بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
النية في بر الوالدين
صفحة 1 من اصل 1
النية في بر الوالدين
النية في بر الوالدين
البر إسم جامع
للخير، ويأتي بمعنى الإحسان إلى الوالدين والأقربين، كما يأتي بمعنى
الصلة، وهو في استعمال الشرع: كلمة جامعة لكل أصناف الخير.
والبر درجة من أعلى الدرجات، فلا يصل إليها المسلم إلا بعد مجاهدة للنفس وإيثار ..
ومن
أوجب البر الإحسان إلى الأقرب فالأقرب، وليس أقرب من الوالدين، وقد أمرنا
الله تعالى بالإحسان إليهما، ومصاحبتهما بالمعروف، وبشكرهما والاعتراف
بحقهما، والتواضع لهما وحسن الحديث معهما، والدعاء لهما.
- لماذا نبر والدينا؟
* النية الأولى:
1
- طاعة لأمر الله تعالى، قال عز وجل {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسانا} الإسراء23. فالبر من أعظم القربات والطاعات إلى الله
تعالى، ويكفي أن تقف على شرف بر الوالدين إذا علمت أن الله عز وجل قد قرن
بر الوالدين بتوحيده تعالى وشكره بشكرهما قال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك}
لقمان14.
* النية الثانية: للفوز بأجر بر الوالدين.
1 - الفوز برضى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((رضا الرب في رضا الوالدين)) صحيح الجامع1/ 3507.
2
- بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أحب الأعمال إلى الله: الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في
سبيل الله)) صحيح الجامع1/ 164.
3 - البر مُنجي في الكروب، ففي
الصحيحين، قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار وانسد عليهم الغار بصخرة كبيرة
فتضرعوا إلى الله بأعمالهم الصالحة فكان منهم الحريص على رضا والديه
والمقدم لهما على أهله وولده، فكانت تنفرج الصخرة كلما دعوا حتى خرجوا من
الغار سالمين.
4 - بر الوالدين ثمرة لابد أن تجني ثمارها في الدنيا قبل الآخرة وهي ببر أولادك لك.(1/26)
5 - بر الوالدين شكر لهما واعتراف بجميلهما، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله)) صحيح الجامع2/ 6541.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير من عقوق الوالدين.
1 - العقوق يوجب سخط الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((رضى الرب في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما)) صحيح الجامع1/ 3507.
2
- العقوق من الكبائر، قال - صلى الله عليه وسلم - ((ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر؟ ثلاثا، قلنا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق
الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فمازال
يكررها حتى قلنا ليته سكت)) البخاري:10/ 342،مسلم:87.
3 - العقوق معصية لله تعالى قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات)) البخاري:5/ 51،مسلم:134.
4
- العقوق يمنع دخول الجنة قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا يدخلون
الجنة: العاق لوالديه والديوث ورجله النساء)) صحيح الجامع1/ 3063.
5 -
العقوق يمنع قبول العمل، قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا يقبل الله
منهم صرفا ولا عدلا - أي فرضا ولا نفلا - عاق، ومنان، ومكذب بالقدر)) صحيح
الجامع:1/ 3065 ..
6 - العقوق يوجب الهلاك والذلة والخسران، قال - صلى
الله عليه وسلم - ((رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف. من أدرك أبوية عند
الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)) رواه مسلم:2551
7 - العقوق عمل لا يحبه الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يحب الله العقوق)) صحيح الجامع2/ 7630.
8
- العقوق ذلة يوم القيامة قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا ينظر
الله إليهم يوم القيامة؛ العاق بوالديه، والمرأة المترجلة - المتشبهة
بالرجال - والديوث)) صحيح الجامع1/ 3071.
9 - العقوق عقوبة معجلة في
الدنيا قبل الآخرة قال - صلى الله عليه وسلم - ((اثنان يعجلهما الله في
الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين)) صحيح الجامع1/ 137.
إعلم أخي المسلم أن
بر الأم مقدم على بر الأب، ففي الحديث: ((جاء رجل إلى الرسول - صلى الله
عليه وسلم - فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال:
ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك))
البخاري:10/ 336،مسلم:2548.
ومقتضى الحديث أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما
للأب من البر، وما ذلك إلا لما مرت به الأم من صعوبة في الحمل ثم الوضع ثم
الإرضاع، قال القرطبي: إن الأم تستحق الحظ الأوفر من البر وقد عبّر الرسول -
صلى الله عليه وسلم - عن المبالغة في التماس رضى الأم بقوله: ((إلزمها فإن
الجنة تحت أقدامها)) صحيح الجامع1/ 1249، وكذلك وصى الرسول - صلى الله
عليه وسلم - بالأب، فقال: ((الوالد أوسط أبواب الجنة)) صحيح الجامع2/ 7145.
صور من أنواع البر:
1
- الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أربع من عمل الأحياء تجري للأموات؛ رجل ترك عقبا صالحا يدعو له ينفعه
دعائهم .. )) صحيح الجامع1/ 888، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل
لتُرفع درجته في الجنة، فيقول أنى لي هذا فيقال باستغفار ولدك لك)) صحيح
الجامع1/ 1617.
2 - الإحسان إليهما والاعتراف بجميلهما وتفقد أحوالهما.
3
- الصدقة عنهما بعد موتهما قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ((إن أبي
مات وترك مالا ولم يوصي، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم)) رواه
مسلم:4219
4 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه)) رواه مسلم:2552.
(1/27)
5 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه)) صحيح الجامع2/ 7622.
6 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده)) صحيح الجامع2/ 5960.
**
النية في صلة الرحم
قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} الحجرات13.
قال
ابن أثير في معنى صلة الرحم: هي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي
النسب والأصهار والعطف عليهم، والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وكذلك إن بعدوا
وأساءوا. وقطع الرحم ضد ذلك كله.
- لماذا نصل أرحامنا؟
* النية الأولى:
1 - طاعة لأمر الله تعالى، قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل الإحسان وإيتاء ذي القربى} النحل90.
2
- طاعة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: ((اتقوا الله وصلوا
أرحامكم)) صحيح الجامع1/ 108. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((تعلموا من
أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)) صحيح الجامع1/ 2965.
* النية الثانية: للفوز بأجر صلة الرحم ..
1
- شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) البخاري:10/ 373،مسلم:47
2 - سبب
لزيادة العمر وبسط الرزق، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يبسط له
في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) البخاري:10/ 348،مسلم:2557، وقال -
صلى الله عليه وسلم - ((صلة الرحم تزيد في العمر)) صحيح الجامع2/ 3766.
قال
العلماء في معنى زيادة العمر وبسط الرزق الواردين في الحديث: أن المقصود
بالزيادة أن يبارك الله في عمر الإنسان الواصل، ويهبه قوة في الجسم، ورجاحة
في العقل، ومضاءً في العزيمة فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال، وقيل أن
الزيادة على حقيقتها، فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره، ويوسع له في رزقه،
ولا غرو في ذلك فكما أن الصحة وطيب الغذاء، واستعمال الأمور المقوية
للأبدان والقلوب من أسباب طول العمر فكذلك صلة الرحم جعلها الله سببا لطول
العمر.
3 - تجلب صلة الله تعالى للواصل، قال - صلى الله عليه وسلم -
((إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام
العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك،
قالت: بلى، قال: فذلك لك)) البخاري:10/ 349، وسلم:2445
4 - من أعظم
أسباب دخول الجنة، سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أخبرني بعمل
يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - ((تعبد الله
ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)) البخاري:1/ 208،
ومسلم:13
5 - تجلب المحبة وزيادة المال قال - صلى الله عليه وسلم -
((صلة القرابة، مثراة في المال، مَحبَّة في الأهل منسأة في الأجل)) صحيح
الجامع2/ 3768.
6 - من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه
وسلم - ((أحب الأعمال إلى الله الإيمان بالله ثم صلة الرحم ... )) صحيح
الجامع1/ 166.
(1/28)
7
- سعة في الدنيا قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة
الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم، ويكثر عددهم، إذا
تواصلوا)) صحيح الجامع2/ 5705.
8 - تضاعف أجر الصدقة، قال - صلى الله
عليه وسلم - ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة،
وصلة)) صحيح الجامع2/ 3858، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كل ما صنعت إلى
أهلك فهو صدقة عليهم)) صحيح الجامع2/ 4546.
9 - وهي من محاسن الدين
فالإسلام دين الصلة والبر والرحمة، فهو يأمر بالصلة وينهى عن القطيعة، مما
يجعل جماعة المسلمين مترابطة متآلفة متراحمة.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في محاذير القطيعة ..
1
- توجب لعنة الله تعالى، قال عز وجل: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك اللذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}
محمد22.
2 - تقطع وصل الله تعالى للقاطع؛ قال - صلى الله عليه وسلم -
((قال الله تعالى في شأن الرحم من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته)) رواه
البخاري:13/ 392
3 - مانعة لدخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -
((لا يدخل الجنة قاطع)) البخاري:10/ 347،مسلم:2556، قال سفيان في روايته:
يعني قاطع رحم.
4 - مؤذنة بالعذاب وتعجيل العقوبة، قال - صلى الله عليه
وسلم - ((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع
ما يدخره له في الآخرة، من قطيعة الرحم، والخيانة والكذب)) صحيح الجامع2/
5705.
5 - من أبغض الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله، ثم قطيعة الرحم)) صحيح الجامع1/
166.
6 - تشيع العداوة والشنئان وتزيل الألفة والمحبة.
7 - تشتت الأقارب وتفرق شملهم.
قال - صلى الله عليه وسلم - ((صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك)) صحيح الجامع2/ 3769.
**
النية في معاملة الجيران
قال
تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى
واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب .. } النساء36.
قال ابن عباس رضي الله عنه: الجار ذي القربى: الذي بينك وبينه قرابة.
والجار الجنب: الذي ليس بينك وبينه قرابة.
_ لماذا نحسن إلى الجار؟
* النية الأولى:
1 - طاعة لأمر الله في قوله تعالى: {والجار ذي القربى والجار الجنب}
2
- طاعة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال ((أوصيكم بالجار))
صحيح الجامع1/ 2548. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((مازال جبريل يوصيني
الجار حتى ظننت أنه سيورثه)) البخاري:10/ 369،مسلم:2624.
* النية الثانية: للفوز بأجر (الإحسان إلى الجار) ..
(1/29)
1 - الإحسان إلى الجار من تمام الإسلام، قال - صلى الله عليه وسلم - ((أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما)) صحيح الجامع2/ 4580.
2
- فضلك يقوم على شهادة جارك، قال - صلى الله عليه وسلم - ((إذا أثنى عليك
جيرانك أنك محسن فأنت محسن، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء فأنت مسيء))
صحيح الجامع1/ 277.
3 - الفوز بالخيرية، قال - صلى الله عليه وسلم - ((خير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) صحيح الجامع1/ 3270.
4 - الإحسان إلى الجار شعار الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)) رواه مسلم:48
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير من الإساءة إلى الجار.
1 - تنفي الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه)) صحيح الجامع2/ 7086.
2 - تمنع دخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) رواه مسلم:46، البوائق: الشرور والغوائل.
3
- سبب من أسباب دخول النار، ذُكر للرسول - صلى الله عليه وسلم - امرأة
تقوم الليل وتصوم النار، وتتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال - صلى الله
عليه وسلم - ((لا خير فيها هي من أهل النار)) مسند أحمد وقال الهيثمي: رواه
أحمد والبزار ورجاله ثقات.
4 - يضعف الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره)) البخاري:10/ 373،مسلم:47
5 - يضاعف الذنوب قال - صلى الله عليه وسلم - ((لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات، أيسر له من أن يسرق من بيت جاره)) صحيح الجامع2/ 5043.
حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على إكرام الجار فقال:
أ. ((إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها، ثم ليناول جاره منها)) صحيح الجامع1/ 676.
ب. ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاه)) البخاري:10/ 372،مسلم:1030
**
النية في اتخاذ الأصحاب
إن
الإسلام يدعو إلى الأخوة والألفة، والمودة والتعاون، فالمودة والأخوة
والزيارة سبب للتآلف، والتآلف سبب لقوة والقوة سبب لتقوى والتقوى سبب
لمرضاة الله تعالى.
والإسلام يدعو إلى الأخوة الخالصة لله تعالى لا لأي
غرض آخر من أغراض الدنيا، والأخوة الصادقة في الله تعد فضيلة وثمرة للخلق
الكريم، فحسن الخلق يوجب تبادل المحبة والوفاء، ويؤدي إلى التآلف والتعاون
بين الإخوة وأما سوء الخلق فإنه يؤدي إلى التباغض والتحاسد والهجران.
والتعارف
أساس العلاقات بين البشر، وليس هناك دواع مقبولة تجعل الناس يعيشون أشتاتا
متناكرين، قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} آل عمران103.
فيجب على كل مسلم أن يحرص على صحبة الصالحين الذين يعينون على طاعة الله
عز وجل وأن يبتعد كل البعد عن رفقاء السوء الذين هم أصل لكل شر وبلاء فهم
يؤذون صديقهم في الدنيا والآخرة ويوقعونهم في المعاصي وهم لا يعلمون، قال
تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا
(1/30)
ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا} الفرقان27.
ولقد
وضح النبي - صلى الله عليه وسلم - اثر أصدقاء الخير والشر على جليسهم
فقال: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير
فحامل المسك إما أن يحذيك، ,وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنه)) البخاري:9/
569،مسلم:2628
فهذا بيانا واضحا للجلساء، فليختر العاقل جليسه الذي
يناسبه، وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - خطورة الأصحاب في حديث آخر
فقال: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) صحيح الجامع1/ 3545،
وقال في حديث آخرك ((المرء مع من أحب)) البخاري:10/ 426،مسلم:2641
فيجب
على المسلم أن يختار الأصدقاء الصالحين وأن يحبهم في الله تعالى، ومعنى
الحب في الله: أن تحبه إذا رأيته محافظا على الطاعات، منتهيا عن المعاصي
والمحرمات أما أن تحبه من أجل سلطان أو مال أو جاه أو جمال .. فليس هذا
الحب في الله.
- لماذا نتخذ أصحابا؟
* النية الأولى:
1 - إقتداء
بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد أشار أنه لو اتخذ لنفسه خليلا لكان أبو
بكر رضي الله عنه، ولكنه آثر أخوة الإسلام فقال: ((ولكن أخوة الإسلام
أفضل)) من روايات عديدة للبخاري .. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((لو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم
خليلا)) صحيح الجامع:2/ 5298
* النية الثانية: للفوز بأجر (الحب في الله تعالى) ..
1
- الحب في الله أوثق عرى الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((أوثق عرى
الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في
الله عز وجل)) صحيح الجامع1/ 2539.
2 - الحب في الله يكمل الإيمان، -
صلى الله عليه وسلم - ((من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله فقد
استكمل الإيمان)) صحيح الجامع2/ 5965.
3 - لذة الإيمان في الحب في الله؛
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن
يكره أن يعود في الكفر، بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في
النار)) البخاري:1/ 56، ومسلم:43.
4 - إكرام الله تعالى لمتحابين بأن
يظلهم يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله، ففي حديث السبعة الَّذين يظلهم
الله: ((رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) البخاري:2/
199،ومسلم:1031.
5 - الحب في الله يوجب محبة الله تعالى، قال تعالى في الحديث القدسي: ((حقت محبتي للمتحابين في)) صحيح الجامع2/ 4321.
6 - الحب في الله أساس الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا تؤمنوا حتى تحابوا)) صحيح الجامع2/ 7081.
7
- الحب في الله، سبب من أسباب دخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -
((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا
أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) صحيح الجامع2/
7081.
(1/31)
8
- إعداد الله عز وجل للمتحابين درجات عالية في الجنة قال تعالى في الحديث
القدسي: ((المتحابون فيّ على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم، النبيون
والصديقون والشهداء)) صحيح الجامع2/ 4321.
9 - الحب في الله تحقيق للإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) البخاري:1/ 53،مسلم:45.
10
- الحب في الله سبب لاستجابة الدعاء - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبد
مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل)) رواه مسلم:2732.
11
- الحب في الله سبب لمغفرة الذنوب قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من
مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا)) صحيح الجامع2/
5777.
12 - الحب في الله سبب للألفة، والألفة من الإيمان قال - صلى الله
عليه وسلم - ((المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)) صحيح
الجامع:2/ 666
13 - الحب في الله يجعلك من خيار الناس، قال - صلى الله عليه وسلم - ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه)) صحيح الجامع1/ 3270.
14
- الحب في الله يجعلك تنفق خير الدنانير، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ -
صلى الله عليه وسلم - ((أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ
يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى
دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) صحيح مسلم - (ج 5 / ص 159)
15 - الحب في الله
يشعر بطعم الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يجد طعم
الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله)) صحيح الجامع2/ 5958.
16 - الحب في الله يعين على تقوى الله، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} المائدة2.
17 - البشرى لمن أحب الصالحين، أنه يحظى بالحشر معهم قال - صلى الله عليه وسلم - ((المرء مع من أحب)) البخاري:10/ 462، مسلم:2641.
قال بعض الحكماء: خير الأصحاب من إذا رأوك على خير أعانوك، وإن رأوك على شر ذكّروك. .
وقال
- صلى الله عليه وسلم - ((إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه، فإنه أبقى
في الألفة، وأثبت في المودة)) صحيح الجامع1/ 280. وقال - صلى الله عليه
وسلم - ((ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشهدهما حبا
لصاحبه)) صحيح الجامع2/ 5594.
فما أحوجنا لهذه الكرامات في هذه الأوقات الصعبة التي تفرق فيها الناس وتشتتوا فقلما تجد من يعينك على الخير وفعله
.
البر إسم جامع
للخير، ويأتي بمعنى الإحسان إلى الوالدين والأقربين، كما يأتي بمعنى
الصلة، وهو في استعمال الشرع: كلمة جامعة لكل أصناف الخير.
والبر درجة من أعلى الدرجات، فلا يصل إليها المسلم إلا بعد مجاهدة للنفس وإيثار ..
ومن
أوجب البر الإحسان إلى الأقرب فالأقرب، وليس أقرب من الوالدين، وقد أمرنا
الله تعالى بالإحسان إليهما، ومصاحبتهما بالمعروف، وبشكرهما والاعتراف
بحقهما، والتواضع لهما وحسن الحديث معهما، والدعاء لهما.
- لماذا نبر والدينا؟
* النية الأولى:
1
- طاعة لأمر الله تعالى، قال عز وجل {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسانا} الإسراء23. فالبر من أعظم القربات والطاعات إلى الله
تعالى، ويكفي أن تقف على شرف بر الوالدين إذا علمت أن الله عز وجل قد قرن
بر الوالدين بتوحيده تعالى وشكره بشكرهما قال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك}
لقمان14.
* النية الثانية: للفوز بأجر بر الوالدين.
1 - الفوز برضى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((رضا الرب في رضا الوالدين)) صحيح الجامع1/ 3507.
2
- بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أحب الأعمال إلى الله: الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في
سبيل الله)) صحيح الجامع1/ 164.
3 - البر مُنجي في الكروب، ففي
الصحيحين، قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار وانسد عليهم الغار بصخرة كبيرة
فتضرعوا إلى الله بأعمالهم الصالحة فكان منهم الحريص على رضا والديه
والمقدم لهما على أهله وولده، فكانت تنفرج الصخرة كلما دعوا حتى خرجوا من
الغار سالمين.
4 - بر الوالدين ثمرة لابد أن تجني ثمارها في الدنيا قبل الآخرة وهي ببر أولادك لك.(1/26)
5 - بر الوالدين شكر لهما واعتراف بجميلهما، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله)) صحيح الجامع2/ 6541.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير من عقوق الوالدين.
1 - العقوق يوجب سخط الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((رضى الرب في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما)) صحيح الجامع1/ 3507.
2
- العقوق من الكبائر، قال - صلى الله عليه وسلم - ((ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر؟ ثلاثا، قلنا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق
الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فمازال
يكررها حتى قلنا ليته سكت)) البخاري:10/ 342،مسلم:87.
3 - العقوق معصية لله تعالى قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات)) البخاري:5/ 51،مسلم:134.
4
- العقوق يمنع دخول الجنة قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا يدخلون
الجنة: العاق لوالديه والديوث ورجله النساء)) صحيح الجامع1/ 3063.
5 -
العقوق يمنع قبول العمل، قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا يقبل الله
منهم صرفا ولا عدلا - أي فرضا ولا نفلا - عاق، ومنان، ومكذب بالقدر)) صحيح
الجامع:1/ 3065 ..
6 - العقوق يوجب الهلاك والذلة والخسران، قال - صلى
الله عليه وسلم - ((رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف. من أدرك أبوية عند
الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)) رواه مسلم:2551
7 - العقوق عمل لا يحبه الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يحب الله العقوق)) صحيح الجامع2/ 7630.
8
- العقوق ذلة يوم القيامة قال - صلى الله عليه وسلم - ((ثلاثة لا ينظر
الله إليهم يوم القيامة؛ العاق بوالديه، والمرأة المترجلة - المتشبهة
بالرجال - والديوث)) صحيح الجامع1/ 3071.
9 - العقوق عقوبة معجلة في
الدنيا قبل الآخرة قال - صلى الله عليه وسلم - ((اثنان يعجلهما الله في
الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين)) صحيح الجامع1/ 137.
إعلم أخي المسلم أن
بر الأم مقدم على بر الأب، ففي الحديث: ((جاء رجل إلى الرسول - صلى الله
عليه وسلم - فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال:
ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك))
البخاري:10/ 336،مسلم:2548.
ومقتضى الحديث أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما
للأب من البر، وما ذلك إلا لما مرت به الأم من صعوبة في الحمل ثم الوضع ثم
الإرضاع، قال القرطبي: إن الأم تستحق الحظ الأوفر من البر وقد عبّر الرسول -
صلى الله عليه وسلم - عن المبالغة في التماس رضى الأم بقوله: ((إلزمها فإن
الجنة تحت أقدامها)) صحيح الجامع1/ 1249، وكذلك وصى الرسول - صلى الله
عليه وسلم - بالأب، فقال: ((الوالد أوسط أبواب الجنة)) صحيح الجامع2/ 7145.
صور من أنواع البر:
1
- الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أربع من عمل الأحياء تجري للأموات؛ رجل ترك عقبا صالحا يدعو له ينفعه
دعائهم .. )) صحيح الجامع1/ 888، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل
لتُرفع درجته في الجنة، فيقول أنى لي هذا فيقال باستغفار ولدك لك)) صحيح
الجامع1/ 1617.
2 - الإحسان إليهما والاعتراف بجميلهما وتفقد أحوالهما.
3
- الصدقة عنهما بعد موتهما قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ((إن أبي
مات وترك مالا ولم يوصي، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم)) رواه
مسلم:4219
4 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه)) رواه مسلم:2552.
(1/27)
5 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه)) صحيح الجامع2/ 7622.
6 - قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده)) صحيح الجامع2/ 5960.
**
النية في صلة الرحم
قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} الحجرات13.
قال
ابن أثير في معنى صلة الرحم: هي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي
النسب والأصهار والعطف عليهم، والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وكذلك إن بعدوا
وأساءوا. وقطع الرحم ضد ذلك كله.
- لماذا نصل أرحامنا؟
* النية الأولى:
1 - طاعة لأمر الله تعالى، قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل الإحسان وإيتاء ذي القربى} النحل90.
2
- طاعة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: ((اتقوا الله وصلوا
أرحامكم)) صحيح الجامع1/ 108. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((تعلموا من
أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)) صحيح الجامع1/ 2965.
* النية الثانية: للفوز بأجر صلة الرحم ..
1
- شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) البخاري:10/ 373،مسلم:47
2 - سبب
لزيادة العمر وبسط الرزق، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يبسط له
في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) البخاري:10/ 348،مسلم:2557، وقال -
صلى الله عليه وسلم - ((صلة الرحم تزيد في العمر)) صحيح الجامع2/ 3766.
قال
العلماء في معنى زيادة العمر وبسط الرزق الواردين في الحديث: أن المقصود
بالزيادة أن يبارك الله في عمر الإنسان الواصل، ويهبه قوة في الجسم، ورجاحة
في العقل، ومضاءً في العزيمة فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال، وقيل أن
الزيادة على حقيقتها، فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره، ويوسع له في رزقه،
ولا غرو في ذلك فكما أن الصحة وطيب الغذاء، واستعمال الأمور المقوية
للأبدان والقلوب من أسباب طول العمر فكذلك صلة الرحم جعلها الله سببا لطول
العمر.
3 - تجلب صلة الله تعالى للواصل، قال - صلى الله عليه وسلم -
((إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام
العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك،
قالت: بلى، قال: فذلك لك)) البخاري:10/ 349، وسلم:2445
4 - من أعظم
أسباب دخول الجنة، سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أخبرني بعمل
يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - ((تعبد الله
ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)) البخاري:1/ 208،
ومسلم:13
5 - تجلب المحبة وزيادة المال قال - صلى الله عليه وسلم -
((صلة القرابة، مثراة في المال، مَحبَّة في الأهل منسأة في الأجل)) صحيح
الجامع2/ 3768.
6 - من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه
وسلم - ((أحب الأعمال إلى الله الإيمان بالله ثم صلة الرحم ... )) صحيح
الجامع1/ 166.
(1/28)
7
- سعة في الدنيا قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة
الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم، ويكثر عددهم، إذا
تواصلوا)) صحيح الجامع2/ 5705.
8 - تضاعف أجر الصدقة، قال - صلى الله
عليه وسلم - ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة،
وصلة)) صحيح الجامع2/ 3858، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كل ما صنعت إلى
أهلك فهو صدقة عليهم)) صحيح الجامع2/ 4546.
9 - وهي من محاسن الدين
فالإسلام دين الصلة والبر والرحمة، فهو يأمر بالصلة وينهى عن القطيعة، مما
يجعل جماعة المسلمين مترابطة متآلفة متراحمة.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في محاذير القطيعة ..
1
- توجب لعنة الله تعالى، قال عز وجل: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك اللذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}
محمد22.
2 - تقطع وصل الله تعالى للقاطع؛ قال - صلى الله عليه وسلم -
((قال الله تعالى في شأن الرحم من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته)) رواه
البخاري:13/ 392
3 - مانعة لدخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -
((لا يدخل الجنة قاطع)) البخاري:10/ 347،مسلم:2556، قال سفيان في روايته:
يعني قاطع رحم.
4 - مؤذنة بالعذاب وتعجيل العقوبة، قال - صلى الله عليه
وسلم - ((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع
ما يدخره له في الآخرة، من قطيعة الرحم، والخيانة والكذب)) صحيح الجامع2/
5705.
5 - من أبغض الأعمال إلى الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -
((أبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله، ثم قطيعة الرحم)) صحيح الجامع1/
166.
6 - تشيع العداوة والشنئان وتزيل الألفة والمحبة.
7 - تشتت الأقارب وتفرق شملهم.
قال - صلى الله عليه وسلم - ((صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك)) صحيح الجامع2/ 3769.
**
النية في معاملة الجيران
قال
تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى
واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب .. } النساء36.
قال ابن عباس رضي الله عنه: الجار ذي القربى: الذي بينك وبينه قرابة.
والجار الجنب: الذي ليس بينك وبينه قرابة.
_ لماذا نحسن إلى الجار؟
* النية الأولى:
1 - طاعة لأمر الله في قوله تعالى: {والجار ذي القربى والجار الجنب}
2
- طاعة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال ((أوصيكم بالجار))
صحيح الجامع1/ 2548. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((مازال جبريل يوصيني
الجار حتى ظننت أنه سيورثه)) البخاري:10/ 369،مسلم:2624.
* النية الثانية: للفوز بأجر (الإحسان إلى الجار) ..
(1/29)
1 - الإحسان إلى الجار من تمام الإسلام، قال - صلى الله عليه وسلم - ((أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما)) صحيح الجامع2/ 4580.
2
- فضلك يقوم على شهادة جارك، قال - صلى الله عليه وسلم - ((إذا أثنى عليك
جيرانك أنك محسن فأنت محسن، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء فأنت مسيء))
صحيح الجامع1/ 277.
3 - الفوز بالخيرية، قال - صلى الله عليه وسلم - ((خير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) صحيح الجامع1/ 3270.
4 - الإحسان إلى الجار شعار الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)) رواه مسلم:48
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير من الإساءة إلى الجار.
1 - تنفي الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه)) صحيح الجامع2/ 7086.
2 - تمنع دخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) رواه مسلم:46، البوائق: الشرور والغوائل.
3
- سبب من أسباب دخول النار، ذُكر للرسول - صلى الله عليه وسلم - امرأة
تقوم الليل وتصوم النار، وتتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال - صلى الله
عليه وسلم - ((لا خير فيها هي من أهل النار)) مسند أحمد وقال الهيثمي: رواه
أحمد والبزار ورجاله ثقات.
4 - يضعف الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره)) البخاري:10/ 373،مسلم:47
5 - يضاعف الذنوب قال - صلى الله عليه وسلم - ((لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات، أيسر له من أن يسرق من بيت جاره)) صحيح الجامع2/ 5043.
حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على إكرام الجار فقال:
أ. ((إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها، ثم ليناول جاره منها)) صحيح الجامع1/ 676.
ب. ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاه)) البخاري:10/ 372،مسلم:1030
**
النية في اتخاذ الأصحاب
إن
الإسلام يدعو إلى الأخوة والألفة، والمودة والتعاون، فالمودة والأخوة
والزيارة سبب للتآلف، والتآلف سبب لقوة والقوة سبب لتقوى والتقوى سبب
لمرضاة الله تعالى.
والإسلام يدعو إلى الأخوة الخالصة لله تعالى لا لأي
غرض آخر من أغراض الدنيا، والأخوة الصادقة في الله تعد فضيلة وثمرة للخلق
الكريم، فحسن الخلق يوجب تبادل المحبة والوفاء، ويؤدي إلى التآلف والتعاون
بين الإخوة وأما سوء الخلق فإنه يؤدي إلى التباغض والتحاسد والهجران.
والتعارف
أساس العلاقات بين البشر، وليس هناك دواع مقبولة تجعل الناس يعيشون أشتاتا
متناكرين، قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} آل عمران103.
فيجب على كل مسلم أن يحرص على صحبة الصالحين الذين يعينون على طاعة الله
عز وجل وأن يبتعد كل البعد عن رفقاء السوء الذين هم أصل لكل شر وبلاء فهم
يؤذون صديقهم في الدنيا والآخرة ويوقعونهم في المعاصي وهم لا يعلمون، قال
تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا
(1/30)
ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا} الفرقان27.
ولقد
وضح النبي - صلى الله عليه وسلم - اثر أصدقاء الخير والشر على جليسهم
فقال: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير
فحامل المسك إما أن يحذيك، ,وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنه)) البخاري:9/
569،مسلم:2628
فهذا بيانا واضحا للجلساء، فليختر العاقل جليسه الذي
يناسبه، وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - خطورة الأصحاب في حديث آخر
فقال: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) صحيح الجامع1/ 3545،
وقال في حديث آخرك ((المرء مع من أحب)) البخاري:10/ 426،مسلم:2641
فيجب
على المسلم أن يختار الأصدقاء الصالحين وأن يحبهم في الله تعالى، ومعنى
الحب في الله: أن تحبه إذا رأيته محافظا على الطاعات، منتهيا عن المعاصي
والمحرمات أما أن تحبه من أجل سلطان أو مال أو جاه أو جمال .. فليس هذا
الحب في الله.
- لماذا نتخذ أصحابا؟
* النية الأولى:
1 - إقتداء
بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد أشار أنه لو اتخذ لنفسه خليلا لكان أبو
بكر رضي الله عنه، ولكنه آثر أخوة الإسلام فقال: ((ولكن أخوة الإسلام
أفضل)) من روايات عديدة للبخاري .. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((لو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم
خليلا)) صحيح الجامع:2/ 5298
* النية الثانية: للفوز بأجر (الحب في الله تعالى) ..
1
- الحب في الله أوثق عرى الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((أوثق عرى
الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في
الله عز وجل)) صحيح الجامع1/ 2539.
2 - الحب في الله يكمل الإيمان، -
صلى الله عليه وسلم - ((من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله فقد
استكمل الإيمان)) صحيح الجامع2/ 5965.
3 - لذة الإيمان في الحب في الله؛
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن
يكره أن يعود في الكفر، بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في
النار)) البخاري:1/ 56، ومسلم:43.
4 - إكرام الله تعالى لمتحابين بأن
يظلهم يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله، ففي حديث السبعة الَّذين يظلهم
الله: ((رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) البخاري:2/
199،ومسلم:1031.
5 - الحب في الله يوجب محبة الله تعالى، قال تعالى في الحديث القدسي: ((حقت محبتي للمتحابين في)) صحيح الجامع2/ 4321.
6 - الحب في الله أساس الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا تؤمنوا حتى تحابوا)) صحيح الجامع2/ 7081.
7
- الحب في الله، سبب من أسباب دخول الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -
((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا
أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) صحيح الجامع2/
7081.
(1/31)
8
- إعداد الله عز وجل للمتحابين درجات عالية في الجنة قال تعالى في الحديث
القدسي: ((المتحابون فيّ على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم، النبيون
والصديقون والشهداء)) صحيح الجامع2/ 4321.
9 - الحب في الله تحقيق للإيمان قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) البخاري:1/ 53،مسلم:45.
10
- الحب في الله سبب لاستجابة الدعاء - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبد
مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل)) رواه مسلم:2732.
11
- الحب في الله سبب لمغفرة الذنوب قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من
مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا)) صحيح الجامع2/
5777.
12 - الحب في الله سبب للألفة، والألفة من الإيمان قال - صلى الله
عليه وسلم - ((المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)) صحيح
الجامع:2/ 666
13 - الحب في الله يجعلك من خيار الناس، قال - صلى الله عليه وسلم - ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه)) صحيح الجامع1/ 3270.
14
- الحب في الله يجعلك تنفق خير الدنانير، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ -
صلى الله عليه وسلم - ((أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ
يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى
دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) صحيح مسلم - (ج 5 / ص 159)
15 - الحب في الله
يشعر بطعم الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم - ((من أحب أن يجد طعم
الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله)) صحيح الجامع2/ 5958.
16 - الحب في الله يعين على تقوى الله، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} المائدة2.
17 - البشرى لمن أحب الصالحين، أنه يحظى بالحشر معهم قال - صلى الله عليه وسلم - ((المرء مع من أحب)) البخاري:10/ 462، مسلم:2641.
قال بعض الحكماء: خير الأصحاب من إذا رأوك على خير أعانوك، وإن رأوك على شر ذكّروك. .
وقال
- صلى الله عليه وسلم - ((إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه، فإنه أبقى
في الألفة، وأثبت في المودة)) صحيح الجامع1/ 280. وقال - صلى الله عليه
وسلم - ((ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشهدهما حبا
لصاحبه)) صحيح الجامع2/ 5594.
فما أحوجنا لهذه الكرامات في هذه الأوقات الصعبة التي تفرق فيها الناس وتشتتوا فقلما تجد من يعينك على الخير وفعله
.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin