مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
معانى الأسماء الحسنى 5 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

معانى الأسماء الحسنى 5

اذهب الى الأسفل

معانى الأسماء الحسنى 5 Empty معانى الأسماء الحسنى 5

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 01 نوفمبر 2011, 10:00 am

العلي

العلي في اللغة فَعِيل بمعنى فاعِل ، صفة مشبهة للموصوف بالعلو ، فعله علا يعلو علوا ، والعلو ارتفاع المكان أو ارتفاع المكانة ، فمن علو المكان ما ورد في صحيح الإمام مسلم من حديث َزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنه أنه قال : ( لَمَّا نَزَلَتْ : } وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ { [الشعراء:214] ، انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ فَعَلاَ أَعْلاَهَا حَجَرًا ثُمَّ نَادَى : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ إِنِّي نَذِيرٌ ) (7)، وعند البخاري من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : ( فَعَلاَ بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ وَهْوَ مَكَانَهُ : يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ هَذَا ) .

أما العلو بمعنى علو الرفعة والمجد أو الشرف والمكانة فكقوله تعالى : } فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ { [محمد:35] ، وعَلا في الأرض واسْتَعْلَى الرجل علا وتكبر ، والعَلْيَاءُ كل مكان مشرف ، والعَلاَء والعُلاَ الرفعة والشرف .

والعلي في أسماء الله هو الذي على بذاته فوق جميع خلقه ، فاسم الله العلي دل على علو الذات والفوقية ، وكثير من الذين شرحوا الأسماء حاولوا بكل سبيل تفسير العلو الذي دل عليه اسمه العلي بعلو المكانة والمنزلة فقط ؛ إما هربا من إثبات علو الذات والفوقية أو نفيا صريحا له

والذي عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأجلاء المتبعين أن الله عز وجل عال على عرشه بذاته ، وبكيفية حقيقية معلومة لله مجهولة لنا ، لا ينازع أحد منهم في ذلك ، ولا يمنع أن يسأل عن ربه أين هو ؟

وأدلة الكتاب والسنة تشهد بلا لبس أو غموض على ذلك ، ودائما ما يقترن اسم الله العلي باسمه العظيم وأيضا عندما يذكر العرش والكرسي ، ففي آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله بعد أن قال تعالى : } وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا { ، قال : } وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم { [البقرة:255] ، ولما ذكر علوه فقال : } فَتَعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ { ، ذكر بعده العرش بكرمه وسعته فقال : } لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيم { [المؤمنون:116] ، ولما ذكر إعراض الخلق عن عبادته أعلم نبيه صلى الله عليه و سلم في أعقاب ذلك أنه الملك الذي لا يزول عن عرشه بإعراض الرعية في مملكته كشأن الملوك من خلقه ، لأنه المستغني بذاته ، الملك في استوائه ، لا يفتقر إلى أحد في قيام ملكه أو استقراره ، فقال لنبيه صلى الله عليه و سلم : } فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُل حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ { [التوبة:129] ، وقال تعالى : } قُل لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلا { [الإسراء:42] ، فلو كانت هذه آلهة على الحقيقة لنازعوا الحق في عليائه حتى يتحقق مراد الأقوى منهم ويعلو كإله واحد ، وهذا معلوم بدليل التمانع (11) ، أو لو أنه اتخذهم آلهة واصطفاهم لطلبوا قربه والعلو عنده لعلمهم أنه العلي على خلقه .

وما أجمل الهدهد في توحيده لأسماء الله وصفاته وإثباته لعلو الذات والفوقية وإفراد الله عن استواء المخلوق بنفي المثلية ، عقيدة الهدهد الموحد تنزيه بلا تمثيل وإثبات بلا تعطيل قال : } إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيم { [النمل:23/26] ، وقال تعالى أيضا في وصف علوه : } رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو العَرْشِ { [غافر:15] ، ووصف الله عرشه أيضا بالعلو والمجد في قوله تعالى على قراءة الخفض : } ذُو العَرْشِ المَجِيدِ { [البروج:15] .

فهذه الآيات واضحة في إثبات علو الذات والفوقية وغيرها كثير ، لكن كثيرا من المفسرين لاسم الله العلي جعلوه دالا على معنيين فقط من معاني العلو : وهما علو الشأن وعلو القهر ، واستبعدوا المعنى الثالث وعطلوه وهو علو الذات والفوقية .

