مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ

ْإسلًامى يَجمَعُ أَهلَ العلم والمَعرفة وطالبى العلم الشرعى لاهل السنه والجماعه
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  محمدشوقىمحمدشوقى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول      
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
سحابة الكلمات الدلالية
السنة سورة رمضان 06 د_خالد_عماره العالم منقول ماذا تفسير الملك توثيق محمد الحديث أحمد الكتاب ثابت خطبة البسمله موزلى أبناء_يسوع_يدخلون_دين_المسيح رواية 0 تدوين فائدة_لغوية حديث الاسلام
المواضيع الأخيرة
» تدبر آيه كريمه
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالخميس 10 أغسطس 2023, 4:11 am من طرف Admin

» السبي في الكتاب المقدس
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:31 pm من طرف Admin

» سؤالات مهمه
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:27 pm من طرف Admin

» الأضحية،، شروطها
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالثلاثاء 06 يونيو 2023, 1:51 pm من طرف Admin

» نماذج اليوم من امتحان أعضاء المقارئ،، 14/5/2023
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالأحد 14 مايو 2023, 4:45 pm من طرف Admin

» ليلة القدر،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالأربعاء 12 أبريل 2023, 10:44 pm من طرف Admin

» غزوة بدر الكبري،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:09 am من طرف Admin

» فتح مكه،،
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:08 am من طرف Admin

» كيف تستعد لرمضان
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالأحد 02 أبريل 2023, 10:15 am من طرف Admin

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

 

 من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 7484
نقاط : 25526
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 51
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Empty
مُساهمةموضوع: من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 5   من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك  5 Emptyالثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 6:16 am

ومن سورة البقرة ، وتحديدا من آية الكرسي وما تلاها :

فمن قوله تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

قوله تعالى : (الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) :
حصر بأقوى أساليبه : النفي والاستثناء ، فخبر : "لا" محذوف تقديره : بحق ، و الضمير : "هو" بدل من الضمير المستكن في الخبر ، فإن قيل : هو اسم جامد ، فالجواب : أنه يتحمل الضمير من جهة كونه مؤولا بالمشتق ، فتقدير الكلام : لا إله مستحق للعبادة إلا هو ، فـــ : "مستحق" : اسم فاعل ، وهو : اسم وصف يتحمل الضمير ، وإن كان تحمله أضعف من تحمل الفعل ، لأنه فرع عليه ، بدليل أنه لا يتغير مع المتكلم أو المخاطب أو الغائب ، فضمير اسم الوصف : "كريم" في قولك : أنا كريم ، و : أنت كريم ، و : هو كريم تقديره واحد : "هو" ، بخلاف : أشرب الماء فتقديره : "أنا" ، و تشرب الماء فتقديره : "أنت" ، و: يشرب الماء فتقديره : "هو" ، وقد تقرر أن الفرع أضعف من الأصل في العمل .

قوله تعالى : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) :
"أل" : جنسية تستغرق جنس ما دخلت عليه ، فله من الحياة أكملها ، حياة : أزلية أبدية لا يعتريها نقص من نصب أو مرض أو موت ، وله من القيومية أكملها ، فهو القائم بنفسه ، المقيم لغيره ، القائم عليه إيجادا وإعدادا وإمدادا وإحصاء ، فيخلق من عدم ، وييسر إلى : يسرى منجية أو عسرى مهلكة ، ويرزق ويحصي الأقوال والأعمال ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه .

يقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :
"فالْحَيُّ الَّذِي الْحَيَاةُ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ اللَّازِمَةِ لَهَا ، هُوَ الَّذِي وَهَبَ الْمَخْلُوقَ تِلْكَ الْحَيَاةَ الدَّائِمَةَ ، فَهِيَ دَائِمَةٌ بِإِدَامَةِ اللَّهِ لَهَا ، لَا أَنَّ الدَّوَامَ وَصْفٌ لَازِمٌ لَهَا لِذَاتِهَا ، بِخِلَافِ حَيَاةِ الرَّبِّ تَعَالَى . وَكَذَلِكَ سَائِرُ صِفَاتِهِ ، فَصِفَاتُ الْخَالِقِ كَمَا يَلِيقُ بِهِ ، وَصِفَاتُ الْمَخْلُوقِ كَمَا يَلِيقُ بِهِ ، (فالله عز وجل : الحي بنفسه المحيي لغيره) ................... فَعَلَى هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ ، (أي : الحي القيوم) ، مَدَارُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كُلِّهَا ، وَإِلَيْهِمَا تَرْجِعُ مَعَانِيهَا . فَإِنَّ الْحَيَاةَ مُسْتَلْزِمَةٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ ، ولَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا صِفَةٌ مِنْهَا إِلَّا لِضَعْفِ الْحَيَاةِ ، فَإِذَا كَانَتْ حَيَاتُهُ - تَعَالَى - أَكْمَلَ حَيَاةٍ وَأَتَمَّهَا ، اسْتَلْزَمَ إِثْبَاتُهَا إِثْبَاتَ كُلِّ كَمَالٍ يُضَادُّ نَفْيُهُ كَمَالَ الْحَيَاةِ . وَأَمَّا "الْقَيُّومُ" فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ كَمَالَ غِنَاهُ وَكَمَالَ قُدْرَتِهِ ، فَإِنَّهُ القائم بِنَفْسِهِ ، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى غَيْرِهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الْمُقِيمُ لِغَيْرِهِ ، فَلَا قِيَامَ لِغَيْرِهِ إِلَّا بِإِقَامَتِهِ . فَانْتَظَمَ هَذَانِ الِاسْمَانِ صِفَاتِ الْكَمَالِ أَتَمَّ انْتِظَامٍ" . اهــ بتصرف .


قوله تعالى : (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) :
سنة و نوم : نكرتان في سياق النفي فتفيدان : العموم ، فلا تأخذه أي سنة أو نوم ، وترتيب : السنة فالنوم ، إنما هو لمراعاة الترتيب الوجودي ، فوجود السنة متقدم على وجود النوم .
يقول أبو السعود رحمه الله : "فلا سبيلَ إلى حمل النظم الكريمِ على طريقة المبالغةِ والترقي بناءً على أن القادرَ على دفع السِنة قد لا يقدرُ على دفع النوم القويِّ كما في قولك : فلانٌ يقِظٌ لا تغلِبُه سِنةٌ ولا نوم وإنما تأخيرُ النوم للمحافظة على ترتيب الوجودِ الخارجي ، وتوسيطُ كلمةِ لا للتنصيص على شمول النفي لكلَ منهما كما في قوله عز وجل : { وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً }" . اهــ

قوله تعالى : (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) :
تقديم ما حقه التأخير فيفيد : الحصر والتوكيد ، واللام في : "له" تفيد الملكية والاستحقاق ، و "ما" : نص في عموم الملكية فهو ، عز وجل ، مالك الأعيان والأوصاف ، المتصرف فيها : إيجادا وإعداما ، ورفعا وخفضا ، وإيتاء ونزعا ............. ، وفي التنزيل : (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) .

قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) :
استفهام إنكاري إبطالي ، فلا أحد يملك الشفاعة إلا بإذن الله ، عز وجل ، ورضاه عن المشفوع له ، فلا شفاعة إلا لأهل التوحيد ، وإن دخلوا النار ابتداء .
وإذن الله عز وجل :
كوني : فيأذن بالحوادث الكونية ، مصداق قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) .
وشرعي : كالإذن بجماع الحليلة بكلمة الله ، مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله) ، والإذن بالإفطار بغروب شمس يوم الصيام والإذن بمباشرة النساء في ليل رمضان ........ إلخ .

قوله تعالى : (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) :
عموم آخر كعموم : (له ما في السماوات وما في الأرض) ، وتكرار الموصول "ما" : إمعان في إثبات عموم علمه المحيط بكل الكائنات .


