ثانيا : الحكمة التعليمية :
الحكمة الثانية من حكم تعدد زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي الحكمة التعليمية ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يبلغ دين الله إلى جميع الناس رجالا ونساء صغارا وكبارا ، ويعلمهم ما أوجب الله عليهم من أحكام العبادات وسائر المعاملات ، ونظرا لما فطر عليه النساء المؤمنات من الحياء ، ولما اتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمو الأخلاق وعفة اللسان ، ناسب أن يتوفر عنده من نساءه أوعية للعلم ، وحملة للآداب ينقلن عنه الأحكام الخاصة بالنساء ، وما يتعلق بأحكام العشرة بين الزوجين ونحوها ، صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم فعن عائشة رضي الله عنها : أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض ، فأمرها أن تغتسل قال : صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلمخذي فرصة من مسك فتطهري بها )) ، قالت كيف أتطهر؟ قال : صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم تطهري بها )) قالت : كيف؟ قال : صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلمسبحان الله تطهري )) ، فاجتبذتها إلي فقلت : تتبعي بها أثر الدم )) . [4]
ومثل هذه الوقائع كانت تتكرر في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كانت النساء يقصدنه لطلب العلم وسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤال زوجاته أمور دينهن ودنياهن.
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا تنقل العلم والسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبلغها للنساء والرجال بواسطة زوجاتهم ، صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم فعن معاذة عن عائشة قالت: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء ، فإني أستحييهم ، وإن رسول الله كان يفعل ذلك )) [5].
ومن يستطيع أن يطلع على هذه السنن والهدى غير أهل بيته من زوجاته الطاهرات رضيّ الله عنهن.
وللمناسبة فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مدار هذين الحديثين تعد من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت متميزة بوفرة العقل وحدة الذاكرة رضي الله عنها، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما . [6]