*وصية أم لابنتها *
(( أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك وكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال
أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لن تعرفيه وقرين لم تألفيه فاحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا
أما الأولى والثانية فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لموقع عينيه وانفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح أما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه فان تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير 0 أما التاسعة والعاشرة فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا فانك إن خالفت أمره أوغرت صدره وان أفشيت سره لن تأمنى غدره 0 ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه إن كان فرحا ))*************************************************************الأم بدأت الأم وصيتها بتمهيد يهيئ نفس البنت لقبول النصيحة فاثنت على أدبها وامتدحت عقلها وأخبرتها أن والوصية ليست لنقص في الأدب وإنما هي تنبيه وتذكرة وإرشاد وان الزواج طبيعة وضرورة حتمية لا يمكن الاستغناء عنها ولو أن الزواج يكون لحاجة كانت أغنى الناس عن الزواج لغنى أبويها كما بينت لها أنها على أعتاب حياة جديدة وتحتاج إلى بعض الصفات التى تضمن لها بقاء الحياة الزوجية
وقد نصحت ابنتها بعدة نصائح هي :
التجمل بالقناعة واللين والترفق مع زوجها / السمع والطاعة / العناية بحسن المظهر والتزين لزوجها فلا يراها إلا في أجمل مظاهرها / الحرص على نظافتها في نفسها وبيتها / الحرص على راحته في نومه لان القلق وقت النوم يثير الغضب / العناية بإعداد طعامه في وقته المناسب لا الجوع يثير الأعصاب / تدبير ماله بعدم التبذير / رعاية أولاده وخدمه بالإرشاد والتوجيه / عدم عصيان أوامره لان العصيان قد يملأ صدره غيظا / عدم إذاعة أسراره لان ذلك يفسد عليه خططه أو يعرضه لما يكره فيدفعه إلى الانتقام / طلبت من ابنتها مرعاة شعور زوجها فلا يصح أن تفرح أمامه وهو مهموم ولا تحزن أمامه وهو فرح بل يجب أن تشاركه وجدانيا فيما يمر به