قوله تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) :
عموم مؤكد بوروده في سياق النفي ، وزيادة الباء في : "بشيء" ، وقد خص بالاستثناء : "إلا بما شاء" ، فيطلع من شاء من رسله على ما شاء من غيبه ، مصداق قوله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) ، ولا يعلم الغيب المطلق إلا هو ، مصداق قوله تعالى : (قلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، وقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .

يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
"ومنها ، (أي : من صيغ العموم) : الفعل المضارع المنفي من جهة كون النفي ، عند التحقيق ، متسلطا على مصدر الفعل كما في : قوله تعالى : (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) . فقوله : يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة :
المصدر اسم ما سوى الزمان من * * مدلولي الفعل كأمْنٍ مِنْ أَمِن
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن (مصدر وزمن ونسبة) ، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا . فـ (يحيطون) تكمن في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون معه كالنكرة المبنية على الفتح ، (أي : التي دخلت عليها "لا" النافية للجنس فتبنى على ما تنصب به ، وهو الفتح) ، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض ، فينفي جنس أنواع الإحاطة بكيفيتها" . اهـــ بتصرف .

فصار العموم حاصلا في العامل : "يحيطون" ، و : المعمول : "بشيء" من جهة : وقوعه في حيز النفي وزيادة الباء ، فآل المعنى إلى : ولا يحيطون أي إحاطة بأي شيء من علمه ، أو : ولا إحاطة لهم بأي شيء من علمه ، فتكون النكرة : "إحاطة" : اسم لا النافية للجنس ، وهي نص في نفي عموم ما دخلت عليه .

واختلف في عائد الضمير في : "علمه" : هل يعود على الله ، عز وجل ، فلا يحيطون بشيء من علم ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله إلا بما شاء ، أو : يعود على علم الله ، عز وجل ، فلا يحيطون بشيء من علمه ، وهو يعم علم ذاته القدسية وما سواها مما تعلق بخلقه ، فيكون المعنى الثاني كليا للمعنى الأول ، فهو يشمله وزيادة ، ولا إشكال في اختياره ، بل هو الأولى ، لأن فيه زيادة معنى ، والله أعلم .

قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) :
الكرسي : مشتق من التكريس ، وهو : الجمع ، فهو معنى كلي يدل على مطلق الجمع ، فإذا ما ورد عليه التقييد ، كان تبعا لقيده ، فالكرسي المعهود لدينا : مجموع من أعواد ، والكراسة : مجموعة من أوراق ............. إلخ ، وسمي العلماء : كراسي العلم لأنهم جامعوه ، ولا يعلم كنه كرسي الله ، عز وجل ، الذي هو موضع القدمين إلا هو ، وإن كان العقل يدرك معناه ، ولا إشكال في إثبات المعنى ، لأن إثباته لا يقتضي تشبيها ، لكونه أمرا عقليا لا وجود له خارج الذهن ، فمن قاسه على الكرسي المخلوق فقد خلط من جهة أن الإثبات في هذا الباب : إثبات وجود لا كيفية ، وإثبات المعنى الكلي كاف في إثبات الوجود ، الذي لا يعلم كنهه إلا الله ، عز وجل ، كما سبق ، فلا يُتَعَدى إلى إثبات الكيفية بتقييد هذا المعنى الكلي بقياسه قياس تمثيل أو شمول على كراسي المخلوقين ، فذلك قياس فاسد الاعتبار من جهة : قياس الغائب على الشاهد ، وقياس الخالق الذي ليس كمثله شيء على المخلوق الذي يشبه غيره ، وهذا أصل مطرد في باب الصفات ، فالمعنى الكلي المطلق هو المراد في الإثبات ، والمعنى المقيد بآحاد المخلوقين هو المراد في النفي .

قوله تعالى : (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) :
نفي يفيد العموم ، كنفي : (ولا يحيطون بشيء) ، وتقدم كلام الشيخ الشنقيطي ، رحمه الله ، عليه ، فالمعنى : ولا ثقل عليه ، أي ثقل ، من حفظ السماوات والأرض .

قوله تعالى : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) :
حصر بتعريف الجزأين : "هو" و "العلي" ، و "أل" في : "العلي" : جنسية تفيد استغراق كل أنواع العلو : علو القهر وعلو الذات وعلو الشأن ، أو : علو الذات وعلو الصفات ، وكذا : "أل" في "العظيم" : تستغرق كل أنواع العظمة .

فاشتملت هذه الآية على تقرير التوحيد الخبري : أسماء وصفاتا ، وربوبية ، بما لا مزيد عليه ، ولذلك كانت تلك الآية : أعظم آي الكتاب العزيز ، إذ اشتملت على جملة من أوصاف العزيز ، تبارك وتعالى ، لم يرد مثلها في آية أخرى .

*****

وإلى الشق الثاني من ثنائية : الرب الإله : شق التوحيد العملي ، المقصود لذاته ، إذ يقول الله ، عز وجل ، بعدها :
(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) :
فالنفي قد تسلط على المصدر النكرة : "إكراه" فأفاد نفي جنس الإكراه في الدين ، فلا يكره أحد على الخروج من دينه ، ولو كان باطلا ، ولا يكره أحد على الدخول في دين الإسلام ، وما أغنى الله ، عز وجل ، عن خلقه ، فهدايتهم لأنفسهم وضلالهم عليها ، وفي التنزيل : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ، فأكد بــ : "كلهم" و "جميعا" إمعانا في بيان طلاقة المشيئة الإلهية ، وفي الكلام محذوف تقديره : ولكنه لم يشأ ذلك كونا ، وإن أراده شرعا ، لحكمة جليلة إذ ترتب على عدم إيمانهم من المصالح ما لم يكن ليقع لولا ذلك ، فلولا نقيصة الكفر لما ظهرت فضيلة الإيمان ، ولولا تسلط أهل الباطل على أهل الحق لما استخرجت عبوديات الصبر والدعاء والجهاد ، فلولا تسلطهم لما خط قلم دفاعا عن الشرعة ولما جرد سيف ذبا عن أركان الملة ، فالله ، عز وجل : قدير : قدر إبمان المؤمن فضلا ، وكفر الكافر عدلا ، حكيم يحكم الأمور ويقضي فيها ، فلا يعطي الإيمان و لا يمنعه إلا لحكمة ، فالجمع بين وصفي : القدرة والحكمة : أصل يفزع إليه في مثل هذه المضائق . فمن غلب جانب القدرة فهو صائر إلى قول الجبر ، ومن غلب جانب الحكمة فهو صائر إلى نفي القدر ، ومن جمع بينهما فهو السعيد الذي جمع الحق من أطرافه .
والاستفهام في قوله تعالى : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) : استفهام إنكاري إبطالي لما بعده إذ لم يقع ، ولكن لما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حريصا ، كل الحرص ، على هداية قومه ، حتى كلف نفسه في سبيل ذلك من المشقة ما كلف ، عاتبه ربه ، عز وجل ، ترفقا ورحمة به ، وفي التنزيل : (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) ، أي : قاتل نفسك جزعا وحزنا على عدم إيمانهم .

ولا يرد على ذلك قتل المرتد ، فإنه لم يكره على الدخول في الإسلام ، وإنما رغب عنه بعد قبوله ، فكان قتله من باب درء المفسدة ، إذ هو فتنة لضعاف الإيمان ، فلسان حاله : التشنيع على الملة بالبطلان ، فكان قتله من باب : "دفع الصائل" ، فهو صائل معتد على الأديان ، فخطره أعظم من خطر الصائل على الأبدان ، فتعارضت مصلحة حفظ الدين مع مصلحة حفظ روحه من الإزهاق ، فترجح قتله إذ بقاؤه إضرار بالملة : الغاية العظمى والضرورة القصوى ، أولى ضرورات الشرعة المطهرة ، فضلا عن كونه هو من نادى على نفسه بالخسران ، فأحل دمه بترك الدين ومفارقة الجماعة ، فلم تعد نفسه محترمة لتصان ، وهذا أمر مشاهد حتى في الأنظمة الوضعية التي تحاكم الخارجين عليها بتهمة : الخيانة العظمى ، إذا خرجت عن أمرها وسلكت غير طريقها ، مع كونها أنظمة أرضية لا مستند لها من وحي السماء ، فكيف بدين الإسلام النازل من عند الرحمن المؤيد بالحجة والبرهان ؟!!! .

وقد قتل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمثال عبد الله بن خطل لما ارتد عن دين الإسلام ولم يشفع له تعلقه بأستار الكعبة إذ خان الله ورسوله . وفي المقابل أقر الكفار الأصليين من يهود ونصارى ومجوس على أديانهم نظير الجزية ، فلم يقتلهم لردهم دعوته ابتداء ، إذ : لا إكراه في الدخول في دين الإسلام ، فالله ، عز وجل ، غني عن صور لا قلوب لها ، فمن آمن فلنفسه ، ومن كفر فعليها ، وفي التنزيل : (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) ، ففي الشرط إمعان في التحدي ببيان غنى الله ، عز وجل ، عن خلقه ، وقد ختمت الآية بتوكيد يقتضيه المقام ، فأكد وصف الغنى ووصف الحمد بـــ : "إن" ، واللام المزحلقة التي اتصلت بالخبر "لغني" ، واسمية الجملة ، والتذييل بهذين الاسمين الكريمين مؤكدين بما سبق ، يناسب مقام إظهار استغناء الله ، عز وجل ، وفي حديث أبي ذر ، رضي الله عنه ، مرفوعا : (يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) ، ففي الشرط الأول : ترغيب يستلزم حمد الله ، عز وجل ، بحصول الهداية ، وفي الشرط الثاني : ترهيب يستلزم لوم النفس بحصول الغواية .


ولو كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممن يكره الناس على طريقته لقبل دعوة قريش إلى تمليكه أمرها ، ثم حملها بسلطان ملكه على انتحال ملته ، ولكنه لم يكن يسعى لتعبيد الأبدان ، وإنما كان همه تعبيد القلوب لبارئها ، فما جدوى أبدان تظهر الطاعة والانقياد وتضمر التمرد والعصيان ؟!! .

"قد تبين": تحقيقا .

"الرشد من الغي" : أي جنس الرشد من جنس الغي ، فـــ : "أل" : جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه ، فقد تبين جنس الرشد تفصيلا ، ببيان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكل أمور الدين : علما وعملا ، أصلا وفرعا ، خبرا وأمرا ، عقائد وشرائع ، وفي المقابل بين الوحي المنزل جنس الغي تفصيلا ، لئلا يتلبس السائر إلى الله ، عز وجل ، بشيء منه ، وفي التنزيل : (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) ، ومعرفة سبيل المجرمين : أصل في اجتنابها ، من باب :
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكنْ لتوقِّيه ** ومن لا يعرِفِ الشرَّ من الناس يقَعْ فيهِ
وإنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية كما أثر عن عمر رضي الله عنه .

"فمن يكفر بالطاغوت" : تخلية قبل التحلية ، كما يقول أهل الطريق ، وإن عنى بعضهم بذلك معان فاسدة ، ولكن أصل ذلك صحيح ، فقبل الإيمان : الكفر ، أو كما يقول بعضهم : أول الإيمان كفر !!!! ، فأول الإيمان بالله ، كفر بالطاغوت ، إذ : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، والكفر بالطاغوت من لوازم بيان الغي ، فكأنه قد جاوره في السياق : مسارعة في البيان ، فإن معرفة الضار لاجتنابه أمر تتشوف إليه كل نفس ، فالبشر قد فطروا على استجلاب ما ينفعهم واستدفاع ما يضرهم ، وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك فبعضهم يرى الضار نافعا فيسعى في تحصيله ، كمن يقدم اللذة العاجلة ، ولو بشهوة محرمة ، على اللذة الباقية ، فيصيبه من الألم والحسرة العاجلة ما ينغص عليه حياته فضلا عما خسره من اللذة الآجلة التي لا تعدلها لذة ، وبعضهم يرى النافع ضارا فيسعى في رده وحربه ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، على طريقة : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ، وإنما أتي من قبل جهله ، فرأى الحق باطلا والباطل حقا . فعلى هذا يكون في الكلام لف ونشر غير مرتب ، إذ ذكر الرشد فالغي ، فكان الترتيب يقتضي بيان لازم الرشد أولا ، ولكنه قدم بيان لازم الغي لما تقدم من مشروعية دفع الضار قبل تحصيل النافع ، ثم ثنى ببيان لازم الرشد ، فبعد التخلية من أوضار الكفر تأتي التحلية بنور الإيمان .

وفي التعقيب بجملة : "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ" : بيان بعد إجمال ، فقد تشوفت النفس إلى معرفة كنه الرشد والغي ، فتولد في الذهن سؤال عن حقيقتهما ، فجاء الجواب إرواء للغليل ، إذ حاجة النفس إلى معرفة سبيل النجاة لا تعدلها حاجة ، فبها تحصل الطمأنينة المفقودة ، وتستجلب السكينة وتستدفع الهموم والأحزان ، وذلك مطلوب كل العقلاء كما أشار إلى ذلك طبيب النفوس : ابن حزم الأندلسي رحمه الله .


"فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" : توكيد بـــ : "قد" التحقيقية ، والزيادة في مبنى الفعل : "استمسك" ، فهي تدل على الزيادة في المعنى ، فدلالة الفعل : "استمسك" : على معنى : "الإمساك" آكد من دلالة الفعل "مسك" عليه .
وفي التنزيل : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، فالوحي أحق ما استمسك به وعض عليه بالنواجذ والأنياب ، وحسن الفصل في الآية لشبه كمال الاتصال بين شقيها ، فالسياق يستلزم سؤالا محذوفا عن سر ذلك الاستمساك ، تقديره : ولم أستمسك به ؟ ، فيجيء الجواب مصدرا بـــ : "إن" التي تتضمن معنى العلية : "إنك على صراط مستقيم" ، فعلة ذلك الأمر : أنه الصراط المستقيم الذي يلزم العبد السير عليه في الدنيا حتى يجتاز صراط الآخرة إلى النعيم السرمدي .


"لَا انْفِصَامَ لَهَا" : توكيد لاستيثاقها ، فالأول : إثبات ، والثاني : نفي للضد ، وفي ذلك من التوكيد ما فيه ، وفي الإتيان بالوصف المضاد : طباق يزيد المعنى بيانا إذ بضدها تتميز الأشياء ، وفي نفي الانفصام : نفي للانقصام من باب أولى ، إذ الفصم أدنى من القصم ، فإن إمكان الاتصال بعد الانفصال في الأول وارد بخلاف الثاني فهو انفصال لا اتصال بعده ، ونفي الأدنى يستلزم نفى الأعلى .

"وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" : تذييل يناسب المقام فهو سميع لما تظهره ألسنتكم من الأقوال ، عليم بما تبطنه قلوبكم من النوايا .

وفي الشرط الخبري معنى الإنشاء الطلبي : أمرا بالإيمان ونهيا عن الكفران ,
وكل ذلك يصب في قناة تقرير : التوحيد العملي الطلبي الشق الثاني من شقي الثنائية الإيمانية : ثنائية الرب الإله .

*****
وبعدها مزيد تقرير لقضية الألوهية في قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) :
ففي : "الله ولي الذين آمنوا" :
توكيد بتعريف الجزأين : لفظ الجلالة : "الله" والمضاف إلى الموصول : "ولي الذين آمنوا" ، وفي الإتيان بالموصول تعليق لحكم الخبر على المعنى الذي اشتقت منه جملة الصلة ، وهو : "الإيمان" ، ففيه نوع بيان بعد إجمال الموصول يزيد النفس تشوفا إلى معرفة الوصف الذي علق عليه حكم الولاية الإلهية : ولاية النصرة والتأييد ، ففي الخبر حض على التزام الوصف رجاء تحقق الحكم ، وذلك أيضا من مقتضيات التوحيد العملي مراد الرب ، جل وعلا ، من عباده .

"يخرجهم من الظلمات إلى النور" :
في الإتيان بالمضارع دلالة على التجدد والاستمرار ، فالله ، عز وجل ، متول عباده المؤمنين في كل أحيانهم وأحوالهم : في السراء والضراء ، في السعة والضيق ، في الرخاء والشدة ، في المنشط والمكره ، في الفرح والحزن ........... إلخ .
وفي الإتيان بالخبر جملة : توكيد بتكرار ذكر الفاعل ، فقد تقدم ذكر الفاعل المعنوي : المبتدأ : لفظ الجلالة :"الله" ، ثم أضمر الفاعل اللفظي : الضمير المستتر في : "يخرجهم" فأكد بالذكر مظهرا وبالحذف مقدرا .

"من الظلمات" : جمع الظلمات لتعدد طرقها وتشعبها ، وفيها استعارة تصريحية أصلية ، إذ شبه طرق الكفر بالظلمات ، وحذف المشبه ، وأقام المشبه به مقامه ، وقد جرت الاستعارة في الاسم الجامد "الظلمات" فكانت أصلية من هذا الوجه .

إلى النور : وحد لكون طريق الحق واحدا ، وفيه ، أيضا ، استعارة تصريحية أصلية ، إذ شبه طريق الإيمان بالنور ، وحذف المشبه ، وأقام المشبه به مقامه ، وقد جرت الاستعارة في الاسم الجامد "النور" فكانت أصلية من هذا الوجه .

وفي استعارة الظلمة والنور الحسيين للظلمة والنور المعنويين حسن بيان وتقريب إلى الأذهان .

وفي المقابل :
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ" : ففيه من القصر أيضا : تعريف الجزأين في مقابل تعريف الجزأين في : "الله ولي الذين آمنوا" .

وكذلك في قوله تعالى : يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ : مقابلة لجملة : "يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" ، وكما يقال دوما في المقابلة : بضدها تتميز الأشياء ، وببيان قبح الكفران يظهر حسن الإيمان .

"أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" :
إشارة بالبعيد تحقيرا لشأنهم ، وفي السياق توكيد بـــ : تعريف الجزأين ، والضمير : "هم" ، وتقديم الجار والمجرور "فيها" دلالة على تمكن معنى الخلود في النار .

وفي هذين الخبرين : معنى الطلب بالامتثال أمرا في خبر الوعد بالولاية الربانية ، ومعنى الطلب بالامتثال نهيا في خبر الوعيد بالنار الأبدية .

وذلك مما يحمل العبد على تحقيق الشق الثاني من الثنائية الخالدة : شق الألوهية قطب رحى النجاة والسعادة في الدارين .

وللشيخ محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله ، تعليق لطيف على آية الكرسي في "شرح العقيدة الواسطية" ، استفدت منه ، ولله الحمد والمنة ، في هذه المداخلة . فليراجعه إخواني ، غير مأمورين ، فإن فيه فوائد جمة .


والله أعلى وأعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qqqq.forumegypt.net
 
من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 2
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 3
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 4
» من بلاغة القرآن في إثبات الوحدانية ونفي الشرك 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ :: اللغه العربيه وءادابها-
انتقل الى: