[ابو بكر الصديق : في الفضائل للإمام أحمد بسند صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أتاني جبريل، فأخذ بيدي، فأراني باب الجنة التي تدخل منه أمتي، فقال أبو بكر : وددت يا رسول الله! أني معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي } .
أخرج البخاري عن أبي الدرداء قال: { كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أقبل أبي بكر آخذاً طرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فلم رآه صلى الله عليه وسلم قال: أما صاحبكم فقد غامر -معنى ذلك: أنه وقع في هول وخطر- فأقبل حتى سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله! إن كان بيني وبين عمر شيء فأسرعت إليه -أي: أخطأت عليه- ثم إني ندمت على ما كان مني، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فتبعته البقيع كله حتى تحرز بداره مني، وأقبلت إليك يا رسول الله، فيقول صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر ! يغفر الله لك يا أبا بكر !
ثم ندم عمر حين سأله أن يغفر له فلم يغفر له، فخرج يبحث عنه حتى أتى منزل أبي بكر فسأل، هل ثم أبو بكر ؟ فقالوا: لا نعلم، فعلم أنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلم عليه، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حتى أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر ما يكره، فجثا أبو بكر على ركبتيه وقال: يا رسول الله كنت أظلم، كنت أظلم، مرتين يقول: أنا أظلم له، أنا البادئ بذلك، فيقول صلى الله عليه وسلم مبيناً مكانة أبي بكر وفضل أبي بكر : إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر : صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي }.