مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة

اذهب الى الأسفل

الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة Empty الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 02 أبريل 2013, 10:43 pm


[size=21]جهود علماء العراق في الردّ على الشيعة
عبد العزيز بن صالح المحمود
القسم الرابع
الشيعة وتأسيس الدولة العراقية الحديثة

[size=21]ملخص ما سبق:

في القسم الأول تناول الكاتب تاريخ تشييع بعض مناطق وعشائر الجنوب والوسط في العراق، وأسبابه.
وفي القسم الثاني تناول ثلاث مسائل:
- سبب إهمال هذا التراث في الرد على الشيعة وعدم ذيوعه وانتشاره.
-عرض لمؤتمر النجف الذي عقد
برعاية حاكم إيران آنذاك نادر شاه، ونتائجه الإيجابية للعراق، إلا أن يد
العجم الغادرة لم ترد لهذا المؤتمر النجاح، فقامت بإغتيال نادر شاه، وأجهضت
جهودا قيمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

- جهود جل علماء العراق في الفترة
من بداية نشوء الدولة الصفوية وحتى تكوين الدولة العراقية الوطنية الحديثة
سنة 1921م، ذاكراً أسماءهم ومؤلفاتهم والإشارة لكونها مطبوعة أو مخطوطة.

وفي القسم الثالث تطرق
الكاتب إلى وضع الشيعة والتشيع في العراق في نهاية الدولة العثمانية وأثناء
احتلال الإنكليز للعراق لغاية بدايات تكوين الحكومة العراقية سنة 1921م .

وفي هذه الحلقة يواصل
الكاتب استعراض أوضاع شيعة العراق في مرحلة بداية الدولة الحديثة وجهود
الحكومة الملكية في العراق تجاه الممارسات والقوى الطائفية الشيعية.



القسم الرابع
أحوال الشيعة في بداية تأسيس الحكومة العراقية وموقف السُنة منهم:
ذكرنا
سابقا أن ثمة صراعاً برز بين العلماء والمراجع الشيعة أنفسهم الإيرانيين
والعرب، مارس فيه كل فريق منهم تشويه الآخر، واستطاع مراجع الشيعة العرب
كسب تأييد رؤساء العشائر العربية، حين تضررت مصالح العشائر الريفية في نفس
المرحلة نتيجة للضريبة الحكومية الجديدة على بعض المحاصيل الزراعية، فطلبوا
من المراجع الوقوف معهم لتخفيف حجم الضريبة، فأيدهم المراجع العرب ورفض
المراجع الإيرانيون وغير العرب ذلك بحجة أن العشائر لم تقف معهم في محنتهم
عند إبعادهم إلى إيران.

توثقت العلاقة بين المراجع العرب
والعشائر لا سيما المرجع أحمد كاشف الغطاء، وأصبحت له منزلة عالية عند
القبائل والعشائر، إلا أن وفاته سنة 1926م قلبت الأمور ضد العشائر العربية
وعادت السيطرة الإيرانية وغير العربية من جديد(
[1]) .
لعبت حكومة الملك فيصل الأول دورا
ذكيا في تقوية المراجع العرب، فدعمت المرجع العربي الشيعي محمد حسين كاشف
الغطاء (ت: 1954م) ومحمد علي بحر العلوم (ت: 1936م) وكان كاشف الغطاء مرشحا
للوصول إلى زعامة المرجعية الشيعية، ومحاطاً بعناية الملك فيصل حتى بعثه
ممثلا للعراق في مؤتمر القدس سنة 1931م، وعين بحر العلوم عينا من أعيان
الحكومة، وقويت الصلات بين الحكومة ومراجع العرب الشيعة (([2].

كانت الحكومة العراقية تشعر بخطر
المجتهدين الإيرانيين وغير العرب على العراق عامة وشيعة العراق خاصة؛ لذلك
قامت بإبعاد المراجع الإيرانيين وغير العرب(
[3]) الذين شكلوا مصدر قلق لاستقرار العراق بسبب تعلقهم ببلدهم الأصلي إيران وارتباطهم بمصالح إيران لا العراق.
من جهة
أخرى سعت الحكومة العراقية بعد ذلك للحد من نفوذ مجتهدي الشيعة العرب بين
عشائر الجنوب بوسائل سلمية ونافعة لعموم المجتمع الشيعي والعراقي نذكر
منها:

1 ـ إدخال التعليم المدني
المعاصر، وليس الديني الذي كان هو التعليم الوحيد في مناطق الجنوب، مما رفع
حالة الجهل والقبول بالخرافة والبدع. وارتبط العمل في أجهزة ودوائر الدولة
العراقية بالتعليم غير الديني حيث كان لابد من سلوك التعليم المدني للوصول
للوظيفة، وكان العمل في أجهزة الدولة هدفا لكل العراقيين.

وساعد تثقيف وتعليم أهالي الجنوب
على تقليل سلطة (السادة) ورجال الدين الشيعة (الموامنة) الذين كان لهم دور
في تشيع الجنوب وفي بقاء التشيع قوة اجتماعية بين العشائر. وأصبحت الدولة
ودوائرها الرسمية هي البديل عن هؤلاء في عقود الزواج وفي حل المشاكل
العشائرية، وهو الدور الذي كان يضطلع به السادة والموامنة .

2 ـ إقامة علاقة قوية بين شيوخ
العشائر والدولة كحافز اقتصادي، إذ أصبح أكثر شيوخ العشائر ملاكا لأراض
زراعية واسعة في الجنوب، مقابل ذلك كان شيخ العشيرة هو من يحفظ الأمن
والاستقرار في منطقته مع منحه صلاحيات واسعة في منطقته .