والثابت الصحيح أن معاني العلو عند السلف الصالح ثلاثة معان دلت عليها أسماء الله المشتقة من صفة العلو ، فاسم الله العلي دل على علو الذات ، واسمه الأعلى دل على علو الشأن ، واسمه المتعال دل على علو القهر ؛ والمتكلمون أصحاب الطريقة العقلية والأقيسة المنطقية في وصف الذات الإلهية ينفون عن الله علو الذات والفوقية لأنه عندهم يدل على إثبات المكان لله ، وما كان في مكان فهو محصور فيه ولذلك لا يجوز عندهم بحال من الأحوال أن يسأل عن الله بأين ؟ وهذا مخالف لصريح السنة فقد ثبت في حديث الجارية الذي رواه مسلم من حديث مُعَاوِيَة بْنِ الحَكَمِ رضى الله عنه قَالَ : ( كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالجَوَّانِيَّةِ ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ ، قُلتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ أُعْتِقُهَا ؟ قَالَ : ائْتِنِي بِهَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : فِي السَّمَاء ، قَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ).

وهذا الحديث مع وضوحه كالشمس في أن الرسول صلى الله عليه و سلم سأل عن الله بأين سؤالا لا لبس فيه ولا غموض إلا أن الكثيرين من المتكلمين تأبى أنفسهم إثباته ، لأن أين هنا يتصورون منها المكان الذي في عالم الشهادة ، والذي يخضع للأقيسة التمثيلية والشمولية ، أما المكان ذو الكيفية الغيبية الذي لا يعلم خصائصه إلا الله فهذا لا اعتبار له عندهم ، ولذلك فإن عقيدة السلف تفرق بين نوعين من المكان

الأول : هو ما كان محصورا بالمحاور الفراغية المعروفة في محيط المخلوقات المشهودة والذي يخضع لأحكامنا العقلية ولأقيستنا المنطقية ، فمكان الشيء يحدد في المقاييس الحديثة باعتبار ثلاثة محاور رئيسية متعامدة ، اثنان يمثلان المستوى الأفقي الموازي لسطح الأرض والثالث يمثل الارتفاع عن ذلك المستوى ، وأجسام الدنيا يحدد مكانها بمدى الارتفاع في المحور الرأسي عن مستوى المحورين الأفقيين ، ولاشك أن هذه المقاييس المكانية لا تصلح بحال ما في قياس ما هو خارج عن محيط العالم ، فضلا عن قياس الأشياء الدقيقة كالإلكترون فقد ثبت أن محاوره أكثر من ثلاثة بكثير .

والثاني : يراد به المكان الغيبي الذي يخرج عن مداركنا ولا نعلم خصائصه لصعوبة ذلك علينا ، والمكان بهذا الاعتبار لا يخضع بحال من الأحوال لمقاييس المكان في حسابات المخلوقين ، فلا يمكن للمتكلمين أن يطبقوا هذه المقاييس على ملك الموت عندما يأتي لقبض الأرواح مع أنه مخلوق له ذات وكينونة منفصلة ، وهو مع ذلك لا يحجبه باب ولا جدار ولا يمنعه جب أو قرار كما قال رب العزة والجلال : } أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ { [النساء:78] ، فملك الموت مخلوق ولا يخضع في مكانه وزمانه لمقاييسنا التي يريدون بها الحكم على استواء الله على عرشه

ومن ثم لا يصلح أن نمنع دلالة الآيات والأحاديث ونحول معنى اسم الله العلي من علو الفوقية إلى علو الرتبة والمنزلة بحجة أننا لو أثبتناها لكان الله في مكان ، فعلو الشأن ثابت بدلالة اسمه الأعلى وعلو القهر ثابت بدلالة اسمه المتعال .

والرسول صلى الله عليه و سلم لما قال للجارية : أين الله ؟ علم صلى الله عليه و سلم أن أين للمكان ويعلم لوازم قوله ، ولو كان في ذلك خطأ وتشبيه وتجسيم كما يدعي البعض ما سأل الجارية بلفظ يحتمل معناه الخلاف ودواعي الاختلاف ، والجارية لما قالت : الله في السماء تعني العلو ، وشهد لها رسول الله صلى الله عليه و سلم بالإيمان ، فلا إشكال عند الموحدين العقلاء في فهم حديث الجارية وقولها إن الله في السماء ، والأمر واضح جلي ظاهر ، فأي اعتراض على ذلك إنما هو اعتراض على رسول الله صلى الله عليه و سلم والرسول صلى الله عليه و سلم لما قال للجارية : أين الله ؟ علم صلى الله عليه و سلم أن أين للمكان ويعلم لوازم قوله ، ولو كان في ذلك خطأ وتشبيه وتجسيم كما يدعي البعض ما سأل الجارية بلفظ يحتمل معناه الخلاف ودواعي الاختلاف ، والجارية لما قالت : الله في السماء تعني العلو ، وشهد لها رسول الله صلى الله عليه و سلم بالإيمان ، فلا إشكال عند الموحدين العقلاء في فهم حديث الجارية وقولها إن الله في السماء ، والأمر واضح جلي ظاهر ، فأي اعتراض على ذلك إنما هو اعتراض على رسول الله صلى الله عليه و سلم .

وعلو الفوقية أو علو الذات الذي دل عليه اسمه العلي ثابت على الحقيقة بالكتاب والسنة وإجماع الأنبياء والمرسلين وأتباعهم ، فهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا شيء من ذاته في خلقه ولا خلقه في شيء من ذاته ، وهو من فوق عرشه يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم لا تخفى منهم خافية ، والأدلة في ذلك أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصى ، والفطرة السليمة والنفوس المستقيمة مجبولة على الإقرار بذلك ، وسيأتي بإذن الله تعالى المزيد عند الحديث عن دلالة الأسماء على الصفات ، لكن كل الأدلة بقرائنها تجعل المعنى الذي دل عليه اسم الله العلي هو علو الذات والفوقية ، قال ابن خزيمة : ( والله قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه وأعلمنا أنه العلي العظيم ، أفليس العلي يا ذوي الحجا ما يكون عليا ؟ لا كما تزعم المعطلة الجهمية أنه أعلى وأسفل ووسط ومع كل شيء وفي كل موضع من أرض وسماء ، وفي أجواف جميع الحيوان ، ولو تدبروا آية من كتاب الله ووفقهم الله لفهمها ؛ لعقلوا أنهم جهال لا يفهمون ما يقولون ، وبأن لهم جهل أنفسهم وخطأ مقالتهم )

العظيم

العَظِيمُ في اللغة يقال لمن اتصف بالعظمة ، فعله عَظمَ يَعْظم عِظما يعني كَبُرَ واتسع وعلا شأنه وارتفع ، ولِفلان عَظَمة عندَ النَّاسِ أَي حُرْمة يُعظَّمُ لها ، وأَعْظَمَ الأَمْرَ وعَظَّمَه فَخَّمه ، والتَّعْظِيمُ التَّبْجِيلُ ، والعَظِيمةُ والمُعَظَمةُ النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إِذا أَعْضَلَتْ ، والعَظَمَةُ الكِبْرِياءُ ، وعَظمَةُ العبدِ كِبْرُه المذمومُ وتَجَبره ، وإِذا وُصِفَ العبد بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأَن العظمة في الحقيقةِ لله عز وجل ، وعند البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني من حديث ابْنَ عُمَرَ رضى الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : ( مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ أَوِ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ )

والله عز وجل هو العظيم الذي جاوَزَ قَدْرُه حدود العقل وجل عن تَصور الإِحاطةُ بكنْهِه وحَقِيقتِه ، فهو العظيم الواسع الكبير في ذاته وصفته ، فعظمة الذات دل عليها كثير من النصوص منها ما ورد عند ابن حبان وصححه الألباني من حديث أبي ذر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) ، وقد صح عن ابن عباس رضى الله عنه موقوفا : ( الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى )(والله عز وجل هو العظيم الذي جاوَزَ قَدْرُه حدود العقل وجل عن تَصور الإِحاطةُ بكنْهِه وحَقِيقتِه ، فهو العظيم الواسع الكبير في ذاته وصفته ، فعظمة الذات دل عليها كثير من النصوص منها ما ورد عند ابن حبان وصححه الألباني من حديث أبي ذر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) ، وقد صح عن ابن عباس رضى الله عنه موقوفا : ( الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى ).

أما عظمة الصفات فالله عز وجل له علو الشأن كما قال في كتابه : } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { [الشورى:11] ، وقال أيضا : } رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَل تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً { [مريم:65] ، وإذا كان عرشه قد وصفه بالعظمة وخصه بالإضافة إليه والاستواء عليه ، فما بالك بعظمة الملك سبحانه الذي علا فوقه ، وينبغي أن نعلم أن عَظمة اللَّهِ في ذاته لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ، لطلاقة الوصف وعجزنا عن معرفته فنحن لم نره ولم نر له مثيل ، فالله عظيمٌ في ذاته ووصفه كما أخبر عن نفْسه أما عظمة الصفات فالله عز وجل له علو الشأن كما قال في كتابه : } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { [الشورى:11] ، وقال أيضا : } رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَل تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً { [مريم:65] ، وإذا كان عرشه قد وصفه بالعظمة وخصه بالإضافة إليه والاستواء عليه ، فما بالك بعظمة الملك سبحانه الذي علا فوقه ، وينبغي أن نعلم أن عَظمة اللَّهِ في ذاته لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ، لطلاقة الوصف وعجزنا عن معرفته فنحن لم نره ولم نر له مثيل ، فالله عظيمٌ في ذاته ووصفه كما أخبر عن نفْسه .

الله جل جلاله الشَّكُورُ



سمى الله نفسه الشكور علي سبيل الإطلاق ، فقد ورد الاسم منونا مرادا به العلمية ودالا علي كمال الوصفية ، وقد ورد مقترنا باسمه الغفور في موضعين الأول في قوله تعالى : ( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) [فاطر:30] ، والثاني في قوله : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) [فاطر:34] ، وورد مقترنا بالحليم في قوله تعالى : ( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) [التغابن:17].

الله جل جلاله الحَلِيمُ

اسم الله الحليم ورد في آيات كثيرة مطلقا منونا مقترنا باسم الله الغفور كما في قوله تعالى : ( وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [البقرة:225] ، وورد مقترنا بالغني في قوله : ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) [البقرة:263] ، واقترن بالشكور كما تقدم في الاسم السابق ، واقترن بالعليم في قوله : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً ) [الأحزاب:51] ، وفي صحيح البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ ).

الله جل جلاله الوَاسِعُ

اسم الله المبين ورد في القرآن مطلقا منونا مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، وقد اقترن باسمه العليم في عدة مواضع منها قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة:115] ، وقد ورد مقيدا في قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة ِ ) [النجم:32] ، ولم يرد الاسم في السنة إلا في حديث سرد الأسماء عند الترمذي وليس بحجة كما سبق.

الله جل جلاله العَلِيمُ

ورد اسم الله العليم في كتاب الله معرفا ومنونا مطلقا ومقيدا مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، فمن ذلك قوله تعالى : ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ) [البقرة:137] ، والاسم ورد مقرونا في الكتاب والسنة بأسماء أخرى كثيرة تحمل في اقترانها معان كبيرة سيأتي بيانها إن شاء الله عند الحديث عن دلالة الأسماء على الصفات ، فاقترن الاسم بالسميع والحكيم والعزيز والحليم والخلاق والقدير والفتاح والخبير ، وفي السنة ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ ) (2) ، وتجد الإشارة هنا إلى أن ما انطبقت عليه شروط الإحصاء من الأسماء التي تدل على صفة العلم اسم الله العليم فقط ، ولم تنطبق على العالم والعلام والأعلم لأنها جميعا لم ترد في القرآن والسنة إلا مضافة مقيدة ، وهي في حقيقتها أوصاف تدخل تحت دلالة اسم الله العليم .

الله جل جلاله التَّوابُ

ورد اسم الله التواب في القرآن في ستة مواضع معرفا بالألف واللام مطلقا مسندا إليه المعنى محمولا عليه مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها كما في قوله تعالى : ( فَتَلَقَّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ُ{ [البقرة/37]

وورد في خمسة مواضع منونا كما في قوله : ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم ٌ{ [النور10] ، وعند الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني من حديث عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أنه قَالَ : ( كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ ).

الشكور في اللغة على وزن فعول من صيغ المبالغة ، فعله شكر يشكر شكرا وشكورا وشكرانا ، فالشكور فعول من الشكر ، وأصل الشكر الزيادة والنماء والظهور ، وحقيقة الشكر الثناء على المحسن بذكر إحسانه .

وشكر العبد على الحقيقة إنما هو إقرار القلب بإنعام الرب ونطق اللسان بإقرار الجنان وعمل الجوارح والأركان ، قال تعالى : } اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ { [سبأ:13] ، وفي صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أن النَّبِي صلى الله عليه و سلم قال : (فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ .. الحديث ).

والشكور سبحانه هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، فيثيب الشاكر على شكره ويرفع درجته ويغفر ذنبه ، فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه ، وشكر الحق للعبد ثناؤه عليه بذكر إحسانه له.

ويذكر ابن القيم أن الشكور سبحانه هو أولى بصفة الشكر من كل شكور ، بل هو الشكور على الحقيقة فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه ، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره ، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة ، ويشكر عبده بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى ويلقي له الشكر بين عباده ، ويشكره بفعله فإذا ترك له شيئا أعطاه أفضل منه ، وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة ، وهو الذي وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك ، ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه ، ومن شكره سبحانه أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ويخفف به عنه يوم القيامة فلا يضيع عليه ما يعمله من الإحسان وهو من أبغض خلقه إليه ، ومن شكره أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلبا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى.

قال ابن القيم : ( الشكور يوصل الشاكر إلى مشكوره ، بل يعيد الشاكر مشكورا وهو غاية الرب من عبده ، وأهله هم القليل من عباده ، قال الله تعالى : } وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ { [البقرة:172] .. وسمى نفسه شاكرا وشكورا ، وسمى الشاكرين بهذين الاسمين فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه ، وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا ، وإعادته للشاكر مشكورا كقوله : } إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً { [الإنسان:22] ، ورضي الرب عن عبده به كقوله : } وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ { [الزمر:7] ، وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله : } وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ { [سبأ:13]

الحليم

الحليم في اللغة صفة مشبهة للموصوف بالحلم ، فعله حلم يحلم حلما ، وصفة الحلم تعني الأناة ومعالجة الأمور بصبر وعلم وحكمة ، وفي مقابلها العجلة المفسدة لأمور الدين والدنيا ، قال تعالى في وصف نبي الله إبراهيم عليه السلام : } وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ { [التوبة:114] ، ويدخل في معنى الحِلم بلوغ الصبي الحلم أو مبلغ الرجال الحكماء العقلاء كما قال تعالى : } وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ { [النور:59] ، وقال : } فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ { [الصافات:101] ، يعني لديه أناة وبصيرة وحكمة من صغره

والحليم هو الذي يرغب في العفو ولا يسارع بالعقوبة : } فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ { [هود:75] وقوم شعيب قالوا استهزاءا : } يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ { [هود:87] ، يعني اصبر علينا أو دعنا على ما نحن فيه

والله سبحانه حليم متصف بالحلم ، والحلم صفة كريمة تقوم على الحكمة والعلم والصبر ، والحليم سبحانه صبور يتمهل ولا يتعجل ، بل يتجاوز عن الزلات ويعفو عن السيئات ، فهو سبحانه يمهل عباده الطائعين ليزدادوا من الطاعة والثواب ، ويمهل العاصين لعلهم يرجعون إلى الطاعة والصواب ، ولو أنه عجل لعباده الجزاء ما نجا أحد من العقاب ، ولكن الله سبحانه هو الحليم ذو الصَّفحِ والأناةِ ، استخلف الإنسان في أرضه واسترعاه واستبقاه في ملكه إلى يوم موعود وأجل محدود ، فأجل بحلمه عقاب الكافرين وعجل بفضله ثواب المؤمنين .

الواسع

والواسع في اللغة فعله وَسِعَ الشَّيءُ يَسَعُه سِعَة فهو وَاسِع ، وأَوْسَعَ الله عليك أَي أَغناكَ ، ورجل مُوسِعٌ يعني مَلِيءُ بالمال والثراء ، يقال : إناء واسع وبيت واسع ، ثم قد يستعمل في الغنى يقال فلان يعطي من سعة يعني من غنى ، وفلان واسع الرحل يعني غنيا ، وقال تعالى : } لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ { [الطلاق:7] ، وتَوَسَّعُوا في المجلس أَي تَفَسَّحُوا ، والسَّعة الغِنى والرفاهِية ووَسعَ عليه رَفَّهَه وأَغناه وقال تعالى : } وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ { [الأعراف:156] ، وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شيء ولكلِّ شيء وعلى كلِّ شيء ، والسعة تكون في العلم والإحسان وبسط النعم

والواسع المطلق هو الله تعالى له مطلق الجمال والكمال في سائر الأسماء والصفات والأفعال ، وعند البخاري من حديث عَائِشَةَ أنها قَالَتِ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم : } قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ { [المجادلة:1] )، فالله واسِع وَسِعَ غِنَاه كل فَقِير وهو الكثيرُ العطاءِ ، يده سحاء الليل والنهار ، وسعت رَحْمَتَه كُلَّ شَيءٍ وهو المحيط بكل شيء ، وقد اقترن اسم الله الواسع باسمه العليم في غير موضع من كتابه كما ورد في قوله تعالى : } مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ { [البقرة:261] ، ذكر ابن القيم في بيان العلة في اقتران الاسمين ألا يستبعد العبد مضاعفة الأجر ولا يضيق عنها عطاؤه ، فإن المضاعف واسع العطاء ، واسع الغنى واسع الفضل ، ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضي حصولها لكل منفق ، فإنه عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها ، ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها ، فإن كرمه وفضله تعالى لا يناقض حكمته ، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته ويمنعه من ليس من أهله بحكمته.

العليم

العليم في اللغة من أَبنية المبالغة ، عَلِيمٌ وزن فَعِيلٌ ، فعله عَلِم يعلَم عِلْماً ، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ ، والعِلْمُ نقيضُ الجهل ، ويجوز أَن يقال للإِنسان الذي عَلَّمه اللَّهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم ، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام لما قال للملك : } اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ { [يوسف:55] ، وهو عليه السلام عليم على اعتبار محدودية علمه ومناسبته لقدره فهو ذو علم وموصوف بالعلم ، قال : } وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ { [يوسف:68] ، لكن شتان بين علم مقيد محدود وعلم مطلق بلا حدود ، سبحانه وتعالى في كمال علمه ، جل شأنه في إطلاق وصفه ، فعلمه فوق كل ذي علم كما قال عز وجل : } نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ { [يوسف:76] ، فالله عز وجل عليمُ بما كان وما هو كائن وما سيكونُ ، لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون ، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأَرض ولا في السماء ، سبحانه أَحاطَ عِلْمُه بجميع الأَشياء باطِنِها وظاهرها ، دقِيقها وجليلها على أَتمّ الإِمكان (11) ، فاسم الله العليم اشتمل على مراتب العلم الإلهي التي تضمنها الاسم وهي أنواع .

أولها : علمه بالشيء قبل كونه وهو سر الله في ملكه ، ضن به ربنا على خلقه ، لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وهذه المرتبة من العلم هي علم التقدير ومفتاح كل ما سيصير ، من هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير ؟ فكل أمور الغيب قدرها في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل ، كما قال تعالى : } إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَليمٌ خَبِيرٌ { [لقمان:34] ، وقال سبحانه : } قُل لا يَعْلمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ { [النمل:65].

وثانيها : علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته فالله عز وجل كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة ، والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها عبارة عن كلمات وتنفيذ ما في اللوح من أحكام تضمنتها الكلمات مرهون بمشيئة الله في تحديد الأوقات التي تناسب أنواع الابتلاء في خلقه ، وكل ذلك عن علمه بما في اللوح من حساب وتقدير ، وكيف ومتى يتم الإبداع والتصوير ؟ كما قال تعالى : } أَلمْ تَعْلمْ أَنَّ اللهَ يَعْلمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلكَ عَلى اللهِ يَسِيرٌ { [الحج:70] ، وقال أيضا : } مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْل أَنْ نَبْرَأَهَا { [الحديد:23].

وثالثها : من مراتب العلم الذي دل عليه اسمه العليم علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه ، كما قال تعالى : } اللهُ يَعْلمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار ٍعَالمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَال { [الرعد:8] وقال تعالى : } يَعْلمُ مَا يَلجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ { [سبأ:2]

ورابعها : علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه ، وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه فالله عز وجل بعد أن ذكر مراتب العلم السابقة في قوله تعالى : } وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ { [الأنعام:59] ذكر بعدها المرتبة الأخيرة فقال : } وَهُوَ الذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِالليْل وَيَعْلمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ليُقْضَي أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِليْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { [الأنعام:60] ، وقال أيضا : } قَدْ عَلمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ { [قّ:4] ، وقال : } أَلمْ يَعْلمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلامُ الغُيُوبِ { [التوبة:78] ، فالله عز وجل عالم بما كان ، وما هو كائن ، وما سيكون ، وما لو كان كيف يكون على ما اقتضته حكمته البالغة.

التواب

التواب في اللغة من صيغ المبالغة ، فعله تاب يتوب توبا وتوبة ، والتوبة الرجوع عن الشيء إلى غيره وترك الذنب على أجمل الوجوه وهو أبلغ وجوه الاعتذار ، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه : إما أن يقول المعتذر لم أفعل ، أو يقول فعلت لأجل كذا أو يقول : فعلت وأسأت وقد أقلعت ولا رابع لذلك وهذا الأخير هو التوبة .

والتوبة في الشرع ترك الذنب لقبحه ، والندم على ما فرط في حق الناس وحق ربه والعزم على ترك المعاودة لذنبه ، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من صالح عمله ، فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كملت شرائط التوبة ، قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا { [التحريم:8] ، قال الثعالبي : ( حقيقة التوبة الإقلاع عن المعاصي والإقبال والرجوع إلى الطاعات ، ويلزمها الندم على ما فات والعزم على ملازمة الخيرات )(14) ، والتائب يقال لباذل التوبة ولقابل التوبة ، فالعبد تائب إلى اللَّه ، واللَّه تائب على عبده (15)، والتوبة لازمة لجميع المذنبين والعاصين صغر الذنب أو كبر وليس لأحد عذر في ترك التوبة بعد ارتكاب المعصية لأن المعاصي كلها توعد اللَّه عليها أهلها .

والتواب سبحانه هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، سمي توابا لكثرة قبوله توبة العباد حالا بعد حال ، فما من عبد عصاه وبلغ عصيانه مداه ثم رغب في التوبة إلى الله إلا فتح له التواب أبواب رحمته وفرح بتوبة عبده وعودته ما لم تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربها ، فمنْ حديث أَبِي مُوسَى رضى الله عنه مرفوعا : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) (17) ، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِر ).

وحتى لو اتبع الإنسان هواه أو استجاب لشيطانه وتمادى في جرمه وعصيانه فقتل مائة نفس وارتكب كل إثم وأراد التوبة والغفران تاب عليه التواب وبدل له عدد ما فات من السيئات بنفس أعدادها حسنات ، قال تعالى : } فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا { [الفرقان:71] ، وروى الترمذي وصححه الألباني من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ).

هذا فضلا عن فرح التواب بتوبة عبده وعودته إلى ربه ، فمن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه مرفوعا : ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا ) (20) ، فانظر إلى عظمة التوبة التي دل عليها اسمه التواب ، إن المذنب مخطئ في جنب الله وعظم الذنب يقاس بعظم من أخطأت في حقه وهو المولى جل في علاه ، فلو قبل توبة المذنب فإن مجرد القبول فقط كرم بالغ ، ومنة من الله على عبده ، فما بالنا وهو يقبل توبة المذنب بعفو جديد وفرح شديد ويجعل في مقابل الذنوب بالتوبة أجرا كبيرا .

ويذكر ابن القيم أن توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها ، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة ، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما ، فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة ، قال تعالى : } وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ { [التوبة:118] ، فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم وأنها هي التي جعلتهم تائبين فكانت سببا ومقتضيا لتوبتهم ، فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم ، والحكم ينتف لانتفاء علته ، فالعبد تواب والله تواب ، فتوبة العبد رجوعه إلى سيده بعد الإباق ، وتوبة الله نوعان : إذن وتوفيق ، وقبول وإمداد (21) ، قال ابن القيم:

وكذلك التواب من أوصافه : والتوب في أوصافه نوعان

إذن بتوبة عبده وقبولها : بعد المتاب بمنة المنان

أبو حامد : ( التواب هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يظهر لهم من آياته ويسوق إليهم من تنبيهاته ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته ، حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا إلى التوبة فرجع إليهم ).

_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى