بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am
]خطبة عن الصحابي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ
صفحة 1 من اصل 1
]خطبة عن الصحابي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ
[size=24]خطبة عن الصحابي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ t 18/10/1432هـ
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا ؛ هَدَانَا لِدِينِهِ ، وَعَلَّمَنَا شَرِيعَتَهُ ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ ؛ فَلَهُ الحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْمَدَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ؛ مَنْ يَهْدِهِ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ رَبَّى جِيلاً مِنَ الشَّبَابِ ؛ فَجَعَلَهُمْ لِرَبِّهِمْ قَانِتِينَ ، وَبِفَرَائِضِهِ قَائِمِينَ ، وَلِدِينِهِ دَاعِينَ ، فصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّ الصحابةَ رضيَ اللهُ عنهم هُمْ خيرُ الخلقِ بعدَ الأنبياءِ لا كانَ ولا يكونُ مثلُهم وهُمُ الصَّفْوةُ مِنْ قُرونِ هذهِ الأمةِ التي هي خيرُ الأُمَمِ وأكرمُها على اللهِ , قال الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم)
وإنَّ حُبَّهُمْ دَينٌ وإِيمَانٌ وبُغْضُهم كفرٌ ونفاقٌ , قال رسول الله r
(لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَه) متفق عليه
أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّ سِيَرَ شَبَابِ الصَّحَابَةِ y مِنْ أَعْجَبِ السِّيَرِ ، وَدِرَاسَةُ أَخْبَارِهِمْ تَنْهَضُ بِالْهِمَمِ، وَتَشْحَذُ الْعَزَائِمَ، وَتُحْيِيِ فِي شَبَابِ الْأُمَّةِ سُنَنَ الاقْتِفَاءِ وَالتَّأَسِّي بِخِيَارِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَفَاضِلِهَا , وَنَحْنُ فِي أَمَسِّ الحَاجِةِ لِهذَا في زمنٍ صارَ قدوةُ بعضِ شبابنِا أُنَاساً لا قيمةَ لهم , أو هُمْ مِنَ المُفْسِدِينَ في الأرضِ بالمعاصِي ونشرِ المُجُونِ .
أيها المسلمون : مَعَنَا في هذهِ الخُطْبَةِ , سِيرَةُ أَحَدِ شَبَابِ الْأَنْصَارِ y أَجْمَعِينَ , شَابٌ : تَرَبَّى بَيْنَِ يَدَيِ النَّبِيِّ r وَنَهَلَ مِنْ مَعِينِ الْوَحْيِ، حَتَّى ارْتَوَى عِلْمًا وَفِقْهًا وَحِكْمَةً ، وَكَانَ لَهُ فِي الإِسْلَامِ شَأْنٌ عَظِيمٌ، وَفِي الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ بَاعٌ كَبِيرٌ ، ذَلِكُمْ هُوَ :
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزْرَجِيُّ الْأَنْصَارِيُّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
لَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ r إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ لِزَيْدٍ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سُورَةً ! قَالَ : فَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ r فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ !!! وَتَوَسَّمَ النَّبِيُّ r فِيهِ النَّجَابَةَ وَحِدَّةَ الْعَقْلِ، وَقُوَّةَ الذَّاكِرَةِ، وَاتِّسَاعَ الذَّكَاءِ، فَكَلَّفَهُ النَّبِيُّ r أَنْ يَتَعَلَّمَ لُغَةَ الْيَهُودِ، وَقَالَ « يَا زَيْدُ، تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودٍ؛ فَإِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِي»؛ فَشَرَعَ زَيدٌ يَتَعَلَّمُ لُغَةَ الْيَهُودِ، حَتَّى أَتْقَنَهَا؛ تَحَدُّثًا وَقِرَاءَةً وَكِتَابَةً، فِي زَمَنٍ قَصيرٍ ! لَقَدْ حَذَقَهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَقَطْ ! [رواه أحمد وعلقه البخاري ]
أَيُّها الآباءُ : أَيُّها المُعلمونَ : إِنِّ َفِي شَبَابِ الْأُمَّةِ الْيَوْمَ مَنْ يَمْتَلِكُونَ ذَكَاءً كَذَكَاءِ زَيْدٍ t ، لَكِنَّ عُقُولَهُمْ مَعَطَّلَةٌ، لَمْ تَجِدْ أَمْثَالَ أَبِي الْقَاسِمِ r لَيُعَلِّمَهَا وَيُوَجِّهَهَا وِجْهَتَهَا الصَّحِيحَةَ .
وَاسْتُصْغِرَ زَيْدٌ يَوْمَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ ، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الخْنَدَقُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَبِيعًا ! وَكَانَ يَنْقُلُ التٌّرَابَ مَعَ المُسْلِمِينَ ، فقال رسول الله r ( إِنَّهُ نِعْمَ الغُلامُ ) .
وَتَرَقَّى زَيْدٌ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَاشْتَهَرَ بِضَبْطِ الْقُرْآنِ مَعَ الْفِقْهِ، حَتَّى كَانَ مِنْ مَشَاهِيرِ قُرَّاءِ الصَّحَابَةِ وَفُقَهَائِهِمْ، وَهُوَ شَابٌّ يَافِعٌ دُونَ الْعِشْرِينَ !
وَلِأَجْلِ ضَبْطِهِ وَكِتَابَتِهِ كَانَ زَيْدٌ مِنْ كُتَّابِ الْوَحْيِ عَلَى عَهْدِ الرسول r وَاشْتُهِرَ فِي الْمَدِينَةِ بِكَاتِبِ الْوَحْيِ .
وَأَمَّا فِقْهُهُ : فَقَدْ ضَبَطَ الْفَرَائِضَ وَقِسْمَةَ الْمَوَارِيثِ، وَهِيَ أَعْسَرُ أَبْوَابِ الْفِقْهِ ، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ r «أَفْرَضُ أُمَّتِي: زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ»؛ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيُّ
أَيُّها المسلمونَ : وَلَمَا كانَ زيدٌ t بِهَذِهِ المَثَابَةِ أَثْنِى عليهِ عُلماءُ الأُمةِ كَعادتِهم مَعَ أَهْلِ العِلْمِ :
فهذا الزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يَقولُ فِيهِ : لَوْلاَ أَنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الفَرَائِضَ، لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ .
وَفِي ضَبْطِهِ لِلْقُرْآنِ وَالفِقْهِ يَقُولُ عَنْهُ التَّابِعِيُّ الجَلِيلُ عَامِرُ الشَّعْبِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : غَلَبَ زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: الفَرَائِضِ، وَالقُرْآنِ ! وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ قَالَ: مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَدًا فِي الفَرَائِضِ وَالفَتْوَى وَالقِرَاءةِ وَالقَضَاءِ !!! كُلُّ هَذَا العِلْمِ وَالفِقْهِ حَازَهُ زَيْدٌ وَعُمْرُهُ لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ r لاَ يَتَجَاوَزُ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً .
أيها الإخوة : وَمِنْ مَوَاقِفِ زيدٍ t المشهودةِ : أن الصَّحَابَةُ y لما اجْتَمَعُوا فِي سقِيفَةِ بني سَاعِدَةَ لِتَنْصِيبِ خَلِيفَةٍ بعد موت رسول الله r وَحَصَلَ بَعْضُ الخلافِ فِيمَنْ يكونُ الخليفةُ , حَسَمَ زَيْدٌ t ذلك الخِلافَ بينَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ y أجمعين , بِكَلامٍ نَفِيسٍ، يَدُلُّ عَلَى رَجَاحَةٍ فِي العقلِ فَهْمٍ وفِقْهٍ فِي الشَّرِيعَةِ !!!
فَقَامَ t فِي النَّاسِ خَطِيبًا، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ r كَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الإِمَامُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ ! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّديقُ t : جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ .
أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بُهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ : فَلا زِلْنا أيُّها الإِخوةُ مَعَ السيرةَ العَطِرَةِ لهذا الصحابِيَ الشَابِّ رضي الله عنه .
فَفِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيقِ t كُلِّفَ زَيْدٌ بِأَكْبَرِ مُهِمَّةٍ يُكَلَّفُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهِيَ مُهِمَّةُ جَمْعِ القُرْآنِ بَعْدَ أَنِ كَثُرَ القَتْلُ فِي القُرَّاءِ حُفَّاظِ القُرَّآنِ , أَثْنَاءَ حُرُوبِ الرِّدَّةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ t أَشَارَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ t بِإِسْنَادِ هَذِهِ المُهِمَّةِ الكَبِيرَةِ لِزَيْدٍ بِنِ ثَابِتٍ t ؛ لِحِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ وَذَكَائِهِ ، وَكَانَ زَيْدٌ فِي سِنِّ العِشْرِينَ مِنْ عُمْرِه !!!
وَكَانَتْ مُهِمَّةً صعبةً وشاقةً , لِعِظَمِ الأَمَانَةِ , وَلِذَا قَالَ زيد t : «فَو اللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ»
ثُمَّ َلَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ t فِي خِلافَتِهِ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ؛ لِيَقْطَعَ النِّزَاعَ وَالاخْتِلاَفَ فِي القِرَاءَةِ ، كَانَ زَيْدٌ t عُضْوًا فَاعِلاً فِي تِلْكُمُ النُّخْبَةِ الَّتِي انْتَدَبَهَا عُثْمَانُ t لِذَلِكَ ، حَتَّى كَتَبُوا المُصْحَفَ العُثْمَانِيَّ الَّذِي تَوَارَثَتْهُ الأُمَّةُ مُنْذُ ذَلِكَ الحِينَ إِلَى الْيَوْمِ، وَيَقْرَأُ بِهِ المُسْلِمُونَ القُرْآنَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا !
وَلَمَّا حَاصَرَ الخَوَارِجُ عُثْمَانَ t فِي الدَّارِ , فمَا تَخَلَّتْ عَنْهُ الأَنْصَار فجاءوا يَقْدُمُهُمْ فَقِيهُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ t فَقَالَ لِعُثْمَانَ t : «هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ، يَقُولُونَ : إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا للهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عُثْمَانُ : أَمَّا الْقِتَالُ فَلاَ »
وَمِنْ أَشْهَرِ طُلاَّبِهِ الذينَ أخَذُوا عنهُ العِلْمَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما , الَّذِي قَالَ فِيهِ : «لَقَدْ عَلِمَ الْمُحَفِّظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ»
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «شَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دُلِّيَ فِي قَبْرِهِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ ذَهَابُ الْعِلْمِ، فَهَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ ، وَاللهِ لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ»
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ t حِينَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : «الْيَوْمَ مَاتَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفًا».
فَرَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْ زَيْدٍ وَأَرْضَاهُ، وَجَعَلَ جَنَّةَ الفِرْدَوْسِ مَأَوَاهُ، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْتَحْضِرَ أَبْنَاءُ المُسْلِمِينَ وَبَنَاتُهُمْ وخصوصاً ونحن فِي بِدَايَةِ عَامِ دِّرَاسِيِّ جَدِيدِ سِيَرَ شَبَابِ الصَّحَابَةِ وَفَتَيَاتِهِمْ ، وَأَنْ تُقْرَأَ عَلَيْهِمْ أَخْبَارُهُمْ ، وَأَنْ يَدْرُسُوا اهْتِمَامَاتِهم، ذَلِكَ الجِيلِ المُبَارَكُ مِنَ الشَّبَابِ الَّذِي تَرَبَّى عَلَى عَيْنِ النُّبُوَّةِ ، وَعَاشَ فَتْرَةَ الوَحْيِ، وَحَقَّقَ لِلْإِسْلامِ فِي سَنَوَاتٍ قَلاَئِلَ مِنَ التَّقَدُّمِ وَالازْدِهَارِ وَفَتْحِ البُلْدَانِ مَا عَجَزَتْ عَنْهُ أَقْوَى الدُّوَلِ وَأَشْهَرُ الفَاتِحِينَ وَالمُحَارِبِينَ فِي القَدِيمِ وَالحَدِيثِ .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأذل اليهود والصليبين والشيوعيين والباطنيين وجميع الزنادقة والملحدين. وآمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداه مهتدين. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
