بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
من خصائص النبوة من خصائص النبوة
صفحة 1 من اصل 1
من خصائص النبوة من خصائص النبوة
من خصائص النبوة
من خصائص النبوة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:
فقد اختص الله سبحانه نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء بخصائص عديدة، وفضائل كثيرة، منها ما كان له في حياته، ومنها ما هي له بعد مماته، وذلك يدل على علو قدره ورفعة منزلته عند ربه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد جاءت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية بإثبات تلك الخصائص والفضائل للنبي صلى الله عليه وسلم...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ويبعث إلى الناس عامة)).
ففي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله اختصه عن سائر الأنبياء بخصائص خمس، وهذا لا يعني أنه حصر الخصائص بخمس، وإنما له خصائص كثيرة جدًّا؛ منها ما جاء في رواية مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((فضلت على الأنبياء بست)) فلا يعني حصر الخصائص بذلك العدد، وإنما هو مفهوم عدد، ومفهوم العدد ليس بحجة عند بعض العلماء، وذهب البعض إلى القول بأنه : لعله صلى الله عليه وسلم اطلع أولاً على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي.
أولاً: النصر بالرعب:
اختص الله نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه نصره بالرعب، وهو الفزع والخوف، فكان الله سبحانه يلقي في قلوب أعداء رسوله صلى الله عليه وسلم الفزع والخوف، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر أو شهرين هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه 4.
وقال ابن حجر رحمه الله: (وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال).
ثانيًا: الأرض مسجد وترابها طهور:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل)).
اختص الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي خصيصة لأمته من بين سائر الأمم بأن جعل لها الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من هذه الأمة أدركته الصلاة، ولم يجد الماء ولا المسجد، فطهوره الصعيد، وهو كل ما على وجه الأرض، ومسجده مكانه الذي أدركته الصلاة وهو فيها، بشرط أن يكون نظيفاً، بخلاف بقية الأمم؛ فإن الصلاة لم تبح لهم إلا في أماكن مخصوصة كالصوامع والبيع.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم : ((لقد أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبلي)) وفيه: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم)).
ثالثاً: حل الغنائم:
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وأحلت لي المغانم)) وهذه كذلك منة من الله على هذه الأمة بأن أحل لها المغانم، وذلك لشرف نبيها وأفضليته عند ربه، وقد كانت الأمم -كما يقول الإمام الخطابي-: على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئًا لم يحل لهم أن يأكلوه وجاءت نار فأحرقته.
وقد قال الله تعالى: { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
قال جمهور المفسرين: إن المراد في قوله تعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ } يعني في أم الكتاب الأول إن الغنائم حلال لهذه الأمة.
رابعاً: الشفاعة العظمى:
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وأعطيت الشفاعة)) لقد اختص الله سبحانه نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بإعطائه الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول ذلك الموقف الرهيب، الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم تدنو الشمس منهم حتى ما يكون بينها وبينهما إلا قَدر ميل.
فيبلغ الناس من هول وفزع ذلك اليوم مبلغاً رهيباً، ويلجمهم العرق إلجاماً، وذلك اليوم مقداره خمسين ألف سنة، وفي تلك المدة كلها والناس قيام، شاخصة أبصارهم، فزعة قلوبهم، لا يقدرون على الكلام، ولا أحد يخلصهم من هول ذلك الموقف العصيب، حتى إذا بلغ الكرب منهم مبلغه، فيلهمهم الله في طلب الأنبياء في الشفاعة لهم بالتخليص من هول ذلك الموقف، فياتون نوحًا، ثم من بعده من الأنبياء، وكلهم يقول : ((نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري))، حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((أنا لها أنا لها)) فينطلق صلى الله عليه وسلم فيأتي تحت العرش فيقع ساجدًا لله عز وجل، ثم يفتح الله عليه من محامده، وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبله، ثم يقال له: ((يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع)).
وهذه الشفاعة العظمى هي المقام المحمود التي حمد فيه محمد من قبل الخالق جل وعلا ومن قبل الخلق من بعد ذلك، وهو المذكور في قوله تعالى: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا }.
وأكثر أهل التفسير أن المراد بالمقام المحمود هو الشفاعة، قال ابن جرير الطبري: (قال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربُّهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم).
ونقل ابن حجر رحمه الله عن ابن بطال قوله: (والجمهور على أن المراد بالمقام المحمود: الشفاعة، وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع).
وقد جاء التصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المقام المحمود هو الشفاعة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)).
ولنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعات أخرى لها حديث آخر إن شاء الله تعالى.
خامسًا: عموم رسالة الإسلام:
ثم قال صلى الله عليه وسله: ((وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) كان كل نبي ورسول يبعث إلى قومه خاصة؛ كما قال تعالى عن نوح: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
وقال تعالى عن شعيب: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
وأما نبينا فقد اختصه الله سبحانه عن بقية الأنبياء والرسل بأن جعل رسالته عامة لجميع الخلق عربهم وعجمهم، جنهم وإنسهم.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: (ومن خصائصه: أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس ، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته، ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه، تارة لمباشرة البلاغ، وتارة بالنسبة إليه، ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا } ووجه التمنن: أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته).
وقد جاء ت النصوص من الكتاب والسنة على إثبات هذه الخصوصية، قال الله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.
وقال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
وقال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }.
وقال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
هذا هو ما تيسر في الكلام على هذا الحديث العظيم، والحمد لله رب العالمين...
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل...
من خصائص النبوة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:
فقد اختص الله سبحانه نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء بخصائص عديدة، وفضائل كثيرة، منها ما كان له في حياته، ومنها ما هي له بعد مماته، وذلك يدل على علو قدره ورفعة منزلته عند ربه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد جاءت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية بإثبات تلك الخصائص والفضائل للنبي صلى الله عليه وسلم...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ويبعث إلى الناس عامة)).
ففي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله اختصه عن سائر الأنبياء بخصائص خمس، وهذا لا يعني أنه حصر الخصائص بخمس، وإنما له خصائص كثيرة جدًّا؛ منها ما جاء في رواية مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((فضلت على الأنبياء بست)) فلا يعني حصر الخصائص بذلك العدد، وإنما هو مفهوم عدد، ومفهوم العدد ليس بحجة عند بعض العلماء، وذهب البعض إلى القول بأنه : لعله صلى الله عليه وسلم اطلع أولاً على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي.
أولاً: النصر بالرعب:
اختص الله نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه نصره بالرعب، وهو الفزع والخوف، فكان الله سبحانه يلقي في قلوب أعداء رسوله صلى الله عليه وسلم الفزع والخوف، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر أو شهرين هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه 4.
وقال ابن حجر رحمه الله: (وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال).
ثانيًا: الأرض مسجد وترابها طهور:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل)).
اختص الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي خصيصة لأمته من بين سائر الأمم بأن جعل لها الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من هذه الأمة أدركته الصلاة، ولم يجد الماء ولا المسجد، فطهوره الصعيد، وهو كل ما على وجه الأرض، ومسجده مكانه الذي أدركته الصلاة وهو فيها، بشرط أن يكون نظيفاً، بخلاف بقية الأمم؛ فإن الصلاة لم تبح لهم إلا في أماكن مخصوصة كالصوامع والبيع.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم : ((لقد أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبلي)) وفيه: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم)).
ثالثاً: حل الغنائم:
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وأحلت لي المغانم)) وهذه كذلك منة من الله على هذه الأمة بأن أحل لها المغانم، وذلك لشرف نبيها وأفضليته عند ربه، وقد كانت الأمم -كما يقول الإمام الخطابي-: على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئًا لم يحل لهم أن يأكلوه وجاءت نار فأحرقته.
وقد قال الله تعالى: { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
قال جمهور المفسرين: إن المراد في قوله تعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ } يعني في أم الكتاب الأول إن الغنائم حلال لهذه الأمة.
رابعاً: الشفاعة العظمى:
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وأعطيت الشفاعة)) لقد اختص الله سبحانه نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بإعطائه الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول ذلك الموقف الرهيب، الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم تدنو الشمس منهم حتى ما يكون بينها وبينهما إلا قَدر ميل.
فيبلغ الناس من هول وفزع ذلك اليوم مبلغاً رهيباً، ويلجمهم العرق إلجاماً، وذلك اليوم مقداره خمسين ألف سنة، وفي تلك المدة كلها والناس قيام، شاخصة أبصارهم، فزعة قلوبهم، لا يقدرون على الكلام، ولا أحد يخلصهم من هول ذلك الموقف العصيب، حتى إذا بلغ الكرب منهم مبلغه، فيلهمهم الله في طلب الأنبياء في الشفاعة لهم بالتخليص من هول ذلك الموقف، فياتون نوحًا، ثم من بعده من الأنبياء، وكلهم يقول : ((نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري))، حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((أنا لها أنا لها)) فينطلق صلى الله عليه وسلم فيأتي تحت العرش فيقع ساجدًا لله عز وجل، ثم يفتح الله عليه من محامده، وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبله، ثم يقال له: ((يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع)).
وهذه الشفاعة العظمى هي المقام المحمود التي حمد فيه محمد من قبل الخالق جل وعلا ومن قبل الخلق من بعد ذلك، وهو المذكور في قوله تعالى: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا }.
وأكثر أهل التفسير أن المراد بالمقام المحمود هو الشفاعة، قال ابن جرير الطبري: (قال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربُّهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم).
ونقل ابن حجر رحمه الله عن ابن بطال قوله: (والجمهور على أن المراد بالمقام المحمود: الشفاعة، وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع).
وقد جاء التصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المقام المحمود هو الشفاعة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)).
ولنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعات أخرى لها حديث آخر إن شاء الله تعالى.
خامسًا: عموم رسالة الإسلام:
ثم قال صلى الله عليه وسله: ((وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) كان كل نبي ورسول يبعث إلى قومه خاصة؛ كما قال تعالى عن نوح: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
وقال تعالى عن شعيب: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
وأما نبينا فقد اختصه الله سبحانه عن بقية الأنبياء والرسل بأن جعل رسالته عامة لجميع الخلق عربهم وعجمهم، جنهم وإنسهم.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: (ومن خصائصه: أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس ، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته، ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه، تارة لمباشرة البلاغ، وتارة بالنسبة إليه، ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا } ووجه التمنن: أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته).
وقد جاء ت النصوص من الكتاب والسنة على إثبات هذه الخصوصية، قال الله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.
وقال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
وقال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }.
وقال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
هذا هو ما تيسر في الكلام على هذا الحديث العظيم، والحمد لله رب العالمين...
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin