مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ

اذهب الى الأسفل

"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ Empty "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلّ

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 6:57 pm

تفسير سورة الملك | الآية التاسعة عشر


"أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا
يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ" الآية
:19





*** و وجه تسلسل الآيات :

أنه سبحانه عظم نفسه ثم ذكر عاقبة كل من الفريقين و بين
لعباده نعمته السابغة عليهم و استنكر عليهم أمنهم و قد كفروا به مع إحاطته
بهم و قدرته البالغة عليهم و سابق سنته فيمن مضى منهم ثم لفت أنظارهم إلى
قدرته العظيمة على خرق العوائد المتمثلة في أحد خلقه و هو الطير الذي يخرق
قانون الجاذبية بما يسره الله له من أسباب مع ضعف عقله و بدنه مقارنه
بالإنسان.

فلو كان تكذيبهم لأنهم جهلوا العقاب بعد الموت فقد وعظهم الله
بعذاب الآخرة و إن كان تكذيبهم لعدم إلفهم العقوبات في الدنيا أو شكهم في
القدرة فكم أهلك الله من أمم من قبلهم فمن لا يتدبر فلينظر بأم عينه و
الطيور فوق رؤوسهم دليل على القدرة و خرق العاده وناسب ذلك الاعتبار
بالطير إذ قد تقدمه ذكر الحاصب وقد أهلك الله أصحاب الفيل بالطير والحاصب
الذي رمتهم به ففيه إذكار قريش بهذه القصة وأنه تعالى لو شاء لأهلكهم
بحاصب ترمي به الطير كما فعل بأصحاب الفيل.



و أيضا لما خوف الله سبحانه الكفار في الآيات السابقة أكد ذلك
التخويف بالمثال والبرهان أما المثال فهو أن الكفار الذين كانوا قبلهم
شاهدوا أمثال هذه العقوبات بسبب كفرهم كما في الآية السابقة و أما البرهان
فهو ما ورد في هذه الآية و ما يليها.

و قيل الآية عطف على جملة {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ ذَلُولاً} [الملك: الآية15] استرسالا في الدلائل على انفراد الله
تعالى بالتصرف في الموجودات.

والإنسان يألف ما يرى و لا ينتبه للإعجاز فيه بل يألفه و قال
بعض الفضلاء أنه رأى أحدهم حين رأى البحر و لم يكن رآه من قبل قال : فرأيت
منه عجبا لا يبلغ عجب من هو معتاد رؤيته معشاره .



*** والطير فيه خرق للعادات المألوفة بين البشر فهو على دقته
يستطيع التغلب على الجاذبية التي تقهر أغلب الأحياء و يطير في الهواء و
رغم أنه ليس الإنسان بل و كثير من الأحياء يفوقونه في العقل و القوة إلا
أنهم لا يستطيعون فعله و من الطيور من يقطع ألاف الكيلومترات ذهابا و إيابا
و يقطع البحار و لا يضل عن منزله الأول و لا يضعُف في وسط الطريق فيسقط في
البحار الشاسعة .

و قال علماء الطبيعة أن هذه الطيور المهاجرة بها بوصلة صغيرة
تحدد بها اتجاهها فلا تضل و لا يؤثر وجود السحب و الغيوم و عدم إمكان
الرؤيا على هذا التحديد إلى جانب ملايين الخلايا الدماغية التي تُعينها على
حسابات عملية الطير المعقدة بين الانقباض و الانبساط و ركوب الرياح و عدد
الرفرفات في الدقيقة و في بعض الطيور في الثانية الواحدة و هذه إشارة عاجلة
و الطيور علم يصنف فيه المصنفات.



*** الإستفهام في الآية إنكاري .



*** " صافات و يقبضن ":


أ – الآثار:

أخرج السيوطي في دره المنثور عن مجاهد : { أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } قال : يبسطن أجنحتهن { ويقبضن } قال : يضربن بأجنحتهن.

" صافات " :

باسطة أجنحتها صافتها حتى كأنها ساكنة أو باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها لأنهن إذا بسطنها صففن قوادمها صفاً.

" ويقبضن " :

ويضممن الأجنحة إلى جوانبهن وهاتان حالتان للطائر يستريح من إحداهما إلى الأخرى.

ب – اللغة:

قال بن منظور:الصَّفُّ السَّطْرُ المُسْتَوي من كل شيء معروفٌ
وجمعه صُفُوفٌ وقوله عز وجل والصافَّاتِ صَفّاً قيل الصافَّاتُ الملائكةُ
مُصْطَفُّونَ في السماء يسبحون اللّه تعالى ومثله وإنا لنحن الصَّافُّون.

والصَّف موقف الصُّفوفِ والصَّفُّ في القرآن المُصَلَّى وهو
من ذلك لأَن الناس يَصْطَفُّون هنالك قال اللّه تعالى ثم ائْتُوا صَفّاً
مُصْطَفّين فهو على هذا حال قال الأزهري معناه ثم ائْتُوا الموضع الذي
تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتِكم يقال ائْتِ الصفَّ أَي ائْتِ المُصَلَّى قال
ويجوز ثم ائْتُوا صفّاً أَي مصطفين ليكون أَنْظَم لكمْ وأَشدّ لهَيْبَتِكم .

والطير الصَّوافُّ التي تَصُفُّ أَجْنِحتَها فلا تحركها .

وفي حديث البقرة وآل عمران كأَنهما حِزْقانِ من طَيْر صَوافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها في الطيران والصوافُّ جمع صافّةٍ

وقوله تعالى والطيرُ صافَّاتٍ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها والبُدْنُ
الصَّوافُّ المصفوفة للنحر التي تُصَفَّفُ ثم تُنحر وفي قوله عز وجل
فاذكروا اسم اللّه عليها صَوافَّ منصوبة على الحال أَي قد صَفَّتْ قَوائمها
فاذكروا اللّه عليها في حالِ نحْرها صوافَّ قال ويحتمل أَن يكون معناها
أَنها مُصْطَفّةٌ في مَنْحَرِها وعن ابن عباس في قوله تعالى صوافّ قال
قياماً وعن ابن عمر في قوله صوافّ قال تُعْقَلُ وتقوم على ثلاث وقرأَها ابن
عباس صَوافِنَ وقال معقولة .

ج – أقوال العلماء:

قال بن عاشور :

{صافات} وهو وصف بوزن اسم الفاعل مشتق من الصف وهو كون أشياء
متعددة متقاربة الأمكنة وباستواء وهو قاصر ومتعد يقال: صفوا بمعنى
اصطفوا كما حكى الله عن الملائكة {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}
[الصافات:165] وقال تعالى في البدن: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا
صَوَافَّ} [الحج: 36]- قلت (أبو يوسف) : هذا أحد الوجهين و الوجه الأخر
صواف أي قياما قد صفت قوائمها سبق ذكره في كلام بن منظور - ويقال: صفهم
إذا جعلهم مستوين في الموقف وفي حديث ابن عباس في الجنائز مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقبر منبوذ إلى قوله "فصفنا خلفه وكبر" .

والمراد هنا أن الطير صافة أجنحتها فحذف المفعول لعلمه من
الوصف الجاري على الطير إذ لا تجعل الطير أشياء مصفوفة إلا ريش أجنحتها عند
الطيران فالطائر إذا طار بسط جناحيه أي مدها فصف ريش الجناح فإذا تمدد
الجناح ظهر ريشه مصطفا فكان ذلك الاصطفاف من أثر فعل الطير فوصفت به وبسط
الجناحين يمكن الطائر من الطيران فهو كمد اليدين للسابح في الماء.

{ويقبضن} :

والقبض: ضد البسط. والمراد به هنا ضد الصف المذكور قبله إذ
كان ذلك الصف صادقا على معنى البسط ومفعوله المحذوف هنا هو عين المحذوف في
المعطوف عليه أي قابضات أجنحتهن حين يدنينها من جنوبهن للازدياد من تحريك
الهواء للاستمرار في الطيران.

قلت (أبو يوسف): و من نظر في جو السماء رأى الطيور تطير صفوفا
منتظمة متراصة ثم تنقبض هذه الصفوف ثم تعود لتنبسط مرة أخرى و هي في
انبساطها و انقباضها تُكون أشكال هندسية رائعة و لوحات فنية خلابة يتجلى
فيها إعجاز الخالق .



*** قال أبو حيان :وعطف الفعل على الاسم لما كان في معناه
ومثله قوله تعالى : { فالمغيرات صبحاً فأثرن } عطف الفعل على الاسم لما كان
المعنى : فاللاتي أغرن صبحاً فأثرن ومثل هذا العطف فصيح وعكسه أيضاً
جائز إلا عند السهيلي فإنه قبيح نحو قوله :

بات يغشيها بغضب باتر . . . يقصد في أسوقها وجائر

أي : قاصد في أسوقها وجائر.



*** قال الزمخشري:فإن قلت : لم قيل { ويقبضن } ولم يقل :
وقابضات؟ قلت : أصل الطيران هو صف الأجنحة لأن الطيران في الهواء
كالسباحة في الماء والأصل في السباحة مد الأطراف وبسطها.

وأما القبض فطارىء على البسط للاستظهار به على التحرك فجيء
بما هو طارىء غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض
تارة بعد تارة كما يكون من السابح. انتهى.

قال أبو حيان :وملخصه أن الغالب هو البسط فكأنه هو الثابت فعبر عنه بالاسم والقبض متجدد فعبر عنه بالفعل .

قال بن عاشور : وجيء في وصف الطير بـ {صافات} بصيغة الاسم لأن
الصف هو أكثر أحوالها عند الطيران فناسبه الاسم الدال على الثبات وجيء في
وصفهن بالقبض بصيغة المضارع لدلالة الفعل على التجدد أي ويجددن القبض
أجنحتهن في خلال الطيران للاستعانة بقبض الأجنحة على زيادة التحرك عندما
يحسن بتغلب جاذبية الأرض على حركات الطيران ونظيره قوله تعالى في الجبال
والطير: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً} لأن التسبيح في وقتين والطير محشورة دوما.

وأوثر الفعل المضارع في {يقبضن} لاستحضار تلك الحالة العجيبة
وهي حالة عكس بسط الجناحين إذ بذلك العكس يزداد الطيران قوة امتداد زمان.



*** " ما يمسكهن إلا الرحمن " : أي بقدرته قال الزمخشري : وبما دبر لهن من القوادم والخوافي وبنى الأجسام على شكل وخصائص قد يأتي منها الجري في الجو.


قال بن عاشور : وجملة {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ}
مبينة لجملة {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ} وما فيها من استفهام
إنكار أي كان حقهم أن يعلموا أنهن ما يمسكهن إلا الرحمن إذ لا ممسك لها
ترونه كقوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ}
[الحج: 65].

وفي هذا إيماء إلى أن الذي أمسك الطير عن الهوي المفضي إلى
الهلاك هو الذي أهلك الأمم الذين من قبل هؤلاء فلو لم يشركوا به ولو
استعصموا بطاعته لأنجاهم من الهلاك كما أنجى الطير من الهوي.

ومعنى إمساك الله إياها: حفظها من السقوط على الأرض بما أودع
في خلقتها من الخصائص في خفة عظامها وقوة حركة الجوانح وما جعل لهن من
القوادم وهي ريشات عشر هي مقاديم ريش الجناح وفي الخوافي وهي ما دونها من
الجناح إلى منتهى ريشه وما خلقه من شكل أجسادها المعين على نفوذها في
الهواء فإن ذلك كله بخلق الله إياها مانعا لها من السقوط وليس ذلك بمعاليق
يعلقها بها أحد كما يعلق المشعوذ بعض الصور بخيوط دقيقة لا تبدو للناظرين.



*** قال في البحر :وقرأ الجمهور : ما يمسكهن مخففاً والزهري مشدداً.



*** قال الرازي: قال تعالى في النحل [ 79 ] : { أَلَمْ
يَرَوْاْ إلى الطير مسخرات في جَوّ السماء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الله }
وقال هاهنا : { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرحمن } فما الفرق؟

ذكر العلماء وجهان :

الأول : ذكر سبحانه في النحل أن الطير مسخرات في جو السماء
فلا جرم كان إمساكها هناك محض الإلهية وذكر ههنا أنها صافات وقابضات
فكان إلهامها إلى كيفية البسط والقبض على الوجه المطابق للمنفعة من
رحمة الرحمن .

و الثاني : فسورة النحل رابعة قبل سورة الملك فلما أوقظت
عقولهم فيها للنظر إلى ما في خلقة الطير من الدلائل فلم يتفطنوا وسلك في
هذه السورة مسلك الإطناب.



*** قال تعالى: "ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما
يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" و قال سبحانه:"أَلَمْ تَرَ
أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ
صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِمَا يَفْعَلُونَ ".



*** قال الرازي: هل تدل هذه الآية على أن الأفعال الاختيارية للعبد مخلوقة لله قلنا : نعم وذلك لأن استمساك الطير في الهواء فعل اختياري للطير .


ثم إنه تعالى قال : { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرحمن } فدل هذا على أن فعل العبد مخلوق لله تعالى .

قلت (أبو يوسف) :و في هذه الآية دلالة لأهل السنة و الجماعة
في قولهم إن الله سبحانه خلق أفعال العباد و خلق الأشياء بأسبابها فخلق
القطع بالسكين و خلق الولد بفعل الوالدين و خلق النبات بالماء و الغيث
بالسحاب و هكذا ووجه الدلالة هنا أن الله سبحانه قال "ما يمسكهن إلا
الرحمن" و الطير في السماء لا يطير بمعجزة خاصة لا تشمل غيره بل يطير طبقا
للسنن الكونية التي أودعها الله في أرضه و لكن الله سبحانه هيأ له تلك
الأسباب بما أودعه في خلقته ما يناسب ذلك الأمر الذي أراده الله منه .

و قال نبي الله إبراهيم صلى الله عليه و سلم :" والذي هو
يطعمني و يسقين * و إذا مرضت فهو يشفين * و الذي يميتني ثم يحيين" و ذلك
بأن هيأ الله له أسباب ذلك و سخرها له و أوصل له رزقه بها و بأن يسر له
الشفاء بسببه و هو الذي يميته بأن يتوفاه ملك الموت ثم يحيه بما شاء من
الأسباب.

و الخلاصة أن الله سبحانه يخلق الشيء بسببه و الأسباب لا
تعارض القضاء و القدر بل هي منه و لو شاء الله لأبطلها فهو خالقها و نسبة
الشيء للرب نسبة حقيقية كما في هذه الآية و غيرها و الله أعلم .

و تأمل هنا في المعنى الشرعي الذي تسوقه الآية فالطيور تبسط
أجنحتها و تضمها و هي أسباب الطيران –و معلوم أن هذه الأسباب الكونية عامة
من أخذ بها سخرها الله له في غالب حال الناس كالطائرات و نحوها - و لكن
الله وحده هو الذي يمسكها فهو خالقها و ملهمها و خالق الأسباب و مودعها
منافعها فلذلك لا يمسكها غيره.

و الطائرة تطير و الله سبحانه هو من أمسكها في جو السماء و
السفينة تسير على الماء و الله سبحانه من سيرها عليه و الإنسان يسعى و يكد و
الله سبحانه وحده يرزقه و يطعمه و يسقيه و الرجل يتداوى و الله وحده يشفيه
هو سبحانه خلقه و خلق فعله و خلق الأسباب وأودعها منافعها و أمره بها و
أوصله بها لمراده منها و كم من آخذ بالأسباب لم يصل لمراده و الله عليم
حكيم.



*** و في الآية فائدة رائعة و نكتة ثمينة و هي أنه ينبغي
للمرء ألا يكتفي في أمره بأن ينظر للأسباب بل في كل أمره ينظر إلى ما وراء
الأسباب فالأسباب ما هي إلا ستار وراءه قدرة الله سبحانه و إرادته و مشيئته
النافذة ما شاءه سبحانه كان و يكون و سيكون و ما لم يشأ لم يكن و لن يكون
إلا أن يشاء سبحانه فيتدبر المرء في نفسه و تنقله في أحوال الدنيا و يرى
قدرة الله فيه و ربما حرص المرء على أمر و سعى إليه وسعه و لم يوفق له و
تعجب من أمره فلما مرت الأيام رأى أن الله صرفه عنه لأنه أراد له خير منه و
يتدبر المرء فيما حوله و يعلم أن من وراءه قدرة الله سبحانه و إن كان فيه
ما لا يرضاه الله شرعا و لا يأمر به و لا يحبه و لكنه قدره لمصالح أعلى و
أعظم و هو الحكيم الحميد و أن الأمر وراءه ما وراءه و لا يقف عند مجرد الشر
الحاصل مؤقتا.

فكل موجود هو مراد لله سبحانه إما قدرا و إما شرعا و القدري
الذي أوجده الله سبحانه و هو لا يرضاه إنما هو لمصلحة أعلى منه تطغي على
مفسدته و لله الأمر من قبل و من بعد .

و الإشارة اللطيفة في قوله تعالى "إلا الرحمن " لبيان أن الأمر يتم على وجه الرحمه و ليس على وجه الملك و الإلهية فقط.



*** و تسلسل الآيات كما أسلفنا لبيات قدرة الله على خلقه من
وجوه مختلفة و متباينة و تستمر الآيات التالية لبيان وجوه أخرى حتى يصل
الإنسان إلى الاقتناع التام بالدليل على قدرة الله البالغة من كل وجه و
ناحية فيقوده ذلك للتسليم التام لربه و الانقياد لشرعه.

فالله سبحانه قادر على إنزال العذاب فلا وجه للأمن من مكره و
قد كفروا به و الله سبحانه كم أهلك من القرى الكافرة فلو شكوا في هذا
الوعيد فلينظروا بأعينهم إلى هلاك الأمم و قد سلف بسط هذا.

أما الآية التي بين أيدينا ففيها إشارة إلى التأمل في خلق
الله و قدرته فيهم حيث ضرب مثالا بالطير الذي يخرق الجاذبية بما ألهمه الله
من أسباب ثم أكدت الآية

أنه لا يمسكه في جو السماء إلا الله رغم أنه ذكرت الأسباب إلا
أنها عقبت عليها بأن الإنسان ينبغي ألا يغتر بها بل ينظر إلى ما ورائها
فهو الذي أمسكها.

و الطير مثال و مثله من مخلوقات الله العجيبة التي تتجلى فيها
القدرة كثير فمنها الأسماك التي تحيا في المياه و تسبح فيها رغم عدم وجود
الهواء و هي على النقيض من البشر تختنق إن أخرجتها للهواء فتدبر أمرها و
أعلم أن الذي سيرها البحر هو الله وحده.

و من الكائنات من يعيش في البر و البحر و منها من يطير و يمشي على الأرض و منها و منها .

و كل ذلك من مظاهر القدرة فالإنسان ينظر للسنن الكونية حوله و
رسوخها و ثباتها و عدم تغيرها فيغتر بها و ربما نسب الأمور إليها و الآية
تبرهن بالمثال أن الله يخرقها بما شاء من الأسباب و الله سبحانه من وراء
تلك الأسباب فنسبة الفعل له سبحانه حقيقية.



*** " إنه بكل شيء بصير " :


1 – من البصر فهو يرى الأمور على حقيقتها و بكل تفاصيلها و دقائقها.

2 – من البصيرة فهو سبحانه يعلم كيف يخلق وكيف يدبر العجائب و أيهما أحكم و أنسب في الخلق و التدبير.

قال بن عاشور : والبصير: العليم مشتق من البصيرة فهو هنا
غير الوصف الذي هو من الأسماء الحسنى في نحو: السميع البصير وإنما هو هنا
من باب قولهم: فلان بصير بالأمور وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ} [غافر: 44] فهو خبر لا وصف ولا منزل منزلة الاسم وتقديم
{بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} على متعلقه لإفادة القصر الإضافي وهو قصر قلب ردا
على من يزعمون أنه لا يعلم كل شيء كالذين قيل لهم {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ
أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك: 13].



*** و التعقيب بقوله سبحانه "إنه بكل شيء بصير" يخبرك أن خلق
المخلوقات و تدبير الأمور و تصريف الأحوال إنما هو ببصر الله و بصيرته و
رحمته لا يفوته سبحانه شيء من ذلك دق أو جل فهو شفاء للصدور فإنك ترى الأمر
من المعصية أو الشر فيوسوس لك الشيطان ليقودك إلى طريق من اثنين :

1 – إنكار القدر كما قعلت القدرية و قالوا أن الأمر أنف و أن لا قدر و قالوا :أيشاء الله أن يعصى؟

فإن نجوت جاءك من طريق:

2 - الطعن في الأسماء و الصفات و التشكيك في الحكمة.

و هنا الآية تخبرك أن الأمر كله ببصر الله و بصيرته و رحمته
لحكم و علل ربما علمت منها و ربما لم تعلم و لا تستطيع الزعم أنك محيط بها
فسلم الأمر و استسلم لله و الله سبحانه أحق أن يوثق به و يركن إليه و نسأله
سبحانه العافيه.



*** الفوائد العملية في الآية:

1 – أن يتأمل العبد في مظاهر إحاطة قدرة الله به التي ورد ذكرها في الآيات السابقة.

2 – التأمل في خلق الطير و ما فيه من الإعجاز و صورته البديعة أثناء طيرانه و ما فيها من آثار قدرة الله.

3 – الدليل على أن أفعال العبد الاختيارية مخلوقة لله .

4 – أن يعلم العبد أن الأسباب لا تنفع بذاتها بل بقدرة الله و
الله سبحانه وحده هو المتصرف في ملكه و لا يكون إلا ما يشاء و الله يقدر
كونا الخير و الشر أما الخير فلأنه يحبه و يرضاه و أما الشر فلعلمه سبحانه
أنه يترتب عليه خير أعظم منه و الله عليم حكيم.

5 – أن يعلم المرء أن كل قضاء في الكون إنما هو ببصر الله و
بصيرته و فيه من الحكم و المصالح ما نعلم وما نجهل فيستلم لربه و لا يتهمه
في قضاءه و يثق به و يأخذ بما أمر من الأسباب و لا يؤمن بها و يحمد الله
على النعم.

6 – أن يدرك المرء أن التدبير من وراء الأسباب إنما يتم على جهة الرحمة.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» (((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ
» وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ
»  بَيْنَمَا ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَاشَوْنَ ، أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ ، فَمَالُوا إِلَى غَارٍ فِ
» قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِس
» قالَ تَعالى :" وَسارِعُوا إِلَى مَغْْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها السَّمَواتِ

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى