بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
عطاءات الله لاهل الايمان ووعيده للمخالفين"
صفحة 1 من اصل 1
عطاءات الله لاهل الايمان ووعيده للمخالفين"
سميت سورة مريم باسم امرأة صالحة كاملة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “كمل من النساء ثلاثاً مريم بنت عمران وخديجة رضي الله عنها وآسيا امرأة فرعون”. وقصة مريم مليئة بالخوراق والأعاجيب والفتوحات التي تستغرق نحو ثلثي آيات سورة مريم.
سورة مريم من أهم خصائصها أنها أكثر سورة في القرآن ورد فيها ذكر اسم (الرحمن) ورد 16 مرة وهذا يساعد في تدبر السورة ومعانيها من خلال تكرار كلمة فيها أو من خلال اسم السورة من خلال أسباب نزولها. فورود لفظ الرحمن فيها 16 مرة يستدعي التوقف عنده وهو أعلى معدل تكرر فيه هذا الاسم في سورة واحدة في القرآن وهو من أكثر الأسماء تكرراً في القرآن الكريم ابتداء من سورة الفاتحة (الرحمن الرحيم) لكن في سورة مريم تكرر بأعلى معدل 16 مرة تليها سورة الزخرف 7 مرات. اسم الله الرحمن يمتلئ بالرحمات وهذا ما سنجده في آيات سورة مريم. فالسورة يمكن أن نطلق عليها سورة عطاءات الله لأهل الإيمان وعقوبته لأهل الطغيان والنكران فكما أن السورة فيها عطاءات فيها أيضاً عقوبة الذين طغوا وتكبروا وأفسدوا واشركوا وكيف عاملهم الله سبحانه وتعالى أيضاً باسمه الرحمن (في الثلث الأخير من السورة).
بعض الناس تظن أن اسم الرحمن هو رحمة خالصة والحقيقة عندما نستعرض الآيات في السورة التي ورد فيها عقوبة (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾) اسم الرحمن يتكرر مع العقوبات. بعض العلماء قالوا أن اسم الله الرحمن هناك معنى جلال فيه ليس فقط هو اسم جمال بحسب تقسيم العلماء لأسماء الله الحسنى، يقسمونها أسماء جلال وأسماء جمال، أسماء الجمال مثل الرحمن، الرحيم، الودود، الغفور والتواب، الأسماء التي تأخذ بقلب الإنسان بالرجاء وهناك اسماء جلال مثل القهار، الجبار، القوي المتين، الأسماء التي فيها قوة تجعل الإنسان يرهب، فما بين الترغيب والترهيب تأملك في اسم الرحمن ستجد المعنيين.
وفي تأملنا في هذين المعنيين نجد هذه السورة تنقسم إلى هذين القسمين:
القسم الأول: عطاءات الله لأهل الإيمان (من الآية الأولى إلى الآية 58) وقبل كل عطاء نجد البطولة التي ربنا سبحانه وتعالى ذكرها لهذا النموذج من أهل الإيمان. في سورة مريم يضرب نماذج لأهل الإيمان منهم النموذج الذي سميت السورة باسمه وهي السيدة مريم وابنها سيدنا عيسى المسيح عليه السلام. كلما نقرأ نموذجاً من هذه النماذج سنجد ذكراً لبطولاتهم الإيمانية والتعبدية والأخلاقية، سنجد معاني عظيمة في إيمانهم وثباتهم وعفتهم وفي بر سيدنا ابراهيم لأبيه وهكذا وبعدها تجد عطاءات الله عز وجل وكراماته ومعجزاته التي أكرم بها هؤلاء أهل الإيمان. ولهذا تتكرر في هذا القسم من السورة ألفاظ العطاءات والهبات والرحمة وأسماء الإشارة (نُبَشِّرُكَ) البشارة، (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) الهبة التي هي عطاء من غير سبب دنيوي، سيدنا زكريا وهبه الله سبحانه وتعالى الولد مع أنه كان عجوزا وامرأته عاقرا، (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا) رحمة، سورة الرحمات سورة مريم مليئة بالرحمات والعطاءات (وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) وقول الله عز وجل (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا). وكما ذكرنا قبل الرحمات والعطاءات والهبات نجد البطولات التي عملها هؤلاء النماذج وأغلب هذه البطولات هي بطولات محرابية تعبدية إيمانية كما تبدأ قصة زكريا عليه السلام فهي بطولة تعبدية وآية من آيات حسن الظن بالله عز وجل (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾) قال بعض العلماء أن (خفيا) هنا لأن زكريا عليه السلام معتاد على الخلوة مع الله عز وجل معتاد أن يستخفي بعبادته ويكون بينه وبين ربه سرّاً ويمكن أن نتعلم من سيدنا ظكريا بأن يكون بيننا وبين ربنا سبحانه وتعالى مناجاة، حال خفي لا يعلمه إلا الله جل وعلا. (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾) وبعضهم قال خفياً لأن زكريا كان رجلاً طاعناً في السن ووهن عظمه واشتعل رأسه شيباً ويطلب من ربه أن يعطيه ذرية فكيف يطلب هذا الطلب وهو عجوز وامرأته لا تنجب فالأسباب منقطعة وبعضهم قال لو كان زكريا جهر بهذا النداء لكان أثار استغراب الناس لكنه حسن ظنه بالله عز وجل. قول سيدنا زكريا (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) وقول سيدنا ابراهيم (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) هذه جمل نجتاج أن نجعلها شعارات في حياتنا. (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) شعار ضعه أمام عينيك وأنت تدعو ربك سبحانه وتعالى، لن تشقى في حياتك وأنت تدعو الله سبحانه وتعالى وتطلب منه عز وجل (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) طه) الشقاء مرتبط بالبعد عن الله عز وجل لكن الذي يرتبط بالله عز وجل كيف يشقى؟! فبطولة سيدنا زكريا هي حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى والدعاء والتبتل فقد دعا ربه هذا الدعاء الخفي وهو قائم في المحراب يعرض حاله في بداية مناجاته لربه سبحانه وتعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) كله شعر رأسه أبيض دلالة على كبر سنّه (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾) قبل أن يطلب زكريا من لدن الله ولياً قال السبب فهو لم يكن يريد الولد لنفسه أو لأجل دنيا وإنما طلبه (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي) خفت على بني إسرائيل من بعدي فقد كنت كبيرهم وليس هناك من وريث بعدي (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي) طلب الهبة وليس العطاء لأن الهبة غير العطاء فالهبة من غير ثمن، زكريا ليس عنده أسباب يحصل بها على الولد فطلبه هبة من ربه سبحانه وتعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى) الأولاد هبة من الله سبحانه وتعالى، وكله بأمر الله عز وجل نتعلم من زكريا هذه المعاني وهذه البطولة الإيمانية. (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴿٦﴾) اجعله راضياً واجعله مرضياً وقدّم زكريا بين يديه ربه بطولات محرابية تعبدية، الملائكة نادته وهو قائم يصلي في المحراب فقال في سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى (39) آل عمران) كان في المحراب وفي سورة مريم قال (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ) ونجد كلمة المحارب تتكرر مع أنبياء بني إسرائيل، مع زكريا، مع سيدنا سليمان النبي الملك القوي (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ (13) سبأ) المحراب هو مكان العبادة، مع مريم عليها السلام (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ)، مع زكريا (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ (39) آل عمران) (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ)، داوود عليه السلام (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) ص) مع أن داوود كان ملكاً وقائداً لكنه لم ينس المحارب، مكان العبادة. إياك أن تنسى مكان العبادة. المحارب نجده واضحاً في قصص أنبياء بني إسرائيل وعُبّاد بني إسرائيل وفي قصة زكريا في هذا الجو المحرابي التعبدي تأتي البشارة والنداء من عند الله سبحانه وتعالى (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا) لم يسمى أحد قبله بيحيى. (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) كل هذا هيّن على الله سبحانه وتعالى ولا شيء يصعب عليه عز وجل (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا) تذكر ماذا كنت قبل خلقك؟ كنت نطفة من ماء مهين فخلقك الله عز وجل فلا تستعجب. هذه قصة زكريا وهذه هبة الله تعالى له وعطاؤه. وليس الوقت هنا وقت كلام وإنما وقت ذكر فقال تعالى (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أمام هذه الآية العظيمة نجد بطولات أيضاً في قصة سيدنا يحيى عليه السلام (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) بقوة وعزيمة وبأس في التعامل مع دين الله عز وجل (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) كان إنساناً حنوناً على المدعويين، على أهله. (وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هذا سيدنا يحيى عليه السلام ثم يأتي العطاء من الله سبحانه وتعالى (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا).
ثم تنتقل الآيات إلى النموذج الثالث وهو السيدة مريم عليها السلام. بطولات السيدة مريم بطولات تعبدية وإيمانية لما أرسل الله سبحانه وتعالى لها جبريل عليه السلام كانت في المحراب أيضاً، مكان العبادة لا يغفلون عن عبادة الله عز وجل ولا يقصّرون في طاعة الله عز وجل أبداً، سيدنا داوود سيأتي تفصيل قصته في سورة الأنبياء وفي سورة ص لكنه وهو يقضي بين الناس تسوروا المحراب، محرابه كان له سور لأنه كان يعتزل في عبادته فيكون قريباً من الله سبحانه وتعالى. السيدة مريم الكاملة المنذورة لله عز وجل نذرتها أمها لله (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران) رب العالمين تقبل السيدة مريم بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا، ويذكر القرآن بطولاتها التعبدية (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ (37) آل عمران) هذه الشابة الورعة التقية لا تفعل شيئاً في حياتها إلا التقرب لله عز وجل، هذه البطولات التعبدية كان فرعاً عليها في العفّة لما دخل عليها جبريل عليه السلام وفزعت منه قالت (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) نموذج في العفة، (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) قالت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) لم يمسسني ولم أك (وليس لم أكن) حذفت النون كما يقول العلماء للدلالة على الامتناع التام أنه لم يلمسها أحد لم يقترب منها أحد، هذه امرأة عفيفة شريفة لا يقترب منها أحد ومع ذلك ستبتلى ابتلاء عظيماً أنها ستوهب ولداً بغير زواج، الكل سيأتي وبني إسرائيل سيتكلمون (قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾) كلهم سيتكلمون فيها ومريم عليها السلام عنده ثقة تامة بالله عز وجل وثقة بموعود الله قلم تتكلم معهم وإنما أشارت إشارة (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ). هل من الطبيعي أن تشير إلى طفل رضيع؟! ماذا سيقول؟! لكن الثقة بالله عز وجل أشارت إليه (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) وتبدأ العطاءات من الله سبحانه وتعالى بعد هذا الابتلاء ويبدأ الفرج (وقد بدأ بالفعل قبل هذا عندما قالت مريم (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) وقري عينا كلمة فيها مودة ورحمة من الرحمن سبحانه كما قالها لأم موسى عليه السلام (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا (40) طه) الله عز وجل الودود سبحانه يتودد لعباده ويريد أن تقر أعينهم وأن يسعدوا وأن يطمئنوا وأن لا يحزنوا ولا يخافوا (وَقَرِّي عَيْنًا). تأتي الفتوحات والعطاءات وكلام سيدنا عيسى عليه السلام في المهد. ومن الفوائد هنا أن أول كلمة قالها عيسى بن مريم عليه السلام (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ) لست إلهاً ولا ابن إله وإنما عبد الله (آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾) البركة من الله سبحانه وتعالى، البطولة أن يصلي ويزكّي طوال حياته (مَا دُمْتُ حَيًّا) وليس معنى مقامي وبركتي أن أنقطع عن عبادة الله، لا، (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا). وهنا فرق بين ختام الآية في قصة يحيى عليه السلام (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) ومع عيسى عليه السلام ختمت الآية (جَبَّارًا شَقِيًّا) الشقاء اشد من المعصية، لأن عيسى عليه السلام ليس له إلا أم أما يحيى عليه السلام فله أب وأم فلو حصل أن أخطأ في حقهما فهذه معصية لكنهما سيساعدوا بعضهم إنما السيدة مريم ليس لها إلا عيسى عليه السلام (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) وهذه يستفاد منها لكل من له أم فقط أو اب فقط أن يزيد من برّهم والتذلل لهم وخفض الجناح لهم لأن البديل هنا شقاء. (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ) ولد بشراً ليس إلهاً ولا ابن إله ولا نصف إله (وَيَوْمَ أَمُوتُ) سيموت كما يموت البشر (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) هذه هي حقيقة المسيح عليه السلام. عطاءات الله تعالى له كثيرة، كلامه في المهد، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً.
تنتقل الايات لنموذج آخر وهو ابراهيم عليه السلام نموذج في البر والدعوة والحرص على هداية الأهل (يَا أَبَتِ) كلام فيه رقة وفيه مودة ودعوة بالحسنى وحكمة وموعظة حسنة (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴿٤٢﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾) كلام بالحجة والمنطق، كيف تعبد الشيطان وهو يعصي الله عز وجل؟! (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ) أشعِر الناس أنك تخاف عليهم، كن حريصاً على دعوة الناس (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿٤٦﴾) فيرد عليه ابراهيم عليه السلام (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) حسن الظن بالله وإحساس بمودة الله عز وجل وبنعم الله سبحانه وتعالى، بطولات في حسن الدعوة إلى الله والخوف على الناس والبراء (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا) براء من الكفار واعتزال وبراءة من أعداء الله عز وجل. وهنا مع البراء من أعداء الله تأتي العطاءات (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) وتستمر العطاءات (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)
ثم ينتقل الحديث إلى موسى عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) يأتي الفتح مباشرة (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) ربنا قرّبه وناجاه فهو كليم الله سبحانه وتعالى (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا)
ثم سيدنا اسماعيل عليه السلام كان حريصاً على أهله وكان يأمر أهله بالصلاة (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) والعطاء من الله سبحانه وتعالى أن يرضيه في الدنياوالآخرة
ثم سيدنا ادريس عليه السلام وصدقه وصديقيته (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) فيأتي العطاء من الله سبحانه وتعالى (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) والنبي صلى الله عليه وسلم قابله في السماء الرابعة.
ثم تختم هذه العطاءات لأهل الإيمان في القسم الأول من السورة (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)) هنا سجدة، بطولة تعبدية. ذكر الله سبحانه وتعالى أن كل هذه العطاءات لأنهم إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً خاشعين لله قريبين منه سبحانه وتعالى.
القسم الثاني: (الآيات 59- نهاية السورة) عقوبات الله عز لهؤلاء الذين غيّروا وبدّلوا، وفي هذا القسم تذكر الجريمة ويذكر بعدها العقاب
تأتي الجرائم (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59))، (وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) يكذّب بالبعث فتأتي العقوبة (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾) عقوبات. الذين يشككون ويستهزئون (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) العقوبة (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا) (قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا) العقوبة بعدها (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا) وقصة العاص بن وائل لما كفر بآيات الله عز وجل جاءه خبّاب بن الأرتّ يطلب منه حقاً له عنده فقال له لن أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال لا حتى تموت ثم تُبعث فقال العاص بن وائل أئذا مت سأُبعث؟ قال نعم، قال إن لي هناك مالاً وولداً فيقول ربنا سبحانه وتعالى هنا (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا) مثل صاحب الجنتين في سورة الكهف الذي قال (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36)) عندهم كبر وغرور ويظنون أنهم سيستمرون على بطشهم وطغيانهم في الآخرة أيضاً فقال تعالى (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴿٧٩﴾ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴿٨٠﴾) ثم جريمة ادّعاء الولد لله سبحانه وتعالى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) صواعق لمن ادّعى لله عز وجل الولد وكذّب ونسي هذه القصة الحقيقية التي ذكرتها الآيات عن المسيح عليه السلام. (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾) ثم تختم السورة (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴿٩٧﴾) بشارة للمتقين والسورة كما ذكرنا منقسمة أكثرها بشارة للمتقين وعطاءات الله عز وجل لأهل الإيمان (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴿٩٧﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴿٩٨﴾) عطاءات الله لأهل الإيمان وعقوبات الله لأهل الطغيان والكفران، هذه نظرة عابرة على سورة مريم.
مواضيع مماثلة
» الايمان بعلم الله....
» الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم!!!!!!
» عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى طيب
» آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على م
» عن ابن عباس رضي الله عنهما : "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صيام
» الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم!!!!!!
» عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى طيب
» آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على م
» عن ابن عباس رضي الله عنهما : "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صيام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin