لا يخلو ذنبٌ من عقوبة .. فعلَى أي الذنوب تُعاقَب اليوم ؟!!
( فالذنب لا يخلو من عقوبة البتة ، ولكن لجهل العبد لا يشعر بما هو فيه من العقوبة ، لأنه بمنزلة السكران والمخدر والنائم الذي لا يشعر بالألم ، فإذا استيقظ وصحي أحس بالمؤلم .
فترتب العقوبات على الذنوب كترتب الإحراق علي النار ، والكسر على الانكسار ، والاغتراف على الماء ، وفساد البدن على السموم والأمراض للأسباب الجالبة لها .
وقد تقارن المضرة للذنب وقد تتأخر عنه ، إما يسيرًا وإما مدةً ، كما يتأخر المرض عن سببه أن يقارنه .
وكثيرًا ما يقع الغلط للعبد في هذا المقام ، ويذنب الذنب فلا يري أثره عقيبه ، ولا يدري أنه يعمل ؛ وعمله على التدريج شيئًا فشيئًا ،كما تعمل السموم والأشياءالضارة حذو القذة بالقذة .
فإن تدارك العبد نفسه بالأدوية والاستفراغ والحمية .. وإلا فهو صائر إلى الهلاك.
هذا إذا كان ذنبًا واحدًا لم يتداركه بما يزيل أثره !!
فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة والله المستعان ؟!! ) أهـ
ابن القيم رحمه الله .