مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21

اذهب الى الأسفل

أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21 Empty أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 6:54 pm

تفسير سورة الملك | الآية الثانية والعشرون


"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن من يمشي سويا على صراط مستقيم" الآية :21





*** واعلم أنه تعالى لما وصفهم بالعتو والنفور ، نبه على ما يدل على قبح
هذين الوصفين والفاء في صدر الجملة للتفريع على جميع ما تقدم من الدلائل
والعبر من أول السورة إلى هنا، والاستفهام تقريري.



*** "مكبا":

استعمال اللفظ في الكتاب و السنة:

و في التنزيل:"فكبكبوا فيها هم و الغاوون" الشعراء:94 و قيل: فيها طرحوا
و ألقوا على وجوههم و قيل: ألقي بعضهم على بعض و قيل: نكسوا فيها على
رؤوسهم.

و في الحديث الصحيح "وهل يكب الناس على مناخرهم أو على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ".

و قال تعالى:"ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من
دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت
زدناهم سعيرا" الإسراء:(97)



الآثار:

في الصحيح المسبور :

1 - أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (مكباً على وجهه) قال : في الضلالة (أم من يمشى سوياً على صراط مستقيم) قال: حق مستقيم.

2 - أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (أفمن يمشي مكباً على وجهه
أهدى) هو الكافر، أكب على معاصي الله في الدنيا، حشره الله يوم القيامة على
وجهه، فقيل: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: إن الذي أمشاه
على رجليه قادر أن يحشره يوم القيامة على وجهه.

3 - أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يمشي سوياً على صراط مستقيم) قال: المؤمن عمل بطاعة الله، فيحشره الله على طاعته.

انتهى.

4 - وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { أفمن يمشي مكبّاً } قال : في الضلال { أمّن يمشي سويّاً } قال : مهتدياً .

5 - وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله : { أفمن يمشي مكباً على وجهه } قال : هو الكافر عمل بمعصية الله
فحشره الله يوم القيامة على وجهه { أم من يمشي سويّاً على صراط مستقيم }
يعني المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته .

6 - عن الكلبي : عنى به أبو جهل بن هشام . وبالسويّ : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .



أقوال أهل اللغة:

المكب :اسم فاعل من "أكب" و هو غير متعد و "كب" متعد و هو من ضمن أفعال قليلة جاء فيها الفعل المجرد متعديا و المهموز لازما.

قال الواحدي : أكب مطاوع كبه ، يقال : كببته فأكب ونظيره قشعت الريح السحاب فأقشع و أنكر ذلك الزمخشري - و هو المختار- و قال:

وما هو كذلك؛ ولا شيء من بناء أفعل مطاوعاً وإنما «أكب» من باب «انفض ، وألأم» ومطاوع كب وقشع : انكب وانقشع . انتهى

و الهمزة في "أكب":

للدخول في الشيء أو لإفادة المصير في الشيء مثل همزة: أقشع السحاب، إذا
دخل في حالة القشع، ومنه قولهم: أنفض أي دخل في النفض – و هو نفض الوعاء
فصار عبارة عن الفقر- و ألأم أي دخل في اللوم .

فالمعني : دخل في الكب ، وصار ذا كب.

* المكب:

أ – المعنى: يعثر كل ساعة و يخر.(الكليات للكفومي و مثله في أساس البلاغة)

ب – أكب :نكس و رجل مكب :كثير النظر للأرض.(لسان العرب،تاج العروس،المحكم و المحيط الأعظم(في الشطر الثاني))

ج – أكب على وجهه :انقلب و أكب الرجل:أكثر النظر للأرض.(المعجم الوسيط)

د - ( كَبَبْتُ ) زيدا ( كَبًّا ) أيضا ألقيته على وجهه قال تعالىSad
فكُبَّتْ وجوههم في النار ) ( أفمن يمشي مُكِبًّا على وجهه ).(المصباح
المنير)

هـ - قال ابن قتيبة : أي : لا يبصر يميناً ، ولا شمالاً ، ولا من بين يديه .

و – و قال بعض من لا نتشرف بذكرهم: الحيوان على ضربين منتصب ومنحن
فالمنتصب الإنسان والمنحنى ما كان رأسه منكوسا إلى جهة الارض كالبهائم
والسباع .