[/size]
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا ؛ هَدَانَا لِدِينِهِ ، وَعَلَّمَنَا شَرِيعَتَهُ ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ ؛ فَلَهُ الحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْمَدَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ؛ مَنْ يَهْدِهِ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ رَبَّى جِيلاً مِنَ الشَّبَابِ ؛ فَجَعَلَهُمْ لِرَبِّهِمْ قَانِتِينَ ، وَبِفَرَائِضِهِ قَائِمِينَ ، وَلِدِينِهِ دَاعِينَ ، فصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّ الصحابةَ رضيَ اللهُ عنهم هُمْ خيرُ الخلقِ بعدَ الأنبياءِ لا كانَ ولا يكونُ مثلُهم وهُمُ الصَّفْوةُ مِنْ قُرونِ هذهِ الأمةِ التي هي خيرُ الأُمَمِ وأكرمُها على اللهِ , قال الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم)
وإنَّ حُبَّهُمْ دَينٌ وإِيمَانٌ وبُغْضُهم كفرٌ ونفاقٌ , قال رسول الله r
(لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَه) متفق عليه
أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّ سِيَرَ شَبَابِ الصَّحَابَةِ y مِنْ أَعْجَبِ السِّيَرِ ، وَدِرَاسَةُ أَخْبَارِهِمْ تَنْهَضُ بِالْهِمَمِ، وَتَشْحَذُ الْعَزَائِمَ، وَتُحْيِيِ فِي شَبَابِ الْأُمَّةِ سُنَنَ الاقْتِفَاءِ وَالتَّأَسِّي بِخِيَارِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَفَاضِلِهَا , وَنَحْنُ فِي أَمَسِّ الحَاجِةِ لِهذَا في زمنٍ صارَ قدوةُ بعضِ شبابنِا أُنَاساً لا قيمةَ لهم , أو هُمْ مِنَ المُفْسِدِينَ في الأرضِ بالمعاصِي ونشرِ المُجُونِ .
أيها المسلمون : مَعَنَا في هذهِ الخُطْبَةِ , سِيرَةُ أَحَدِ شَبَابِ الْأَنْصَارِ y أَجْمَعِينَ , شَابٌ : تَرَبَّى بَيْنَِ يَدَيِ النَّبِيِّ r وَنَهَلَ مِنْ مَعِينِ الْوَحْيِ، حَتَّى ارْتَوَى عِلْمًا وَفِقْهًا وَحِكْمَةً ، وَكَانَ لَهُ فِي الإِسْلَامِ شَأْنٌ عَظِيمٌ، وَفِي الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ بَاعٌ كَبِيرٌ ، ذَلِكُمْ هُوَ :
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزْرَجِيُّ الْأَنْصَارِيُّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
لَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ r إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ لِزَيْدٍ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سُورَةً ! قَالَ : فَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ r فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ !!! وَتَوَسَّمَ النَّبِيُّ r فِيهِ النَّجَابَةَ وَحِدَّةَ الْعَقْلِ، وَقُوَّةَ الذَّاكِرَةِ، وَاتِّسَاعَ الذَّكَاءِ، فَكَلَّفَهُ النَّبِيُّ r أَنْ يَتَعَلَّمَ لُغَةَ الْيَهُودِ، وَقَالَ « يَا زَيْدُ، تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودٍ؛ فَإِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِي»؛ فَشَرَعَ زَيدٌ يَتَعَلَّمُ لُغَةَ الْيَهُودِ، حَتَّى أَتْقَنَهَا؛ تَحَدُّثًا وَقِرَاءَةً وَكِتَابَةً، فِي زَمَنٍ قَصيرٍ ! لَقَدْ حَذَقَهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَقَطْ ! [رواه أحمد وعلقه البخاري ]
أَيُّها الآباءُ : أَيُّها المُعلمونَ : إِنِّ َفِي شَبَابِ الْأُمَّةِ الْيَوْمَ مَنْ يَمْتَلِكُونَ ذَكَاءً كَذَكَاءِ زَيْدٍ t ، لَكِنَّ عُقُولَهُمْ مَعَطَّلَةٌ، لَمْ تَجِدْ أَمْثَالَ أَبِي الْقَاسِمِ r لَيُعَلِّمَهَا وَيُوَجِّهَهَا وِجْهَتَهَا الصَّحِيحَةَ .
وَاسْتُصْغِرَ زَيْدٌ يَوْمَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ ، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الخْنَدَقُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَبِيعًا ! وَكَانَ يَنْقُلُ التٌّرَابَ مَعَ المُسْلِمِينَ ، فقال رسول الله r ( إِنَّهُ نِعْمَ الغُلامُ ) .
وَتَرَقَّى زَيْدٌ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَاشْتَهَرَ بِضَبْطِ الْقُرْآنِ مَعَ الْفِقْهِ، حَتَّى كَانَ مِنْ مَشَاهِيرِ قُرَّاءِ الصَّحَابَةِ وَفُقَهَائِهِمْ، وَهُوَ شَابٌّ يَافِعٌ دُونَ الْعِشْرِينَ !
وَلِأَجْلِ ضَبْطِهِ وَكِتَابَتِهِ كَانَ زَيْدٌ مِنْ كُتَّابِ الْوَحْيِ عَلَى عَهْدِ الرسول r وَاشْتُهِرَ فِي الْمَدِينَةِ بِكَاتِبِ الْوَحْيِ .
وَأَمَّا فِقْهُهُ : فَقَدْ ضَبَطَ الْفَرَائِضَ وَقِسْمَةَ الْمَوَارِيثِ، وَهِيَ أَعْسَرُ أَبْوَابِ الْفِقْهِ ، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ r «أَفْرَضُ أُمَّتِي: زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ»؛ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيُّ
أَيُّها المسلمونَ : وَلَمَا كانَ زيدٌ t بِهَذِهِ المَثَابَةِ أَثْنِى عليهِ عُلماءُ الأُمةِ كَعادتِهم مَعَ أَهْلِ العِلْمِ :
فهذا الزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يَقولُ فِيهِ : لَوْلاَ أَنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الفَرَائِضَ، لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ .
وَفِي ضَبْطِهِ لِلْقُرْآنِ وَالفِقْهِ يَقُولُ عَنْهُ التَّابِعِيُّ الجَلِيلُ عَامِرُ الشَّعْبِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : غَلَبَ زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: الفَرَائِضِ، وَالقُرْآنِ ! وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ قَالَ: مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَدًا فِي الفَرَائِضِ وَالفَتْوَى وَالقِرَاءةِ وَالقَضَاءِ !!! كُلُّ هَذَا العِلْمِ وَالفِقْهِ حَازَهُ زَيْدٌ وَعُمْرُهُ لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ r لاَ يَتَجَاوَزُ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً .
أيها الإخوة : وَمِنْ مَوَاقِفِ زيدٍ t المشهودةِ : أن الصَّحَابَةُ y لما اجْتَمَعُوا فِي سقِيفَةِ بني سَاعِدَةَ لِتَنْصِيبِ خَلِيفَةٍ بعد موت رسول الله r وَحَصَلَ بَعْضُ الخلافِ فِيمَنْ يكونُ الخليفةُ , حَسَمَ زَيْدٌ t ذلك الخِلافَ بينَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ y أجمعين , بِكَلامٍ نَفِيسٍ، يَدُلُّ عَلَى رَجَاحَةٍ فِي العقلِ فَهْمٍ وفِقْهٍ فِي الشَّرِيعَةِ !!!
فَقَامَ t فِي النَّاسِ خَطِيبًا، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ r كَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الإِمَامُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ ! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّديقُ t : جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ .
أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بُهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ : فَلا زِلْنا أيُّها الإِخوةُ مَعَ السيرةَ العَطِرَةِ لهذا الصحابِيَ الشَابِّ رضي الله عنه .
فَفِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيقِ t كُلِّفَ زَيْدٌ بِأَكْبَرِ مُهِمَّةٍ يُكَلَّفُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهِيَ مُهِمَّةُ جَمْعِ القُرْآنِ بَعْدَ أَنِ كَثُرَ القَتْلُ فِي القُرَّاءِ حُفَّاظِ القُرَّآنِ , أَثْنَاءَ حُرُوبِ الرِّدَّةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ t أَشَارَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ t بِإِسْنَادِ هَذِهِ المُهِمَّةِ الكَبِيرَةِ لِزَيْدٍ بِنِ ثَابِتٍ t ؛ لِحِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ وَذَكَائِهِ ، وَكَانَ زَيْدٌ فِي سِنِّ العِشْرِينَ مِنْ عُمْرِه !!!
وَكَانَتْ مُهِمَّةً صعبةً وشاقةً , لِعِظَمِ الأَمَانَةِ , وَلِذَا قَالَ زيد t : «فَو اللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ»
ثُمَّ َلَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ t فِي خِلافَتِهِ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ؛ لِيَقْطَعَ النِّزَاعَ وَالاخْتِلاَفَ فِي القِرَاءَةِ ، كَانَ زَيْدٌ t عُضْوًا فَاعِلاً فِي تِلْكُمُ النُّخْبَةِ الَّتِي انْتَدَبَهَا عُثْمَانُ t لِذَلِكَ ، حَتَّى كَتَبُوا المُصْحَفَ العُثْمَانِيَّ الَّذِي تَوَارَثَتْهُ الأُمَّةُ مُنْذُ ذَلِكَ الحِينَ إِلَى الْيَوْمِ، وَيَقْرَأُ بِهِ المُسْلِمُونَ القُرْآنَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا !
وَلَمَّا حَاصَرَ الخَوَارِجُ عُثْمَانَ t فِي الدَّارِ , فمَا تَخَلَّتْ عَنْهُ الأَنْصَار فجاءوا يَقْدُمُهُمْ فَقِيهُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ t فَقَالَ لِعُثْمَانَ t : «هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ، يَقُولُونَ : إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا للهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عُثْمَانُ : أَمَّا الْقِتَالُ فَلاَ »
وَمِنْ أَشْهَرِ طُلاَّبِهِ الذينَ أخَذُوا عنهُ العِلْمَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما , الَّذِي قَالَ فِيهِ : «لَقَدْ عَلِمَ الْمُحَفِّظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ»
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «شَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دُلِّيَ فِي قَبْرِهِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ ذَهَابُ الْعِلْمِ، فَهَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ ، وَاللهِ لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ»
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ t حِينَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : «الْيَوْمَ مَاتَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفًا».
فَرَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْ زَيْدٍ وَأَرْضَاهُ، وَجَعَلَ جَنَّةَ الفِرْدَوْسِ مَأَوَاهُ، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْتَحْضِرَ أَبْنَاءُ المُسْلِمِينَ وَبَنَاتُهُمْ وخصوصاً ونحن فِي بِدَايَةِ عَامِ دِّرَاسِيِّ جَدِيدِ سِيَرَ شَبَابِ الصَّحَابَةِ وَفَتَيَاتِهِمْ ، وَأَنْ تُقْرَأَ عَلَيْهِمْ أَخْبَارُهُمْ ، وَأَنْ يَدْرُسُوا اهْتِمَامَاتِهم، ذَلِكَ الجِيلِ المُبَارَكُ مِنَ الشَّبَابِ الَّذِي تَرَبَّى عَلَى عَيْنِ النُّبُوَّةِ ، وَعَاشَ فَتْرَةَ الوَحْيِ، وَحَقَّقَ لِلْإِسْلامِ فِي سَنَوَاتٍ قَلاَئِلَ مِنَ التَّقَدُّمِ وَالازْدِهَارِ وَفَتْحِ البُلْدَانِ مَا عَجَزَتْ عَنْهُ أَقْوَى الدُّوَلِ وَأَشْهَرُ الفَاتِحِينَ وَالمُحَارِبِينَ فِي القَدِيمِ وَالحَدِيثِ .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأذل اليهود والصليبين والشيوعيين والباطنيين وجميع الزنادقة والملحدين. وآمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداه مهتدين. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
[/size]
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
مواضيع مماثلة
» ما القول الراجح في خطبة العيدين ، هل هي خطبة أم خطبتين ؟ وما الدليل على ذلك ؟.
» كِتَابُ الطَّهَارَةِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ
» الصحابي معاذبن جبل ـ رضى الله عنه
» الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن عفَّان,
» ]وقفة مع الصحابي الجليل البراء بن مالك
» كِتَابُ الطَّهَارَةِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ
» الصحابي معاذبن جبل ـ رضى الله عنه
» الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن عفَّان,
» ]وقفة مع الصحابي الجليل البراء بن مالك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin
» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin
» الماعون تفسير السعدى
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin
» سوره الماعون
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin
» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin