.

واستمع لهذه الآيات: ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [هود : 123] غيب السماوات والأرض لا يعلمه إلا الله فلا ترمي بالغيب ولا ترجم به ولا تكن من أهل ظن الجاهلية الذين يسيئون الظن بالله، ولا تكن على المستوى الفردي ممن يسيء ظنه بالله فإن أحسن يقين العبد حسن ظنه بربه سبحانه وتعالى، وقد قال الحق جل وعلا كما صحّ في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء» ظنّ بربك خيراً بأنه يأتيك بالفرج من بعد العسر وأنه سيأتي للأمة بالظفر والنصر من بعد الشدة والهزيمة فهذا يقين لأن الله وعد به، فأين نحن من هذا الإيمان؟ أين نحن من الرضا بقضاء الله وقدره بعد بذل الأسباب كما فعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) [آل عمران : 128] ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) [آل عمران : 154] ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) [الروم : 4] ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) [الأعراف : 54] آيات كثيرة كثيرة تؤكد هذا المعنى فأين نحن منها في حياتنا الفردية والعامة وقد بدأ يتسرب إلى النفوس يأس ويخالط القلوب قنوط والعياذ بالله: ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) [يوسف : 87].

ننظر هنا وهناك فنرى أحوالاً عصيبة، نرى اضطراباً وشيئًا من خلل في مصرنا الحبيبة، نرى هرجاً ومرجاً في بلاد الرافدين، نرى هنا وهناك صوراً محزنة لكننا نوقن بأن هذا مخاض الولادة العسير، فإن المرأة عندما تلد تكون أشد آلامها آخر اللحظات التي تأتي بعدها الولادة وكلما كان الألم شديداً يكون الصراخ شديداً لكننا من بعد نفرح بهذا المولود الذي يسوقه الله عز وجل: ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ) في هذه الحياة وفي الآخرة عند الله سبحانه وتعالى.

أيها المظلوم إن متّ مظلوماً فإليه يرجع الأمر كله ينتصف الله جل وعلا لكل مظلوم، حتى صحّ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «حتى يقاد للشاة الجمّاء من الشاة القرناء»، حتى الشاة ذات القرون التي تنطح التي لا قرون لها يكون القصاص يوم القيامة، فهل نحن في شك من ديننا وفي شك من وعد ربنا؟!

ولذلك كان المؤمنون يقولون: "إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة" وكلاهما فيه فيض عطاء من الله سبحانه وتعالى، وذلك الذي جعل الصحابي يندقّ الرمح في صدره ويخرج من ظهره فيكبر قائلاً: "الله أكبر فزتّ ورب الكعبة"، كيف فاز؟ نال وعد الله وجرى فيه قدر الله باختياره واصطفائه شهيداً وكان يمكن أن يموت على فراشه، وكذا جرى قدر الله كما قال أهل العلم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، قالوا: "وكان الله يريد لهم من الأقدار والكرامة ما لا تبلغه أعمالهم، فقدّر عليهم من البلاء ما يرفعهم إلى ما أراد الله لهم من العز والكرامة"، فانظروا إلى ذلك نظر إيمان ويقين.

وإن تعجبوا فاعجبوا من إخواننا الذين هم في أتون المحنة وليسوا مثلنا متفرجين ومشاهدين، انظروا إليهم في فلسطين بعد ستين عاماً إذا بصغارهم الذين من المفترض أن يكونوا قد مرّت عليهم عقود وعهود على آبائهم من قبل وأجدادهم ما زالوا بالحق مستمسكين وفي المساجد مصلين وللقرآن تالين وحافظين وفي سبيل الله مجاهدين، ونحن البعيدون نلتمس حلولاً كما ندّعي هنا وهناك بحلول أو بالتهاون والتراجع والتقاعس وإعطاء الدنية في الدين.

انظروا إلى أهل سوريا الأبطال الأحرار، جمعتهم الماضية كان شعارها: "إخلاصنا خلاصنا"، إخلاصنا لربنا خلاصنا من عدونا، لا استعانة بالأرض ولا بأهلها ولا شك في وعد الله والدليل عنوان جمعتهم هذه: "نصر من الله وفتح قريب"، قد يقول القائلون من أمثالنا: أين هو النصر وأنتم اليوم أحوالكم تزداد سوءاً والناس ينفضّون عنكم، ولقد قيل مثل ذلك لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وقيل مثل ذلك للمؤمنين في كل زمان ومكان فلما قالوا لنا الله ومعنا الله ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله، أولاً أفاض الله في قلوبهم السكينة وأنزل على نفوسهم الطمأنينة فارتبطوا به وتعلقوا بمناجاته وخضعوا له واستمسكوا بأمره، وثانياً جعلهم ينظرون إلى كل بلاء يجري عليهم وعلى كل مصيبة تحل بهم أنها من فضل الله عليهم وأنها من مثوبة الله لهم كما قال سيدهم صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا تعب ولا همّ ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه» «أشدّ الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل» قاله صلى الله عليه وسلم.

انظروا إلى حياتكم نظر المؤمنين، تأملوا في أحوالكم تأمل المستيقنين، وخذوا من هذه الآية: ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) ما المطلوب؟ ( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) [هود : 123] حينئذ تنفرج كل الهموم وتنزاح كل الغموم وتتيسر كل الأمور بإذن الله: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ).

نسأل الله عز وجل نصره وعزّه وتمكينه لأمة الإسلام في كل مكان.


الخطبة الثانية:

أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله فإن تقواه أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه.

وإن من أعظم التقوى ترسيخ الإيمان واليقين بأن الأمر كله لله وأنه سبحانه وتعالى له الأمر من قبل ومن بعد وله الخلق والأمر فكما خلق الخلق فهو يدبر أمرهم ويجري فيهم قضاءه، فينبغي لنا إذا أردنا أن نفتح المغاليق وأن نذلل الصعاب وأن ننتصر على الأعداء أن نأخذ الطريق الصحيح، علقوا القلوب بالله، استمسكوا بكتاب الله، امتثلوا شرع الله، وادعوا إلى دين الله، واثبتوا على حقائق وشرائع الإسلام ونافحوا عنها، وليس العكس أن نعطي الدنية في ديننا وأن نغير في شرائع ربنا، وأن نقول إننا بدعوى الانفتاح ونحو ذلك نريد أن نكسب الناس أو نبين لهم محاسن ديننا في وهم وضعف نغطيه في حقائق قلوبنا.

ولذلك على مستوى حياتنا الفردية إن مفتاح كل مشكلة بإذنه سبحانه وتعالى اليقين بذلك والاستمساك بهذا الدين العظيم، والاعتزاز والافتخار به كما قال ربعي بن عامر وكما قال عمر بن الخطاب: "إن الله أعزنا بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".

نسأل الله أن يعزنا بعز الإسلام وأن يرفعنا برفعة الإيمان وأن يجعلنا بكتابه مستمسكين وبهدي نبيه صلى الله عليه وسلم متعبين، ولآثار السلف الصالح مقتفين.


_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى