[size=24
يقول الله في محكم اياته
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ (الرعد/38).
ويقول وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ (يس/68).
ويقول وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب/62).
والقائل أيضاً
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا المائده
أي بيّنت لكم شرائع دينكُمْ من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي
ويقول ﴿عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن/26-28]،
الله تعالى يبين لنا في القرآن أنه أتم الحجة على الناس برسله وأنه باختتام الرسل تمَّت حجة الله وانتهت:
قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/165)
فهذه الآيات تبيِّن بوضوح أن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهم وتعاليمهم،
وقد جاء نحو ذلك في الخطبة رقم 90 المعروفة باسم «خطبة الأشباح» في «نهج البلاغة» ونصه:
«فَأَهْبَطَهُ [أي آدم عليه السلام] بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ ولِيُقِيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ ولَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهِ ويَصِلُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ وبَلَغَ المَقْطَعَ عُذْرُهُ ونُذُرُهُ».
علي عليه السلام أيضاً اعتبر أن الأنبياء فقط هم الحجَّة
وقال:
نهج البلاغة، الخطبة 91.
«.. تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»
ويقول: «بَعَثَ الله رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ وجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ لِئَلا تَجِبَ الحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الإعْذَارِ إِلَيْهِمْ
نهج البلاغة، خطبة 144.
كما أنه يعتبر القرآن الكريم حجَّةً كافيةً ويقول في وصفه:
«وأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ ولَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وأَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الأعْمَالِ ومَكَارِهَهُ ونَوَاهِيَهُ وأَوَامِرَهُ وأَلْقَى إِلَيْكُمُ المَعْذِرَةَ واتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الحُجَّةَ»
( نهج البلاغة، خطبة 86.
، ويقول: «أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ومَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ»نهج البلاغة، خطبة 161.
، ويقول كذلك: «فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ وصَامِتٌ نَاطِقٌ حُجَّةُ الله عَلَى خَلْقِهِ نهج البلاغة، خطبة 183.
وفي أصول الكافي أيضاً ( ج 2 /ص606، ح 9 بسنده عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ فَإِنِّي مَسْئُولٌ وإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ إِنِّي مَسْئُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ وسُنَّتِي».
وكذلك جاء في بحار الأنوار (ج2 /ص301
«نقلاً عن كتاب المحاسن بسنده عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وأَمَرْتُكُمْ بِهِ »
(والحديث رواه الكُلَيْني في الكافي ج2 /ص74
تدعي الشيعه ان المهدي علي قيد الحياه وانه غائب وتستدل الشيعه علي ذكر أخبار المعمرين لرفع استبعاد المخالفين عن طول غيبة
ومن حقنا ان نسال
1-لا يمكن إثبات طول العمر بالقياس، فمثلاً هل يجوز أن نقول إنه لما كان عمر نوح ألف عام فلا بد أن يعيش يوسف ألف عام؟!.
2-في بداية خلق البشر كان عمر أكثر الناس طويلاً، ولكن هذا العمر بدأ يتناقص بالتدريج، فلا يمكن قياس عمر شخص في القرون الأخيرة على عمر من عاشوا قبل آلاف السنين. فمثلاً: معاصري حضرة نوح كان لهم جميعاً أعمار طويلة مثل نوح، ولذلك كانوا يعتبرونه بشراً مثلهم ويقولون ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ (المؤمنون/24)، إذْ لو كان عمر نوح ألف عام وعمر الآخرين سبعين عام لاستطاع أن يدعي أي شيء حتى الألوهية ولصدقه الناس. إضافة إلى ذلك، فإن أجساد أصحاب الأعمار الطويلة تختلف عن أجساد الناس في عصرنا
كما قال تعالى بشأن أجساد قوم عاد بعد إهلاكهم: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ (القمر/20)،
وقال أيضاً: ﴿فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ (الحاقة/7).
3-الأشخاص الذين ذكرت التواريخ أعمارهم الطويلة شاهدهم الناس،
فما علاقة ذلك بشخص لم يره الناس ولم يشاهدوه؟
4-كان قوم نوح وعاد وثمود وأنبيائهم أصحاب أعمار طويلة لكن ما علاقة ذلك بزماننا؟
5-وما الدليل على أن ما كان في الأزمنة السابقة لا بد أن يكون في الأزمنة اللاحقة؟! أوليس الله قادراً على أن يخلق شخصاً لإصلاح المفاسد دون حاجة إلى أن يبقيه حياً آلاف السنوات!
6-من يمتد به العمر كثيراً يهرم جسده وتضعف حواسه كما قال تعالى في سورة يس: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ (يس/68).
أجل، إن سنة الله جرت على أن من يطول عمره يمرض ويضعف في آخر العمر،
فإذا كنتم تريدون أن تثبتوا العمر المتطاول جداً للمهدي فعليكم أن تقبلوا عروض عوارض الشيخوخة والضعف عليه، لأن سنة الله لا تتغير، كما يقول سبحانه: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب/62).
اذن الذين يقولون بأن المهدي يعمّر آلاف السنين ويبقى شاباً وسالماً لا علم لهم بالقرآن الكريم.
7-كل من يعمر طويلاً يصبح له أولاد وأحفاد وأولاد أحفاد، فإذا كان المهدي حياً فعلاً فلا بد أن يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النكاح فيتزوج ويكون له بنين وحفدة، فأين هؤلاء الأولاد والأحفاد ومن رآهم؟
وإذا لم يتزوج واختار العزوبية يكون قد خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنن المرسلين ومثل هذا المهدي عمله غير مقبول ولا يستحق الإتباع. يقول تعالى في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ (الرعد/38).
إذن جميع القصص التي أوردها المجلسي وغيره من مراجع الشيعه ا من أن فلاناً عاش 300 عام وفلاناً 200 عام وفلاناً كذا من الأعوام لا تغني شيئاً ولا تصلح دليلاً على وجود المهدي
يؤيد ذلك أن الأئمة كانوا يرفضون فكرة بقاء أي إمام حياً وغيبته ليعود في المستقبل والتي بدأ بعض جماعات الشيعة يقولون بها منذ وقت باكر،
كالكيسانية الذين ادعوا مثل ذلك بحق محمد بن الحنفية،
وكالواقفة الذين ادعوا مثل ذلك بحق الإمام موسى بن جعفر (ع)
و الرواية التالية التي يرويها الكشي في رجاله (ص 458) عن الإمام الرضا (ع) تلقي الضوء على ذلك،
قال: «قلت للرضا (ع) جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت،
قال، قال كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.».).
هل من شيعي يبحث عن الحق ويترك التعصب لانه يغشي البصيره والعق ويجيب[/size]