قالوا : وإلى ذلك وقعت الاشارة بقوله : (أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى
أمن يمشى سويا على صراط مستقيم) قالوا : فأصحاب الشقاوة تنتقل أنفسهم عند
الموت إلى الحيوان المكبوب وأصحاب السعادة تنتقل أنفسهم إلى الحيوان
المنتصب.(نقله صاحب نهج البلاغة).

أقوال العلماء:

1 – قال الزمخشري:

أ - يمشي معتسفاً[1] في
مكان معتاد غير مستو فيه انخفاض وارتفاع ، فيعثر كل ساعة فيخر على وجهه
منكباً ، فحاله نقيض حال من يمشي سوياً ، أي : قائماً سالماً من العثور
والخرور .

ب - أو مستوي الجهة قليل الانحراف خلاف المعتسف الذي ينحرف هكذا وهكذا على طريق مستو .

ج - ويجوز أن يراد الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فيعتسف ، فلا يزال
ينكب على وجهه ، وأنه ليس كالرجل السوي الصحيح البصر الماشي في الطريق
المهتدي له ، وهو مثل للمؤمن والكافر .

2 - قال ابن كثير: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر مثله فيما
هو فيه كمثل من يمشي منكبا على وجهه، أي يمشى منحنيا لا مستويا على وجهه
لا يدري أين ولا كيف يذهب بل هو تائه حائر ضال أهذا أهدى (أمن يمشي سويا)
أي: منتصب القامة ... هذا مثلهم في الدنيا وكذلك يكونون في الآخرة فالمؤمن
يحشر يمشي سوياً ... وأما الكافر فإنه يحشر يمشى على وجهه إلى نار جهنم.
اهـ

3 – قال السعدي: أي: أي الرجلين أهدى؟ من كان تائها في الضلال، غارقًا
في الكفر قد انتكس قلبه، فصار الحق عنده باطلا والباطل حقًا؟ ومن كان
عالمًا بالحق، مؤثرًا له، عاملا به، يمشي على الصراط المستقيم في أقواله
وأعماله وجميع أحواله؟ فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين، يعلم الفرق
بينهما، والمهتدي من الضال منهما، والأحوال أكبر شاهد من الأقوال.

4 – قال الشوكاني: والمكبّ والمنكبّ : الساقط على وجهه ، يقال : كببته
فأكبّ وانكبّ . وقيل : هو الذي يكب رأسه ، فلا ينظر يميناً ولا شمالاً ولا
أماماً ، فهو لا يأمن العثور والانكباب على وجهه . وقيل : أراد به الأعمى
الذي لا يهتدي إلى الطريق ، فلا يزال مشيه ينكسه على وجهه.

5 – قال القرطبي: قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى
وَجْهِهِ) ضرب الله مثلا للمؤمن والكافر مُكِبًّا أي منكسا رأسه لا ينظر
أمامه ولا يمينه ولا شماله، فهو لا يأمن من العثور والانكباب على وجهه. كمن
يمشي سويا معتدلا ناظرا ما بين يديه وعن يمينه وعن شماله. قال ابن عباس:
هذا في الدنيا، ويجوز أن يريد به الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فيعتسف،
فلا يزال ينكب على وجهه. وأنه ليس كالرجل السوي الصحيح البصير الماشي في
الطريق المهتدى له. وقال قتادة: هو الكافر أكب على معاصي الله في الدنيا
فحشره الله يوم القيامة على وجهه.

6 – قال بن عاشور: والذي انقدح لي: أن التمثيل جرى على تشبيه حال الكافر
والمؤمن بحالة مشي إنسان مختلفة وعلى تشبيه الدين بالطريق المسلوكة كما
يقتضيه قوله: {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فلا بد من اعتبار مشي المكب على
وجهه مشيا على صراط معوج، وتعين أن يكون في قوله: {مُكِبّاً عَلَى
وَجْهِهِ} استعارة أخرى بتشبيه حال السالك صراطا معوجا في تأمله وترسمه
آثار السير في الطريق غير المستقيم خشية أن يضل فيه، بحال المكب على وجهه
يتوسم حال الطريق وقرينة ذلك مقابلته بقوله: {سَوِيّاً} المشعر بأن {مكبا}
أطلق على غير السوي وهو المنحني المطاطئ يتوسم الآثار اللائحة من آثار
السائرين لعله يعرف الطريق الموصلة إلى المقصود.

فالمشرك يتوجه بعبادته إلى آلهة كثيرة لا يدري لعل بعضها أقوى من بعض
وأعطف على بعض القبائل من بعض، فقد كانت ثقيف يعبدون اللات، وكان الأوس
والخزرج يعبدون مناة ولكل قبيله إله أو آلهة فتقسم الحاجات عندها واستنصر
كل قوم بآلهتهم وطمعوا في غنائها عنهم وهذه حالة يعرفونها فلا يمترون في
نهم مضرب المثل الأول، وكذلك حال أهل الإشراك في كل زمان. ألا تسمع ما حكاه
الله عن يوسف عليه السلام من قوله: { أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ
أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]. وينور هذا التفسير أنه
يفسره قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:
153] وقوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]، فقابل في الآية الأولى الصراط المستقيم المشبه
به الإسلام بالسبل المتفرقة المشبه بها تعداد الأصنام، وجعل في الآية
الثانية الإسلام مشبها بالسبيل وسالكه يدعو ببصيرة ثم قابل بينه وبين
المشركين بقوله {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].

** قال الرازي:ثم اختلفوا فمنهم من قال : هذا حكاية حال الكافر في
الآخرة ، قال قتادة : الكافر أكب على معاصي الله فحشره الله يوم القيامة
على وجهه ، والمؤمن كان على الدين الواضح فحشره الله تعالى على الطريق
السوي يوم القيامة ، وقال آخرون : بل هذا حكاية حال المؤمن والكافر والعالم
والجاهل في الدنيا ، واختلفوا أيضاً فمنهم من قال : هذا عام في حق جميع
المؤمنين والكفار ، ومنهم من قال : بل المراد منه شخص معين ، فقال مقاتل :
المراد أبو جهل والنبي عليه الصلاة والسلام ، وقال عطاء عن ابن عباس :
المراد أبو جهل وحمزة بن عبد المطلب و عنه : نزلت في أبي جهل والرسول عليه
الصلاة والسلام وقال عكرمة هو أبو جهل وعمار بن ياسر .



** قلت (أبو يوسف): لكي نحدد المثال المضروب للكافر بدقة فالسبيل هو فهم المثال المضروب للمؤمن و مفرداته في ضوء الكتاب و السنة.

الآية تصف المؤمن بأنه:

1 – يمشي سويا.

2 – على صراط مستقيم.

ووصفت الآية الكافر بأنه يمشي مكبا على وجهه.

فلا بد أن يكون مشي الكافر غير سوي و صراطه غير مستقيم.

و هذا الدين هو الصراط المستقيم فهو الطريق المستقيم الوحيد الذي يقود للفلاح في الدنيا و الآخرة .

أخرج الحاكم في مستدركه عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : خط رسول الله
صلى الله عليه و سلم خطا و خط عن يمين ذلك الخط و عن شماله خطا ثم قال :
هذا صراط ربك مستقيما و هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ
: " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "[2] .

فليس هناك طرق متعددة للفلاح و النجاح و الفوز و السعادة في الدنيا و
الآخرة بل هو طريق واحد فمن أخطأه فهو يسير في أحد السبل المتفرقة الأخرى و
هي سبل :

أ - معوجة عن الطريق الصحيح لأنها لا تقود إلى سعادة أو فلاح أو فوز حقيقي في الدنيا أو في الآخرة .

ب – غير ممهدة بل وعرة و خبيثة لأنها سبل الفتن و الشياطين،سبل الشبهات و
الشهوات ،سبل الكفر و الفسوق و العصيان،سبل عبادة غير الله و القتل و
الزنا و السرقة و اللواط و الظلم و البغي و غير ذلك.

و كل سبيل فيه من البلاء و الخبث و الوعورة بحسبه و أخبثهم سبيل الكفر فهو الجامع لهم و هم شعب له .

و لتقريب المعنى تأمل في قول الله سبحانه و تعالى :"و لا تقربوا الزنا
إنه كان فاحشة و ساء سبيلا" فالزنا أحد هذه الشعب و سبيله بئس السبيل فهو
يقود صاحبه للخيانة و يعرضه للمهالك و فوق ذلك كله يعرضه لعقوبة الله
سبحانه و غضبه في الدنيا و الآخرة.

فالإسلام الصراط المستقيم وهو جامع لشعب الخير و الكفر شعاب معوجة وعره خبيثة فيها جماع الشر.

و بذلك نكون وصفنا الطريق و بقي وصف السير:

أما المؤمن :

1 - يسير معتدلا مستقيما في طريق مستقيم يقوده للفلاح.

2 – لا تستعبده شهوة و لا هوى بل هو عبد خالص لله و لو عصى أحيانا لكنه
لا يكون أبدا عابدا لغير الله و لا تستعبده كل شهوة و أدنى هوى كالكافر.

3 – هو واثق من طريقه لأنه يعلم أنه الصراط الذي شرعه الله للفلاح .

4 – هو بصير على صراط قويم يقوده للخير.

5 – هو يسير مبصرا لطريقه و لما حوله معتبرا متعظا بما قصه الله سبحانه
عليه في كتابه و على ألسنة رسله يفهم أسرار الكون و ما وراء الأمور.

6 – و في الآخرة يحشر و يسير حسب ما كان عليه سيره في الدنيا: سويا على صراط مستقيم.

و أما الكافر فيسير على هيئة الإكباب و "الإكباب" هنا يشمل أمور:

1 – أنه تائه ضال حائر لا يعلم أي السبل أقوم ، لا يفارقه الريب في أمره
و الندم على ما أسلف من فعله لا يستطيع الجزم أبدا بالصواب في أمره إنما
يحيا في مكابرات و زور.

2 – هو عبد لكل شهوة يأتي إليها على وجهه فهو عبد للطاغوت و المال و الشهوة و الخوف بل هو عبد لكل من استعبده و لكل من ملك .

3 – هو الذي يكب رأسه ، فلا ينظر يميناً ولا شمالاً ولا أماماً ، فهو لا
يأمن العثور والانكباب على وجهه فهو منكس الرأس في سيره منحني ناظر للأرض
لأنه لا يأمن السير و وعورة الطريق فهو كسالك طريق وعر يبحث عن الفلاح في
سيره و طريقه طريق الضلال.

4 – لا يزال في كل حين يتعثر و يكب على وجهه لوعورة المسلك الذي اختاره.

5 – أو هو أعمى في طريق وعر لا يزال يخر على وجهه و ينكب في كل حين.

6 – هو سائر على وجهه في اتباع شهواته فلا يبصر يمينه و لا شماله و لا مابين يديه و لا ما خلفه لا يعتبر و لا يتعظ و لا يفهم .

7 – و في الآخرة يحشر على وجهه أصم أبكم أعمى.

و نضرب مثالا يوضح الأمور:

إذا حل بالرجل أو الأمة أزمة أو مشكلة فالمؤمن يبحث عن حكم الله فيها و
يطبقه و لا يساوره شك أنه على الصواب و أنه فعل خير ما يمكن فعله و لو
خانته نفسه لهوى او خوف فلم يعمل الصواب فهو يعلمه و يعلم الطريق الصحيح
لحل هذه الأزمة.

أما الكافر فهو لا يزال في حيرة من أمره لا يعلم ماذا يفعل؟ و أي طريق
يسلك؟ و بعده عن طريق الله يوقعه في طرق وعرة لا توصل للخير بل لا يزال
يسير حينا و ينقلب على وجهه حينا و يتعثر حينا .

لا بينة له في أمره إنما يحيا في أوهام و ظنون و شك و ريب و حيرة و تردد و لا يزال تصيبه في كل حين قارعة و مصيبة .

مثال أخر :

المؤمن يسير في الدنيا تعترضه الفتن فيتجنبها و يستعيذ بالله منها و قد يقع فيها أحيانا و لكنه يعلم الصواب.

و الكافر يسير في الدنيا عبد لهواه كلما اشتهى شيئا سار في سبيله و قد
جهل الأحمق أن الله سبحانه رتب على المعاصي ألوانا من البلايا فهي حلوة
المظهر مرة المذاق و هو يؤذي نفسه من حيث أراد نفعها و لا يزال عمره شاكا
في أمره ملتبسا عليه حاله يرى الناس يسيرون في طريق فيتبعهم و هم يقودونه
للشقاء و النار .

إن ثبت على أمر فثباته كثبات السحرة قبل إسلامهم حين قالوا عن موسى و
أخيه:"إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهم و يذهبا بطريقتكم
المثلى" و قالوا "بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون" مكابرات سندهم فيها "إنا
وجدنا آباءنا على أمة" و الهوى و الشهوة.

مثال ثالث:

في حال البلاء و نسأل الله سبحانه العافية:

المؤمن يصبر و يعلم أن من وراء أمره خيرا و أن عاقبته إلى رشد و فلاح يصبر و يعلم أنه ليس عليه إلا الصبر و الله سبحانه يخلفه الخير.

و الكافر لا يعلم أيصبر أم لا يصبر أم يعالج ابتلاءه بمزيد من العصيان
إن صبر فلا يدري عاقبة أمره و إن جزع تقطع قلبه بلا ثمن و إنسار في غيه
عوقب بمزيد من البلاء.

مثال رابع:

المؤمن يعرف كيف يسير أموره كلها فما ترك الشرع من صغيره و لا كبيرة إلا
علمنا إياها نصا أو استنباطا فالمؤمن على الطريق السوى في كل أحواله يعرف
كيف يمشي؟ و كيف يتكلم؟ و كيف ينفق؟ و كيف يكتسب ؟و كيف يعامل الكبير و
الصغير ؟و كيف ينام؟ و كيف يستيقظ؟ و كيف يسافر ؟و كيف يدعو؟ و هكذا في
أمره كله.

و الكافر يتخبط في الأمر كله إن وافق الصواب في أمر خالفه في أمور و كل أمر يخالف فيه الصواب يترتب عليه مضرة بحسبه.

انتهى.

و حمل الآية على شمول حالتي الدنيا و الآخرة و على العموم في حق
المؤمنين و الكافرين هو الأظهر عندي لأن المعنى يحتمله و هو أبلغ في البيان
و الله أعلم.

و "مكبا على وجهه" فيها إشعار بالإهانة و التحقير فهو منكوس مهان.



*** "أهدى":

قال أبو حيان:وأهدي : افعل تفضيل من الهدى في الظاهر ، وهو نظير : العسل
أحلى أم الخل؟ وهذا الاستفهام لا تراد حقيقته ، بل المراد منه أن كل سامع
يجيب بأن الماشي سوياً على صراط مستقيم أهدى.



*** وقد حصل في الآية إيجاز حذف إذ استغني عن وصف الطريق بالالتواء في التمثيل الأول لدلالة مقابلته بالاستقامة في التمثيل الثاني.



*** قال بن عاشور:والسوي: الشديد الاستواء فعيل بمعنى فاعل قال تعالى: {أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} [مريم: 43].



*** و هذا المثال الذي ضربه الله سبحانه حجة بالغة في سياق الحجج التي
ساقتها السورة على وجوب إسلام الوجه لله و الاستسلام لشرعه فإن الذي أسلم
وجهه لله سوي على صراط مستقيم و الأخر مكبوب على وجهه منكوس في دنياه و
أخراه.

فالنفع الحاصل من إسلام العبد وجهه لله يعود على العبد ففلاحه و سعادته و
طمأنينته لا تكون إلا بذلك و العبد أحقر من أن ينفع ربه قال سبحانه في
الحديث القدسي :" يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي
فتنفعوني"[3].

فالكفر مستلزم لترك طريق الهداية و سلوك طرق وعرة كلها طرق ضلال لا يزال
السائر فيها يصيبه كرب بعد كرب حتى يحشر على وجهه في الآخرة أصم أبكم
أعمى.

و الإيمان يعلى أمر المرء و يدله و يرشده على الفلاح في الدنيا الآخرة.

فكيف لا يؤمن المرء و يسلم لتلك الحجة الظاهرة.



*** الفوائد العملية في الآية :

1 – التدبر للمثال الذي ضربه الله سبحانه للمؤمن و الكافر.

2 – الحجة البالغة في الآية.

3 – سؤال الله سبحانه الهداية للصراط السوي.









[1] قلت
:و الاعتساف هوركوب المفازة وقطعها بغير قصد ولا هداية ولا توخي صوب ولا
طريق مسلوك يقال اعتسف الطريق اعتسافا إذا قطعه دون صوب توخاه فأصابه
والتعسيف السير على غير علم ولا أثر.

[2] أخرجه الحاكم في مستدركه و صححه الذهبي في التلخيص و صححه الألباني في صحيح بن ماجة من طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

[3] رواه مسلم.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى