ما بعد رمضان

من طرف **Admin** الخميس 01 سبتمبر 2011, 8:39 pm

الإستقامة عماد الايمان
--------------------------
*الاستقامة هى القول الفصل فى دين الله تعالى ؛ جاء رجل الى رسول الله (ص) وقال يا رسول الله قلّى فى الاسلام قولا لاأسأل فيه أحد بعدك. قال(ص) قل آمنت بالله ثم استقم - وقال(ص)ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ،وعلى الصراط سوران،وفى السورين أبواب، وعلى الأبواب ستو ر مرخاه، وعلى رأس الطريق داعيا يدعو: ياأيها الناس استـقـيموا ولاتعوجّوا.
فالأسـتقامة هى الامتثال الكامل لأمـر الله والاجـتناب الكامل لنهى الله والاتباع الكامل لسـنة رسـول الله(ص) والرضا الكامل بقضاء الله،والعمل بقدر الله فى قدر الله لبلوغ قدر الله ..

*ولكى تتحـقـق الاسـتقامة لابـد أن يتخلص الانسان من العـوج ، وأسباب العـوج كما ذكرت فى خمس مـواضع من كتاب الله تعالى هى ثلاثة أسباب أولها الصد عن سبيل الله وثانيها عدم الايمان بالآخـرة وثالثها اسـتحباب الحياة الدنيا على الآخرة كما قال تعالى (الذين يصدون عن سبيل الله ويبغـونها عـوجا وهـم بالآخـرة هـم كافرون ) وقال (الذين يسـتحبون الحياة الدنيا عـلى الآخـرة ويصـدون عن سـبيل الله ويبغـونها عـوجا.أولائـك فى ضلال بعـيد ) . فاذا أردت أن تتخلص من عـوجك فعـمق يقينك بالآخرة واعلـم أنك سـوف تموت وسـوف تلقى الله فيحاسبك على كل كبيرة وصغيرة ، وأن هناك جنة ونارا وأن المئال الى أحدهما لاغير،ثم اجعل الدنيا خلف ظهـرك كى لا تشغلك عـن طلب الآخرة .فقد قال رسول الله (ص) من كانت الدنيا أكبر همه شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه،ومن كانت الآخرة أكبرهمه جمع الله شمله وجعل غناه فى صدره وأتته الدنيا وهى راغــمة.– وقــال: من جعل هــمــومه هـمـا واحـدا هــم آخـرته كـفاه الله هـم دنيــاه وآخـرته، ومن تشـعـبت به الهـموم فى أحوال الدنيا لايبالى الله به فى أى الأوديةهـلك.- فاذاأردت أن تتخـلص من العوج فاياك أن تقـدم أمـرالدنيا عـلى أمر الآخرة. ثم اياك أن تصد عن سبيل الله أو يصدك أحد عن سبيل الله. فلاتكن يوما متسببا فى منع أحدعن أمرربه أوأن تحول بين عبد وطاعة خالقه،واياك أيضا ان تتبع من اعـوج من أهل الأفلام وأصحاب الأقلام وخـطباء الفـتنة ودعـاة الفسـاد والتحـلل من الدين والأخلاق أو أى واحد ممـن أخبرالله عـنهم أنهم( يبغونها عوجا) فهم لايريدون الا العوج؛فابتعد عنهم كى لا يصيبك مكرهم ولكى تستطيع أن تسلك سبل الاستقامة بعيدا عن العوائق ..
*ولـكن الأهـم والأخـطر: كيف نسـتقيم ؟.اذا نظرت الى الآيات والأحاديث تجـد دائما /ان الذين قالوا ربنا الله (ثم) استقاموا. وفى الحديث- قـل آمنت بالله( ثم) استقم.. و(ثم) تفيد الترتيب مع التراخى أى لابد من تكوين قاعـدة ايمانية من العقيدة والعمل ينطلق منها العبد مستقيما الى ربه تعالى وكما قال العلماء أن الانسياب الموزون وليد المركز الثابت فاذا انطلقت من ثبات انطلقت موزونا لاتهتز ولا تلتفت ولاتتقهقر لأنك قد انطلقت من منطلق قوة من معتقد (الله ربنا).

* وهــذه القـاعـدة الايمـانية ترتـكـز عـلى خـمـسة ركائـز أولهـا وضـوح الهــدف وتعـلق القـلب به،وثانيها صلاح النية وثالثها صحة القصد ورابعها عـلو الهمة وخامسها الصبر . أولا : لابـد أن يكون هـدفك واضـحا- ماذا تريد بالتحديد ؛حينمـا نزلـت الآيات تقـول فى أعقاب هـزيمة أحـد (مـنكم من يريد الدنيا ومـنكم من يريد الآخرة). أقسم عبدالله بن مسعود(ر) قائلا:والله مـاكنا نعلم أن فى جيش رسول الله(ص) من يريد الدنياحتى نزلت هذه الآية؛ فعـليك ياعبد الله أن تحدد هدفك الأسمى ليصبح واضحا فى قلبك ونصب عينك دائما ، واعلم أن للمسلم هدف واحد لا غير هو أن يرضى الله عنه،ثم لابد أن يتعلق قلبك بهذا الهدف لأن التعلق بالهدف يوصل الى الغاية ويسهل الطريق الى المقصد .

*ثانيا:صلاح النية والذى لايتحقق الا بالاخلاص وفى الاخلاص ثلاثة مراتب- أن تكون ( مخلصا بكسر اللام) أى لاتريد الا الله، وأن تكون خالصا أى ليس لغير الله فيك بقية،وأن تكون( مخلصابفتح اللام) أى خلصت من نفسك وشهواتك ومن الدنيا ومن الناس فصرت من خلاصة عباد الله . ئالثا:صحة القصد أى الصواب فلابد أن تكون متبعا غير مبتدع لابد أن تسلك سبل الصواب ودروب العلم حتى لاتخطأ وأنت تريد الخير أوتضر وأنت تريد النفع وتذكر قول المثنى بن حارثة (ر) أن العمل لايكون صالحا حتى يكون مخلصا وصوابا؛فالاخلاص وحده لايكفى ولابد أن ينضم الصواب الى الاخـلاص،فان كـثيرا من العامـلين للاسلام الآن لانشك فى اخلاصهم كما لانشك فى خطأهـم.

*رابعا: علو الهمة وما أحوج الأمة الآن الى ارتفاع همة رجالها وشبابه ونسائها بل وأطفالها أيضا،وان قول الفاروق عمر(ر) يوجع ويؤلم-فقد قال( عجبت لجلد الفجار وعجز الثقات ) والأمثلة علىذلك لاحـصر لها كمـثل رجـل كان يسعـى للدنيا ليل نهـار- فلما تاب وأناب وأصاب دنت همـته وآثر النوم على اليقظة وأصبح لايسعى لله كما كان يسعى للآخرة.

خامسا: الصبر (اصبر وما صبرك الا بالله) فاذا صبرت لله أعانك وقواك لتحمل البلايا والمصائب.ثـم أن الصابريـن لهـم أعـلى الدرجـات عـند ربهـم (انمـا يوفى الصـابرون أجـرهم بغـير حسـاب).
ان نوحـا عـليه السلام ظل يدعو قومه صابرا محتسـبا الف سنة الا خمسـين عاما وما آمن له الا رهط قليل من قومه ثم قيل له (لن يؤمن من قومك الا من قد آمن). . وكذلك نجد من سلفنا الصالح من يقول:جاهدت قلبى عشرين سنة ثم استمتعت به،ومنهم من يقول
:جاهدت قيام الليل عشرين سنة ثم استمتعت به،ومنهم من يقول :جاهدت شهوتى عشرين سنة حتى صارت شهوتى المجاهدة . فاصبر ياأخا الاسلام على طاعة ربك واصبر على ترك معصيته واصبر على ابتلاءه وتمحيصه لك و اصبر على ما أصابك فى سبيله وفى سبيل الدعوة اليه والى اتباع رسوله (ص) مهما أوذيت فى الله فسوف يوفيك أجرك يوم القيامة بغير حساب . .
واعـلم ياعـبد الله ان الاستقامة تحتاج الى رجال عـظام فى طريق عـظيم – لذلك فانها تحتاج الى صـبر للوصـول . فشمـر لطاعة الله عـن ساعـديك مستقيما على صـراط الله وسنة رسوله (ص) لتنال فضل الاستقامة كما قال تعالى ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31