الله جل جلاله الإِلَهُ :
الإله في اللغة ، فعله أَلَهَ يألَهُ إلاهَة أي عبد ، والإله هو الله عز وجل ، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إِلهٌ عند متخذه ، والجمع آلِهَةٌ ، والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها ، ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما : ( وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) (الأعراف:127) وإلاهَتَكَ بكسر الهمزة أي وعبادتك ، وكان يقول إن فرعون كان يُعبد ، ومنه قولنا : الله ، وأصله إلاهٌ على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود ، كقولنا إمام بمعنى مؤتم به ، فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام (12) .
والإله عند السلف هو المعبود بحق ، المستحق للعبادة وحده دون غيره ، وقد قامت كلمة التوحيد في الإسلام على معني الألوهية ، قال ابن تيمية : ( لا إله إلا أنت فيه إثبات انفراده بالإلهية ، والألوهية تتضمن كمال علمه وقدرته ، ورحمته وحكمته ، ففيها إثبات إحسانه إلى العباد ، فإن الإله هو المألوه ، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد ، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزمك أن يكون هو المحبوب غاية الحب ، المخضوع له غاية الخضوع ، والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية ) (13) .
واسم الإله يختلف في معناه عن اسم الرب في كثير من النواحي ، فالرب معناه يعود إلى الانفراد بالخلق والتدبير ، أما الإله فهو المستحق للعبادة ؛ المألوه الذي تعظمه القلوب ، وتخضع له وتعبده عن محبة وتعظيم وطاعة وتسليم ، ولذلك كان التوحيد الذي أمر الله عز وجل به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية بأن يعبد الله وحده لا يشركون به شيئا ، فيكون الدين كله لله ، ولا يخاف العبد إلا الله ، ولا يدعو أحدا إلا الله ، ويكون الله أحب إليه من كل شيء ؛ فالموحدون يحبون لله ويبغضون لله ويعبدون الله ويتوكلون عليه (14) .
أما من يجعل توحيد الألوهية مقصورا على إفراد الله بالخالقية ، فقد سلك طريق المتكلمين والجهمية ، الذين جعلوا غاية توحيد الألوهية إثبات وجود الصانع بالأدلة العقيلة ، وما يجب له من الصفات المعنوية أو يجوز أو يستحيل في حقه ، وقد بين الله عز وجل أن المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ، وكانوا يعتقدون أن الله خالقهم ورازقهم ومدبر أمرهم ، كما قال سبحانه وتعالى في شأنهم : } وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون { [العنكبوت:61] ، لكنهم مع ذلك كانوا يشركون به .ختاما لكم منا التحيه تقبل الله منا ومنكم مع تحيات منتديات ملتقى الدعاه
بفهم اهل السنه والجماعه