3 ـ إعطاء بعض رؤساء العشائر سلطة
سياسية سواء في الحكومة أو في البرلمان، كما أن الأشراف (السادة) في
العراق لم تكن لهم في العراق قدرة اقتصادية أو سياسية ، فأصبحت طبقة شيوخ
العشائر هي الداعم الاقتصادي والسياسي للأشراف (
[4]) .
وهذا الجهد الملكي في تحجيم
التشيع في العراق لم يُنتبه له أغلب الباحثين، فجهود مقاومة التشيع لم تكن
محصورة عند أهل الدين والعلماء والدعاة والمفكرين السُنة، بل كانت هناك
جهود أعم من ذلك وأشمل لمقاومة التشيع وخطر المجتهدين الإيرانيين وغير
العرب، الذين استخدموا التشيع لخدمة دولة إيران، وأرادوا تسخير كل طاقات
العراق لمصلحة إيران، كما يفعل اليوم.

وهذه السياسة الملكية تجاه
العشائر الجنوبية كانت أنجح بكثير من السياسة التي طبقها العثمانيون
والقائمة على نظرية التفريق بين العشائر، فقد تقوت العشائر الجنوبية ولكن
قوتها كانت داعما للدولة وليس أداة هدم لها، في حين أن سياسة العثمانيين
تشبه سياسة شاه إيران المتمثلة في ضرب القبائل وشيوخها بعضهم ببعض وتحطيمهم
(فرق تسد).

وخلاصة جهود الدولة في المرحلة الأولى تتلخص في أمرين :
1- منع سيطرة المراجع غير العراقيين وغير العرب على الشيعة،
ولعل سبب هذا الاتجاه هو الفرق بين سلوك كل منهما فالمرجع العراقي أو
العربي لا يحمل حقد الشعوبية التي تنظر إلى العرب نظرة دونية، كما أن
العادات العربية تمنعه أحيانا من بعض السلوكيات المشينة التي يأباها العربي
مثل زواج المتعة وغيره، إضافة لبعض المثل العربية؛ مثل النخوة والشهامة
والكرم والتي هي صفات عربية أصيلة، إذا في المعادلة أو المشكلة الشيعية
عنصران ديني وعرقي (قومي) ومن لم يفهمها لا يفهم كثيرا من السلوكيات
الإيرانية، فمحرك العنصر الإيراني هو قومي وديني (التشيع) فمن نجا من الأول
بقي فيه الثاني، ومن نجا من الثاني بقي فيه الأول.

2- محاولة إبعاد سيطرة المراجع العرب على العشائر واعطاء دور للعشيرة في السيطرة على الجنوب .
ونتج عن هذه السياسة ضعف نسبي في
نفوذ رجال الدين الشيعة، وصعود نفوذ رجال العشيرة، وأصبح التشيع وانتشاره
محدودا إن لم يتوقف في العراق بعد تشكيل الحكومة العراقية سنة 1921م.

وهذا التحول الاقتصادي والسياسي
لشيوخ العشائر حوّل بوصلتهم نحو العاصمة بغداد وليس إلى كربلاء والنجف
اللتين كان يدار فيهما كل شيء للعشائر، ومع توقف الزيارات الخارجية وتقليل
مجيء الإيرانيين قلّ وضعف نفوذ مدينتي النجف وكربلاء. بل إن انتماء رؤساء
العشائر للأحزاب السياسية في وقتها كحزب الاتحاد الدستوري وغيره قرّب رؤساء
العشائر ببغداد والنخب السياسية، وأبعدهم عن رجال الدين الشيعة بشكل
ملحوظ.

هذا من جانب، ومن جانب آخر مهم لم
تعد هناك رغبة قوية لدى شيوخ العشائر بتكوين قوى مسلحة، وأصبح التنافس
السياسي للوصول للسلطة هو الهدف الأول لهم، مما أضعف فكرة القيام بثورة
أخرى يستغلها مراجع الشيعة سواء كانوا عربا أم إيرانيين .

كما عملت الحكومة بشكل ذكي على
تشكيل قوة السراكيل (الموظف المراقب لشؤون العمل الزراعي) وهي طبقة من
الناس تدير بشكل مباشر شؤون العشيرة الزراعية، وقوة لحفظ الأمن بدل شيخ
العشيرة؛ الذي أصبح موجودا في بغداد لمتابعة التعاملات السياسية
والاقتصادية، لذا تولدت قوة جديدة، وهي أيضا بديل عن قوة مراجع الشيعة .

وقوة السراكيل كانت موجودة في عهد
العثمانيين ولكنها كانت قوة موظف همّه جمع الضرائب، أما في العهد الملكي
فتغيّرت وأصبحت قوة فاعلة على الأرض.

النجف وكربلاء
هاتان المدينتان ليستا مدنا مقدسة
عند الشيعة فحسب، بل هما مدينتا المؤامرات الشيعية على العراق، وفيهما
تحاك كل المشاكل لمنع استقرار البلد حتى يكون العراق بلدا شيعيا، وإليهما
يدخل الإيرانيون وغير العرب للعراق بحجة الزيارة وتعقد المؤامرات، ومنهما
انطلقت المعارضة العراقية بعد سنة 1980م ومن يومها تشكلت بؤر شيعية ساعدت
على احتلال العراق وقيادته أسوأ قيادة في تاريخه.

وحتى يظل الحال على ما هو عليه من
سيطرة المراجع على زمام الجنوب، فإن الأمر يحتاج إلى بقاء هذه المدن بؤرة
اقتصادية مالية قوية لجذب كل رؤساء وشيوخ العشائر إليها. لذلك فبقاء هذه
المدن قوية هو ضعف للعراق ، وضعف هذه المدن هو استقرار للعراق، وهذه قاعدة مهمة لمن أراد أن يفهم وضع العراق.

كانت هذه المدن تستمد قوتها
الاقتصادية من الزيارات الدينية الشيعية من جميع أنحاء العالم، وهذا يتحول
بدوره إلى قوة اقتصادية للمراجع، وكلما أصبح النفوذ المالي للمراجع أقوى،
أصبحت قدرتهم على تحريك الشارع الشيعي أكبر .

لقد كانت هذه المدن بؤرة لتواجد
الإيرانيين في العراق، ففي إحصاء سنة 1919م كان عدد الإيرانيين في كربلاء
80 ألف إيراني، وهذا يعني أنهم يشكلون 75% من سكان المدينة. أي أن مدينة
عراقية ثلاثة ارباع سكانها ليسوا منها، بل ليسوا عراقيين!!

وليس هذا فحسب بل كان كل من يريد التهرب من الخدمة العسكرية ينكر جنسيته العراقية ويعد إيرانياً!!
لقد كان في كربلاء عدد كبير من
المدارس الإيرانية والموظفين الإيرانيين العاملين في القنصلية الإيرانية
لإدارة شؤون رعاياها من قبل الإيرانيين وغير العرب، كما وجد عدد من التجار.
وبعد كل ذلك كان يوجد كم كبير من المخبرين ورجال المخابرات الإيرانية. كما
أن تواجد الإيرانيين والشيعة غير العرب في النجف أقل من كربلاء، وكذلك في
مدينة الكاظمية وفي مدينة سامراء .

تولدت لدى الحكومة العراقية
الملكية رغبة قوية بتحجيم الوجود الفارسي أو الأصح الوجود غير العربي في
هذه المدن، لذا أصدرت الحكومة سلسلة من القرارات في سنة 1924م لحصر حملة
الجنسية العراقية، فقد خُيّر حملة الجنسية الإيرانية سواء كانوا من أصل
إيراني، أو عراقي حملوا الجنسية الإيرانية بغرض التهرب من الخدمة العسكرية
إبان الحكم العثماني، خيّر كل هؤلاء بين أن يصبحوا رعايا عراقيين بتخليهم
عن الجنسية الإيرانية ، أو اعتبارهم إيرانيين ، و التعامل معهم كمقيمين
وليسوا كعراقيين.

وكان ثمة قانون آخر وهو منع تشغيل
من يحمل جنسية غير عراقية في دوائر الدولة، سيما ممن لا يجيدون التكلم
باللغة العربية و كان هذا سنة 1927م.

كما أن تطورا آخر حصل سنة 1935م
بقانون منع مزاولة العمل في العراق لغير العراقيين، وشمل هذا عشرات المهن
التي كان الإيرانيون يزاولونها في العراق(
[5]).
كانت هذه القرارت تهدف إلى تحجيم
التواجد الإيراني الذي شكل مصدر ازعاج وقلق للعراق. كما نتج عن هذه
القوانين كسر احتكار وسيطرة الإيرانيين على سوق العمل في كثير من مجالات
العمل داخل العراق واستبدالهم بطبقة عاملة عربية عراقية.

وشملت القوانين أيضا رعاية
الأضرحة في النجف وكربلاء، ففي سنة 1948م صدر قانون بمنع سيطرة الإيرانيين
وغير العرب عليها وأنيطت أمورها لوزارة الأوقاف. كما سيطرت الحكومة على
الأموال الموجودة في الأضرحة والتي كانت عصب قوة المراجع الشيعة.

كل هذه القوانين والإجراءات تمت
ليس بهدف سيطرة السنة على الشيعة – كما يدعي الشيعة اليوم – بل لمنع النفوذ
الإيراني، ومنع سيطرة العمائم الإيرانية والموجهة من داخل إيران لضرب
استقرار العراق؛ وهذه الخلفية التاريخية تفسر لنا بوضح تام السبب الذي يجعل
الساسة العراقيين الشيعة يركزون على تعزيز مكانة رجل الدين، وعلى تعظيم
كربلاء والنجف، وحرصهم اليوم على إقامة مطار قربهما، وتفعيل جباية الخمس
وزيارة المراقد ، ذلك أنها تشكل طرقا مختلفة لعودة الهيمنة الإيرانية
والشيعية على العراق.

ونستطيع القول: أنه كلما
انتعشت هذه المدن (كربلاء والنجف) اقتصاديا، كثرت المؤامرات على العراق،
وكلما بقيت هذه المدن بحجمها الطبيعي استقر العراق أكثر وأكثر .

كما يعطينا هذا تفسيرا لهذا
الزخم الإعلامي لتضخيم هذه المدن؛ فهي توصف بالمقدسة، كما توصف النجف
بالأشرف دائما على لسان كل مسؤول ، وتوجه لها الإنظار في كل مناسبة دينية
عند الشيعة، وهذا كله مدروس لإعطاء هذه المدن دورا متميزا غرضه ما ذكرنا
آنفا .

لقد اربكت هذه الإجراءات
والقوانين التي سنّتها الحكومة العراقية كثيرا من مجتهدي الشيعة، الذين
أحسوا مبكرا بأن سياسة الحكومة آنذاك خطر على وجودهم، مما جعلهم يشكون
لوزير الخارجية الإيراني فيروز عندما زار العراق سنة 1920م
[6]
من أن وضعهم في العراق قلق، وأن مستقبل التشيع العراقي في خطر، كما ازداد
قلق المراجع بسبب خشيتهم من تأثير هذه الإجراءات الحكومية على مواردهم
المالية في العراق (وهي ضخمة)، مما يعرض موقعهم الديني والإجتماعي المرموق
بين شيعة العراق للزوال.

لقد شكّل تأسيس الدولة العراقية
مشكلة للمراجع وتقييدا لنفوذهم في العراق لذا وقفوا ضده وحاربوه بكل السبل.
وعندها بدأت إيران بإيجاد بديل عن النجف وكربلاء داخل بلادها وكان هذا
أوان ظهور مدينة قم كمركز ديني جديد للشيعة في عشرينيات القرن المنصرم،
لتكون تحت سيطرتها التامة.

كان هناك دافع آخر (اقتصادي) لدى
الحكومة الإيرانية لتهيئة بديل عن كربلاء و النجف، وهو إيقاف الهبات
المالية (الخمس) وغيرها من الذهاب للعراق، وتحويلها إلى قم(
[7])، وبذلك تضاربت مصالح علماء الشيعة في العراق وإيران بعد اختلاف المركزين (قم – النجف وكربلاء).

إيران والحكومة العراقية الجديدة:
تعد قوة العراق - سواء كانت
اقتصادية أو سياسية- أمراً مزعجاً لإيران دائما؛ لأنها تعيق تحقيق حلم
إيران بالسيطرة على العراق أو إضعافه على الأقل، ولتحقيق هذا تستخدم إيران
ورقة التشيع، فلو ترك شيعة العراق لوحدهم – وهيهات – لهان الخطب وكان الأمر
أيسر، لكن بين العراق وإيران تاريخ مر، يجب أن يعرفه كل دارس لتاريخ وواقع
العراق اليوم:


* فعندما تشكلت الحكومة العراقية
الملكية سنة 1921م رفضت إيران الإعتراف بها، سيما وأنها فشلت في ثورة
العشرين (الثورة الشيعية التي كان هدفها تحويل العراق لبلد شيعي كما سبق
توضيحه).


* وفي عام 1924م ربطت إيران إعترافها بالعراق بثلاثة أمور:
1- اعفاء مواطنيها من الخدمة العسكرية (لأن العراق فرض عليهم الخدمة إذا بقوا فيه).
2- أن يتولى القنصل الإيراني إدارة شؤون الإيرانيين في العراق وأملاكهم.
3- أن يحاكم المتهمون الإيرانيون بقضايا جنائية أومدنية أمام محاكم خاصة، وليس أمام المحاكم العراقية.

وجراء الضغط الدولي على إيران
للإعتراف بدولة العراق، قلّلت إيران من شروطها، وذلك سنة 1928م، بعد أن
كانت رفضت الاعتراف بالعراق كدولة، لأن هدفها- كما ذكرنا - هو إضعاف العراق
وحكومته بعد أن شعرت بأن سيطرة المراجع بدأت تتقلص شيئا فشيئا.

وكردة فعل، حاولت إيران أن تزعزع
العراق اقتصاديا من خلال تحريض القوى الاقتصادية والدينية الدائرة في
الفلك الإيراني داخل العراق على مغادرة العراق مع سحب رؤوس أموالها الضخمة،
لا سيما بعد ظهور قانون الجنسية الجديد الذي حجّم دور الإيرانيين، فتناقصت
نسبة الإيرانيين في كربلاء حتى وصلت سنة 1957م إلى 12% (
[8]).

الشيعة وتأسيس الجيش العراقي:
بسبب أوضاع المنطقة الشمالية غير
المستقرة، ومحاولات تركيا فصل الموصل عن العراق، وظهور مطالب الاكراد
بالانفصال وتكوين دولة مستقلة، وبسبب الجنوب العراقي غير المستقر لأكثر من
500 سنة مضت، وتدخلات المراجع الشيعة في شؤون العراق، كل هذه الأمور وغيرها
دعت الحكومة العراقية إلى تشكيل جيش من الشعب العراقي لحفظ الأمن
والاستقرار، والعمل على الاستقلال التام (
[9]
فقد أعلن عن تشكيل الجيش العراقي بتاريخ 6 كانون الثاني سنة 1921م وكان
أول فوج تشكل هو فوج موسى الكاظم كنوع من تودد الحكومة الجديدة للشيعة بعد
ثورة العشرين، ومن الطبيعي أن تكون نواة الجيش من بقايا العسكر والضباط
العثمانيين وغالبيتهم من السنة سواء كانوا عربا أو أتراكا.

والذي لا يصدق أن الشيعة ليس لهم
انتماء لأوطانهم – وأقصد المراجع ومن يسايرهم – فليتابع معي موقف الشيعة من
الجيش في بداية تكوين الحكومة العراقية وهذا الموقف تداوله كل الشيعة
(المراجع العرب وغيرهم والمثقفين) :

* تحجج الشيعة في الجنوب بأنه لا
داعي لتأسيس الجيش، وأن ما ينفق على الجيش الأفضل إنفاقه على اعمار
الجنوب، وأن من الممكن الدفاع عن البلاد بدون جيش على حد تعبير بعض الكتاب
الشيعة في الصحف(
[10].)
* كما وقف الشيعة منتقدين للتجنيد
الالزامي متوافقين مع رغبة بريطانيا ؛ إذ أنّ المندوب السامي البريطاني
ابدى معارضته للتجنيد الإلزامي كذلك، بل إن طه الهاشمي(
[11]([12]
وطلب الشيعة من مراجع النجف السعي لوقف قانون التجنيد الإلزامي، وتم عقد
مؤتمر في سنة 1924م لمحاربة هذا القانون؛ و الدافع من وراء هذه المعارضة هو
إن الشيعة (المراجع ومن سار في ركبهم) يريدون بقاء البلاد غير مستقرة
ليتسنى لهم الثورة متى شاءوا من غير قوة تردعهم ([13]،
كما أن طبيعة شيوخ العشائر الجنوبية تميل الى عدم الطاعة، والتمرد على كل
سلطة لتبقى السلطة لشيخ العشيرة فقط . هذه الأمور ساعدت على رفض هذا
القانون.
))) اتهم البريطانيين بأنهم كانوا وراء الشيعة لمنع التجنيد الالزامي، وهذا أمر معروف لدى الباحثين في الشان العراقي
إن روح التمرد هذه وعدم الإنضباط
رغبة شيعية بحتة، ومصداقا لما أقول انظر اليوم ماذا يفعل جيش المهدي
بالعراق، حتى وصل به الحال أنه يحارب حكومته الشيعية، لأنه يريد أن تبقى
الأمور غير مستقرة دائما .

وهناك أمر آخر وهو أن العصيان على
قانون التجنيد الإلزامي اتخذ عند الشيعة ذريعة لمساومة الحكومة على مطالب
أكثر كما عبر عن ذلك أكثر من سياسي شيعي (
[14]).
فقدت الثقة بين السنة والشيعة
بسبب المواقف الشيعية من الدولة والجيش، وأصبح أهل السنة لا يثقون بأي حاكم
شيعي بسبب تبعيته للإيرانيين من جانب، وبسبب رغبة الشيعة في العيش
كمعارضين أو أن يكون الحكم لهم وحدهم، ومن يتمعن فيما جرى للعراق عندما
حكمه الشيعة بعد الاحتلال الأمريكي في 9/4/2003 و ما يفعله الشيعة اليوم في
البحرين ولبنان يدرك صدق ما أقول.

هذا الشعور تجاه الشيعة لم يكن
عند المتدينين السنة فحسب بل عمّ جميع الوطنيين من التيار القومي
والعلماني، مما يوضح أن ظاهرة الشيعة وعدم صلاحيتهم لحكم أي بلد هي ظاهرة
أدركها كل العراقيين السنة ولكنها ومع مرور الزمن غابت عن ذهنية الفرد
العراقي فوقع في شرك الوحدة الوطنية الزائفة وتناسى العقلية الشيعية، حتى
سقط العراق بيد الأمريكان وظهر للجميع حقيقة مقاصد الشيعة .


وضع الشيعة في عام 1927م ومحاولة تقسيم العراق:
على إثر الازمات بين الشيعة
والحكومة اجتمع في سنة 1927م كبار الساسة الشيعة والمجتهدون في النجف
للإستعانة بالبريطانيين وبالذات المندوب السامي البريطاني هنري دوبس لتغيير الحكومة، أو المطالبة بتقسيم البلاد وتشكيل حكومة شيعية في مناطق الجنوب منفصلة عن العراق،
إلا أن عوام الشيعة في الجنوب رفضوا مقترح الانفصال؛ لأنهم عشائر حديثة
عهد بالتشيع ولا يزال هناك ثمة رابط بينهم وبين أقربائهم السنة، إضافة لروح
العروبة وحب العراق كوطن لهم منذ مئات السنين.

تصاعدت اعتراضات وقلاقل الشيعة في
مناطق عدة كما تصاعدت مطالبهم بتمثيل أكبر في الحكومة، بيد أن عددا لا بأس
به من ساسة الشيعة مثل جعفر أبو التمن فضح توجهات المراجع وقال: إن
المراجع هم مَن منع الشيعة بفتاوى من الدخول في الحكومة فلما قامت الحكومة
واستقرت طالبوا بمطالب، وكذلك لما قامت الحكومة ادّعوا أن الإنكليز وراء
الحكومة فلما ضاقت عليهم الأمور استعانوا بالانكليز ضد حكومتهم العراقية!!

إضافة لذلك لم تكن عند الشيعة
قيادة سياسية موحدة وكان بعض الشيعة يرفض قيادة المجتهدين، لما سببوه من
مشاكل للشيعة بسبب فتاواهم ، وكانت رؤية بعض الشيعة سلوك مسلك البرلمان
باعتباره الطريق الصحيح للحصول على الحقوق(
[15]).
إن محاولات تقسيم العراق اليوم من
قبل عبد العزيز الحكيم وابنه ليست وحيدة أو جديدة أو وليدة، بل إن الشيعة
منذ عشرينيات القرن الماضي وهم يسعون لهذا! لذلك لا يثق أي عراقي شريف (من
أي اتجاه كان) بالتوجهات الدينية الشيعية، والعتب كل العتب على المؤرخين
العراقيين الذين لم يوضحوا لشعبهم في العراق ولا خارجه الطموحات الحقيقة
للمراجع الشيعة، منذ محاولات التهديد بالإنفصال سنة 1927م، وهي خير دليل
على ما نقول.


ثورة 1935م الشيعية :
أعلن استقلال العراق في عصبة
الأمم سنة 1932م وقد نظر الشيعة بتوجس لهذا الإستقلال؛ لأنهم احسوا بقرب
انتهاء النفوذ البريطاني على العراق والذي كانوا يعولون عليه لنيل مطالبهم
كما هو حالهم اليوم، يسبون الشيطان الأكبر ومن ثم يتحالفون معه!!

فبكل وقاحة ودون حياء كتب شيعة من
العراق ولبنان في عدة مجلات باسماء مجهولة منها مجلة العرفان البيروتية
مطالبات بحماية الشيعة؛ منها مقال بعنوان (الشيعة في بلادهم) بتوقيع (عربي)
ومقال (اضطهاد الشيعة في العراق) بدون توقيع، وكتب ابن الرافدين مقال
(الشيعة في العراق) كل هذه المقالات باسماء غير معروفة، تحرض وتخوف من
استقلال العراق قبل صدور الإستقلال (
[16])
وتشكلت لجنة شيعية تحت اسم (اللجنة التنفيذية لشيعة العراق) ورفعت مطالبها
للهيئات الأجنبية في العراق، ونشرت في مجلة العرفان البيروتية العدد 23
سنة 1932م، واثيرت اضطرابات تبين استعدادهم للعنف من اجل تحقيق ما يصبون
اليه، ووصفوا الحكومة العراقية بإنها حكومة احتلال .

وبعملية خبيثة من بريطانيا لإثارة المزيد من البلابل، صدرت نتائج الإحصاء العراقي الذي يدّعي أن الشيعة أكثرية ([17][b]،
وزاد الوضع سوءا بوفاة الملك فيصل الأول سنة 1933م، وكانت الحكومة
العراقية مضطربة، فقد اقدمت في سنة 1934م على أعمال غير مدروسة، منها قيام
حكومة علي جودت الأيوبي بحل البرلمان، فقامت بعض الإضطرابات استغلتها احزاب
وشخصيات سنية وشيعية، منهم التاجر الشيعي المعروف عبد الواحد سكر. ونتيجة
لهذه الأوضاع وسوء التصرف سقطت حكومة الأيوبي ثم تلتها حكومة المدفعي وسقطت
أيضا ، ثم شكل الملك غازي بن فيصل حكومة ياسين الهاشمي ([18].))

ازدادت المعارضات الشيعية في
البلد مع دخول سنة 1935م، وكان التجار والسياسيون الشيعة يتسابقون في تمثيل
المكون الشيعي لنيل مكاسب ذاتية، وكانت الهوسات (رقصات الحرب في الجنوب
العراقي) منتشرة في الجنوب، وهي ارهاصات ابتداء الحرب والإستعداد لها، وكان
بعض السنة العرب- مع الأسف - يؤيدون هياج الشيعة لإسقاط الحكومة للحصول
على مكاسب خاصة، بيد أن هذا التهيج للشيعة فتح شرا على البلاد وثورة عارمة
ندموا عليها فيما بعد.

ومرة أخرى زجّ التجار الشيعة
بورقة المرجعية لتوجيه الشيعة، فاجتمع عبد الواحد سكر بمجتهدي الشيعة العرب
(محمد كاشف الغطاء وعبد الكريم الجزائري وجواد الجواهري) وجرت مشاورات
واجتماعات بين التجار والمرجعيات لتقديم مطالبات والضغط على الدولة، بل على
رأس الدولة الملك غازي، وهذا الأمر لم يحظ بقبول كل الشيعة سيما الذين
بقوا في البرلمان؛ لأن هذا الأمر منح التاجر الثري عبد الواحد سكر صفة
تمثيل الشيعة، لذلك لم يقفوا معه، لكنهم خافوا أن يفقدوا مكانتهم بين
الشيعة بسبب عدم وقوفهم مع سكر، فتوجهوا إلى كاشف الغطاء مبدين استعدادهم
للإستقالة من البرلمان ما لم تتحقق مطالب الشيعة، والذين تقدموا بها هم
مجموعة من المحامين الشيعة المعروفين في بغداد.

كانت مطالب الشيعة مطالب دينية
للطائفة، مثل أن يدرس الفقه الجعفري في الجامعات، وقيام محاكم شرعية وفق
مذهب الشيعة وغيرها من المطالب التي تخص جنوب العراق، وأيد هذه المطالب
الجانب البريطاني الذي كان منزعجا من استقلال العراق، وفي نفس الوقت خائفا
من النفوذ الأمريكي المتصاعد(
[19]) .
هذه المطالب أيدها التجار الشيعة
المعادون لسكر؛ لذا رفض سكر هذه المطالب لأنها تثير فتنة طائفية، بيد أن
المطالب قدمت من قبل كاشف الغطاء لرئيس الوزراء ياسين الهاشمي، ثم من أجل
الضغط بشدة على الحكومة أصدر كاشف الغطاء فتوى تحرم على الشيعة المشاركة
بأي حزب سياسي، بيد أن الهاشمي رفض هذه المطالب
[20]
ووعد كثيرا من رؤساء العشائر في الجنوب بتمثيل أكبر في البرلمان، كما عطلت
الحكومة أحزابا مهمة _ تحوي سنة وشيعة _ من العمل لأنها لعبت دورا في
زعزعة الأمن من أجل غايات سياسية تضر بالبلاد، بيد أن التجار الشيعة
اعتبروا أن هذه الإجراءات دلالة على ضعف الدولة فأصروا على مطالبهم .

وبسبب إعتقال الشرطة لعالم شيعي
يدعى أحمد أسد الله حرض العشائر على الثورة والتمرد في منطقة الرميثة في
الجنوب العراقي، ثارت عشائر المنطقة ضد الحكومة عسكريا منها، عشيرة بني
ازيرج والبو حسن والظوالم، وقاموا بفصل سكك الحديد (
[21]
لذا قصفتهم الطائرات العراقية وتفاقم الوضع، مما جعل المجتهدين الشيعة
الأربعة يدعون الحكومة للتفاوض، لكن الحكومة رفضت، لأن المجتهدين والتجار
الشيعة يلعبون بمصير شيعة الجنوب فيصطنعون المشاكل ثم إذا احسوا بالضعف
طلبوا المفاوضات، وقامت الحكومة بنفي المحامين الشيعة في بغداد ، الذين كان
لهم دور تحريضي خبيث في توسيع دائرة التمرد.

توسعت الثورة في مناطق المنتفق ([22]
في الجنوب العراقي وقطعت سكة الحديد بين الناصرية والبصرة واحتلت مدن
عراقية في الجنوب وامتدت الثورة، وكادت تصل إلى مدينة الحلة لولا عزل
القوات الحكومية لها وخشيت الحكومة من تفاقم الوضع فعملت بذكاء ([23]
على شق الصف الشيعي، ففاوضت بعضهم وحاربت البعض الآخر، وشارك في المفاوضات
شخصيات شيعية معروفة مثل صالح جبر ومحسن شلاش، وهي شخصيات شيعية استلمت
مناصب وزارية ([24]،
وكان الهاشمي مصرا على تلبية مطالب الشيعة ولكن ليس على يد المراجع؛ لأنه
يدرك دور المرجعية التخريبي والذي يقف دائما ممهدا لتدمير العراق وأهله
مستغلا المذهب لذلك.
)))
هدأت الأوضاع وكشفت الثورة أن ثمة
مصالح بين الشيعة انفسهم لإستغلال الجنوب الشيعي باسم التشيع؛ فمرة يستغله
المراجع، ومرة التجار، ومرة يستغلونه لإسقاط الحكومة، وهكذا لعب قادة
وساسة وعلماء الشيعة بالعراق بلعبة المطالب الشيعية ليحولوا الجنوب العراق
إلى منطقة غير مستقرة ومتخلفة وفقيرة دونا عن مناطق العراق الأخرى، وهذا
كله بسبب غياب القائد الشيعي المخلص لأبناء الجنوب، ونفس الاتجاه: المرجعية
ترتع بأموال الخُمس بينما الفقراء في جنوب العراق يتضورون جوعا وفقرا
وحرمانا، لذلك شعر بعض عقلاء الشيعة بهذه الحركات ورفضوا هذه الثورات، ومن
هؤلاء التاجر والسياسي جعفر أبو التمن، والأديب محمد رضا الشبيبي واعتبروا
هذه الحركات دعوات طائفية مخلة بالمواطنة، وأن المطالب الشيعية لها طرق غير
الثورة.

إنّ حِرص المراجع الشيعة العرب
على موقع الممثل والمؤثر السياسي، جعل من اتباعهم ورقة يلعبون بها فيهيجون
الجماهير ويوردونهم المهالك حتى يبقوا هم دائما في سدة الحكم والقيادة،
وهذا ما يفسر اليوم كثرة مطالبة آل الحكيم وجميع الأحزاب الشيعية بدور
المرجعية وأهميتها حتى وضعوا لها فقرة خاصة في الدستور العراقي الجديد .

وانتقد كثير من الشيعة كاشف الغطاء، الذي استخدم الثورة والعنف المسلح، مستغلا رؤساء العشائر لذلك.
وفهمت الحكومة لعبة المراجع،
وبذكاء يحسب لها، استطاعت فصل دور المراجع عن شيوخ العشائر، عبر منح عشائر
الجنوب صلاحيات اقطاعية ومالية كبيرة، واصبحت هوية الجنوب عشائرية غير
خاضعة لسلطة المرجعيات، وبهذا أراحت العراق من مشاكل امتدت أكثر من 40
عاما(
[25]
، وهدأ الجنوب، وازدادت نسبة التعليم وأصبح الصراع بين الشيعة والسنة يأخذ
طابعا مدنيا لا عسكريا. ولم يرجع نفوذ المراجع إلى الجنوب إلا في منتصف
السبيعينيات.
)

الفترة بين سنة 1935 – 1958 م:
في هذه المرحلة ازداد عدد الشيعة
المتعلمين، وتقلد بعض الشخصيات الشيعية وزارات حساسة مثل وزارة المعارف
التي تقلدها عبد الكريم الأزري ومحمد فاضل الجمالي، وهما من الشيعة
العلمانيين، وظل هذا المنصب حكرا على الشيعة منذ سنة 1931م ولغاية 1943م .

أدى انتشار التعليم الحديث في أوساط الشيعة إلى الحد من سيطرة العمائم السوداء والخضراء والبيضاء على عقول الشيعة وأصبح لدى الشيعة فئة مثقفة دخلت في كل الأحزاب الشيوعية والعلمانية والعروبية وتخلصت من دياجير الخرافة والظلمات الشيعية
لأن هذه الأحزاب تتبع الفكر المادي العقلاني بعكس التيار الشيعي المغرق
بالخرافة والأسطورة، وإن لم يكن هذا التخلص كليا إلا أن التحول كان كفيلا
بخلط الشيعة مع السنة العراقيين ودمجهم، بخلاف ما كان يريده مراجع الشيعة
من عزلهم عن شركائهم في الوطن بحجة مغايرة المذهب.

واتخذ صراع الشيعة مع السنة شكلا من الرقي بعيداً عن وسائل الهمجية والثورة، التي يتبعها المراجع سواء كانوا إيرانيين أم عربا([26]).
وحين استقل العراق، ابقت فيه
بريطانيا قواعد عسكرية لها، وكانت بريطانيا تضع العراق تحت المراقبة وتتدخل
في سياسته، وقد حاول الملك غازي التخلص من ذلك الوضع لكنه لم يتمكن، فقتل
بمؤامرة سنة 1939م ووضع ابنه فيصل الثاني ملكا على البلاد، ولأنه كان صغيرا
وضع خاله عبد الإله وصيا عليه، وكان عبد الإله هو حاكم البلاد الفعلي وكان
عميلا انكليزيا صرفا، لذلك قام نفر من الضباط والساسة السنة بمحاولة
انقلاب عسكري، سمي بثورة مارس سنة 1941م بقيادة رشيد عالي الكيلاني ومجموعة
من الضباط الأحرار السنة كصلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد وغيرهما، وحاول
السنة إشراك الشيعة معهم بالثورة ضد بريطانيا والتخلص من الوصي عبد الإله
وتشكيل حركة وطنية شاملة، فعرضوا على (محمد الصدر) وهو شخصية شيعية سياسية
معروفة تولي الوصاية على الملك، لكنه رفض بحجة أنه كان صديقا لعبد الإله،
وكان مجلس الأمة جاهزا لقرار عزل عبد الإله، وهكذا وقف الشيعة مرة أخرى ضد
المصلحة الوطنية.

فرح الشيعة بفشل ثورة مارس وهروب
رشيد عالي الكيلاني، لأن الكيلاني كان قاسيا عليهم عندما كان وزيرا
للداخلية في حكومة الهاشمي، فهو أعرف الناس بالشيعة ومكائدهم، ولذلك نقده
الشاعر الشيعي عبد الحسين الأزري بقصيدته المعروفة (
[27].)
عاد البريطانيون بعد انتهاء
الثورة إلى السيطرة على العراق، وتم اعدام بعض قادة الثورة الذين لم
يتمكنوا من الهرب، واستغل الشيعة هذا الوضع فطلبوا من البريطانيين زيادة
مشاركتهم في الحكومة والبرلمان، فاجتمع محمد الصدر رئيس مجلس الأعيان مع(
سي جي ادموندس) المستشار البريطاني لوزارة الداخلية العراقية، لتبليغه
باستياء الشيعة في الجنوب وقال عن السنة يومها: (ليس في عروقهم حب حقيقي
للعراق) (
[28])
واشتكى للبريطانيين من السنة وتكلم عن الوطنية !! أقول : سبحان الله!
يصطاد الشيعة دائما في الماء العكر ، وعند كل جرح يصيب الأمة كما فعلوا
إبان الحصار (1990 -2003م) وإبان دخول المحتل، فبينما يريد العراقيون السنة
خروج البريطانيين من بلادهم يشتكي الشيعي للبريطاني من السنة!


والسؤال المطروح : هل للشيعة وطن
يحبونه ؟ كلا والله بل هم لا يحبون إلا أنفسهم وطائفتهم، ولولا التقية
لخرجت أحقادهم للعيان كما فعلوا في حكومتي الجعفري والمالكي في الوقت
الحاضر.

حصل الشيعة على مكاسب إضافية في
الدولة العراقية، فقد عين الشيعي صالح جبر رئيسا للوزراء سنة 1947م بعد أن
كان وزيرا للداخلية في سنة 1941م بيد أن صالح جبر كان من حزب نوري سعيد
السني، وكان جبر شديد العمالة للأنكليز- ويعرف ذلك كل العراقيين - وبدأ جبر
يكثر من الخبراء البريطانيين في الدولة العراقية وحاول عقد معاهدة مع
البريطانيين، إلا أن مظاهرات صاخبة خرجت في بغداد تصرخ (يسقط الرافضي)
كناية عن حكم صالح جبر وذلك سنة 1948م وأدت المظاهرات إلى استقالة جبر،
فقام الشيعة بثورة لصالح جبر وليس لصالح الوطن(
[29])
،بيد أن جبر سقط ، ثم حاول أن ينشئ كيانا سياسيا مستقلا عن نوري سعيد يحظى
بتأييد النواب الشيعة سيما نواب مناطق الفرات الأوسط، واستطاع جبر اسقاط
حكومة نوري سعيد، وقامت حكومة توفيق السويدي التي عين فيها صالح جبر وزيرا
للداخلية، وحصل الشيعة على وزارات الداخلية والمالية والإقتصاد، وخططوا
للسيطرة على وزارة المعارف، وبدأت مؤامرات وحملات شيعية لإبعاد السنة من
الحكومة، وكان طائفية صالح جبر واضحة فعمل علانية للسيطرة الشيعية على
العراق بواسطة تعيين الشيعة في المناصب العليا في الدولة، وازداد التوتر
العام بين السنة والشيعة خلال السنتين 1950 – 1951م وبلعبة سياسية ذكية من
نوري سعيد أقيمت انتخابات جديدة سنة 1953م وشعر جبر بأن البساط سحب منه
فقرر مقاطعة الإنتخابات وخسر أتباعه، وفاز نوري سعيد وشجب الشيعة تصرف جبر
لأنه أفقدهم الشيء الكثير، ومات جبر كمدا من ذكاء نوري سعيد سنة 1957م.


الشيعة والحزب الشيوعي:
ظهر الحزب الشيوعي في العراق في
أواخر العشرينيات من هذا القرن، إلا أن مرحلة الأربعينيات والخمسينيات شهدت
قمة نشاط الشيوعية، وكان أكثر من ينتمي لهذا الحزب هم الشيعة، ولعل السبب
وراء هذا الإنتماء هو:

أن الشيوعية والشيعة كلاهما نظام متمرد على الواقع المجتمعي.
وكلاهما يؤمن بالدم والثورة.
وكلاهما ينطلق من عقدة اضطهاد.
وكانت الشيوعية تقاوم المد القومي وتحاربه لأنها فكرة أممية، والشيعة يعادون العروبة من وجهة نظر شعوبية.
وكان السنة هم من يدافع عن العروبة ويريدون التوحد ضمن كيان عربي في حين وقف الشيوعيون والشيعة بوجه أي انتماء عربي.
وفي نفس الوقت شعر المراجع الشيعة
المجتهدون في إيران والعراق بقلق تجاه انتشار الشيوعية في اوساط الشيعة في
البلدين، لذلك تشجع المجتهدون لمحاربة الشيوعية ، وكان المجتهدون في
العراق يوصون الحكومة العراقية بتتبع خطى الشاه رضا بهلوى في محاربة
الشيوعية .

أصبح هناك رغبة شيعية وإيرانية
وبريطانية في محاربة الشيوعية في الخمسينيات، و تعززت الرغبة في عودة
المدارس الدينية للعراق لمواجهة المد الشيوعي، فتعززت سلطة النجف وكربلاء
من جديد، وقام المجتهدون ببث الأفكار الشيعية مثل زيارة الأضرحة، وسُمح
لمهدي الخالصي بالعودة للعراق لتشجيع هذا الدور، ولأن الشيوعية أصبحت خطرا
بالنسبة للكيان الغربي الرأسمالي، شجعت بريطانيا كل الجماعات الدينية في
الشرق (سنية أو شيعية) للوقوف أمام التمدد الشيوعي .

وأصبح للشيعة موقفان، فمن ينتمي للحزب الشيوعي دوافعه مختلفة عمن يحارب الشيوعية، وكلاهما ينطلق من منطلق يختلف عن الآخر .
هذه هي خلاصة التحركات الشيعية في
العراق منذ سنة 1920 م، سنة تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتكوين الملكية
العراقية إلى ظهور الجمهورية العراقية سنة 1958م.


ولا يسعني في نهاية هذا القسم إلا
أن أذكر كلمة لعلامة العراق محمود شكري الألوسي وردت في مجلة المنار بحق
وضع العراق وشيعته، إذ يقول:

"ومن العجب أنّ الرافضي – محسن
الأمين العاملي - ادّعى أنّ فرقته أطوع الناس للحكومة مع أن سيفها لم يزل
على رقابهم، ولم يمض يوم من الإيام إلا والحرب معهم قائمة على ساقها، فكم
ألجأوا الحكومة الى خسائر ونفوس، وجميع القبائل الذين ترفضوا – تشيعوا – هم
أعدى الناس لدولة الإسلام.

وفي هذا الإسبوع ورد تلغراف يخبر عن هجوم جمع منهم على شطرة المنتفق([30])، وقتلهم جمعا من الضباط وعددا كثيرا من الأفراد .
وحروبهم في العمارة شهيرة،
وكذلك قبائل الديوانية، والنجف، والسماوة، وكربلاء، ولم يزالوا قائمين على
ساق الحرب مع الحكومة، واختلال العراق دائما إنما هو من الأرفاض – الشيعة -
فقد تهرّى أديمهم من سمّ ضلالهم، ولم يزالوا يفرحون بنكبات المسلمين حتى
أنهم اتخذوا يوم انتصار الروس على المسلمين عيدا سعيدا، وأهل إيران زينوا
بلادهم يومئذ فرحا وسرورا .

ولو بسطنا القول في هذا الباب وذكرنا حروبهم ومخازيهم
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى