((شرح أسماء الله الحسنى))(الحلقة الأولى)
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على خاتم الأنبياءوالمرسلين،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعــــد:
أحبابى فى الله:نبدأ اليوم يإذن الله تعالى الحلقة الأولى من شرح أسماء
الله الحسنى، والتى نتعرف من خلالها على شرح مبسط عن كل اسم من أسماء الله
الحسنى،واسمحوا لى أولاًأن نقدم بمقدمة مهمة جدا ًقبل شرح أسماء الله
الحسنى.فأقول وبالله التوفيق :
اعلم أخى فى الله :إنّ من أهم مايتضمنّه الإيمان بالله تعالى -الذي هو أول
أركان الإيمان التعرف عليه سبحانه بأسمائه وصفاته معرفة تثمر الخشية والعمل بآثارها على منهاج أهل السنة والجماعة.
وإن مما يبين أهمّيّة موضوع أسماء الله الحسنى أموراً كثيرة منها:
1-إنّ العلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأنّ
شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه، وتعالى
بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب،
وحصوله للعبد من أشرف المواهب(1).
2-إن معرفة الله تعالى تدعو إلى
محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين
سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه
في معانيها.
3-إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسني مما يزيد
الإيمان كما قال الشيّخ ابن سعدي رحمه الله: "أنّ الإيمان بأسماء الله
الحسنى، ومعرفتها يتضمّن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبيّة، وتوحيد
الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي رَوح الإيمان
وروحه(2)، وأصله وغايته فكلّما ازداد العبد معرفة بأسماء الله، وصفاته
ازداد إيمانه، وقوي يقينه.(3)
واعلم أخى:أن أسماء الله تعالى توقيفية؛ لأنها من الأمور الغيبية التي لا تُعلم إلا بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلا مجال للقياس، وإعمال العقل فيها إثباتاً أو نفياً لأن العقل لا يمكنه
إدراك ما يستحقه الله من الأسماء لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا نحصى
ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك". (أخرجه مسلم في صحيحه ).
وأخرج
البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة لا يحفظها أحد إلا
دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر"
وفي رواية: "من أحصاه دخل الجنة" وهذا الحديث متفق على صحته.
وقد وردت روايات أخرى للحديث بطرق أخرى مختلفة تزيد على الحديث السابق بذكر أسماء من أسماء الله تعالى.
المراد بقوله صلى الله عليه وسلم(من أحصاها)
اختلف العلماء في بيان المراد بالإحصاء على أقوال أظهرها والله أعلم ما
ذكره ابن القيم في (بدائع الفوائد 1/164) حيث قال: «واحصاؤها مراتب:
المرتبة الأولى: احصاء الفاظها وعدها. والثانية: فهم معانيها ومدلولها.
والثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف آية (180). وهو مرتبان: احدها: دعاء ثناء
وعبادة. والثانية: «دعاء طلب ومسألة»أ.هـ. وهذا اختيار ابن سعدي رحمه الله.
انظر الحق الواضح المبين ص22، ولمزيد بيان لهذه المسألة انظر فتح الباري
11/226.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى فانتظرونا.....
ـــــــــــــــــ
المراجع:
(1) درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/27،28)
(2) الرَوّح: الفرح. انظر: لسان العرب (2/459).
(3) وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان السعدي (1/24).