صـــــلــــة الرحــــــم بين النصوص الشرعية والممارسات البشرية :
الأرحام المطلوب صلتهم هم الآباء والأجداد ، والأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات - وأبناؤهم .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ : أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِىَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِى مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ » وبتته : أي قطعته{ رواه أبو داود وغيره}
إذن فالواصل لرحمه إنسان موصول بالله تعالى ، يعني أن هناك صلة بينه وبين الملك سبحانه فلو أنه رفع يديه في محنة ألمت به مثلاً وقال يا رب .. فإنه سيجد ربه يقول له : لبيك عبدي . ولمَ لا فالصلة بينه وبين ربه لا تنقطع . أما قاطع رحمه فهناك قطيعة بينه وبين الله تعالى فكيف يستجيب الله له دعاءً أو يقضي له حاجة أو يقبل منه عملاً ؟؟؟
صــلة الرحـــم عبـــــــــــــــــــــــــادة :
هل أدركنا فعلاً أن صلة الرحم عبادة ترتبط بعلاقة الإنسان بربه قبل أن تكون علاقة بين البشر ؟؟
الفارق بين كونها مجرد علاقات بين البشر وبين كونها عبادة يظهر في المعاملة
فالعبادة جزاؤها يكون من الله تعالى ويفعلها الإنسان لإرضاء الله تعالى لا لإرضاء البشر ؛ فصلة الرحم من هذه الزاوية تجعل الإنسان يحسن إلى أقربائه بغض النظر عما يستحقونه من معاملة ، وبصرف النظر عن مدى تجاوبهم مع صلتي لهم ومقابلة ذلك بمعاملة سيئة ؛ فأنا أصل أرحامي لأرضي ربي عن طريقهم ، فهدفي هو إرضاء ربي سبحانه وتعالى والتعبد إليه بهذه العبادة .
- ليست صلة الرحم شيئاً هيناً ، فالناس ينظرون إليه على أنه شئ تطوعي تفضلي ، والواقع الشرعي بخلاف ذلك ؛ ويكفي لتدرك أهمية صلة الرحم في كتاب الله تعالى أن تقرأ هذه الآيات الثلاث : " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) " هذه الآيات من سورة محمد صلى الله عليه وسلم – وردت في سياق الحديث عن الجهاد ، وقد نص الله تعالى فيها صراحة على أن قاطع الرحم ملعون .