القُنوط مِن رحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله خالق الأكوان، الموجود أزلاً وأبدًا بلا مكان، والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد
عندَ الحنفيّة القُنوط مِن رحمة الله فُسّر بأنّه كُفر لأنهم فَسّروه بغَير ما يُفَسِر به بعض الشافعية، معنى القُنوط مِن رحمة الله عندَ الحنفية هو أن يعتقد الشّخص أنّ الله لا يَرحمُ أحَدًا مِن عُصاة المسلمين، مَن اعتقَد هذا كفَر أمّا على تفسير بعض الشافعيّة فالأمرُ غير ذلك، القنُوطُ عندَهم أن يكونَ الشّخصُ نظَرا لذنُوبه يجزم ويقطَع بأنّ اللهَ لا يرحمُه ألبتّة، لا يجوزُ للمسلِم مهما بلغَت ذنوبُه أن يقطَع ويجزم بأنّه لا بُدّ أن يدخلَ النار ولا يغفر اللهُ لهُ بل يقولُ إنْ شاء يغفرُ لي وإن شاءَ يُعذّبني ثم يخرجني مِن العذاب، هذا الذي يَنبغي مهما كان مُسرفًا على نفسِه في ارتِكابِ الجرائم لو كانَ قتَل ألفَ نَفسٍ ظُلمًا لا يجوزُ لهُ أن يقولَ أنا للنّار حتمًا ولا يَرحمُني الله، كيف يَحكُم على الله، الله تعالى لا يَحكُمه أحدٌ فعّالٌ لما يُريد هو قال: "إنّ الله لا يَغفرُ أن يُشرَك به ويَغفِرُ ما دُونَ ذلكَ لمن يشَاء".