بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ملياردير عصره 43 ق- هـ – 32 هـ
صفحة 1 من اصل 1
الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ملياردير عصره 43 ق- هـ – 32 هـ
الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ملياردير عصره 43 ق- هـ – 32 هـ
ترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس حتى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه وكل ذلك بفضل دعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) له بأن يبارك له, اسمه فى الجاهلية كان عبد عمرو وكان اسمه عبد الكعبة وحين أسلم سماه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عبد الرحمن )) . نسبه من جهة أبيه :- عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة .
نسبه من جهة أمه :- الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب .
كنيته أبو محمد رضي الله عنه صفته :- كان طويلا , حسن الوجه , رقيق البشرة , ابيض مشرب بحمرة . وكان معروفا برجاحة العقل , وكياسة الرأي والكرم والشجاعة .
إسلامه :- اسلم الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما أقنعه بالإسلام وأخذه ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ذلك وفي صحبته رجال من أشراف قريش وهم :- (( عثمان بن عفان رضي الله عنه والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم .
وإسلامه كان في الساعات الأولي للدعوة الإسلامية وكان من السابقين الأولين وقيل انه كان ثامن رجل دخل الإسلام وكان بعد إسلام الصديق بيومين اثنين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ليدعو إلي الإسلام فيها ولقي من العذاب سبيل الله ما لفيه المسلمون الأولون فصبر وصدق في إسلامه . وكان لعبد الرحمن بن عوف ثراء واسع وبسببه تعرض لعنت قريش ولكنه لم يحفل بهذا المال ولم يجعل المال يؤثر علي عقيدته فترك ماله وثراءه , وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة هاجر عبد الرحمن ثم عاد إلي مكة , ثم عاد إلي مكة في الهجرة الثانية وفر بدينه كما فر كثير منهم بدينه , ولما أذن للرسول وأصحابه بالهجرة إلي المدينة كان في طليعة المهاجرين الذين هاجروا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الهجرة بعد انتشار الإسلام بالمدينة المنورة 0
نموذج باهر للمؤمن العظيم :- كان أبن عوف نموذجاحيآ للمؤمن العظيم ،مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضعه مع العشرة الذين بشرهم بالجنة ، وكان أحد الستة أصحاب الشورى يوم اختيار الخليفة بعد الفاروق وكذلك كان أحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينة ورسول صلى الله عليه وسلم حتى قائم بين ظهراني المسلمين وعن أبن المسبب قال : كان بين طلمة وأبن عوف تباعد فمرض طلمة فجاره عبد الرحمن يعوده . فقال طلمة : أنت والله يا أخي خير منى . قال . لا تفعل يا أخي . قال: ياي والله لأنك لو مرضت ما عدتك
مؤاخاة الرسول له : - جاء في الطبقات الكبرى لأبن سعد أن رسول صلى الله عليه وسلم لما آخي بين أصحابه آخي بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص .. وبعد الهجرة وفي المدينة المنورة كانت المؤاخاة تتم على نسق يبهر الألباب فالأنصاري من أهل المدينة يقاسم أخاه المهاجر كل ما يملك حتى فراشه ، فإذا كان متزوجآ باثنين طلق إحداهما ليتزوجها أخوه ويومئذ آخي الرسول الكريم بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن الربيع و ها هو الصحابي الجليل أنس بن مالك t يروي لنا ما حدس :- أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة فآخي الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري , فقال له سعد :- أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه , وتحتي امرأتان فانظرايتهماأعجب إليك حني أطلقها لك . فقال عبد الرحمن بن عوف :- بارك الله لك في أهلك ومالك , دلوني علي السوق , فدلوه علي السوق , فاشتري وباع فربح فجاء بشئ من أقط وسمن ... )
التاجر الناجح :- لقد نجحت تجارة ابن عوف وباركها المولي عز وجل وهذا النجاح كان لتحريه الحلال وبعده الشديد عن الحرام أو الشبهات وكان محظوظا في التجارة إلي حد أثار عجبه ودهشته حني قال ( لقد ربيتني , لو رفعت حجرا , لوجدت تحته فضة وذهبا )
ولم يكن (( ابن عوف )) كأي تاجر أخر فهو لم يكن حريصا علي جمع المال أو مشغوفا بالثراء بدليل انه رغم غناه لم تلهيه هذه التجارة أو المال عن التزامه بالإسلام أو بحقوق الفقراء بل مع زيادة ماله وثراؤه المتسع كان يخرج حق الفقير وأكثر منه .
زواجه :- لقد تاجر في المدينة وبدأت تجارته تربح وتزيد , وعندما اجتمع لديه مهر امرأة تزوج وجاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب فقال له الرسول صلوات الله عليه (( مهيم ))
يا عبد الرحمن فقال يا رسول الله تزوجت امرأة , فقال فما أصدقتها ؟ قال :- وزن نواه من ذهب . قال :-أولم ولو بشاه .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلي :- أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة من الأنصار علي ثلاثين إلفا .
أزواجه وولده :- كان لعبد الرحمن بن عوف من الولد بنين وبنات ما يفوق السبع والعشرين
تـــــــزوج
أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة و ابنها سالم الأكبر مات قبل الإسلام .
بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وابنتها أم القاسم ولدت في الجاهلية .
وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ابن أبي عمرو ابن أمية ابن عبد شمس وأولادها محمد وبه كان يكني وإبراهيم وحميد وإسماعيل وحميدة وامة الرحمن
سهلة بنت عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان وأولادها معن وعمر وزيد أمة الرحمن الصغرى .
بحرية بنت هانئ ابن قبيصة بن هانئ بن مسعود ابنها عروة قتل يوم أفريقية .
سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس وابنها سالم الأصغر قتل يوم أفريقية .
أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد وأبنها أبو بكر .
أبنه أبى حليس بن رافع بن امرؤ القيس وابنها عبد الله بن عبد الرحمن قتل يوم فتح أفريقية .
تماضر وهى أول كلبية نكحها قرشي بنت الاصبغبن عمرو وابنها أبو سلمه وهو عبدا لله الأصغر .
أٍسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل بن نهشل بن دارم وابنها عبد الرحمن بن عبد الرحمن .
أم حريث من سبى بهراء وأولادها مصعب وأمنه ومريم .
عمله t في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم
ما من صحابي يطلب منه الرسولصلى الله عليه وسلم طلبا ما إلا ونجد هذا الصحابي يلبى على فوره فهم يفدونه
بآبائهم وأمهاتهم .
لقد شارك عبد الرحمن بن عوف في الغزوات وشهد مع الرسول المشاهد كلها فنجده في الجميع بطلا فدائيا يعمل لنصرة الإسلام بكل قوة وإيمان ،وله مواقفه البطولية والعسكرية فهناك موقف يتصل ويتعلق بابي جهل فالمسلمين بالمدينة من مهاجرين وأنصار يتحدثون عما أوقعه أبو جهل بالمسلمين قبل الهجرة وكيف أنه قاوم ميلا إلى الإسلام ظهر في عمه الوليد بن المغيرة ثم انه كان من الدعاه للحرب ضد المسلمين بالمدينة وقاوم اتجاهات الصلح التي برزت قبل المعركة ، ومن أجل هذا اتجه بعض شباب الأنصار إلي القضاء علي أبى جهل في غزوة بدر واتخذوا من عبد الرحمن وسيلة ليعرفهم بأبي جهل إذ لم يكن معرفا عندهم بشخصه ويقول عبد الرحمن نظرت يوم بدر فإذا أنا بغلامين من الأنصار هما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء عن يميني وشمالي وكل منهما يسأل عن أبي جهل ووسط الصراع الذي كان دائراً استطعت إن أدلهما عليه ورأيت الغلامين وهما ينقضّان على أبى جهل كما ينقض الصقر على الحمامة فضربانه ضربة أسقطته ثم جاء عبد الله بن مسعود فأجهز عليه وجاهد أ بن عوف يوم بدر في الله حق جهاده فأردى وقتل عدو الله عمير بن عثمان بن كعب التيمى
وفي أحد ثبت حين زلزلت الإقدام ،وصمد حين فر المنهزمون رغم الضربات التي كانت تنهال عليه ولم يتراجع ولما انتهت المعركة وجدوا به أكثر من عشرين طعنه وضربه
إن إحدى هذه الإصابات تركت عرجاً دائما في إحدى ساقيه وسقطت بعض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه وعين رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عبد الرحمن بن عوف قائدا لسرية تعدادها سبعمائة من المهاجرين والأنصار وكان ذلك سنة 6 هجريا و أرسلها إلي دومة الجندل التي تقع في الشمال الغربي من نجد وغير بعيد من بادية الشام ونجح ابن عوف في قيادة السرية وتحقق له النصر وأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج بنت ملكهم .
دخوله الجنة حبوا :- لقد سمع ابن عوف ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال له يوما يا ابن عوف انك من الأغنياء وانك ستدخل الجنة حبوا فاقرض الله يطلق لك قدميك .
ومنذ ذلك الحين اتجه ابن عوف بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم فاقرض ربه قرضا حسنا والمولي يضاعفه اضعافا كثيرة ويحبب اليه العطاء علي اوسع نطاق فيروي انه مرة تصدق بنصف ماله فنزل فيه قول الله تبارك وتعالي (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
وعندما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم علي غزوة تبوك (( وهي مدينة علي حدود الشام من جهة الجزيرة العربية وكانت بأيد الروم وهي الآن في المملكة العربية السعودية )) . وغزوة تبوك هي أخر غزوة غزاها في حياته صلى الله عليه وسلم . وكنت الحاجة إلي المال لا تقل عن الحاجة إلي الرجال , فجيش الروم وافر العدد كثير العُدد والعام في المدينة جدب والسفر طويل والمؤنة قليلة والرواحل أقل وأطلق علي الجيش جيش العُسرة وعند ذلك أمر الرسول أصحابه بالنفقة في سبيل الله واستجاب المسلمون لهذا الأمر وكان في مقدمتهم عبد الرحمن بن عوف وتصدق ابن عوف بمأتي أوقية من الذهب للنبي فقال عمر ابن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أري عبد الرحمن إلا مرتكبا إثما فما ترك لأهله شيئا . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم هل تركت لأهلك شيئا ياعبد الرحمن ؟ قال نعم تركت لهم أكثر مما انفقت وأطيب. قال لما قال صلى الله عليه وسلم ما وعد الله ورسوله من الرزق والاجر والخير ومن الملاحظ ان ابن عوف كان سيد ماله ولم يجعل هذا المال يسيطر عليه بدليل انه لم يتمتع بالمال لوحده ولكنه كان يمتع معه أهله ورحمه وإخوانه بل المجتمع بأكمله . حتى بلغ من سعة عطائه وعونه حتى انه كان يقال أهل المدينة المدينة جميعا شركاء لابن عوف وكان يقال أيضا ان أهل المدينة عيال علي عبد الرحمن ثلث يقرضه ما يحتاجون وثلث يقضي دينهم من ماله وثلث يصلحهم ويعطيهم . باع في يوما أرضا بأربعين ألف دينار ثم فرقها علي أهله من بني زهرة وعلي أمهات المؤمنين وفقراء المسلمين , وقدّم لجيوش المسلمين خمسمائة فرس ويوم أخر قدّم ألفا وخمسمائة راحلة .
وتوالت مكارم ابن عوف التي جعلته يطمع في أن تحمله قدماه بسرعة إلي اعلي درجات الجنة فيروي أنه كان له قافلة تجارية وافدة من الشام وكانت مؤلفة من سبعمائة راحلة حاملة علي ظهورها الميرة والمتاع وكل ما يحتاج إليه الناس فما ان دخلت المدينة أحدثت بها حركة ونشاط وسمع لها دوي وضجة وسألت السيدة عائشة رضوان الله عليها عما يحدث في المدينة فقيل لها إنها قافلة لابن عوف سبعمائة ناقة تحمل البُرّّ والدقيق والطعام فقالت سبعمائة راحلة لابن عوف الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( انه سيدخل الجنة حبوا ) وبلغت هذه العبارة ابن عوف وحركت أشجانه . فانطلق إلي السيدة عائشة وقال لها : أُشهدك يا امة ان هذه العير جميعها بأحمالها وأقتابها
وأحلا سها في سبيل الله وكما قال الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد ( هذه الواقعة وحدها تمثل الصورة الكاملة لحياة الصحابي الجليل ابن عوف .
بره بأمهات المؤمنين :- لقد فتح باب من أبواب الخير والبر في الإنفاق انفرد به إذ تكفل بأمهات المؤمنين بعد أن لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلي , فكان يقوم علي مصالحهن وينهض بحاجاتهن فيخرج معهن إذا خرجن ويحج معهن إذا حججن .
وجاء في طبقات ابن سعد : حج ابن عوف مع عمر سنة ثلاث وعشرين وأذن عمر تلك السنة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج فحملن في الهوادج وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف يسير علي راحلته أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن وينزلن مع عمر كل منزل فكان عثمان وعبد الرحمن ينزلان بهن الشعاب فيقبلانهن الشعاب وينزلان هما في أول الشعب فلا يتركان احد يمر عليهن
وبلغ من بره ما سبق الإشارة إليه عندما الأرض بأربعين إلف دينار ووزعه على قوم أم النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفقراء المسلمين ...
وذات مرة أرسل مالا للسيدة عائشة رضوان الله عليها فسألت من الذي أرسل هذا المال ؟فقالوا لها عبد الرحمن بن عوف .قالت :لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحنو عليكن بعدى إلا الإبرار .ثم دعت له وقالت:سقى الله أبن عوف من سلسبيل الجنة) وقالت السيدة أم سلمه عندما تلقت هدية أبن عوف سمعت رسول الله صلوات الله عليه وسلامه يقول لي ولمشعر زوجاته :أن الذي يحافظ عليكن بعدى لهو الصادق البار ......وتقديرامن السيدة عائشة لخدمات أبن
عوف ورعايته لهاو لزوجات الرسول الكريم عرضت عليه في مرض موته أن يدفن في حجرتها مع النبي وصاحبه ولكنه في أدبه الجم رأى أن هذا المقام أعلى من أن يطمع فيه فشكرهاواستعفاها وقال لها انه على موعد مع عثمان بن مظعون فأيهما مات بعد الأخر يدفن بجوار صاحبه
رخصة النبى صلى الله عليه وسلم له في لبس الحرير :-لقدشكا عبد الرحمن بن عوف إلى الرسول من حكه بجلده وقال :تأذن لي أن ألبس قميصا من الحرير. فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحسن وكان المسلمون يلبسون الحرير في الحرب .فلما توفى الرسول وأبو بكر وقام عمر أقبل عبد الرحمن بأبنه أبى سلمه وعليه قميص من حرير فقال عمر ما هذا ؟ثم أدخل يده في جيب القميص فشقه إلى سفله .فقال له عبد لرحمن. ماعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحله لي فقال لأنك شكوت إليه القمل فأما لغيرك فلا وقال سعيد بن المسيب :رخص لعبدا لرحمن بن عوف في لبس الحرير
بكاء ونحيب
كان عبد الرحمن بن عوف صائما فى يوم من الايام وقبيل موعد الافطار قدموا له طعاما شهيا ؛فلما رآى الطعام بكي وأنتحب ؟فقيل لهما يبكيك فأجاب :مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ؛ومات مصعب بن عمير فلم نجده له ثوبا يكفيه كفنا ؛فكنا اذا غطينا رأسه كشفت قدماه ،واذا غطينا قدميه كشف رأسه وانى اخشى أن تكون حسناتنا قد عجلت لنا وما أرانا أخرنا لما هو خير لنا
تواضعه :- يكفى هذا الغنى ،صاحب المال الكثير ،ملياردير عصره ،استخدامه المال ولم يستخدمه المال يكفيه تواضعا أن يلبس ملابس قريبة الشبه من ملابس خدمه حتى انه كان لا يعرف بسهوله اذا كان بينهم فالغريب لو رآه لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ولا يستطيع أن يميزه من بينهم وكان يأكل مع ضيوفه الفقراء من قصعه واحده
رأيه فى الخمر :-
كان ابن عوف من القلائل من ساده مكه الذين حرموا الخمر على أنفسهم قبل الاسلام ، وأى أنها تغطى العقل وتحجبه ، وكان يرى أن عقله أسمى من أن يدع شرابا يسيطر عليه
صلاة الرسول خلفه :-
من المعروف للجميع أن امامة الصلاة كانت دائما للرسول صلى الله عليه وسلم وروي أن الرسول دخل المسجد وأن عوف يؤم بعض المسلمين فى احدى الصلوات فوقف الرسول يصلى خلفه قال المنيرة بن شعبه أردت تأخير عبد الرحمن ليكون الرسول اماما فقال الرسول : دعه وأقول لولا مكانة ابن عوف وسمو منزلته ورضى الرسول عنه لما قال لابن شعبه دعه أى أتركه – قال ابن سعد ذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر قال :كان هذا فى غزوة تبوك وكن المغيره يحمل وضوء ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبى الكريم من صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ]ما قبض نبى قط حتى يصلى خلف رجل صالح من أمته
من أقواله :-
عندما فاتحه بعض الصحابه فى أنه أحق الستة بالخلافة بعد الفاروق عمر والذين رضى عنهم الرسول قبل وفاته : وهم على وعثمان وسعد بن أبى وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف ؛ وجعل عليهم عبد الرحمن وأطلق على هؤلاء أصحاب الشورى 00 ورفض بن عوف الخلافة وقال والله لان تؤخذ مديه نتوضع فى حلقى ثم تنفذ بها الى الجانب الأخر أحب ألى من ذلك 0وقال : هل لكم الى أن أختار وأتفصى منها اى أتخلص منها ؟ فقال له الامام على : نعم أنا أول من رضى فانى رسول الله y 0أنت أمين فى أهل السماء وأمين فى أهل الأرض واختار عثمان بن عفان للخلافة ووافق الباقون على اختياره
وصيته عند موته -:
أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ؟ وأوصى لكل من بقى ممن شهدوا بدرا بأربعمائة دينار حتى أن عثمان بن عفان اخذ نصيبه من الوصية رغم ثرائه وعدم الحاجة وقال: إن مال عبد الرحمن حلال صقو (خالص) وان الطعمة منه عافيه وبركه ولما حضرته الوفاة أعتق خلقا كثيرا من مماليكه
وفاته:-
توفى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين وهو يومئذ ابن خمسة وسبعين للقد أغمى عليه ثم أفاق فقال: أغشى على ؟قالوا نعم ؛ قال فانه أتانى ملكان أو رجلان فيها فظاظة وغلظة فانطلقا بى ؛ ثم أتانى رجلان أو ملكان هما ارق منهما أرحم فقالا : أين تريدان به ؟ قالا : نريد به العزيز الأمين ؛ قالا خليا عنه فانه ممن كتبت له السعادة وهو فى بطن أمه ويوم موته وقال على بن أبى طالب المكرم الوجه اذهب أبن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها [كدرها]
مات هذا الصحابي وخلف لورثته مالا لايكاد يحصيه العدد ،حيث ترك ألف بعير ومائة فرس وثلاثة الآف شاه، وكانت نساؤه أربعا فبلغ ربع الثمن خص كل واحدة منهن ثمانين ألفا وترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه وكل ذلك بفضل دعوة الرسول له بأن يبارك له في ماله ( ويكفيه شرفا انه بشر من رسول الله بالجنة وصلى على جنازته والنورين عثمان بن عفان وشيعه أمير المؤمنين بعد ذلك على بن أبى طالب كرم الله وجهه ودفن بأرض البقيع بجوار صاحبه عثمان بن مظعون وكانت هذه الوفاة في خلافة عثمان بن عفان رضوان الله على الجميع ورحمة واسعة لهذا الصحابي الذي نذر حياته وماله لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وقدم لنفسه في يوم لا ينفع مال ولا بنون ،إلا من أتى الله بقلب سليم ...
هذا وبالله التوفيق ، فإن كان هناك صواب فهذا من الله وحده ، وإن كان هناك خطأ فمنى ومن الشيطان .&
وصلى الله وسلم على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
عصام بدرى أحمد إبراهيم
إمـام وخطيـب ومـدرس
مسجد النور بالشيخ فضل
الثلاثاء
13 مارس 2012م
ترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس حتى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه وكل ذلك بفضل دعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) له بأن يبارك له, اسمه فى الجاهلية كان عبد عمرو وكان اسمه عبد الكعبة وحين أسلم سماه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عبد الرحمن )) . نسبه من جهة أبيه :- عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة .
نسبه من جهة أمه :- الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب .
كنيته أبو محمد رضي الله عنه صفته :- كان طويلا , حسن الوجه , رقيق البشرة , ابيض مشرب بحمرة . وكان معروفا برجاحة العقل , وكياسة الرأي والكرم والشجاعة .
إسلامه :- اسلم الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما أقنعه بالإسلام وأخذه ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ذلك وفي صحبته رجال من أشراف قريش وهم :- (( عثمان بن عفان رضي الله عنه والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم .
وإسلامه كان في الساعات الأولي للدعوة الإسلامية وكان من السابقين الأولين وقيل انه كان ثامن رجل دخل الإسلام وكان بعد إسلام الصديق بيومين اثنين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ليدعو إلي الإسلام فيها ولقي من العذاب سبيل الله ما لفيه المسلمون الأولون فصبر وصدق في إسلامه . وكان لعبد الرحمن بن عوف ثراء واسع وبسببه تعرض لعنت قريش ولكنه لم يحفل بهذا المال ولم يجعل المال يؤثر علي عقيدته فترك ماله وثراءه , وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة هاجر عبد الرحمن ثم عاد إلي مكة , ثم عاد إلي مكة في الهجرة الثانية وفر بدينه كما فر كثير منهم بدينه , ولما أذن للرسول وأصحابه بالهجرة إلي المدينة كان في طليعة المهاجرين الذين هاجروا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الهجرة بعد انتشار الإسلام بالمدينة المنورة 0
نموذج باهر للمؤمن العظيم :- كان أبن عوف نموذجاحيآ للمؤمن العظيم ،مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضعه مع العشرة الذين بشرهم بالجنة ، وكان أحد الستة أصحاب الشورى يوم اختيار الخليفة بعد الفاروق وكذلك كان أحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينة ورسول صلى الله عليه وسلم حتى قائم بين ظهراني المسلمين وعن أبن المسبب قال : كان بين طلمة وأبن عوف تباعد فمرض طلمة فجاره عبد الرحمن يعوده . فقال طلمة : أنت والله يا أخي خير منى . قال . لا تفعل يا أخي . قال: ياي والله لأنك لو مرضت ما عدتك
مؤاخاة الرسول له : - جاء في الطبقات الكبرى لأبن سعد أن رسول صلى الله عليه وسلم لما آخي بين أصحابه آخي بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص .. وبعد الهجرة وفي المدينة المنورة كانت المؤاخاة تتم على نسق يبهر الألباب فالأنصاري من أهل المدينة يقاسم أخاه المهاجر كل ما يملك حتى فراشه ، فإذا كان متزوجآ باثنين طلق إحداهما ليتزوجها أخوه ويومئذ آخي الرسول الكريم بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن الربيع و ها هو الصحابي الجليل أنس بن مالك t يروي لنا ما حدس :- أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة فآخي الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري , فقال له سعد :- أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه , وتحتي امرأتان فانظرايتهماأعجب إليك حني أطلقها لك . فقال عبد الرحمن بن عوف :- بارك الله لك في أهلك ومالك , دلوني علي السوق , فدلوه علي السوق , فاشتري وباع فربح فجاء بشئ من أقط وسمن ... )
التاجر الناجح :- لقد نجحت تجارة ابن عوف وباركها المولي عز وجل وهذا النجاح كان لتحريه الحلال وبعده الشديد عن الحرام أو الشبهات وكان محظوظا في التجارة إلي حد أثار عجبه ودهشته حني قال ( لقد ربيتني , لو رفعت حجرا , لوجدت تحته فضة وذهبا )
ولم يكن (( ابن عوف )) كأي تاجر أخر فهو لم يكن حريصا علي جمع المال أو مشغوفا بالثراء بدليل انه رغم غناه لم تلهيه هذه التجارة أو المال عن التزامه بالإسلام أو بحقوق الفقراء بل مع زيادة ماله وثراؤه المتسع كان يخرج حق الفقير وأكثر منه .
زواجه :- لقد تاجر في المدينة وبدأت تجارته تربح وتزيد , وعندما اجتمع لديه مهر امرأة تزوج وجاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب فقال له الرسول صلوات الله عليه (( مهيم ))
يا عبد الرحمن فقال يا رسول الله تزوجت امرأة , فقال فما أصدقتها ؟ قال :- وزن نواه من ذهب . قال :-أولم ولو بشاه .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلي :- أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة من الأنصار علي ثلاثين إلفا .
أزواجه وولده :- كان لعبد الرحمن بن عوف من الولد بنين وبنات ما يفوق السبع والعشرين
تـــــــزوج
أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة و ابنها سالم الأكبر مات قبل الإسلام .
بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وابنتها أم القاسم ولدت في الجاهلية .
وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ابن أبي عمرو ابن أمية ابن عبد شمس وأولادها محمد وبه كان يكني وإبراهيم وحميد وإسماعيل وحميدة وامة الرحمن
سهلة بنت عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان وأولادها معن وعمر وزيد أمة الرحمن الصغرى .
بحرية بنت هانئ ابن قبيصة بن هانئ بن مسعود ابنها عروة قتل يوم أفريقية .
سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس وابنها سالم الأصغر قتل يوم أفريقية .
أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد وأبنها أبو بكر .
أبنه أبى حليس بن رافع بن امرؤ القيس وابنها عبد الله بن عبد الرحمن قتل يوم فتح أفريقية .
تماضر وهى أول كلبية نكحها قرشي بنت الاصبغبن عمرو وابنها أبو سلمه وهو عبدا لله الأصغر .
أٍسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل بن نهشل بن دارم وابنها عبد الرحمن بن عبد الرحمن .
أم حريث من سبى بهراء وأولادها مصعب وأمنه ومريم .
عمله t في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم
ما من صحابي يطلب منه الرسولصلى الله عليه وسلم طلبا ما إلا ونجد هذا الصحابي يلبى على فوره فهم يفدونه
بآبائهم وأمهاتهم .
لقد شارك عبد الرحمن بن عوف في الغزوات وشهد مع الرسول المشاهد كلها فنجده في الجميع بطلا فدائيا يعمل لنصرة الإسلام بكل قوة وإيمان ،وله مواقفه البطولية والعسكرية فهناك موقف يتصل ويتعلق بابي جهل فالمسلمين بالمدينة من مهاجرين وأنصار يتحدثون عما أوقعه أبو جهل بالمسلمين قبل الهجرة وكيف أنه قاوم ميلا إلى الإسلام ظهر في عمه الوليد بن المغيرة ثم انه كان من الدعاه للحرب ضد المسلمين بالمدينة وقاوم اتجاهات الصلح التي برزت قبل المعركة ، ومن أجل هذا اتجه بعض شباب الأنصار إلي القضاء علي أبى جهل في غزوة بدر واتخذوا من عبد الرحمن وسيلة ليعرفهم بأبي جهل إذ لم يكن معرفا عندهم بشخصه ويقول عبد الرحمن نظرت يوم بدر فإذا أنا بغلامين من الأنصار هما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء عن يميني وشمالي وكل منهما يسأل عن أبي جهل ووسط الصراع الذي كان دائراً استطعت إن أدلهما عليه ورأيت الغلامين وهما ينقضّان على أبى جهل كما ينقض الصقر على الحمامة فضربانه ضربة أسقطته ثم جاء عبد الله بن مسعود فأجهز عليه وجاهد أ بن عوف يوم بدر في الله حق جهاده فأردى وقتل عدو الله عمير بن عثمان بن كعب التيمى
وفي أحد ثبت حين زلزلت الإقدام ،وصمد حين فر المنهزمون رغم الضربات التي كانت تنهال عليه ولم يتراجع ولما انتهت المعركة وجدوا به أكثر من عشرين طعنه وضربه
إن إحدى هذه الإصابات تركت عرجاً دائما في إحدى ساقيه وسقطت بعض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه وعين رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عبد الرحمن بن عوف قائدا لسرية تعدادها سبعمائة من المهاجرين والأنصار وكان ذلك سنة 6 هجريا و أرسلها إلي دومة الجندل التي تقع في الشمال الغربي من نجد وغير بعيد من بادية الشام ونجح ابن عوف في قيادة السرية وتحقق له النصر وأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج بنت ملكهم .
دخوله الجنة حبوا :- لقد سمع ابن عوف ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال له يوما يا ابن عوف انك من الأغنياء وانك ستدخل الجنة حبوا فاقرض الله يطلق لك قدميك .
ومنذ ذلك الحين اتجه ابن عوف بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم فاقرض ربه قرضا حسنا والمولي يضاعفه اضعافا كثيرة ويحبب اليه العطاء علي اوسع نطاق فيروي انه مرة تصدق بنصف ماله فنزل فيه قول الله تبارك وتعالي (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
وعندما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم علي غزوة تبوك (( وهي مدينة علي حدود الشام من جهة الجزيرة العربية وكانت بأيد الروم وهي الآن في المملكة العربية السعودية )) . وغزوة تبوك هي أخر غزوة غزاها في حياته صلى الله عليه وسلم . وكنت الحاجة إلي المال لا تقل عن الحاجة إلي الرجال , فجيش الروم وافر العدد كثير العُدد والعام في المدينة جدب والسفر طويل والمؤنة قليلة والرواحل أقل وأطلق علي الجيش جيش العُسرة وعند ذلك أمر الرسول أصحابه بالنفقة في سبيل الله واستجاب المسلمون لهذا الأمر وكان في مقدمتهم عبد الرحمن بن عوف وتصدق ابن عوف بمأتي أوقية من الذهب للنبي فقال عمر ابن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أري عبد الرحمن إلا مرتكبا إثما فما ترك لأهله شيئا . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم هل تركت لأهلك شيئا ياعبد الرحمن ؟ قال نعم تركت لهم أكثر مما انفقت وأطيب. قال لما قال صلى الله عليه وسلم ما وعد الله ورسوله من الرزق والاجر والخير ومن الملاحظ ان ابن عوف كان سيد ماله ولم يجعل هذا المال يسيطر عليه بدليل انه لم يتمتع بالمال لوحده ولكنه كان يمتع معه أهله ورحمه وإخوانه بل المجتمع بأكمله . حتى بلغ من سعة عطائه وعونه حتى انه كان يقال أهل المدينة المدينة جميعا شركاء لابن عوف وكان يقال أيضا ان أهل المدينة عيال علي عبد الرحمن ثلث يقرضه ما يحتاجون وثلث يقضي دينهم من ماله وثلث يصلحهم ويعطيهم . باع في يوما أرضا بأربعين ألف دينار ثم فرقها علي أهله من بني زهرة وعلي أمهات المؤمنين وفقراء المسلمين , وقدّم لجيوش المسلمين خمسمائة فرس ويوم أخر قدّم ألفا وخمسمائة راحلة .
وتوالت مكارم ابن عوف التي جعلته يطمع في أن تحمله قدماه بسرعة إلي اعلي درجات الجنة فيروي أنه كان له قافلة تجارية وافدة من الشام وكانت مؤلفة من سبعمائة راحلة حاملة علي ظهورها الميرة والمتاع وكل ما يحتاج إليه الناس فما ان دخلت المدينة أحدثت بها حركة ونشاط وسمع لها دوي وضجة وسألت السيدة عائشة رضوان الله عليها عما يحدث في المدينة فقيل لها إنها قافلة لابن عوف سبعمائة ناقة تحمل البُرّّ والدقيق والطعام فقالت سبعمائة راحلة لابن عوف الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( انه سيدخل الجنة حبوا ) وبلغت هذه العبارة ابن عوف وحركت أشجانه . فانطلق إلي السيدة عائشة وقال لها : أُشهدك يا امة ان هذه العير جميعها بأحمالها وأقتابها
وأحلا سها في سبيل الله وكما قال الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد ( هذه الواقعة وحدها تمثل الصورة الكاملة لحياة الصحابي الجليل ابن عوف .
بره بأمهات المؤمنين :- لقد فتح باب من أبواب الخير والبر في الإنفاق انفرد به إذ تكفل بأمهات المؤمنين بعد أن لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلي , فكان يقوم علي مصالحهن وينهض بحاجاتهن فيخرج معهن إذا خرجن ويحج معهن إذا حججن .
وجاء في طبقات ابن سعد : حج ابن عوف مع عمر سنة ثلاث وعشرين وأذن عمر تلك السنة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج فحملن في الهوادج وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف يسير علي راحلته أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن وينزلن مع عمر كل منزل فكان عثمان وعبد الرحمن ينزلان بهن الشعاب فيقبلانهن الشعاب وينزلان هما في أول الشعب فلا يتركان احد يمر عليهن
وبلغ من بره ما سبق الإشارة إليه عندما الأرض بأربعين إلف دينار ووزعه على قوم أم النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفقراء المسلمين ...
وذات مرة أرسل مالا للسيدة عائشة رضوان الله عليها فسألت من الذي أرسل هذا المال ؟فقالوا لها عبد الرحمن بن عوف .قالت :لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحنو عليكن بعدى إلا الإبرار .ثم دعت له وقالت:سقى الله أبن عوف من سلسبيل الجنة) وقالت السيدة أم سلمه عندما تلقت هدية أبن عوف سمعت رسول الله صلوات الله عليه وسلامه يقول لي ولمشعر زوجاته :أن الذي يحافظ عليكن بعدى لهو الصادق البار ......وتقديرامن السيدة عائشة لخدمات أبن
عوف ورعايته لهاو لزوجات الرسول الكريم عرضت عليه في مرض موته أن يدفن في حجرتها مع النبي وصاحبه ولكنه في أدبه الجم رأى أن هذا المقام أعلى من أن يطمع فيه فشكرهاواستعفاها وقال لها انه على موعد مع عثمان بن مظعون فأيهما مات بعد الأخر يدفن بجوار صاحبه
رخصة النبى صلى الله عليه وسلم له في لبس الحرير :-لقدشكا عبد الرحمن بن عوف إلى الرسول من حكه بجلده وقال :تأذن لي أن ألبس قميصا من الحرير. فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحسن وكان المسلمون يلبسون الحرير في الحرب .فلما توفى الرسول وأبو بكر وقام عمر أقبل عبد الرحمن بأبنه أبى سلمه وعليه قميص من حرير فقال عمر ما هذا ؟ثم أدخل يده في جيب القميص فشقه إلى سفله .فقال له عبد لرحمن. ماعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحله لي فقال لأنك شكوت إليه القمل فأما لغيرك فلا وقال سعيد بن المسيب :رخص لعبدا لرحمن بن عوف في لبس الحرير
بكاء ونحيب
كان عبد الرحمن بن عوف صائما فى يوم من الايام وقبيل موعد الافطار قدموا له طعاما شهيا ؛فلما رآى الطعام بكي وأنتحب ؟فقيل لهما يبكيك فأجاب :مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ؛ومات مصعب بن عمير فلم نجده له ثوبا يكفيه كفنا ؛فكنا اذا غطينا رأسه كشفت قدماه ،واذا غطينا قدميه كشف رأسه وانى اخشى أن تكون حسناتنا قد عجلت لنا وما أرانا أخرنا لما هو خير لنا
تواضعه :- يكفى هذا الغنى ،صاحب المال الكثير ،ملياردير عصره ،استخدامه المال ولم يستخدمه المال يكفيه تواضعا أن يلبس ملابس قريبة الشبه من ملابس خدمه حتى انه كان لا يعرف بسهوله اذا كان بينهم فالغريب لو رآه لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ولا يستطيع أن يميزه من بينهم وكان يأكل مع ضيوفه الفقراء من قصعه واحده
رأيه فى الخمر :-
كان ابن عوف من القلائل من ساده مكه الذين حرموا الخمر على أنفسهم قبل الاسلام ، وأى أنها تغطى العقل وتحجبه ، وكان يرى أن عقله أسمى من أن يدع شرابا يسيطر عليه
صلاة الرسول خلفه :-
من المعروف للجميع أن امامة الصلاة كانت دائما للرسول صلى الله عليه وسلم وروي أن الرسول دخل المسجد وأن عوف يؤم بعض المسلمين فى احدى الصلوات فوقف الرسول يصلى خلفه قال المنيرة بن شعبه أردت تأخير عبد الرحمن ليكون الرسول اماما فقال الرسول : دعه وأقول لولا مكانة ابن عوف وسمو منزلته ورضى الرسول عنه لما قال لابن شعبه دعه أى أتركه – قال ابن سعد ذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر قال :كان هذا فى غزوة تبوك وكن المغيره يحمل وضوء ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبى الكريم من صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ]ما قبض نبى قط حتى يصلى خلف رجل صالح من أمته
من أقواله :-
عندما فاتحه بعض الصحابه فى أنه أحق الستة بالخلافة بعد الفاروق عمر والذين رضى عنهم الرسول قبل وفاته : وهم على وعثمان وسعد بن أبى وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف ؛ وجعل عليهم عبد الرحمن وأطلق على هؤلاء أصحاب الشورى 00 ورفض بن عوف الخلافة وقال والله لان تؤخذ مديه نتوضع فى حلقى ثم تنفذ بها الى الجانب الأخر أحب ألى من ذلك 0وقال : هل لكم الى أن أختار وأتفصى منها اى أتخلص منها ؟ فقال له الامام على : نعم أنا أول من رضى فانى رسول الله y 0أنت أمين فى أهل السماء وأمين فى أهل الأرض واختار عثمان بن عفان للخلافة ووافق الباقون على اختياره
وصيته عند موته -:
أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ؟ وأوصى لكل من بقى ممن شهدوا بدرا بأربعمائة دينار حتى أن عثمان بن عفان اخذ نصيبه من الوصية رغم ثرائه وعدم الحاجة وقال: إن مال عبد الرحمن حلال صقو (خالص) وان الطعمة منه عافيه وبركه ولما حضرته الوفاة أعتق خلقا كثيرا من مماليكه
وفاته:-
توفى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين وهو يومئذ ابن خمسة وسبعين للقد أغمى عليه ثم أفاق فقال: أغشى على ؟قالوا نعم ؛ قال فانه أتانى ملكان أو رجلان فيها فظاظة وغلظة فانطلقا بى ؛ ثم أتانى رجلان أو ملكان هما ارق منهما أرحم فقالا : أين تريدان به ؟ قالا : نريد به العزيز الأمين ؛ قالا خليا عنه فانه ممن كتبت له السعادة وهو فى بطن أمه ويوم موته وقال على بن أبى طالب المكرم الوجه اذهب أبن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها [كدرها]
مات هذا الصحابي وخلف لورثته مالا لايكاد يحصيه العدد ،حيث ترك ألف بعير ومائة فرس وثلاثة الآف شاه، وكانت نساؤه أربعا فبلغ ربع الثمن خص كل واحدة منهن ثمانين ألفا وترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه وكل ذلك بفضل دعوة الرسول له بأن يبارك له في ماله ( ويكفيه شرفا انه بشر من رسول الله بالجنة وصلى على جنازته والنورين عثمان بن عفان وشيعه أمير المؤمنين بعد ذلك على بن أبى طالب كرم الله وجهه ودفن بأرض البقيع بجوار صاحبه عثمان بن مظعون وكانت هذه الوفاة في خلافة عثمان بن عفان رضوان الله على الجميع ورحمة واسعة لهذا الصحابي الذي نذر حياته وماله لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وقدم لنفسه في يوم لا ينفع مال ولا بنون ،إلا من أتى الله بقلب سليم ...
هذا وبالله التوفيق ، فإن كان هناك صواب فهذا من الله وحده ، وإن كان هناك خطأ فمنى ومن الشيطان .&
وصلى الله وسلم على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
عصام بدرى أحمد إبراهيم
إمـام وخطيـب ومـدرس
مسجد النور بالشيخ فضل
الثلاثاء
13 مارس 2012م
مواضيع مماثلة
» الصحابي معاذبن جبل ـ رضى الله عنه
» ]وقفة مع الصحابي الجليل البراء بن مالك
» الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه
» كتاباً إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر
» قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه
» ]وقفة مع الصحابي الجليل البراء بن مالك
» الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه
» كتاباً إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر
» قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin