تقوى القلوب

من طرف **Admin** الإثنين 23 أبريل 2012, 8:51 pm

الحمد لله الذى بذكره تطمئن القلوب ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا نستغفره ونتوب ، سبحانه وتعالى جعل السعادة كل السعادة فى تقوى القلوب ، اللهم صل وسلم وبارك على إمام المتقين وسيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه أنقى وأطهر القلوب .
ثم أما بعد ..... فيا أيها الإخـــوة : -
من رحمة الله عزوجل العدل الكريم الجوًاد الرًحيم أنه يرزق عباده المتقين ثمرات التقوى فى الدنيا قبل الآخرة دون أن ينقص من بركتها شيئا فى الآخرة ، سبحانه وتعالى ذو الفضل العظيم ، ولذلك عندما قال الله تعالى : -
- " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ( 2) ويرزقه من حيث لم يحتسب إن الله بالغُ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا (3) " الطلاق
قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " ( الطلاق :4)
- " يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم " ( الأنفال : 29 )
" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " ( الأعراف : 96 )
فالتقوى أيها الإخوة مفتاح كل خير فمن رُزِقَ التقوى رُزِقَ السعادة كلها ، ولذلك صدق القائل : -
ولست أرى السعادة جمع مال **** ولكنً التًقىُّ هو السًعــــــــــــــــــيد
وتقوى الله خير الزاد زخــرا **** وعند الله لأتقى مــــــــــــــــــــزيد
أيها الإخوة : روى أن سيدنا عوف بن مالك رضى الله عنه ، ذهب إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، يشكوا له زوجته ويقول : إن لنا إبنا أسره العدو ولم تصبر أمه على فراقه فكيف أصبِّرها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " أكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله " فالتزم سيدنا عوف وزوجته بقولها ، ثم ألهم الله عزوجل إبنهما الذى فى الأسر بقولها ، فذات ليلة عقد الكفار العزم على قتل هذا الشاب فى الصباح ، وابتهاجا لهذه المناسبة قيدوه بالقيد ووضعوه بجوارهم يشاهد فسقهم وشربهم للخمر وأربعة آلاف شاة من أملاكهم تبيت بجوارهم ، فما كان على هذا الشاب ، إلا أن يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، فلعبت الخمر برؤوسهم وسلًط الله عليهم النعاس ، واستطاع الشاب أن يفك قيوده ويسلك طريق الهرب ، فإذا به يرى الشياة تقوم من مراقدها مسرعة وتتبعه ، فظل يهشها لكى ترجع ، ولكن أبت الشياة أن ترجع ، حتى وصل الشاب إلى المدينة وبخلفه أربعة آلاف شاة فى الصباح الباكر ، وأطرق باب بيته ففتح والده فإذا بإبنه الذى كان فى الأسر يرجع ، فاحتضنه وبكى من فرحته ، ولكن نظر خلفه ، فإذا به لم يرى الوادى من كثر الشياة ، فسأله عنها ، فقص له قصتها ، فقال والده والله لن نقبلها إلا أن نعرض الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه هى ( التقوى ) فى أجل معانيها ، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقصً له قصة ولده وقصة الشياة ، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذه ثمرة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فقال سيدنا عوف : أنقبلها يا رسول الله قال : " نعم " . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اتقى العبد ربه يرزقه كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا "
ومن ثمار التقوى فى الآخرة : - يقول الله تعالى : -
" إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا * وكأسا دهاقا * لا يسمعون فيها لغوً ولا كذابا * جزاءً من ربك عطاءً حسابا " ( النبأ : 31 : 36 )
" تلك الجنةُ التى نورثُ من عبادنا من كان تقياً " ( مريم : 63 )
أيها الإخوة : التقوى سببا أكيدا من التمكين فى الأرض ، كما قال تعالى : -
" وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نُصيبُ برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسني * ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون " ( يوسف 56 ، 57 )
" ثم نُنَجِّى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " (مريم : 72 )
" وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوءُ ولا هم يحزنون " ( الزمر : 61 )
أيها الإخوة : رزقنا الله وإياكم التقوى ، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى إذا كان لنا فى العمر بقية ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31