تحقيق قصة نسج العنكبوت علي باب الغار

تحقيق قصة نسج العنكبوت والحمامتين على الغار
قصة وقوف حمامتين وحشيتين على فم غار ثور والعنكبوت التي نسجت على بابه أثناء ملاحقة كفار قريش النبي صلى اله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه هي قصة غير صحيحة 
رواها الطبري في تفسيره وعبد الرزاق في مصنفه ومن طريقه أحمد في المسند والطبراني في المعجم , من رواية  عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس
وغثمان الجزري قال فيه الامام أحمد (روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه،) انتهى
وزعم ابن حجر وابن كثير ان اسناده حسن , فقال "تاريخه" 2/239: وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.)) انتهى 
ولعل ابن كثير ظنه عثمان بن عمرو بن ساج الجزري , وجزم بذلك الهيثمي , فاعتمدا على تقوية ابن حبان له ,   ومع ذلك فان هذا الراوي أيضا قال فيه ابو حاتم ضعيف لا يحتج به 
ويشهد لهاته الرواية رواية ثانية أخرجها ابن سعد في الطبقات والبزار والطبراني والعقيلي في الضعفاء  كلهم عن عون عن أبي مصعب عن أنس وزيد بن أرقم , 
وهذا اسناد ضعيف منكر فيه مجاهيل  ,
 قال العقيلي:
" لا يتابع عليه عون، وأبو مصعب رجل مجهول ".
وقال ابن معين في عون: " لا شيء ".وقال البخاري: " منكر الحديث مجهول ".

ومما يؤكد ويؤيد ضعف هاته القصة , قوله عزوجل (وأيده بجنود لم تروها ) 
أي الملائكة فانها لا ترى , ولذلك قال البغوي في مختصره
 " وهم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته ". انتهى 
ويشهد لهذا المعنى ما رواه الطبراني في الكبير باسناد لا بأس به عن أسماء عن أبيها 
أنه رأى  رجلا مواجه الغار، فقال: يا رسول الله إنه لرائينا، قال: كلا إن الملائكة تستره الآن بأجنحتها،.....)) 
والله تعالى هو الذي صرف رؤيتهم مع شدة قربهم من الغار كما صح عن  أبي بكر رضي الله عنه ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنَا فِي الغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»