بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
فرية إسلام الحمار يعفور :
صفحة 1 من اصل 1
فرية إسلام الحمار يعفور :
هذا هو الرد علي
فرية إسلام الحمار يعفور :
و" يَعْفُورُ " اسمٌ قد لا يعرفهُ كثيرٌ من أهلِ السنةِ ، وقد يعرفهُ
البعضُ على أنه اسمٌ من دوابِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم ، وهذا ربما
أمرٌ ليس فيه كبيرُ إشكالٍ ، فهناك أسماءٌ معروفةٌ لدوابِ النبي صلى اللهُ
عليه وسلاحهِ ذكرها الإمامُ ابنُ القيم في " زاد المعاد " (1/103 – 135)
فيمكن الرجوعُ إليها .
وقد ذكر الموتورون المهووسون في الفيلم
القبيح :" إن أول حيوان يؤمن بمحمد يقال له يعفور .. كما ذكروا خرافات
كثيرة ونسجوا حولها روايات باطلة بعف اللسان ذكرها والقلم كتابتها ..
وهذا ما لم يذكره أحد من العالمين , فلم يذكر أحد أن الحمار يعفور قد أمن
بمحمد حتي القصاص ورواة السير ولم نسمع بهذه الفرية إلا اليوم ..
هذا وافتراءاتُ أهلِ البدعِ والنصارى على أهلِ السنةِ والجماعةِ كثيرةٌ
جداً لا حصر لها ، ومن ذلك ما ينسبُ إلى أهلِ السنةِ من أن النبي صلى اللهُ
عليه وسلم تكلم مع حمارٍ يقالُ له : " يَعْفُورُ " ، وحصل نقاشٌ بينه وبين
الحمارِ " يَعْفُور " ، وهذا الأمرُ فعلهُ الشيعةُ انتقاماً من أهلِ
السنةِ عندما أخرجوا من كتبهم روايةً وهي :
جاء في " ( الكافي
1/184 ، كتاب الحجة : باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ) عن أمير
المؤمنين علي أنه قال : " إن أول شيء من الدواب توفي : هو عفير حمار رسول
الله توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قطع خطامه ثم مر يركض
حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره . قال : إن ذلك
الحمار كلّم رسول الله فقال : بأبي أنت وأمي ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده
عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال :
يخرج من صُلب هذا الحمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم . قال عفير : فالحمد
لله الذي جعلني ذلك الحمار" ..
قاموا ونبشوا وبحثوا ونقبوا في
كتبِ أهلِ السنة فوجدوا حديثاً تكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع
الحمارِ يعفور ، وكما تعرفون أننا أمةُ إسنادٍ ، لا نقبلُ بنسبةِ حديثٍ إلى
النبي صلى اللهُ عليه وسلم إلا بعد التأكدِ من صحةِ السندِ إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ، فقد بوب الإمامُ النووي في " صحيحِ مسلم " (1/14) فقال : "
بَاب بَيَان أَنَّ الْإِسْنَاد مِنْ الدِّين " ، وذكر مسلمٌ تحت هذا
البابِ آثاراً عن السلفِ نذكر منها :
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ : سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ
الْمُبَارَكِ يَقُولُ : " الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ ، وَلَوْلاَ
الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " .
وَقَالَ مُحمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي رَِزْمةَ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : " بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَومِ
الْقَوَائِمُ يَعْنِي: الإِسْنَادَ " .
قال الإمامُ النووي تعليقاً على
الأثر : " ومعنى هذا الكلام : إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه وإلاَّ
تركناه ، فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد ، كما لا يقوم الحيوان
بغير قوائم " .ا.هـ.
وفي هذا البحثِ سنقفُ مع تحقيقٍ للحديثِ المزعومِ
الذي وجدهُ الرافضةُ - زعموا - ، وظنوا أنهم يحتجون على أهلِ السنةِ بمثل
هذه الواهياتِ التي لا يعولُ على إسنادها كما سنبين .
نص الحديث :
عن أبي منظور : لما فتح اللهُ على نبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم خيبرَ؛ أصابهُ
من سهمهِ أربعةُ أزواج نعال ، وأربعةُ أزاوج خفاف ، وعشرُ أواقي ذهبٍ
وفضةٍ ، وحمارٌ أسودٌ . قال : فكلم النبي صلى اللهُ عليه وسلم الحمارَ ،
فقال له : ما اسمُك ؟ قال : يزيدُ بنُ شهابٍ ، أخرج اللهُ من نسلِ جدي
ستينَ حماراً ، كلهم لم يركبهم إلا نبي ، ولم يبق من نسلِ جدي غيري ، ولا
من الأنبياءِ غيرُك ، أتوقعك أن تركبني ، وكنتُ قبلك لرجلٍ من اليهودِ ،
وكنتُ أعثرُ به عمداً ، وكان يجيعُ بطني ويضربُ ظهري ، فقال له النبي صلى
اللهُ عليه وسلم : قد سميتك يعفوراً ، يا يعفورُ قال : لبيك . قال : أتشتهي
الإناث ؟ قال : لا ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته ؛
فإذا نزل عنه بعث به إلى بابِ الرجلِ ، فيأتي البابَ فيقرعُهُ برأسهِ ،
فإذا خرج إليه صاحبُ الدارِ ؛ أومأ إليه أن أجب رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه
وسلم . قال : فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام ؛ جاء إلى بئرٍ كانت
لأبي الهيثمِ بنِ التيهان ؛ فتردى فيها ، فصارت قبرهُ ؛ جزعاً منه على
رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم.
تخريجُ الحديثِ وكلامُ أهلِ العلمِ فيه :
أوردهُ ابنُ حبان في " المجروحين " (2/328) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو
جعفر ، وابنُ الجوزي في " الموضوعات " (555) وبوب عليه بقوله : " بابُ
تكليم حمارهِ يعفور " ، من طريقِ أبي حذيفةَ ، عن عبدِ اللهِ بنِ حبيب
الهذلي ، عن أبي عبد الرَّحمن السلميّ ، عن أبي منظور بِهِ ... فذكره .
قال ابنُ حبان بعد إيراده له : " وهذا حديثٌ لا أصل لهُ ، وإسنادهُ ليس
بشيءٍ ، لا يجوزُ الاحتجاجُ بهذا الشيخِ " .ا.هـ. يقصدُ محمد بن مَزْيَد
أبو جعفر .
وقال ابنُ الجوزي : " قال المصنفُ – يعني ابن الجوزي نفسه –
: هذا حديثٌ موضوعٌ فلعن اللهُ واضعهُ ، فإنه لم يقصد إلا القدحَ في
الإسلامِ ، والاستهزاءَ به . قال أبو حاتم ابنُ حبان : لا أصل لهذا الحديثِ
، وإسنادهُ ليس بشيءٍ . ولا يجوزُ الاحتجاجُ بمحمدِ بنِ مَزْيَد .ا.هـ.
وأوردهُ أيضا ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابةِ " (6/304) عند ترجمةِ الصحابي
أبي منظور وقال : " أخرجه أبو موسى ، وروى بإسنادٍ لهُ عن أبي منظور ... "
، فذكرهُ مختصراً ، ثم قال : " وأطال فيه أبو موسى وقال : " هذا حديثٌ
منكرٌ جداً إسناداً ومتناً ، لا أحلُ لأحدٍ أن يرويهِ عني إلا مع كلامي
عليهِ .ا.هـ.
ومقصودُ ابنِ الأثيرِ بأبي موسى هو المديني محمدُ
بنُ أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ ( ت 581) ترجم له الذهبي في " العبر " فقال
: " كان مع براعتهِ في الحفظِ والرجالِ صاحبُ ورعٍ وعبادةٍ وجلالةٍ وتقى "
.ا.هـ. ، وهو من اعتمد ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابة " على مؤلفهِ في
الصحابةِ فقال عنه : " وقد جمع الناسُ في أسمائهم – يقصد الصحابة – كتباً
كثيرةً ، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك
، واختلفت مقاصدهم فيها ، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان
أبو عبد الله بن منده ، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان ، والإمامُ
أبو عمر بن عبد البر القرطبي رضي الله عنهم ، وأجزل ثوابهم ... فلما نظرتُ
فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريقِ الآخر ، وقد ذكر
بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه ، وقد أتى بعدهم الحافظُ أبو موسى محمد بن أبي
بكر بن أبي عيسى الأصفهاني فاستدرك على ابنِ منده ما فاته في كتابه ، فجاء
تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتابِ ابنِ منده .ا.هـ.
وأورده أيضاً
الذهبي في " ميزان الاعتدال " (4/34 ) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو جعفر
وقال : " ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن أبي حُذيفة هذا الخبر الباطل ...
وذكره .ا.هـ.
وابن كثير في " البداية والنهاية " (6/158) وبوب له :
" حديثُ الحمارِ " وقال قبل ذكره للحديث : " وقد أنكرهُ غيرُ واحدٍ من
الحفاظِ الكبارِ ... فذكره .ا.هـ.
ونقل الحافظُ ابنُ حجرٍ في "
لسان الميزان " (5/426) الترجمة بنصها من كلامِ الذهبي ، وذكر الحديثَ
الحافظُ ايضاً في " الفتح " (6/70) وقال : " وَقِيلَ طَرَحَ نَفْسَهُ فِي
بِئْرِ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ اِبْن حَبَانِ فِي تَرْجَمَةِ
مُحَمَّد بْن مَرْثَد فِي اَلضُّعَفَاءِ وَفِيهِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى
اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنِمَهُ مِنْ خَيْبَرَ وَأَنَّهُ كَلَّمَ
اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ
كَانَ لِيَهُودِيٍّ وَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ جَدِّهِ سِتُّونَ حِمَارًا
لِرُكُوبِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ : وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي
وَأَنْتَ خَاتَمُ اَلْأَنْبِيَاءِ فَسَمَّاهُ يَعْفُورًا . وَكَانَ
يَرْكَبُهُ فِي حَاجَتِهِ وَيُرْسِلُهُ إِلَى اَلرَّجُلِ فَيَقْرَعُ
بَابَهُ بِرَأْسِهِ فَيَعْرِفُ أَنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ
اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى بِئْرِ أَبِي
اَلْهَيْثَم بْن اَلتِّيهَانِ فَتَرَدَّى فِيهَا فَصَارَتْ قَبْرَهُ "
قَالَ اِبْنُ حِبَّانَ : لَا أَصْلَ لَهُ وَلَيْسَ سَنَدُهُ بِشَيْء .ا.هـ. ،
وذكره أيضاً في " الإصابة " (12/32) عند ترجمة أبي منظور والسيوطي في "
الللآلى المصنوعة " (1/276) وقال : " موضوع : قال ابنُ حبان : لا أصل لهُ
وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد .ا.هـ.
وفي " الخصائص الكبرى " (2/64) " باب قصة الحمار " .
وابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/326) وتعقب السيوطي فقال : قلت : ذكره
السيوطي في " الخصائص " معزواً إلى تخريجِ ابنِ عساكر ، فلا أدري أغفل عن
كلامِ هذين الحافظين فيه ، أم تبين له أنه غيرُ موضوعٍ فغفل عن التعقبِ
عليها والله أعلم .ا.هـ. .
وحكم الشوكاني في " الفوائد المجموعة " (324) ، والألباني في " الضعيفة " (5405) عليه بالوضعِ .
وقد جاء الحديثُ من طريقٍ آخر أورده الحافظُ ابنُ كثيرٍ في " البدايةِ
والنهايةِ " (6/11 - 12) فقال : وقال الحافظُ أبو نعيم في كتابِ " دلائل
النبوة " : ثنا أبو بكر أحمدُ بنُ محمد بن موسى العنبري ، ثنا أحمدُ بنُ
محمدِ بنِ يوسف ، ثنا إبراهيمُ بنُ سويد الجذوعي ، حدثني عبد الله بن أذين
الطائي ، عن ثورِ بنِ يزيد ، عن خالدِ بنِ معدان ، عن معاذِ بنِ جبل قال :
أتى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بخيبر حمارٌ أسودٌ فوقف بين يديه
فقال : من أنت ؟ قال : أنا عمرو بن فلان ، كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا
الأنبياء ، وأنا أصغرهم وكنت لك ، فملكني رجلٌ من اليهود فكنت إذا ذكرتك
كبوتُ به فيوجعني ضرباً . فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : فأنت
يعفور .
قال الحافظُ ابن كثيرٍِ عقب إيراده للحديث : " هذا حديثٌ غريبٌ جداً " .ا.هـ.
قال ابنُ كثيرٍ في موضعٍ آخر في " البدايةِ والنهايةِ " (6/295) : وهذا
الحديثُ فيه نكارةٌ شديدةٌ ولا يحتاجُ إلى ذكره مع ما تقدَّم من الأحاديثِ
الصَّحيحةِ التي فيه غنية عنه . وقد روى على غير هذه الصِّفة وقد نص على
نكارته ابن أبي حاتم عن أبيه والله أعلم .ا.هـ.
يقصدُ الحافظُ ابنُ
كثيرٍ روايةَ أبي منظور السابقةِ ، وربما وهم الحافظُ ابنُ كثيرٍ عندما ذكر
ابنَ أبي حاتم عن أبيه ، , وإنما هو أبو حاتم ابن حبان صاحبُ الصحيحِ ،
وليس أبو حاتم الرازي . والله أعلم
والحديث فيه علتان :
.
العلةُ الأولى : فيه عبد اللهٌ بن أُذين الطائي ، ذكره الذهبي في " الميزان
(2/391) وقال : عن ثورِ بنِ يزيد . قال ابنُ حبان : ... حدثنا بنسخةٍ لا
يحل ذكرها .ا.هـ.
وقال الحافظُ ابن حجر في " اللسان " (3/321) : وقال
ابنُ عدي : هو عبد الله بن عطارد بن أُذينة الطائي البصري ، منكرُ الحديث
... وقال الحاكم والنقاش : روى أحاديث موضوعة . وقال الدارقطني : متروك
الحديث .ا.هـز
العلة الثانية : الانقطاع بين خالدِ بنِ معدان
ومعاذِ بن جبل . قال ابن أبي حاتم في " المراسيل " ( ص 52) : وسمعته – يعني
والده أبا حاتم - : خالدُ بنُ معدان عن معاذِ بنِ جبل مرسلٌ ، لم يسمع منه
، وربما كان بينهما اثنان .ا.هـ.
أحاديث أخري ورد فيها ذكر :" يعفور"
عن ابنِ عباس قال : كان له سيف قائمته من فضة ، وقبيعته من فضة ، وكان
يسمى ذا الفقار ، وكانت له قوس تسمى السداد ، وكانت له كنانة تسمى الجمع ،
وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول ، وكانت له حربة تسمى النبعاء ،
وكان له مجن يمسى الذقن ، وكان له ترس أبيض يسمى الموجز ، وكان له فرس
أدهم يسمى السكب ، وكان له سرج يسمى الداج ، وكانت له بغلة شهباء يقال لها :
دلدل ، وكانت له ناقة تسمى القصواء ، وكان له حمار يسمى يعفور ، وكان له
بساط يسمى الكز ، وكانت له عنزة تسمى النمر ، وكانت له ركوة تسمى الصادر ،
وكانت له مرآة تسمى المدلة ، وكان له مقراض يسمى الجامع ، وكان له قضيب
شوحط يسمى الممشوق .
قال العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (4225) : موضوع .
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان ناقته تسمى : الغضباء ، و بغلته : الشهباء ، و حماره : يعفور ، و جاريته : خضرة .
قال العلامة الألباني في " الضعيفة " (9/237 – 238) : قلت : وهذا إسنادٌ
مرسلٌ ، ورجالهُ ثقاتٌ .ا.هـ. ، وحكم بضعفه في " ضعيف الجامع " (4489) .
من دوابِ النبي صلى الله عليه وسلم " عُفَيْر " :
جاء ذكرُ الحمار عفير في عدة أحاديث أصحها ما يلي :
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ : عُفَيْرٌ ،
فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ؛ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ
وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ
يَعْبُدُوهُ ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ : لَا
تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا .
أخرجه البخاري (2856) وبوب له البخاري : " اسم الفرسِ والحمارِ " ، ومسلم (49) .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (6/70) : عُفَيْر : بِالْمُهْمَلَةِ
وَالْفَاء مُصَغَّر مَأْخُوذ مِنْ اَلْعَفْرِ ، وَهُوَ لَوْنُ اَلتُّرَابِ
كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلَوْنِهِ وَالْعُفْرَةِ حُمْرَة يُخَالِطُهَا
بَيَاض ، وَهُوَ تَصْغِيرُ أَعْفَرَ أَخْرَجُوهُ عَنْ بِنَاءِ أَصْلِهِ
كَمَا قَالُوا : سُوَيْد فِي تَصْغِيرِ أَسْوَدَ ، وَوَهَمَ مَنْ ضَبَطَهُ
بِالْغَيْنِ اَلْمُعْجَمَةِ ، وَهُوَ غَيْرُ اَلْحِمَارِ اَلْآخَرِ
اَلَّذِي يُقَالُ لَهُ : يَعْفُورُ وَزَعَمَ اِبْن عَبْدُوس أَنَّهُمَا
وَاحِد ، وَقَوَّاهُ صَاحِبُ اَلْهَدْيِ ، وَرَدَّه اَلدِّمْيَاطِيّ
فَقَالَ : عُفَيْرٌ أَهْدَاهُ اَلْمُقَوْقِس ، وَيَعْفُورُ أَهْدَاهُ
فَرْوَة بْن عَمْرو وَقِيلَ بِالْعَكْسِ .
وَيَعْفُور : بِسُكُونِ
اَلْمُهْمِلَةِ ، وَضَمِّ اَلْفَاءِ هُوَ اِسْمُ وَلَد اَلظَّبْي كَأَنَّهُ
سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ . قَالَ اَلْوَاقِدِيُّ : نَفَقَ يَعْفُور
مُنْصَرَف اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّةِ
اَلْوَدَاعِ وَبِهِ جَزَمَ اَلنَّوَوِيُّ عَنْ اِبْنِ اَلصَّلَاحِ .ا.هـ.
وقال أيضاً (6/69) : قوله : " باب اسم الفرس والحمار " أي مشروعية
تسميتهما ، وكذا غيرهما من الدواب بأسماء تخصها غير أسماء أجناسها . وقد
اعتنى من ألف في السيرة النبوية بسرد أسماء ما ورد في الأخبار من خيله صلى
الله عليه وسلم وغير ذلك من دوابه ، وفي الأحاديث الواردة في هذا الباب ما
يقوي قول من ذكر أنساب بعض الخيول العربية الأصيلة لأن الأسماء توضع
للتمييز بين أفراد الجنس .ا.هـ.
و الحمار يعفور قد اختلفت رواة السيرة في أنه قد أهدي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ممن ؟..
فقيل أهدي له "فروة بن عمرو الجذامي" حمار يقال له يعفور فوهب البغلة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. (عيون الأثر (2/ 410).
وقيل زامل بن عمرو فعن الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن زامل بن عمرو ،
قال : أهدى فروة بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلة يقال لها فضة ؛
فوهبها لأبي بكر ، وحماره يعفور ؛ فنفق منصرفه من حجة الوداع .( تاريخ
الرسل والملوك (2/ 104 ).
وقيل : أهداها إليه المقوقس ومعها
جاريتها سيرين وألف مثقال وعشرون ثوبا من قباطى مصر والبغلة الشهباء دلدل
وحمار أشهب قال له يعفور أو عفير وخصى يسمى ما بور (عيون الأثر (2/ 395).
وقيل :"وكان له حمار يقال له: يعفور"، (السيرة النبوية لابن كثير (4/ 714).
وقد ورد في الكامل :"كانت له دلدل، وهي أول بغلة رؤيت في الإسلام، أهداها
له المقوقس ومعها حمار اسمه عفير، وبقيت البغلة إلى زمن معاوية، وأهدى له
فروة بن عمرة بغلة يقال لها فضة، فوهبها لأبي بكر، وحماره يعفور بقي بعد
منصرفه من حجة الوداع. ولو أوردناها بألفاظها وأسانيدها لطال الفصل والله
أعلم. (الكامل في التاريخ (1/ 354).
فأما ما ذكره القاضى عياض بن
موسى السبتى في كتابه الشفا، وذكره قبل إمام الحرمين في كتابه الكبير في
أصول الدين وغيرهما أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يسمى زياد
بن شهاب، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثه ليطلب له بعض أصحابه
فيجئ إلى باب أحدهم فيقعقعه فيعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبه،
وأنه ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم أنه سلالة سبعين حماراً كل منها ركبه
نبى، وأنه لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب فتردى في بئر فمات،
فهو حديث لا يعرف له إسناد بالكلية، وقد أنكره غير واحد من الحفاظ منهم
عبدالرحمن بن أبى حاتم وأبوه رحمهما الله، وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا
الحجاج المزى رحمه الله ينكره غير مرة إنكارا شديدا.
وقال الحافظ
أبو نعيم في كتاب دلائل النبوة: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى
العنبري، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا إبراهيم بن سويد الجذوعى،
حدثني عبدالله بن أذين الطائي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ
بن جبل قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر حمار أسود فوقف بين
يديه، فقال: من أنت ؟ قال: أنا عمرو بن فلان، كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا
الأنبياء وأنا أصغرهم، وكنت لك فملكني رجل من اليهود، فكنت إذا ذكرتك كبوت
به فيوجعني ضربا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنت يعفور. (هذا
حديث غريب جدا. السيرة النبوية لابن كثير (4/ 717).
ولم تذكر أي رواية من الروايات الصحيحة أن هذا الحمار أو أي حمار أمن برسول الله صلي الله عليه وسلم أو أسلم مطلقاً :
أما من ناحية افتراءهم علي الرسول هذه الفرية واتهامهم له ذلك الاتهام
فإنهم جهلاء موتورون بلهاء ..فإذا كانوا بزعمهم قالوا أنه قد أسلمت له
الحيوانات وأمنت به فماذا بأعجب من هؤلاء الجهلاء أن يتطاولوا عليه ويسبونه
وهم من يدعون العقل والمدنية والتقدم ..فهم بصنيعهم القبيح هذا لم يصلوا
إلي درجة البهيمية "فأولئك كالأنعام بل هم أضل "
كما قال تعالي
:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ
بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ". (الأعراف: 179).
فرية إسلام الحمار يعفور :
و" يَعْفُورُ " اسمٌ قد لا يعرفهُ كثيرٌ من أهلِ السنةِ ، وقد يعرفهُ
البعضُ على أنه اسمٌ من دوابِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم ، وهذا ربما
أمرٌ ليس فيه كبيرُ إشكالٍ ، فهناك أسماءٌ معروفةٌ لدوابِ النبي صلى اللهُ
عليه وسلاحهِ ذكرها الإمامُ ابنُ القيم في " زاد المعاد " (1/103 – 135)
فيمكن الرجوعُ إليها .
وقد ذكر الموتورون المهووسون في الفيلم
القبيح :" إن أول حيوان يؤمن بمحمد يقال له يعفور .. كما ذكروا خرافات
كثيرة ونسجوا حولها روايات باطلة بعف اللسان ذكرها والقلم كتابتها ..
وهذا ما لم يذكره أحد من العالمين , فلم يذكر أحد أن الحمار يعفور قد أمن
بمحمد حتي القصاص ورواة السير ولم نسمع بهذه الفرية إلا اليوم ..
هذا وافتراءاتُ أهلِ البدعِ والنصارى على أهلِ السنةِ والجماعةِ كثيرةٌ
جداً لا حصر لها ، ومن ذلك ما ينسبُ إلى أهلِ السنةِ من أن النبي صلى اللهُ
عليه وسلم تكلم مع حمارٍ يقالُ له : " يَعْفُورُ " ، وحصل نقاشٌ بينه وبين
الحمارِ " يَعْفُور " ، وهذا الأمرُ فعلهُ الشيعةُ انتقاماً من أهلِ
السنةِ عندما أخرجوا من كتبهم روايةً وهي :
جاء في " ( الكافي
1/184 ، كتاب الحجة : باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ) عن أمير
المؤمنين علي أنه قال : " إن أول شيء من الدواب توفي : هو عفير حمار رسول
الله توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قطع خطامه ثم مر يركض
حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره . قال : إن ذلك
الحمار كلّم رسول الله فقال : بأبي أنت وأمي ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده
عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال :
يخرج من صُلب هذا الحمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم . قال عفير : فالحمد
لله الذي جعلني ذلك الحمار" ..
قاموا ونبشوا وبحثوا ونقبوا في
كتبِ أهلِ السنة فوجدوا حديثاً تكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع
الحمارِ يعفور ، وكما تعرفون أننا أمةُ إسنادٍ ، لا نقبلُ بنسبةِ حديثٍ إلى
النبي صلى اللهُ عليه وسلم إلا بعد التأكدِ من صحةِ السندِ إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ، فقد بوب الإمامُ النووي في " صحيحِ مسلم " (1/14) فقال : "
بَاب بَيَان أَنَّ الْإِسْنَاد مِنْ الدِّين " ، وذكر مسلمٌ تحت هذا
البابِ آثاراً عن السلفِ نذكر منها :
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ : سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ
الْمُبَارَكِ يَقُولُ : " الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ ، وَلَوْلاَ
الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " .
وَقَالَ مُحمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي رَِزْمةَ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : " بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَومِ
الْقَوَائِمُ يَعْنِي: الإِسْنَادَ " .
قال الإمامُ النووي تعليقاً على
الأثر : " ومعنى هذا الكلام : إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه وإلاَّ
تركناه ، فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد ، كما لا يقوم الحيوان
بغير قوائم " .ا.هـ.
وفي هذا البحثِ سنقفُ مع تحقيقٍ للحديثِ المزعومِ
الذي وجدهُ الرافضةُ - زعموا - ، وظنوا أنهم يحتجون على أهلِ السنةِ بمثل
هذه الواهياتِ التي لا يعولُ على إسنادها كما سنبين .
نص الحديث :
عن أبي منظور : لما فتح اللهُ على نبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم خيبرَ؛ أصابهُ
من سهمهِ أربعةُ أزواج نعال ، وأربعةُ أزاوج خفاف ، وعشرُ أواقي ذهبٍ
وفضةٍ ، وحمارٌ أسودٌ . قال : فكلم النبي صلى اللهُ عليه وسلم الحمارَ ،
فقال له : ما اسمُك ؟ قال : يزيدُ بنُ شهابٍ ، أخرج اللهُ من نسلِ جدي
ستينَ حماراً ، كلهم لم يركبهم إلا نبي ، ولم يبق من نسلِ جدي غيري ، ولا
من الأنبياءِ غيرُك ، أتوقعك أن تركبني ، وكنتُ قبلك لرجلٍ من اليهودِ ،
وكنتُ أعثرُ به عمداً ، وكان يجيعُ بطني ويضربُ ظهري ، فقال له النبي صلى
اللهُ عليه وسلم : قد سميتك يعفوراً ، يا يعفورُ قال : لبيك . قال : أتشتهي
الإناث ؟ قال : لا ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته ؛
فإذا نزل عنه بعث به إلى بابِ الرجلِ ، فيأتي البابَ فيقرعُهُ برأسهِ ،
فإذا خرج إليه صاحبُ الدارِ ؛ أومأ إليه أن أجب رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه
وسلم . قال : فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام ؛ جاء إلى بئرٍ كانت
لأبي الهيثمِ بنِ التيهان ؛ فتردى فيها ، فصارت قبرهُ ؛ جزعاً منه على
رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم.
تخريجُ الحديثِ وكلامُ أهلِ العلمِ فيه :
أوردهُ ابنُ حبان في " المجروحين " (2/328) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو
جعفر ، وابنُ الجوزي في " الموضوعات " (555) وبوب عليه بقوله : " بابُ
تكليم حمارهِ يعفور " ، من طريقِ أبي حذيفةَ ، عن عبدِ اللهِ بنِ حبيب
الهذلي ، عن أبي عبد الرَّحمن السلميّ ، عن أبي منظور بِهِ ... فذكره .
قال ابنُ حبان بعد إيراده له : " وهذا حديثٌ لا أصل لهُ ، وإسنادهُ ليس
بشيءٍ ، لا يجوزُ الاحتجاجُ بهذا الشيخِ " .ا.هـ. يقصدُ محمد بن مَزْيَد
أبو جعفر .
وقال ابنُ الجوزي : " قال المصنفُ – يعني ابن الجوزي نفسه –
: هذا حديثٌ موضوعٌ فلعن اللهُ واضعهُ ، فإنه لم يقصد إلا القدحَ في
الإسلامِ ، والاستهزاءَ به . قال أبو حاتم ابنُ حبان : لا أصل لهذا الحديثِ
، وإسنادهُ ليس بشيءٍ . ولا يجوزُ الاحتجاجُ بمحمدِ بنِ مَزْيَد .ا.هـ.
وأوردهُ أيضا ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابةِ " (6/304) عند ترجمةِ الصحابي
أبي منظور وقال : " أخرجه أبو موسى ، وروى بإسنادٍ لهُ عن أبي منظور ... "
، فذكرهُ مختصراً ، ثم قال : " وأطال فيه أبو موسى وقال : " هذا حديثٌ
منكرٌ جداً إسناداً ومتناً ، لا أحلُ لأحدٍ أن يرويهِ عني إلا مع كلامي
عليهِ .ا.هـ.
ومقصودُ ابنِ الأثيرِ بأبي موسى هو المديني محمدُ
بنُ أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ ( ت 581) ترجم له الذهبي في " العبر " فقال
: " كان مع براعتهِ في الحفظِ والرجالِ صاحبُ ورعٍ وعبادةٍ وجلالةٍ وتقى "
.ا.هـ. ، وهو من اعتمد ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابة " على مؤلفهِ في
الصحابةِ فقال عنه : " وقد جمع الناسُ في أسمائهم – يقصد الصحابة – كتباً
كثيرةً ، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك
، واختلفت مقاصدهم فيها ، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان
أبو عبد الله بن منده ، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان ، والإمامُ
أبو عمر بن عبد البر القرطبي رضي الله عنهم ، وأجزل ثوابهم ... فلما نظرتُ
فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريقِ الآخر ، وقد ذكر
بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه ، وقد أتى بعدهم الحافظُ أبو موسى محمد بن أبي
بكر بن أبي عيسى الأصفهاني فاستدرك على ابنِ منده ما فاته في كتابه ، فجاء
تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتابِ ابنِ منده .ا.هـ.
وأورده أيضاً
الذهبي في " ميزان الاعتدال " (4/34 ) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو جعفر
وقال : " ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن أبي حُذيفة هذا الخبر الباطل ...
وذكره .ا.هـ.
وابن كثير في " البداية والنهاية " (6/158) وبوب له :
" حديثُ الحمارِ " وقال قبل ذكره للحديث : " وقد أنكرهُ غيرُ واحدٍ من
الحفاظِ الكبارِ ... فذكره .ا.هـ.
ونقل الحافظُ ابنُ حجرٍ في "
لسان الميزان " (5/426) الترجمة بنصها من كلامِ الذهبي ، وذكر الحديثَ
الحافظُ ايضاً في " الفتح " (6/70) وقال : " وَقِيلَ طَرَحَ نَفْسَهُ فِي
بِئْرِ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ اِبْن حَبَانِ فِي تَرْجَمَةِ
مُحَمَّد بْن مَرْثَد فِي اَلضُّعَفَاءِ وَفِيهِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى
اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنِمَهُ مِنْ خَيْبَرَ وَأَنَّهُ كَلَّمَ
اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ
كَانَ لِيَهُودِيٍّ وَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ جَدِّهِ سِتُّونَ حِمَارًا
لِرُكُوبِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ : وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي
وَأَنْتَ خَاتَمُ اَلْأَنْبِيَاءِ فَسَمَّاهُ يَعْفُورًا . وَكَانَ
يَرْكَبُهُ فِي حَاجَتِهِ وَيُرْسِلُهُ إِلَى اَلرَّجُلِ فَيَقْرَعُ
بَابَهُ بِرَأْسِهِ فَيَعْرِفُ أَنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ
اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى بِئْرِ أَبِي
اَلْهَيْثَم بْن اَلتِّيهَانِ فَتَرَدَّى فِيهَا فَصَارَتْ قَبْرَهُ "
قَالَ اِبْنُ حِبَّانَ : لَا أَصْلَ لَهُ وَلَيْسَ سَنَدُهُ بِشَيْء .ا.هـ. ،
وذكره أيضاً في " الإصابة " (12/32) عند ترجمة أبي منظور والسيوطي في "
الللآلى المصنوعة " (1/276) وقال : " موضوع : قال ابنُ حبان : لا أصل لهُ
وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد .ا.هـ.
وفي " الخصائص الكبرى " (2/64) " باب قصة الحمار " .
وابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/326) وتعقب السيوطي فقال : قلت : ذكره
السيوطي في " الخصائص " معزواً إلى تخريجِ ابنِ عساكر ، فلا أدري أغفل عن
كلامِ هذين الحافظين فيه ، أم تبين له أنه غيرُ موضوعٍ فغفل عن التعقبِ
عليها والله أعلم .ا.هـ. .
وحكم الشوكاني في " الفوائد المجموعة " (324) ، والألباني في " الضعيفة " (5405) عليه بالوضعِ .
وقد جاء الحديثُ من طريقٍ آخر أورده الحافظُ ابنُ كثيرٍ في " البدايةِ
والنهايةِ " (6/11 - 12) فقال : وقال الحافظُ أبو نعيم في كتابِ " دلائل
النبوة " : ثنا أبو بكر أحمدُ بنُ محمد بن موسى العنبري ، ثنا أحمدُ بنُ
محمدِ بنِ يوسف ، ثنا إبراهيمُ بنُ سويد الجذوعي ، حدثني عبد الله بن أذين
الطائي ، عن ثورِ بنِ يزيد ، عن خالدِ بنِ معدان ، عن معاذِ بنِ جبل قال :
أتى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بخيبر حمارٌ أسودٌ فوقف بين يديه
فقال : من أنت ؟ قال : أنا عمرو بن فلان ، كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا
الأنبياء ، وأنا أصغرهم وكنت لك ، فملكني رجلٌ من اليهود فكنت إذا ذكرتك
كبوتُ به فيوجعني ضرباً . فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : فأنت
يعفور .
قال الحافظُ ابن كثيرٍِ عقب إيراده للحديث : " هذا حديثٌ غريبٌ جداً " .ا.هـ.
قال ابنُ كثيرٍ في موضعٍ آخر في " البدايةِ والنهايةِ " (6/295) : وهذا
الحديثُ فيه نكارةٌ شديدةٌ ولا يحتاجُ إلى ذكره مع ما تقدَّم من الأحاديثِ
الصَّحيحةِ التي فيه غنية عنه . وقد روى على غير هذه الصِّفة وقد نص على
نكارته ابن أبي حاتم عن أبيه والله أعلم .ا.هـ.
يقصدُ الحافظُ ابنُ
كثيرٍ روايةَ أبي منظور السابقةِ ، وربما وهم الحافظُ ابنُ كثيرٍ عندما ذكر
ابنَ أبي حاتم عن أبيه ، , وإنما هو أبو حاتم ابن حبان صاحبُ الصحيحِ ،
وليس أبو حاتم الرازي . والله أعلم
والحديث فيه علتان :
.
العلةُ الأولى : فيه عبد اللهٌ بن أُذين الطائي ، ذكره الذهبي في " الميزان
(2/391) وقال : عن ثورِ بنِ يزيد . قال ابنُ حبان : ... حدثنا بنسخةٍ لا
يحل ذكرها .ا.هـ.
وقال الحافظُ ابن حجر في " اللسان " (3/321) : وقال
ابنُ عدي : هو عبد الله بن عطارد بن أُذينة الطائي البصري ، منكرُ الحديث
... وقال الحاكم والنقاش : روى أحاديث موضوعة . وقال الدارقطني : متروك
الحديث .ا.هـز
العلة الثانية : الانقطاع بين خالدِ بنِ معدان
ومعاذِ بن جبل . قال ابن أبي حاتم في " المراسيل " ( ص 52) : وسمعته – يعني
والده أبا حاتم - : خالدُ بنُ معدان عن معاذِ بنِ جبل مرسلٌ ، لم يسمع منه
، وربما كان بينهما اثنان .ا.هـ.
أحاديث أخري ورد فيها ذكر :" يعفور"
عن ابنِ عباس قال : كان له سيف قائمته من فضة ، وقبيعته من فضة ، وكان
يسمى ذا الفقار ، وكانت له قوس تسمى السداد ، وكانت له كنانة تسمى الجمع ،
وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول ، وكانت له حربة تسمى النبعاء ،
وكان له مجن يمسى الذقن ، وكان له ترس أبيض يسمى الموجز ، وكان له فرس
أدهم يسمى السكب ، وكان له سرج يسمى الداج ، وكانت له بغلة شهباء يقال لها :
دلدل ، وكانت له ناقة تسمى القصواء ، وكان له حمار يسمى يعفور ، وكان له
بساط يسمى الكز ، وكانت له عنزة تسمى النمر ، وكانت له ركوة تسمى الصادر ،
وكانت له مرآة تسمى المدلة ، وكان له مقراض يسمى الجامع ، وكان له قضيب
شوحط يسمى الممشوق .
قال العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (4225) : موضوع .
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان ناقته تسمى : الغضباء ، و بغلته : الشهباء ، و حماره : يعفور ، و جاريته : خضرة .
قال العلامة الألباني في " الضعيفة " (9/237 – 238) : قلت : وهذا إسنادٌ
مرسلٌ ، ورجالهُ ثقاتٌ .ا.هـ. ، وحكم بضعفه في " ضعيف الجامع " (4489) .
من دوابِ النبي صلى الله عليه وسلم " عُفَيْر " :
جاء ذكرُ الحمار عفير في عدة أحاديث أصحها ما يلي :
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ : عُفَيْرٌ ،
فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ؛ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ
وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ
يَعْبُدُوهُ ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ : لَا
تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا .
أخرجه البخاري (2856) وبوب له البخاري : " اسم الفرسِ والحمارِ " ، ومسلم (49) .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (6/70) : عُفَيْر : بِالْمُهْمَلَةِ
وَالْفَاء مُصَغَّر مَأْخُوذ مِنْ اَلْعَفْرِ ، وَهُوَ لَوْنُ اَلتُّرَابِ
كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلَوْنِهِ وَالْعُفْرَةِ حُمْرَة يُخَالِطُهَا
بَيَاض ، وَهُوَ تَصْغِيرُ أَعْفَرَ أَخْرَجُوهُ عَنْ بِنَاءِ أَصْلِهِ
كَمَا قَالُوا : سُوَيْد فِي تَصْغِيرِ أَسْوَدَ ، وَوَهَمَ مَنْ ضَبَطَهُ
بِالْغَيْنِ اَلْمُعْجَمَةِ ، وَهُوَ غَيْرُ اَلْحِمَارِ اَلْآخَرِ
اَلَّذِي يُقَالُ لَهُ : يَعْفُورُ وَزَعَمَ اِبْن عَبْدُوس أَنَّهُمَا
وَاحِد ، وَقَوَّاهُ صَاحِبُ اَلْهَدْيِ ، وَرَدَّه اَلدِّمْيَاطِيّ
فَقَالَ : عُفَيْرٌ أَهْدَاهُ اَلْمُقَوْقِس ، وَيَعْفُورُ أَهْدَاهُ
فَرْوَة بْن عَمْرو وَقِيلَ بِالْعَكْسِ .
وَيَعْفُور : بِسُكُونِ
اَلْمُهْمِلَةِ ، وَضَمِّ اَلْفَاءِ هُوَ اِسْمُ وَلَد اَلظَّبْي كَأَنَّهُ
سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ . قَالَ اَلْوَاقِدِيُّ : نَفَقَ يَعْفُور
مُنْصَرَف اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّةِ
اَلْوَدَاعِ وَبِهِ جَزَمَ اَلنَّوَوِيُّ عَنْ اِبْنِ اَلصَّلَاحِ .ا.هـ.
وقال أيضاً (6/69) : قوله : " باب اسم الفرس والحمار " أي مشروعية
تسميتهما ، وكذا غيرهما من الدواب بأسماء تخصها غير أسماء أجناسها . وقد
اعتنى من ألف في السيرة النبوية بسرد أسماء ما ورد في الأخبار من خيله صلى
الله عليه وسلم وغير ذلك من دوابه ، وفي الأحاديث الواردة في هذا الباب ما
يقوي قول من ذكر أنساب بعض الخيول العربية الأصيلة لأن الأسماء توضع
للتمييز بين أفراد الجنس .ا.هـ.
و الحمار يعفور قد اختلفت رواة السيرة في أنه قد أهدي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ممن ؟..
فقيل أهدي له "فروة بن عمرو الجذامي" حمار يقال له يعفور فوهب البغلة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. (عيون الأثر (2/ 410).
وقيل زامل بن عمرو فعن الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن زامل بن عمرو ،
قال : أهدى فروة بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلة يقال لها فضة ؛
فوهبها لأبي بكر ، وحماره يعفور ؛ فنفق منصرفه من حجة الوداع .( تاريخ
الرسل والملوك (2/ 104 ).
وقيل : أهداها إليه المقوقس ومعها
جاريتها سيرين وألف مثقال وعشرون ثوبا من قباطى مصر والبغلة الشهباء دلدل
وحمار أشهب قال له يعفور أو عفير وخصى يسمى ما بور (عيون الأثر (2/ 395).
وقيل :"وكان له حمار يقال له: يعفور"، (السيرة النبوية لابن كثير (4/ 714).
وقد ورد في الكامل :"كانت له دلدل، وهي أول بغلة رؤيت في الإسلام، أهداها
له المقوقس ومعها حمار اسمه عفير، وبقيت البغلة إلى زمن معاوية، وأهدى له
فروة بن عمرة بغلة يقال لها فضة، فوهبها لأبي بكر، وحماره يعفور بقي بعد
منصرفه من حجة الوداع. ولو أوردناها بألفاظها وأسانيدها لطال الفصل والله
أعلم. (الكامل في التاريخ (1/ 354).
فأما ما ذكره القاضى عياض بن
موسى السبتى في كتابه الشفا، وذكره قبل إمام الحرمين في كتابه الكبير في
أصول الدين وغيرهما أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يسمى زياد
بن شهاب، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثه ليطلب له بعض أصحابه
فيجئ إلى باب أحدهم فيقعقعه فيعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبه،
وأنه ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم أنه سلالة سبعين حماراً كل منها ركبه
نبى، وأنه لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب فتردى في بئر فمات،
فهو حديث لا يعرف له إسناد بالكلية، وقد أنكره غير واحد من الحفاظ منهم
عبدالرحمن بن أبى حاتم وأبوه رحمهما الله، وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا
الحجاج المزى رحمه الله ينكره غير مرة إنكارا شديدا.
وقال الحافظ
أبو نعيم في كتاب دلائل النبوة: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى
العنبري، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا إبراهيم بن سويد الجذوعى،
حدثني عبدالله بن أذين الطائي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ
بن جبل قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر حمار أسود فوقف بين
يديه، فقال: من أنت ؟ قال: أنا عمرو بن فلان، كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا
الأنبياء وأنا أصغرهم، وكنت لك فملكني رجل من اليهود، فكنت إذا ذكرتك كبوت
به فيوجعني ضربا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنت يعفور. (هذا
حديث غريب جدا. السيرة النبوية لابن كثير (4/ 717).
ولم تذكر أي رواية من الروايات الصحيحة أن هذا الحمار أو أي حمار أمن برسول الله صلي الله عليه وسلم أو أسلم مطلقاً :
أما من ناحية افتراءهم علي الرسول هذه الفرية واتهامهم له ذلك الاتهام
فإنهم جهلاء موتورون بلهاء ..فإذا كانوا بزعمهم قالوا أنه قد أسلمت له
الحيوانات وأمنت به فماذا بأعجب من هؤلاء الجهلاء أن يتطاولوا عليه ويسبونه
وهم من يدعون العقل والمدنية والتقدم ..فهم بصنيعهم القبيح هذا لم يصلوا
إلي درجة البهيمية "فأولئك كالأنعام بل هم أضل "
كما قال تعالي
:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ
بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ". (الأعراف: 179).
مواضيع مماثلة
» تبرئة الصحابي معاوية من فرية أمره لعن الإمام علي على المنابر،،
» لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟؟؟
» ]إسلام عمر بن الخطاب
» حسن إسلام المرء:-
» وقفة مع إسلام عكرمة بن أبي جهل
» لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟؟؟
» ]إسلام عمر بن الخطاب
» حسن إسلام المرء:-
» وقفة مع إسلام عكرمة بن أبي جهل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin