كيفية معرفة المهدي 2

من طرف **Admin** السبت 20 أبريل 2013, 11:11 pm

نعود للآيات التي تفصل لنا الصراط المستقيم.
أوضح آية في بيان تفصيل الصراط المستقيم قوله سبحانه (قُلْ
إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فمن هنا يتبين أن ملة إبراهيم هي الصراط المستقيم.
وهنا تبرز عدة أسئلة :
1- ما معنى ملة؟
2- لماذا نسبت لإبراهيم دون غيره؟
3- ما هي أجزاء الملة؟

معنى الملة
الملة هي العقيدة
والدين يشمل الملة والشريعة
فالملة لا تتغير بتغير الأمم فملة محمد هي ملة إبراهيم هي ملة موسى وعيسى وسائر الأنبياء فذكر الله عن يوسف قوله (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) فلم يقل ملل بل ملة آبائي فالملة ثابتة لا تتغير بتغير المنسوبة إليه.
أما الشريعة فتتغير بتغير الأمم فأمتنا لها صلاتها وصيامها وزكاتها التي
تختلف فيها عمن سبقها من الأمم كذلك الحلال والحرام من عبادات ومعاملات قال
سبحانه (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) فمن الأمم التي شدد عليها اليهود قال سبحانه (وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ
وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ
ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) وأما عيسى عليه الصلاة والسلام فقد جاء بالتخفيف (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ)
فكل أمة كانت لها الشرائع التي تناسبها حتى بعث الله نبيه الخاتم بالشريعة
المهيمنة والناسخة لما قبلها إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.

لماذا نسبت الملة لإبراهيم دون غيره؟
لقد اختار الله عز وجل إبراهيم دون غيره من الأنبياء لتنسب الملة له. وفي ذلك أسباب وحكم كثيرة.
قال سبحانه (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ
بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فالذي ابتلى الله به إبراهيم هو أجزاء الملة وأولها الإسلام فقال سبحانه (فَبَشَّرْنَاهُ
بِغُلَامٍ حَلِيمٍ. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ. وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ. سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
وإذا نظرنا لهذا الأمر الذي أمر الله به إبراهيم لوجدناه في غاية الصعوبة لأسباب:
1- رزق الله إبراهيم إسماعيل على كبر من هاجر وكانت زوجته سارة لا تنجب.
2- لم يتمتع بقربه بل أمره ربه أن يتركه هو وأمه عند البيت الحرام وهو رضيع.
3- كان إبنه الوحيد في ذلك الوقت.
4- أمره أن يذبحه بنفسه.
فلذلك كان بلاءا مبينا كما قال ربنا سبحانه ومع ذلك استسلم إبراهيم
وإسماعيل لأمر ربهما فشكر الله لهما فعلهما وفدى إسماعيل وجعل إبراهيم
إماما للناس إلى يوم القيامة ووعده أن يجعل من ذريته الصالحين أئمة كذلك.
فلذلك إختار الله عز وجل إبراهيم لتنسب الملة إليه
ومن حكم وأسباب نسبة الملة لإبراهيم كذلك:
1- أن قصصه الثابت يبين كل أجزاء الملة
2- أنه الذي بنى الكعبة وسائر المناسك متعلقة به، والحج والعمرة ما هما إلا بيان عملي لاجزاء الملة كما سنرى
3- أن اليهود والنصارى والمشركين وكذلك الفرق كلها تعترف بفضل إبراهيم وعلو منزلته.
4- أنه بريء من كل تلك الفرق لأنها ما جاءت إلا من بعده فأصبح يمثل المعين الصافي الذي لم يصبه الأهواء. (يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ
التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ.
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ
تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا
نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ)
ولا يمكن للفرق المختلفة أن تدعى أنها على ملته إلا بمطابقة أفعالهم مع
أفعاله – حيث إن الملة عبارة عن أفعال- فإن تطابقت فلهم الحق ولن يتطابق
الإسلام مع الشرك أبدا. وذلك موجود حتى في إنجيل النصارى الذي يتداولوه
اليوم < قال لهم يسوع لو كنتم اولاد ابراهيم
لكنتم تعملون اعمال ابراهيم. ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد
كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. > إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد 39-40
ففي هذا النص الذي ينسب للإنجيل يبين أن المسيح حجّ اليهود بقوله لو كنتم
أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم. فعند مطابقة أفعالهم مع أفعال
إبراهيم الثابتة عنه لن تتطابق فلا يحق لهم أن يدّعوا انهم منه وأنهم على
ملته. بل وأكد المسيح حقيقته جلية بانه إنسان يكلمهم بالوحي الذي يأتيه من
الله. وهذا هو قول المسلمين في عيسى عليه السلام.

ما هي أجزاء ملة إبراهيم؟
يمكن معرفة أجزاء الملة من القرآن والسنة عموما
أما أوضح الأشياء التي تبينها تفصيليا:
1- مناسك الحج والعمرة.
2- قصص القرآن حول إبراهيم عليه السلام
3- بعض الأحاديث التي تبين قصص إبرهيم.

هذه الأشياء الثلاثة السابقة سنعتمد عليها لمعرفة ملة إبراهيم تفصيليا
بالنسبة لمناسك الحج والعمرة عموما قال الله في شانها:
(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ
لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ.
فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ
آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ)
يامر الله سبحانه نبيه ويأمرنا من بعده أن نقول صدق الله. أي صدق الله في
ما أمر به وشرعه لنبيه فإن هذا الأمر هو ما شرعه لكل الأمم السابقة وهو
إقامة الدين واتباع ملة إبراهيم وعدم التفرق. وأكد على ذلك بامره لهم
باتباع ملة إبراهيم التي هي الطريق المستقيم. ونفى عن إبراهيم أن يكون من
المشركين الذين ينسبون أنفسهم إليه في كل زمان.
ثم بين كيف نستدل ونعرف هذه الملة فقال: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ.) فبين
سبحانه انه وضع الكعبة هدى للعالمين. إذا كيف يكون هذا البيت والمناسك
التي هي حجارة هدى للعالمين؟؟ جاءت الإجابة في الآية التالية (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) أي فيه علامات ورموز واضحات تهدي العالمين لملة إبراهيم. وملخصها مقام إبراهيم.
ومقام إبراهيم هو عبارة عن آثر قدمي إبراهيم عليه السلام محفورة في حجر.
وقد امر الله باتخاذه مصلى.
فما دلالة المقام والصلاة خلفه؟
دلالته هي أن تقتفي أثره وتجعله إماما لك فتتبع ملته.
وبقية المناسك تبين تفاصيل الملة.
وأمور الملة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه الشهير الموجود في كل كتب السنة تقريبا وعلى رأسها البخاري ومسلم.
وهو دعائه بعمله الصالح عن ابْن عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ
النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ
قَالَ « اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ ، لَكَ مُلْكُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ
الْحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ،
وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَمُحَمَّدٌ - صلى الله عليه
وسلم - حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ
آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ
خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا
أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ
وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ - أَوْ لاَ إِلَهَ
غَيْرُكَ - ».
هناك خمسة امور ذكرها النبي
1- الإسلام والإيمان
2- التوكل
3- الإنابة
4- البراء
5- الحاكمية

هناك خمسة مناسك في الحج توافق الخمسة السالفة الذكر
1- الطواف ............................. الإسلام والإيمان
2- السعي ............................. التوكل
3- الوقوف بعرفة ..................... الإنابة
4- رمي الجمرات ..................... البراء
5- الذبح والحلق ...................... الحاكمية

سنأخذ كل جزء من اجزاء الملة ونفصله إن شاء الله

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30