هل تقرأ الحائض القرآن حال حيضها

من طرف **Admin** الخميس 11 أبريل 2013, 3:09 pm

هل تقرأ الحائض القرآن حال حيضها؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين رئيسين:
القول الأول: أنه يحرم قراءة الحائض
شيء من القرآن، وهو مذهب جمهور الفقهاء، مع استثناء ما كان على سبيل
الذّكر والدّعاء، وليس المقصود به التلاوة، كقول: بسم الله الرحمن الرحيم ،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأدلتهم الآتي:
أولا: قياسها على الجنب
بجامع أن كلاً منهما عليه الغسل، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم القرآن وكان لا يحجزه عن القرآن
إلا الجنابة، وهو حديث صحيح، فكانت الجنابة تمنعه من القرآن، فكذا الحائض
تمنع من القرآن قياسا عليه.
ثانيا: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن ".
وهو حديث رواه أهل السنن، وهو ضعيف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو حديث
ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث أ.هـ .
القول الثاني: جواز قراءة
الحائض للقرآن، وهو مذهب مالك، ورواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن
تيمية، واستدلوا على ذلك بأمور منها :
الأول: أن الأصل الجواز والحِل حتى يقوم دليل على المنع وليس هناك دليل يمنع من قراءة الحائض للقرآن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ليس في منع الحائض من القراءة نصوص
صريحة صحيحة .. وقال: ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههن عن الذكر
والدعاء".
الثاني: أن القول بمنع الحائض من القراءة يفوِّت عليها أجرا
عظيما وثوابا كبيرا، بغير دليل صريح واضح على المنع، فوق أن هذا قد يعرضها
لنسيان ما حفظته، وهو يتكرر شهريا، وعند كثير من النسيان تطول فترة الحيض،
وفي هذا أكبر تعريض لها لنسيان ما تحفظه، وعدم قدرتها على إتمام ما نقصها.

وأما قياسهم الحائض على الجنب في المنع من قراءة القرآن قياس مع
الفارق؛ لأن الجنب باختياره أن يزيل هذا المانع بالغسل بخلاف الحائض، وكذلك
فإن الحيض قد تطول مدته غالباً، بخلاف الجنب فإنه مأمور بالاغتسال عند
حضور وقت الصلاة.
فالراجح في هذه المسألة أن الحائض يجوز لها قراءة
القرآن، سيما المعلِّمة التي تحتاج إلى تدريسه أو الطالبة للتسميع أو
الاختبار، أو حافظة تخشى نسيانه، فإن الجواز يتأكد في حقهن.
غير أن
الواجب أن تعلم الحائض أنه يحرم عليها مس المصحف في قول جمهور الفقهاء، بل
تقرأه من حفظها، أو بالنظر فقط، أو تحرك صفحات المصحف بقلم أو منديل ونحوه،
لقوله تعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ).
ولما جاء في كتاب عمرو بن
حزم رحمه الله الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن وفيه : "
ألا يمس القرآن إلا طاهر " رواه مالك 1/199 والنسائي 8/57، قال الحافظ ابن
حجر : وقد صحح الحديث جماعة من الأئمة من حيث الشهرة.
والله تعالى أعلم.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30