مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
من صفات المؤمنين Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
من صفات المؤمنين Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
من صفات المؤمنين Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
من صفات المؤمنين Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
من صفات المؤمنين Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
من صفات المؤمنين Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
من صفات المؤمنين Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
من صفات المؤمنين Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
من صفات المؤمنين Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

من صفات المؤمنين

اذهب الى الأسفل

من صفات المؤمنين Empty من صفات المؤمنين

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 23 فبراير 2016, 5:34 pm

من صفات المؤمنين
1- الصفة الأولى الإيمان بالغيب:
إن من صفات المؤمنين التي نوه الله عنها في كتابه العزيز: (الإيمان بالغيب)، وقد مدح الله المؤمنين وأثنى عليهم في اتصافهم بهذا الوصف، ووعدهم عليه - مع أوصاف أخرى - الفلاح؛ وهو الفوز بما يطلبون من كرامة الله ورضاه، والنعيم المقيم في الجنان في الدار الآخرة، فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال، والنجاة من المرهوب من الإهانة والعذاب السرمدي الأبدي في النار، الذي لا صبر لأحد على بعضه.
وعدهم هذا الوعد الحسن الكريم لاتصافهم بالإيمان بالغيب مع إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله، والإيمان بما أنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والإيمان بما أنزل على الرسل السابقين للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخبر أنهم هم المهتدون؛ لأنهم على صراط مستقيم، فقال -تعالى- في أول سورة البقرة: هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
يا له من ثناء، ويا له من فوز عظيم لا يشبهه فوز، ويا له من فخر وشرف واعتزاز، ويا لها من سعادة حقة، فلا ثناء أعظم من ثناء الله -عز وجل- ولا كرامة فوق كرامة الله -عز وجل- ولا نعيم أفضل من نعيمه، ولا كرم أحسن من كرمه -عز وجل-، فالله سبحانه يثني عليك -أيها المؤمن- في إيمانك بالغيب، ويعدك على ذلك الفلاح والفوز والظفر والسعادة، ويخبرك أن المؤمن بالغيب -مع الأوصاف الأخرى- قد استقام على شرع الله، فهو على هداية من ربه.
- الصفة الثانية من صفات المؤمنين إقامة الصلاة: 
من صفات المؤمنين إقامة الصلاة، وهي من الصفات الظاهرة العملية، وقد وصف الله المؤمنين بهذا الوصف في غير ما آية من كتابه، فقال -تعالى-: هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ .
وقال -تعالى-: هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ .
وقال -تعالى-: هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ .
وقال -تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
وقد أمر الله المؤمنين بالاتصاف بهذا الوصف - إقامة الصلاة - في مواضع من كتابه، فقال -تعالى-: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وقال -تعالى-: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وقال -تعالى-: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ .
وقد اختلفت عبارات السلف في معنى هذا الوصف -إقامة الصلاة-:
1- فعن ابن عباس ( إقامة الصلاة: إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع، والإقبال على الله فيها).
2- وقال قتادة (إقامة الصلاة: المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها).
3- وقال مقاتل بن حيان (إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها، والتشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-).
قلت: وكل هذه المعاني صحيحة، وإقامة الصلاة يشمل ذلك كله، ويجمع هذه المعاني أن يقال: إقامة الصلاة: عبارة عن إدامتها، والمحافظة عليها في مواقيتها بحدودها وأركانها وهيئاتها؛ لأن إقامة الشيء عبارة عن الإتيان بحقوقه، يقال: قام بالأمر، وأقام الأمر إذا أتى به معطيًا حقوقه.
والصلاة في اللغة: الدعاء، قال الله -تعالى-: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ أي: ادع لهم، وفي الشريعة: اسمٌ لأفعال مخصوصة من قيام وركوع وسجود وقعود ودعاء وثناء، على هيئة مخصوصة في أوقات مخصوصة.
وبهذا يتبين لك -أيها المسلم- أن إقامة الصلاة ليس هو مجرد الإتيان بهذه الأفعال المخصوصة فقط، دون إتمام لها وخشوع وطمأنينة فيها ومحافظة عليها وإدامة لها، فإن الله -تعالى- توعد بالويل لمن صلى ولم يقم صلاته، بل سها وغفل عن مقصود الصلاة ولبّها، وروحها، فقال -تعالى-: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ .
فليس كل من صلى يعتبر مقيمًا للصلاة، وذلك أن إقامة الصلاة يتطلب إتمامًا لها، وإخلاصًا فيها، وخشوعًا وخضوعًا، ورغبة ورهبة.
ولما فُقِدَت هذه المتطلبات في صلاة المنافقين لم يزدادوا بها من الله إلا بُعدًا، وكانوا في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم لا يصلون صلاة تامة عن إخلاص ورغبة ورهبة، وإنما يصلون نفاقًا ومراءاة للناس، ولا يتمون ركوعهم وسجودهم واعتدالهم، بل ينقرونها كنقر الغراب، ولا يذكرون الله فيها إلا قليلا.
فمن الأمور اللازمة لإقامة الصلاة: إتمامها والطمأنينة فيها، ومعنى ذلك أن يأتي المصلي بصلاته تامة في ركوعها وسجودها واعتدالها وقراءتها وتسبيحاتها، فمن انتقص شيئًا منها بأن كان لا يتم ركوعه ولا سجوده فقد أتى منكرًا؛ لأنه سارق من صلاته كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول الله، كيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها .
فسارق الصلاة يجب الإنكار عليه ممن رآه والنصيحة له، أرأيت لو أن سارقًا سرق شيئًا من المال، ألم يكن ذلك منكرًا؟ ويجب الإنكار عليه ممن رآه؟ فسارق الصلاة كذلك، بل هو أعظم سرقة من سرقة المال، ومن رآه على هذه الحال ولم ينهه شاركه في الإثم.
3- الصفة الثالثة من صفات المؤمنين الخشوع في الصلاة: 
إن من صفات المؤمنين العظيمة: الخشوع في الصلاة، وقد ذكر الله -تعالى- هذا الوصف في أول صفات المؤمنين الذين أخبر بتحقيق فلاحهم وفوزهم وسعادتهم ونجاتهم، وإرثهم لأعلى الجنة وهو الفردوس وخلودهم فيه، وذلك في أول سورة "المؤمنون"، حيث يقول الله -تعالى- في مطلع هذه السورة الكريمة: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ .
ثم ذكر -تعالى- بقية الأوصاف، ثم قال -تعالى- مخبرًا عن عظيم جزائهم وثوابهم: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .
وأصل الخشوع: السكون والطمأنينة والانخفاض، وفي الشرع خشية من الله تكون في القلب، فتظهر آثارها على الجوارح.
وقد عدّ الله من صفات الذين أعد لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا في قوله في سورة الأحزاب: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ - إلى قوله -: وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ ثم ختم الآية بقوله: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
وقد بَيَّن الله أن الصلاة صعبة وشاقة على غير الخاشعين، وأنها سهلة هيّنة على الخاشعين فقال -تعالى-: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .
وقد اختلف العلماء في معنى الخشوع في الصلاة على أقوال كثيرة منها:
1- قيل: هو الإخبات والتَّذَلُّل.
2- وقيل: هو الخوف والسكون.
3- وقيل: هو التواضع.
4- وقيل: هو غضّ البصر، وخفض الصوت، كما قال -تعالى-: وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ .
5- وقيل: هو عدم الالتفات.
6- وقيل: هو أن يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده، واستدلوا بما يأتي:
أ - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينظر إلى السماء في الصلاة، فأنزل الله: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر حيث يسجد.
ب - حديث عائشة قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد .
ج - حديث أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يزال الله مقبلًا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه .
د - قول أبي هريرة كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فلما نزل: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ رموا بأبصارهم إلى مواضع السجود.
هـ- حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله حتى قال: لينتهين عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم .
وأكثر أهل العلم على أن المصلي ينظر إلى موضع سجوده، لما سبق من الأدلة، وخالف المالكية الجمهور فقالوا: إن المصلي ينظر أمامه، لا إلى موضع سجوده، واستدلوا لذلك بقوله -تعالى-: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قالوا: فلو نظر إلى موضع سجوده لاحتاج أن يتكلف ذلك بنوع من الانحناء، وذلك ينافي كمال القيام، وينافي ظاهر الآية المتقدمة؛ إذ أن المنحني بوجهه إلى موضع سجوده ليس بمولٍّ وجهه شطر المسجد الحرام.
7- وقيل: الخشوع السكون وحسن الهيئة.
8- وقيل: الخشوع أن لا يعبث بشيء من جسده في الصلاة، وروي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبصر رجلًا يعبث بلحيته في الصلاة، فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .
9- وقيل: الخشوع في الصلاة: هو جمع الهمّة والإعراض عما سواها، والتدبر فيما يجري على لسانه من القراءة والذكر.
قلت: وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي داخلة في معنى الخشوع، والخشوع أعم منها؛ إذ الخشوع خشوعان:
1- خشوع القلب بجمع الهمّة وحضور القلب، والتدبر لما يجري على اللسان من القراءة والذكر، ولما تسمعه الأذن من قراءة إمامه.
2- وخشوع الجوارح بسكونها وعدم العبث والالتفات إلى غير مقصود الصلاة
- الصفة الرابعة من صفات المؤمنين المحافظة على الصلاة: 
إن من صفات المؤمنين الظاهرة: ( المحافظة على الصلاة) وقد جعل الله -سبحانه- المحافظة على الصلاة من أسباب نيل الفردوس فقال -تعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .
وقد استثنى الله في سورة المعارج المصلين من الهلعين الجزعين المانعين للخير، فقال سبحانه: إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ .
ثم ختم أوصافهم بالمحافظة على الصلاة ووعدهم على ذلك الإكرام في الجنات، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ .
ومن أجل ذلك أمر الله بالمحافظة عليها في قوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وذم وتوعد من لم يحافظ عليها في قوله: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا .
وقال -تعالى-: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ .
وقال -تعالى- في ذم المنافقين … وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ .
وقال أيضًا فيهم: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى .
فهذه الآيات كلها تتوعد من أضاع الصلاة، واتبع الشهوات، وتهدده بالغي وبالويل، وتبين أن إضاعتها، والتكاسل عنها من صفات المنافقين لا المؤمنين وصرحت الآيات أن من صفات المؤمنين المحافظة عليها وإدامتها وإقامتها والخشوع فيها، ولكن ما المراد بالمحافظة على الصلاة؟
المحافظة عليها تشمل إتمام أركانها وشروطها وسنتها، وتشمل فعلها في أوقاتها في الجماعات في المساجد.
وقد فسر بعض السلف المحافظة على الصلاة بالمحافظة على الأوقات، أي: المواظبة عليها في مواقيتها، وهذا تفسير للكل بالبعض؛ إذ أن المحافظة على الصلاة تشمل مراعات أوقاتها، وتشمل إتمام أركانها وشروطها، وتشمل مراعات الجماعات في المساجد، وقد وردت أدلة فضل المواظبة على الصلاة في مواقيتها.
من ذلك ما ورد في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها الحديث.
كما وردت أدلة كثيرة في الترهيب من تأخير الصلاة عن وقتها؛ من ذلك ما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله .
ومن ذلك قوله -تعالى-: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ وقد فسر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السهو عنها بأنه تأخيرها عن وقتها، كما ثبت ذلك عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وفيه حديث مرفوع.
وقد وردت أدلة في الترهيب من تأخيرها عن وقتها، ومن ذلك قوله -تعالى-: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا وقد فسّر بعض السلف إضاعتها بتفويت وقتها، والتحقيق أن إضاعتها يشمل تأخير وقتها ويشمل تركها بالكلية، ويشمل ترك واجباتها وأركانها.
والله -سبحانه- قد جعل لكل صلاة وقتًا محدود الأول والآخر، ولم يأذن في فعلها قبل دخول وقتها ولا بعد خروج وقتها، والصلاة في الوقت واجبة على كل حال، حتى أنه يترك جميع الواجبات والشروط لأجل الوقت، فإذا عجز عن الوضوء، أو استقبال القبلة، أو طهارة الثوب والبدن، أو ستر العورة، أو قراءة الفاتحة، أو القيام في الوقت، وأمكنه أن يصلي بعد الوقت بهذه الأمور، فصلاته في الوقت بدونها هي التي شرعها الله وأوجبها.
وليس له أن يؤخر الصلاة بعد الوقت لأجل أن توجد هذه الشروط والأركان، فعلم بهذا أن الوقت مقدم عند الله ورسوله على جميع الواجبات، وهو داخل في المحافظة على الصلاة.
ويدخل في المحافظة عليها أيضا: فعلها جماعة في المسجد، فقد وردت أدلة كثيرة على وجوب الجماعة، من ذلك ما ورد عن عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه - وكان رجل أعمى - إنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني شيخ ضرير البصر، شاسع الدار، بيني وبين المسجد نخل وواد، فهل من رخصة إن صليت في منزلي؟ فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتسمع النداء قال: نعم، قال: أجب .
فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- مع العمى والعذر الشديد، بإجابة النداء وحضور الجماعة، ولو كان لأحد عذر في التخلف، لرخص -علية الصلاة والسلام- لهذا الشيخ ضعيف البدن، ضرير البصر، شاسع الدار بينه وبين المسجد نخل وواد.
ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: من يسمع النداء، ثم لم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر .
ومن أدلة وجوب الجماعة: أن الله أوجبها في صلاة الخوف في قوله -تعالى-: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فأمر الله بالصلاة في الجماعة مع الخوف، ثم أعاد هذا الأمر مرة ثانية في حق الطائفة الثانية بقوله: وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ .
وفي هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان؛ إذا لم يسقطها الله -سبحانه- عن الطائفة الثانية بفعل الأولى، ولو كانت الجماعة فرض كفاية لسقطت بفعل الطائفة الأولى، ولو كانت الجماعة سنة لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف.
ومن أدلة وجوب الجماعة، الذي هو داخل في المحافظة على الصلاة قوله -تعالى-: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إلى قوله -تعالى-: وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ .
ووجه الاستدلال بها: أن الله عاقبهم يوم القيامة بأن أحال بينهم وبين السجود لما دعاهم إلى السجود في الدنيا فأبوا أن يجيبوا الداعي.
وقد قال غير واحد من السلف في قوله -تعالى-: وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ هو قول المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح.
ومن أدلة وجوبها أيضًا قوله -تعالى-: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ .
ووجه الاستدلال بها: أن الله أمر بالركوع وهو الصلاة، عبّر عنها بالركوع؛ لأنه من أركانها، ولا بد أن يكون لقوله: مَعَ الرَّاكِعِينَ من فائدة أخرى، زيادة على الأمر بالصلاة، وليست إلا فعلها مع جماعة المصلين، كما تفيده المعيّة.
ومن الأدلة على الوجوب أيضا: ما ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم أمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهما أنه يجد عرقًا سمينًا، أو مر ما بين حسنتين لشهد العشاء .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار .
وللإمام أحمد عنه -صلى الله عليه وسلم-: لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت الصلاة العشاء، وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار وهذا الوعيد الشديد لا يكون إلا على ترك واجب، فدل على وجوب الجماعة.
ومن أدلة وجوبها حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرأهم فأمر -عليه الصلاة والسلام- بالجماعة، وأمره للوجوب.
ومن أدلة وجوبها أيضا أمره -صلى الله عليه وسلم- من صلى وحده خلف الصف أن يعيد الصلاة، كما في حديث وابصة بن معبد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة .
ومن أدلة وجوب الجماعة الذي هو داخل في المحافظة على الصلاة: حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من ثلاثة في قرية لا يؤذن فيهم، ولا تقام فيهم الصلاة، إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فأخبر -عليه الصلاة والسلام- باستحواذ الشيطان عليهم بترك الجماعة التي شعارها الأذان وإقامة الصلاة.
وقد وردت آثار عن الصحابة تدل على وجوب الجماعة؛ من ذلك: ما جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه فقد رجلا في الصلاة، فأتى منزله فصوّت به، فخرج الرجل قال: ما حبسك عن الصلاة؟ قال: علّة يا أمير المؤمنين، ولولا أني سمعت صوتك ما خرجت، أو قال: ما استطعت أن أخرج، فقال عمر لقد تركت دعوة مَن هو أوجب عليك إجابة مني: منادي الله إلى الصلاة، وجاء عن عمر أيضا أنه فقد أقوامًا في الصلاة فقال: ما بال أقوام يتخلفون عن الصلاة، فيتخلف لتخلفهم آخرون، ليحضرن إلى المسجد أو لأبعثن إليهم من يجافي رقابهم، ثم يقول: احضروا الصلاة، ثلاث مرات.
ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به، يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وعن علي -رضي الله عنه- قال: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، قيل: ومَن جار المسجد؟ قال: من سمع المنادي.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: من سمع المنادي فلم يجب من غير عذر، لم يرد خيرًا، ولم يرد به. وجاء عن ابن عباس أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يشهد جمعة ولا جماعة، فقال: هو في النار.
ومن أدلة وجوب الجماعة: الأخبار المذكورة في أبواب الرخصة في التخلف عن الجماعة لأصحاب الأعذار، كالمريض، والخائف على نفسه أو ماله، فإنها تدل على فرض الجماعة على من لا عذر له، ولو كان حال العذر وغير حال العذر سواء لم يكن للترخيص للمعذور معنى.
وقد وردت أدلة كثيرة في فضل الجماعة؛ من ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة .
ومن ذلك ما في صحيح مسلم عن عثمان بن عفان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله .
فكل هذه الأدلة تدل على وجوب الجماعة، وعلى فضلها، وأن فضل الصلاة جماعة في المسجد داخل في المحافظة على الصلاة، فحافظ عليها وأدّها في وقتها جماعة في المسجد؛ لتفوز بما وعد الله به المحافظين على صلواتهم من الثواب العظيم، وهو وراثة الفردوس والإكرام في الجنات، ولتسلم من التبعة والعقوبة، فإن الصلاة عمود الدين، وهي مقياس دين المرء، فمن حفظها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي الفارقة بين الإسلام والكفر، وهي أول ما يحاسب الإنسان عنها بعد الشهادتين، رزقنا الله المحافظة عليها والاهتمام بها.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى