مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 23 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 23 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه منتديات ملتقى الدعاه

اذهب الى الأسفل

عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه  منتديات ملتقى الدعاه Empty عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه منتديات ملتقى الدعاه

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 22 فبراير 2016, 5:21 am

مازلنا مع سلسلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وها نحن نقترب من النهاية ولم يبق سوى حلقة اليوم والحلقة الأخيرة عن مقتل عمر ووفاة عمر .. والشعور بالخوف والهم كلما اقتربنا من النهاية أن لا أكون قد استطعت إيصال الفكرة وهل تبلورت الصورة لهذه الشخصية الثرية والعظيمة وهل تعلقت الناس بهذه الشخصية وهذا هو الأمل ..

في الحلقة السابقة كنا قد تكلمنا عن الصفات الثلاثة التي تفرد بها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقاد العالم بها وهي العدل والرحمة والقوة وكذلك نقلنا رأي الغرب بأنه من المستحيل أن تجتمع هذه الصفات الثلاثة في شخص واحد وبأن الحق والقوة من الصعب أن يجتمعا وإن حدث فإن القوة هي التي تنتصر والحق يتنحى .. فنقول للغرب وللعالم كله بأن هذه الصفات الثلاثة اجتمعت في عهد المسلمين في عهد عمر واجتمع الحق والعدل والرحمة في آن واحد ..
واليوم سنتحدث عن أخلاقه وحكمه الذي شمل كل من الشام والعراق ومصر وآسيا حتى وصل إلى أذربيجان وكذلك الجزيرة العربية .. كان يسيطر على كل هذه المناطق وكلمته كانت تنفذ كما أراد .. تدين له الملوك في الأرض كلها وتهابه .. كل الأرض تعلم بأن هذا هو أقوى رجل .. عشر سنوات التي كانت مدة خلافته كل كلمة له تنفذ كما يريد..
وفي وسط هذه القوة والعظمة والعز ، فلنتعرف على صفات هذا الرجل .. ولنتعرف إلى أخلاقه ..

تواضع وزهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

سأروي لكم القصص والحكايات التي تدل على هذا التواضع ..
كان يسير ومعه مجموعة من الصحابة فإذا بأمرأة تتجه صوبه وتقول له : تعال يا عمر ..
فتقدم نحوها بمنتهى السكينة ..
قالت : أتذكر زمان كنت تدعى عُميراً حين كنت تصارع الفتيان في مكة ثم لما كبرت صاروا ينادونك عمراً ثم الآن تدعى أمير المؤمنين .. اتق الله يابن الخطاب أو ليعذبنك ..
فالصحابة قالوا لهذه المرأة : كيف تتكلمين مع أمير المؤمنين هكذا ..
فقال عمر : اسكتوا .. اسكتوا .. أتدرون من هذه .. هذه التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات خولة بنت ثعلبة "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" ووالله لو أوقفتني سنة توبخني ما تركت مكاني ..
فانظر إلى بساطته رغم كل ما يملك ..
موقف آخر .. كان أن صعد إلى المنبر ونادى : الصلاة جامعة
(أي سيكون هناك أمر شديد الأهمية سيحدثهم عنه ولا بد من تجمع عدد كبير من المسلمين)
ثم قال : أيها الناس كنت وأنا صغيراً أرعى لأهل مكة ولخالاتي بمكة (العجائز والكبار في السن) الغنم فكنت آخذ الغنم فأسقه وأحلب الغنم وأنظف من تحت الغنم ويعطونني أجري على ذلك حفنة من تمر يضعونها بين يدي فإن كنتم لا تعلمون أني كنت أفعل ذلك فاعلموا ..
ثم نزل من على المنبر ..
فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين والله ما أراك إلاّ أهنت نفسك ..
قال عمر: ذلك ما أردت .. حدثتني نفسي أني أمير المؤمنين فأردت أن أؤدبها وأعرفها بقدرها..
فهل نرى تواضع عمر لأي درجة ..ومن يستطيع أن يفعل مثله؟
من مواقفه أيضاً وكان يخطب في الناس قال : من اليوم لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أوقية ..
فسمع صوت يصرخ من آخر المسجد ، امرأة تقول له : ليس لك هذا ..
فرد عليها : ولما..
قالت هذا المرأة : أما سمعت قول الله عزّ وجل : "وإذا آتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً"
فنظر وقال : نعم أصابت المرأة وأخطأ عمر ..
فإن كنت أعرض عليكم هذه المواقف العظيمة هناك هدفين من وراء ذلك . . الهدف الأول الانتماء إلى هؤلاء الصحابة العظام.. والهدف الثاني هي أن نقتدي بهم ومراجعة النفس إن كنا ممن لا يعترفون بأنهم أخطأوا ويملكون القدرة على الاعتذار وأن ذلك سيقلل من قيمتنا .. فسيدنا عمر عندما قال : أصابت امرأة وأخطأ عمر كبر أكثر في نظر الناس..
من تواضعه وبساطته ..أنه في إحدى المرات كان يمر من تحت بيت العباس وكان هناك مزراب يتسرب منه الماء .. فنزل الماء على عمر بن الخطاب ..
فما كان منه إلا أن نزع هذا المزراب من مكانه.. فما كان من العباس إلاّ أن نزل إلى عمر وقال له : أرأيت هذا الذي فعلت .. أتعلم من الذي وضعه في هذا المكان .. وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإن شئت أن تفعل ذلك .. فافعل ..
وكان العباس يدرك شخصية عمر وأنه لن يستحمل هذا الكلام ..
فقال عمر : أقسمت عليك يا عباس أن تركب فوق ظهري وتصعد على ظهري وتعيد المزراب إلى مكانه ..
فقال له العباس: لا
فقال عمر : لا والله .. أأنا أنزع شئاً بيدي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فيا من بدلتم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهانت عليكم ويا من تركتم سنة النبي انظروا إلى عمر..
وأصر عمر فوقف العباس على ظهره وأعاد المزراب إلى مكانه ..


انظر إلى زهده .. يقول يرفأ خادمه : نظرت في ثوب عمر وهو أمير المؤمنين فعددت به أكثر من واحد وعشرين رقعة منها أربعة في كتفه ..
يقولون تأخر يوماً عن صلاة الجمعة ، وكان هو الخطيب ، والناس كانت بانتظاره..
فصعد إلى المنبر وظل يعتذر للناس .. ثم قال : والله ما أخرني إلاّ أني ما عندي إلاّ ثوب واحد فأردت أن أغسله فما غسلته إلا منذ لحظات فسامحوني على تأخري ..
فهذا الذي يقود الدنيا لا يمتلك إلاّ ثوباً واحداً .. وهل هذا يعني بأنه لم يكن يملك المال ولكن كل ما كان يأتيه من مال كان يكسي به المسلمين ويؤثرهم على نفسه ..
والأعجب من ذلك كان أن جاءهم أقمشة من اليمن ولم يكن عددها كبيراً و بالكاد كادت تكفي لكل شخص جلباب ، فسيدنا عمر وزعها على أهل المدينة كلها ..وهو كان طويل القامة فالقماشة التي كانت من نصيبه لم تكن تكفي أن تكون جلباباً وذلك لطول قامته وضخامة جسده ..
فحدث أنه كان يخطب في إحدى الصلوات وينصح الناس ويعطي أوامره حتى فاجأه أحد الحاضرين بقوله : لا سمع لك ولا طاعة..
فقال عمر : لما
قال : أتت أقمشة اليمن فوزعتها بيننا ونرى عليك ثوباً أطول ..
فردّ عليه سيدنا عمر : جازاك الله خيراً على همّك بالمسلمين .. يابن عمر أخبره من أين أتى لي ..(يقصد القماش)
فقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما : أعطيت أبي هدية القماشة التي كانت لي .. لأن أبي لا يكفيه قماشة واحدة ، فكان هذا مما أملك ..
فقال الرجل : الآن نسمع لك ونطيع .. أنت أمير المؤمنين..

كان سيدنا عمر يسير مرة على أبواب المدينة فكان هناك غلاماً يركب حماراً .. فلمار رأى هذا الغلام سيدنا عمر يسير على قدميه وفي وسط الصحراء ، فقال له : يا أمير المؤمنين اركب وأمشي أنا ..
قال عمر : لا والله بل نركب سوياً ..
فقال الغلام : اركب أنت في الأمام واركب أنا في الخلف
فقال سيدنا عمر : لا والله بل تركب أنت في الأمام على المكان الوطيئ وأركب أنا في الخلف على المكان الخشن ..
فدخلا المدينة والناس تنظر بدهشة وهل هذا هو أميرهم الذي يركب خلف الغلام ..
فمسألة التواضع والبساطة أنا أردت أن أبينها لأننا كلنا نحتاج إليها وهل هناك من لديه الاستعداد أن يؤثر الآخرين على نفسه ويتواضع لهم ..
من شدة تواضعه ، كان أن تقدم إلى امرأة اسمها أم إيبان بنت عتبه وكان قد تقدم لخطبتها اثنان سيدنا عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله وكان كل واحد منهما لا يعلم بأمر الآخر..
فاختارت طلحة على سيدنا عمر رغم أنه أمير المؤمنين .. ولكن عندما سألوها قالت :
ذلك رجل .. باع دنياه واختار آخرته .. والله كلما رأيته كأنه ينظر إلى الله بعينيه ثم يتحرك .. هذا الرجل لا أستقيم أنا معه ..

وهنا لا بد من ذكر أمر مهم وهو أن التواضع لا يعني الذل وأن المسلم ضعيف أو خانع وأن هذا هو الإيمان فعمر مع تواضعه لا يتنافى أن تجده في منتهى القوة والعزة .. وهنا وجب التوضيح لكي لا يُفهم التواضع على أنه ذلة ..
ونذكر موقف للشفاء بنت عبد الله كانت أن رأت مرة رجالاً يسيرون منحنيي الرؤوس وعليهم ثياب مقطعة ويبدو عليهم الضعف والذل ..
فقالت : مال لهؤلاء ..
فقالوا لها : هؤلاء من النساك العباد .. يتعبدون لله في هذه الطريقة..
فقالت : أهؤلاء العباد .. والله لقد رأيت عمر بن الخطاب .. إذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع وإذا أطعم أشبع وكان هو الناسك ..

ثانيا : العفّة

كانت العفة عنده عالية جداً .. وجاء فيها الكثير من الأحاديث ..
عندما فتحت قصور كسرى وقيصر ، انتقلت كنوز كسرى ملك الفرس وكانت كثيرة جداً من العراق إلى المدينة المنورة .. فتجمعت هذه الكنوز ووضعت في المسجد النبوي ولم يكن هناك حراس عليها رغم ضخامتها وقيمتها..
وعندما بدأ ينظر سيدنا عمر في هذه الكنوز لاحظ وجود قطع وحلي صغيرة ويدل ذلك على أمانة المسلمين الذين قاموا بنقل هذه الكنوز وكانت أمامهم فرصة لو أرادو أخذ أي قطعة صغيرة أو حتى أي فص صغير فقال :إن قوماً أدوا إلينها هذا لأمناء ..
فقال له سيدنا علي بن أبي طالب كلمته المشهورة: عففت فعفوا ولو ركعت لركعوا ..

بلغ من عفته وورعه أنه في يوم من الأيام ، وكنا قد ذكرنا بأن سيدنا عمر قد قرر صرف العطاءات من بيت مال المسلمين لكل رجل مسن أو طفل أو امرأة من اليهود والنصارى .. هل تتخيل المسلمين عندما طردوا من الأندلس ماذا حصل لهم .. وانظر ماذا فعل عمر .. ومن يقول بأن هذا الدين إرهابي ..
فكان هناك رجل نصراني مسؤول عن توزيع هذه العطاءات على أهل الذمة .. فسيدنا عمر يعطيه هذه العطاءات لكي يقوم بتوزيعها على الفقراء والمساكين ..
فأهدى الرجل سيدنا عمر عباءة مطرزة .
فقال له عمر : أمن مالك هذا أم من مال أهل الكتاب ..
فقال الرجل : بل من مالي
قال عمر : ألم تَشبه شائبة ..
قال الرجل : لا
قال عمر : إياك أن تكون خالطته شيء..
قال الرجل : لا والله إلاّ خيط .. جاء من ضمن الأموال التي هي من العطاءات
قال عمر : لا والله إما أن تريني مكان الخيط فأنزعه أو لا أخذها..
فأراه مكان الخيط فظل ينزع عمر مكان الخيط وقال: اللهم طهره من أي مال لا يحل لعمر ..
من مواقفه العجيبة أيضاً في عفته وورعه ، أن ابنه عبد الله وكان هناك ما يسمى بالحمى وهو مكان لتربية إبل المسلمين .. فعبد الله بن عمر كان له ابل وضعها في هذا المكان لتربى هناك ..
فسيدنا عمر كان أن نظر على هذه الإبل فوجد بأن هناك نوعان نوع هذيل ونوع سمين ..
فقال عمر : لمن هذه (وكان يقصد الإبل السمينة)
فقالوا : لعبد الله بن عمر
فقال : أين عبد الله بن عمر فجاء عبد الله ابنه..فعلاه بالدره ..
فقال عبدالله ابن عمر: لما
قال عمر : إنما أكرموها لمكانتك وإنما أكرموك لمكانتك مني لا والله يا ابن أمير المؤمنين خذ رأس مالك والربح في بيت مال المسلمين ..
ثم جمع من يقومون على إبل الحمى فعلاهم بالدره (أدبهم)
ثم قال : إنما فعلتم ذلك لمكانة عمر بن الخطاب لا والله لا يدخل فم إبل ابن أمير المؤمنين شيء لا يحل له ..
كان من عادته أن يقوم بتوزيع العطايا بين المسلمين .. فأعطى شاب والده كان قد شهد غزوة أحد أربعه آلاف درهم ثم أعطى ابنه عبد الله ثلاثة آلاف درهم .. فعندما سألوه لما أعطى هذا الشاب أكثر من ابنه عبد الله فقال عمر : إن أبو هذا الشاب ثبت يوم أحد أكثر من أبو عبد الله بن عمر (كان يقصد نفسه) ..
قصة أخرى .. كان أن قام بتأديب رجل بالدره ثم تبين له بعد ذلك بأن الرجل لم يخطئ .. فذهب سيدنا عمر إليه وأعطاه الدره وقال له : أقسمت عليك أن تقتص مني ..
فالرجل رد عليه : ليس اليوم ..
فمضى إلى بيته ، فلما استيقظ الرجل وجد سيدنا عمر بائتاً قرب منـزله يقول له : أجاء الوقت كي تقتص مني ..
فقال الرجل : ليس اليوم ..
فقال عمر : والله لم أنم الليلة إماّ أن تقتص مني أو تعفو عني..
فهل نرى شدة تقواه ..
قال الرجل : عفوت عنك يا أمير المؤمنين ..
من شدة تقواه كان كثير البكاء ومن شدة بكائه كان هناك خطين أسودين تحت عينيه من كثرة بكاءه وخشيته من الله ..
في إحدى جولاته الليلية التي كان يقوم بها لتفقد أحوال المسلمين أنه سمع تلاوة آيات قرآنية من إحدى المنازل ومن هذه الآيات "إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع" فوقف ولم تحمله قدماه وجلس على الأرض يبكي فحملوه إلى بيته وتقول الرواية : يعودونه شهراً لا يدرون ما به ..
كان لو صلى في سورة يوسف وكان يحب أن يصلي فيها في صلاة الفجر إلى أن يصل إلى قول يعقوب عليه السلام "إنماّ أشكو بثي وحزني إلى الله" يقولون فلا يكمل الصلاة من صوت البكاء .. حتى نسمع صوت بكاءه ونحن في الصف الرابع أو والخامس ..
وكان دائماً يسأل عن كل ما يتعلق بتقوى الله .. كان يأتي إلى أبي بن كعب ويقول له : بالله عليك يا أبي حدثني عن التقوى ..
فيرد عليه : يا أمير المؤمنين أرأيت إن كنت تمشي في حقل كثير الشوك.. ماذا تفعل ..
فيرد سيدنا عمر : أشمر وأجتهد ..
قال : فذلك التقوى .. شمر لطاعة الله واجتهد أن لا تعصي الله ..
ثم يقابل أبا موسى الأشعري وكان يمتاز بتلاوته الجميلة للقرآن .. فيقول له سيدنا عمر : يا أبا موسى شوقني إلى الله ..(سمعني القرآن لكي أشتاق إلى الله)..
وهكذا نراه يقصد الصحابة ويسأل عن طاعة الله .. يذهب إلى صحابي آخر يقول له : يا أُبي كيف نزع الروح ..
قال : يا أمير المؤمنين أرأيت لو أتينا بفرع شجرة كثير الشوك فأدخلناه في فم ابن آدم فتعلق كل فرع وكل شوكة بعرق من العروق ثم نزعناه نزعاً شديداً فكيف يكون الألم ..
فقال عمر : اسكت قد عرفت .. قد عرفت كيف يكون النزع شديداً ..
انظر إلى قضية التقوى في حياة سيدنا عمر رضي الله عنه وخوفه من الله عزّ وجل ..
يقول عمر : والله لو انشقت السماء فرأيت الجنة ورأيت النار ماازددت بهما يقيناً ..
نستطيع أن نستنتج أيضاً من وراء هذه المواقف أن عمر كان يحاسب نفسه دائماً وهناك قصة لطيفة وردت في ذلك .. كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ائتمن أحد الصحابة (كاتم سر رسول الله ) وهو حذيفة بن اليمان على كل أسراره .. كان النبي قد أطلعه على كل الفتن وعن المصائب التي ستحدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة حتى أن النبي كان قد أعطاه أسماء كل المنافقين حتى إذا مات أحدهم فلا يصلى عليه ..
فكان أن قابل سيدنا عمر حذيفة رضي الله عنهما فقال له : أقسمت عليك يا حذيفة أسّماني رسول الله في المنافقين .. أقسمت عليك .. أذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين ..
فسكت حذيفة وكان لا يستطيع أن يرد عليه لأن النبي كان قد أوصاه بأن لا يذكر أي اسم من هؤلاء المنافقين ..
قال : يا حذيفة بالله عليك والله لا أتركك حتى تخبرني أسّماني رسول الله في المنافقين ..
فهل هناك من هو متعلق بدينه وبالله مثل عمر..
فقال حذيفة : لا يا أمير المؤمنين .. ووالله لا أخبر بذلك أحد بعدك ..
انظر إلى هذه التقوى ..

همّ عمر في المسلمين

عندما كنت أحضر في هذا الجزء كنت أسأل نفسي هل هناك من يشغله وضع المسلمين ويهتم بأمورهم .. وكل القصص التي جاءت في هذا الموضوع ستتعجبون فيها من أمر سيدنا عمر ..
حديث للنبي صلى الله عليه وسلم كان عمر يضعه أمام عينيه (رواه مسلم) وكان يردده : ما من رجل يلي أمر من أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم ويتعب إلاّ لم يكن معهم في الجنة ..

فانظر إلى عمر وهمّه وانشغاله بأمور المسلمين ..
كان يقول : متى أنام .. إن نمت بالليل أضعت حق ربي وإن نمت بالنهار أضعت حق الرعية ..
فهل تعلمون كيف كان ينام عمر .. كان نومه متقطعاً ، كان ينام ساعة من ليل ، أو نصف ساعة من بعد صلاة الظهر أو ربع ساعة بعد صلاة العصر وهكذا .. فلو حسبنا هذه الفترات القليلة نراها لا تتجاوز أكثر من ساعتين من كل يوم .. وكان لا ينام إلاّ عندما يصل إلى مرحلة من عدم القدرة على المواصلة ..
انظر إلى موقف ثاني ، كان هناك رجلاً يدعى الأحنف بن القيس وهو سيد من سادة العراق .. كان سيدنا عمر في زريبة يمسك الخيول والإبل والماعز ويشرف على تنظيفها بنفسه .. فوفد العراق قادم ومن بينهم الأحنف بن القيس ومن الطبيعي أن يتفاجأوا بما رأوا ..فما كان من سيدناعمر إلاّ أن وجه كلامه إلى الأحنف بن القيس وقال له : يا أحنف اخلع ملابسك وتعال فأعن أمير المؤمنين على إبل الصدقة .. فإنها من إبل الزكاة ..
فنظر إليه الأحنف باستغراب .. فنظر رجل من وفد العراق إلى سيدنا عمر وقال له : رحمك الله يا أمير المؤمنين .. هلا أمرت عبداً من عبيد الصدقة فينظفها هو ..
فقال عمر : وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف .. أما علمت أنه من ولي أمراً من أمور المسلمين صار لهم بمنزلة العبد من سيده .. فانظر إلى هذا الموقف ..
أكثر من هذا سترى وكأن سيدنا عمر كان يحضن هذه الأمة بأكملها ويخاف على أي أحد منها أن يقع .. فتجده مع زوجات المجاهدين اللاتي يشارك أزواجهن في الجيوش التي أرسلت لفتوحات الشام والعراق ..
فيمر عمر عليهم امرأة امرأة كل يوم جمعة يطرق عليهن الأبواب..يقول لهن : إن أزواجكن في الجهاد فهل تأمرونني بشيء؟ فإني أخاف أن تخدعن في البيع والشراء فمن كانت له حاجة فلتكتبها..فهل تتخيل ماذا كان يفعل كان يطلب من كل واحدة منهن أن تكتب له قائمة بما تحتاج والتي لا تعرف الكتابة يطلب منها أن ترسل أي أحد من عندها ليشتري لها ما تريد ..
وهكذا يذهب إلى السوق ويسير وراءه عدد كبير من أولاد المجاهدين ويقوم بشراء الطلبات .. وإذا سئل لماذا لا يترك هذا الأمر لأحد غيره فيرد عليهم بقوله : وهل أترك ثواب الجهاد .. ألا يكفيكم أنكم جعلتموني أبقى هاهنا ولا أخرج للجهاد .. دعوني أأخذ ثواب الجهاد..
انظروا كيف كان مجتمعهم .. ثم كان يمر على زوجات المجاهدين ويقول لهن : من كانت منكن تريد أن ترسل رسالة إلى زوجها فإن كانت لا تعرف القراءة والكتابة فأنما أنا أبو العيال فقولي ما تشائين ولا تخجلي إنما أنا أخوك فاكتبي ما تشائين وأرسله لك أما إن كنت تعرفين القراءة والكتابة فأعطني الرسائل أسلمها أنا لمن يرسل البريد ..
هل نرى هذا الحرص وهذا الاهتمام ..
أكثر من هذا .. إذا جاءه طعام لذيذ .. يقول : والله لا يطعم هذا الطعام اللذيد أهل عمر ولا يطعمه المسلمون إنما يطعمه أولاد الشهداء ..
فيلف على أولاد الشهداء ويشرف على إطعامهم بنفسه ثم ينظر إليهم ويبتسم ويقول لهم : أفرحتم .. والله إن أباءكم ليتذوقون الآن في الجنة ما هو أحلى وألذ من هذا الطعام ..
بلغ من همه في المسلمين وفي إحدى جولاته الليلية التي كان يقوم بها كان أن مر على خيمة فوجد رجلاً يجلس خارج الخيمة مضطرباً وصوت امرأة من الداخل تصرخ ..
فقال له عمر : مالك (الرجل لم يعرف بأن هذا هو عمر بن الخطاب)
فقال : امرأتي تلد ولا أعرف كيف أساعدها..
قال عمر : هون عليك .. هون عليك ..
فأسرع إلى زوجته وكانت أم كلثوم بنت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما..
فقال لها : هل لك في ثواب تدخلين به الجنة..
قالت : وما ذاك..
قال : تعالي .. امرأة تريد أن تلد .. نأخذ ثوابها أنا وأنت ..
فاتجها صوب الخيمة .. امرأته في الداخل تساعد هذه المرأة وعمر يجلس مع زوجها يخفف عنه ..
وهكذا كان عمر لا ينام .. إما قائماً يصلي في الليل أو يتجول يتفقد أحوال المسلمين ..
وهكذا استمر في جلوسه مع هذا الرجل يقول له : هون عليك .. فالأمر بسيط .. ثم سمعوا صوت أم كلثوم من الداخل تصيح : يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بولد..
فالرجل لم يصدق .. فقال عمر : هون عليك فإنما أنا أخوك ..
انظر إلى بساطته وتواضعه ..

مرة خرج ليلاً ، فشاهده طلحة بن عبيد الله فتبعه ..
يقول طلحة : فظللت أتبعه .. فطرق باباً ثم دخل ..
فقلت : من هذا الذي يدخل عليه في هذا الوقت .. فبقي ساعة ثم خرج .. فدخلت فإذا امرأة عجوز عمياء قعيدة .. فقلت لها من هذا الذي أتاك .. قالت العجوز : والله لا أدري رجل يأتيني منذ عشر سنين .. ليلة كل أسبوع ينظف البيت ويأتي بما أحتاجه ويأخذ كل القمامة ويخرجها خارج البيت.. أقول له من أنت .. يقول لي : عبد من عباد الله يسألك الدعاء ..
فهل نرى همه بالمسلمين وخدمته لهم ليلاً ونهاراً .. كم أتمنى لو نقلده ونهتم بأمور الآخرين .. فهو يهتم بأمورالشباب .. وزوجات الشهداء .. حتى أمهات المؤمنين فمرة كان يصلي ويقرأ في سورة الأحزاب فوصل إلى آية "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" ويرفع صوته عالياً كلما قرأ هذه الآية ... وكانت حجرات نساء النبي قريبة من المسجد..
فعندما سألوه لماذا يفعل ذلك .. قال : أذكرهن بالعهد ..
رأى مرة شاب يمشي في شوارع المدينة بطريقة مائعة (وما أكثر ما نرى من هذا النموذج في يومنا هذا)
فمسكه وقال له : أمريض أنت
فقال الشاب : لا ياأمير المؤمنين ..
فعلاه بالدره وقال له : امش بقوة ..
كان يقف عند أطفال المسلمين ويطلب منهم أن يصطفوا أمامه ويفتح لهم ذراعه ويقول لهم : أروني أيكم يسبق إليّ..
ويتسارع الأطفال إليه ، فمنهم من يتعلق بصدره ومنهم من يتعلق بظهره فيحتويهم ويقبلهم ..
لم يترك أحداً ، كان سيدنا عمر اعتاد أن يرى كفيف في المسجد يأتي لصلاة الفجر، فحدث أن تغيب هذا الكفيف .. فيسأل عنه ويقول : أين هذا الكفيف لما لا يأتي إلى الصلاة.. ائتوا به ..
فيأتي هذا الرجل فيقول له سيدنا عمر : لما تتغيب عن الصلاة ..
فيرد الرجل : ليس لي قائد يقودني ..
فيقول عمر : لا والله لا أحب أن يتخلف عن صلاة الفجر رجل من المسلمين .. نُعين لك من بيت مال المسلمين رجل بالإجرة يقودك إلى صلاة الفجر .. ثم يقول لهذا الرجل : وأنت أيها الرجل تذكر النية عندما تأتي إلى المسجد ..
في عام الرمادة والمجاعة الشديدة التي حدثت.. كان يدعو الله عزّ وجل ويقول :اللهم لا تهلك أمة محمد على يدي..
لدرجة أن الصحابة كانوا يدعون : يارب المجاعة تنتهي خشيةً على عمر..
كان لما يبعث البعوث (يرسل المجاهدين) وعندما يعلم بقرب وصول الرسل التي تأتي بأخبارالجيش فلا ينتظر بل يتجه إلى أبواب المدينة ويجلس ينتظر قدوم هؤلاء الرسل ليطمئن على أخبار المجاهدين..
حتى أنه في إحدى المعارك جاء رسول فوجد رجلاً يجلس على باب المدينة وكان بالطبع سيدنا عمر فقال له : ما أخبار الجيش هل انتصر
فرد الرسول : انتظر حتى أخبر أمير المؤمنين..
فدخل المدينة وعمر يتبعه ويقول له :بالله عليك أخبرني ..
فقال : أمرني الأمير أن لا أخبر إلاّ أمير المؤمنين..
لغاية أن وصل إلى المسجد وسيدنا عمر خلفه حتى قال له :أنا أمير المؤمنين ماالذي حدث ..
قال : انتصر المسلمون ..
فسجد لله شكراً وقال : اللهم لك الحمد ..
كان إذا تحرك إلى المدينة معه بعير يحمل عليه التمر والماء والزبيب حتى إذا قصده أي أحد لسؤال أو لأي مسألة كان يقول له : قبل أن تسألني .. كل أولاً .. اشرب أولاً أو اطعم أولاً ..
لنرى حرصه أيضاً كان يمشي في السوق كل ليلة ومعه بعير فكان يرفع الأشياء من على الأرض التي تركها أصحابها. حتى أن المسلمين كانوا يعلمون حرص سيدنا عمر ويقولون لبعضهم البعض : سيأتيكم به أمير المؤمنين ..(يقصدون الأشياء التي فقدت في السوق) ثم يوم الجمعة يحضر سيدنا عمر إلى السوق ومعه البعير محملاً عليه كل ما جمعه من السوق فيقف ويقول : أيها الناس أتعبتموني إلى متى أحمل عنكم أشياءكم التي تضيع منكم بالله عليكم حافظوا على أشياءكم ..
يدخل المكان الذي فيه الإبل للزكاة ويقول : هاتوا ورقة وقلم وعدوا معي إبل صغيرة وزنها كذا وإبل كبيرة وزنها وهكذا ..
فسيدنا علي بن أبي طالب ينظر إلى سيدنا عثمان بن عفان ويقول له هل سمعت قول الله عزّ وجل : إن خير من استأجرت القوي الأمين هذا هو القوي الأمين .. هذا هو القوي الأمين ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى