مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3)

اذهب الى الأسفل

الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3) Empty الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3)

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 6:41 pm

الجامع الصحيح المختصر في ذكر دلائل النبوة(3)


** أدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و سلم :


1. معجزة القرآن اللغوية.


من حكمة الله سبحانه أن كانت معجزة كل نبي من جنس ما برع فيه قومه فلما
برع قوم فرعون في السحر أرسل الله سبحانه لهم نبيه موسى صلى الله عليه و
سلم بآية قهرت السحرة و أسجدتهم ، و لما برع قوم عيسى صلى الله عليه و
سلم في الطب بعثه الله سبحانه لهم بإحياء الموتى و شفاء من ولد أعمى و
الأبرص فقهرهم بذلك و لم يكن لهم بذلك سبيل و لا طاقة ، و لما جاء النبي
صلى الله عليه و سلم كان قومه برعوا في الشعر و اللغة و بلغوا في المبلغ
العظيم فجاءهم بكلام يتألف من نفس الحروف التي يتألف منها كلامهم و تحداهم
صراحة إن هم كذبوه فقط أن يأتوا بسورة من مثله و ليس حتى مثله كاملا و لم
يمنعهم أن يستعينوا بالإنس و الجن كلهم على هذا المطلب و لكنه تحداهم أن
ينجحوا في ذلك.

و حتى أكفر العرب ، و أجحد الكفرة لم يطعن في بلاغة القرآن و نظمه، و لم
يستطع أحد منذ نزول القرآن أن يأتي بمثله و قد أسلفنا بيان ذلك .

و لأبي بكر الباقلاني كتاب اسمه "إعجاز القرآن" بين فيه بعض وجوه
الإعجاز اللغوي في القرآن فليراجعة من أحب الزيادة و أسوق باختصار قليلا
ما ذكر :

*** قال الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن متحدثا عن وجوه الإعجاز:


1) أن نظم القرآن على تصرف وجوهه وتباين مذاهبه - خارج عن
المعهود من نظام جميع كلامهم و ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم وله أسلوب
يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد وذلك أن الطرق التي
يتقيد بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى أعاريض الشعر على اختلاف أنواعه
ثم إلى أنواع الكلام الموزون غير المقفى ثم إلى أصناف الكلام المعدل
المسجع ثم إلى معدل موزون غير مسجع ثم إلى ما يرسل إرسالا فتطلب فيه
الإصابة والإفادة وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع ترتيب لطيف وإن لم
يكن معتدلا في وزنه وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل فيه ولا يتصنع له
وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه ومباين لهذه الطرق ويبقى علينا أن
نبين أنه ليس من باب مسجع ولا فيه شيء منه وكذلك ليس من قبيل الشعر لأن من
الناس من زعم أنه كلام السجع ومنهم من يدعى فيه شعرا كثيرا والكلام عليهم
يذكر بعد هذا الموضع فهذا إذا تأمله المتأمل تبين - بخروجه عن أصناف كلامهم
وأساليب خطابهم - أنه خارج عن العادة.






2) ومنها أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة
والتصرف البديع والمعاني اللطيفة والفوائد الغزيرة والحكم الكثير والتناسب
في البلاغة والتشابه في البراعة على هذا الطول وعلى هذا القدر وإنما تنسب
إلى حكيمهم كلمات معدودة وألفاظ قليلة وإلى شاعرهم قصائد محصورة يقع فيها
ما نبينه بعد هذا من الاختلال ويعترضها ما نكشفه من الاختلاف ويشملها ما
نبديه من التعمل والتكلف والتجوز والتعسف وقد حصل القران على كثرته وطوله
متناسبا في الفصاحة على ما وصفه الله تعالى به فقال عز من قائل:"الله نزل
أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين
جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" وقوله:" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا" فأخبر سبحانه أن كلام الآدمي إن امتد وقع فيه التفاوت وبان
عليه الاختلال .

3) أن عجيب نظمه وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين على ما
يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج وحكم
وأحكام وإعذار وإنذار ووعد ووعيد وتبشير وتخويف وأوصاف وتعليم أخلاق كريمة
وشيم رفيعة وسير مأثورة وغير ذلك من الوجوه التي يشتمل عليها ونجد كلام
البليغ الكامل والشاعر المفلق والخطيب المصقع - يختلف على حسب اختلاف هذه
الأمور

فمن الشعراء من يجود في المدح دون الهجو

ومنهم من يبرز في الهجو دون المدح

ومنهم من يسبق في التقريظ دون التأبين

ومنهم من يجود في التأبين دون التقريظ

ومنهم من يغرب في وصف الإبل أو الخيل أو سير الليل أو وصف الحرب أو وصف
الروض أو وصف الخمر أو الغزل أو غير ذلك مما يشتمل عليه الشعر ويتناوله
الكلام ولذلك ضرب المثل بامرئ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وبزهير إذا
رغب ومثل ذلك يختلف في الخطب والرسائل وسائر أجناس الكلام ،ومتى تأملت شعر
الشاعر البليغ رأيت التفاوت في شعره على حسب الأحوال التي يتصرف فيها فيأتي
بالغاية في البراعة في معنى فإذا جاء إلى غيره قصر عنه ووقف دونه وبان
الاختلاف على شعره ولذلك ضرب المثل بالذين سميتهم لأنه لا خلاف في تقدمهم
في صنعة الشعر ولا شك في تبريزهم في مذهب النظم فإذا كان الاختلال يتأتي في
شعرهم لاختلاف ما يتصرفون فيه استغنينا عن ذكر من هو دونهم وكذلك يستغني
به عن تفصيل نحو هذا في الخطب والرسائل ونحوها ثم نجد من الشعراء من يجود
في الرجز ولا يمكنه نظم القصد أصلا ومنهم من ينظم القصيد ولكن يقصر تقصيرا
عجيبا ويقع ذلك من رجزه موقعا بعيد ومنهم من يبلغ في القصيدة الرتبة
العالية ولا ينظم الرجز أو يقصر فيه مهما تكلفة أو تعمله

ومن الناس من يجود في الكلام المرسل فإذا أتى بالموزون قصر ونقص نقصانا بينا ومنهم من يوجد بضد ذلك .

وقد تأملنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه التي قدمنا
ذكرها على حد واحد في حسن النظم وبديع التأليف والرصف لا تفاوت فيه ولا
انحطاط عن المنزلة العليا ولا إسفاف فيه إلى الرتبة الدنيا وكذلك قد تأملنا
ما يتصرف إليه وجوه الخطاب من الآيات الطويلة والقصيرة فرأينا الإعجاز في
جميعها على حد واحد لا يختلف وكذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر
القصة الواحدة تفاوتا بينا ويختلف اختلافا كبيرا ونظرنا القرآن فيما يعاد
ذكره من القصة الواحدة فرأيناه غير مختلف ولا متفاوت .

4) أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتا بينا في الفصل والوصل والعلو
والنزول والتقريب والتبعيد وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم
ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع ألا ترى أن كثيرا من الشعراء قد وصف
بالنقص عند التنقل من معنى إلى غيره والخروج من باب إلى سواه حتى إن أهل
الصنعة قد اتفقوا على تقصير البحتري مع جودة نظمه وحسن وصفه في الخروج من
النسيب إلى المديح وأطبقوا على أنه لا يحسنه ولا يأتي فيه بشيء وإنما اتفق
له في مواضع معدودة خروج يرتضي وتنقل يستحسن وكذلك يختلف سبيل غيره عند
الخروج من شيء إلى شيء والتحول من باب إلى باب ونحن نفصل بعد هذا ونفسر هذه
الجملة ونبين أن القرآن على اختلاف فنونه وما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة
والطرق المختلفة يجعل المختلف كالمؤتلف والمتباين كالمتناسب والمتنافر في
الأفراد إلى حد الآحاد وهذا أمر عجيب تبين به الفصاحة وتظهر به البلاغة
ويخرج معه الكلام عن حد العادة ويتجاوز العرف

5) وهو أن الذي ينقسم عليه الخطاب من البسط والاقتصاد والجمع
والتفريق والاستعارة والتصريح والتجوز والتحقيق ونحو ذلك من الوجوه التي
توجد في كلامهم موجودة في القرآن وكل ذلك مما يتجاوز حدود كلامهم المعتاد
بينهم في الفصاحة والإبداع والبلاغة .

6) وهو أن المعاني التي تضمنها في أصل وضع الشريعة والأحكام
والاحتجاجات في أصل الدين والرد على الملحدين على تلك الألفاظ البديعة
وموافقة بعضها بعضا في اللطف والبراعة مما يتعذر على البشر ويمتنع وذلك أنه
قد علم أن تخير الألفاظ للمعاني المتداولة المألوفة والأسباب الدائرة بين
الناس أسهل وأقرب من تخير الألفاظ لمعان مبتكرة وأسباب مؤسسة مستحدثة فإذا
برع اللفظ في المعنى البارع كان ألطف وأعجب من أن يوجد اللفظ البارع في
المعنى المتداول المتكرر والأمر المتقرر المتصور ثم انضاف إلى ذلك التصرف
البديع في الوجوه التي تتضمن تأييد ما يبتدأ تأسيسه ويراد تحقيقه بان
التفاضل في البراعة والفصاحة ثم إذا وجدت الألفاظ وفق المعنى والمعاني
وفقها لا يفضل أحدهما على الآخر فالبراعة أظهر والفصاحة أتم.

7) وهو أن الكلام يتبين فضله ورجحان فصاحته بأن تذكر منه
الكلمة في تضاعيف كلام أو تقذف ما بين شعر فتأخذها الأسماع وتتشوف إليها
النفوس ويرى وجه رونقها باديا غامرا سائر ما تقرن به كالدرة التي ترى في
سلك من خرز وكالياقوتة في واسطة العقد وأنت ترى الكلمة من القرآن يتمثل بها
في تضاعيف كلام كثير وهي غرة جميعه وواسطة عقده والمنادي على نفسه بتميزه
وتخصصه برونقه وجماله .انتهى

و زاد غيره :

Cool مناسبته لكل الناس على اختلاف معارفهم وعصورهم، فيفهمه
ويتأثر به ويتبعه العامة والخاصة، والبسطاء والعلماء، على امتداد الزمان
وتتابع القرون.

9) الإحساس بجلال الربوبية الذي يشي به التعبير القرآني
برمته، إذ يستحيل نفسيا أن يتصنع بشر تقليد هذا الأسلوب على امتداد نص بهذا
القدر.

10) تكامل ووحدة موضوعات الآيات والسور في القرآن ككل، بحيث يفسر بعضه بعضا بلا أدنى تناقض.

11) إعجاز الوفاء بالأهداف المتباينة والمتضادة في نفس الوقت مثل:

- الإيجاز الشديد أو الحذف مع الوفاء الكامل بالمعاني المرادة.

- الإجمال مع التفصيل.

- خطاب العامة وخطاب الخاصة.

- إقناع العقل وإمتاع العاطفة.

12) الاتساق اللفظي الصوتي، الذي تدركه الأذن - حتى لو لم تفهم المعنى أو تعرف العربية.

13) البلاغة المثلى في توظيف الصور البلاغية والمحسنات البديعية
والأساليب الإنشائية في الموضع وبالقدر المناسب بلا مبالغة أو افتعال.

14) نزول القرآن مفرقا حسب الوقائع والدواعي على تباعد زماني، مما لا يسمح عادة بالتواصل والترابط.

15) نزاهته في التعبير ، كقوله : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن (
[البقرة:187]، وقوله: ( نساؤكم حرث لكم ( [البقرة:223] وقوله : ( أفضى
بعضكم إلى بعض ( [النساء:21] وقوله Sad أو جاء أحد منكم من الغائط ( [النساء
: 43].

** قارن ذلك بالأسلوب الفاضح في سرد الفضائح الجنسية في كتبهم المحرفة ، و إن شئت فأقرأ سفر نشيد الإنشاد.

16) خلوص ألفاظ الهجاء فيه من الفحش ،كقوله تعالى Sad أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ( [النور:50].

17) لا يخرج عن أسلوبه ،ولا يزول عن اعتداله باختلاف آياته في الطول والقصر .

18) ومنها الحكم البالغة التي فيه لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي .

19) قوة عبارته لتحمل الوجوه الصحيحة كلها ، و نزول الآية الواحدة لأكثر من سبب و علة .

20) جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة ، وهما كالمتضادين لا يجتمعان في كلام البشر غالبا .

21) روعة الالتفات فيه من بيان إلى بيان فتراه يعظ ثم يقص ثم يعد أو
يتوعد و يصف و يخبر و يضر ب الأمثال بأسلوب بديع يتنقل فيه بين الأحوال
فلا يتنافر ، وهي في غيره من الكلام متنافر.

22) اتساق القرآن في أغراضه ومعانيه على طول المدة التي
استغرقها في تجميعه ، فخواتيمه بعد ربع قرن جاءت مطابقة متساوقة لفواتحه
يصدق بعضها بعضا، ويكلمه كأنه نفس واحد.
قلت:و هناك غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره و له مصنفات خاصة .

* و إن سألت كيف يتهيأ للعجم و من لا يتقن العربية معرفة ذلك الإعجاز كان الجواب :

أن يعلم أن العرب قاطبة على مر العصور عجزوا أن يأتوا بمثل هذا الكلام و فيهم الشعراء و الأدباء و البلغاء.

2 - معجزة القرآن التشريعية:



جاء القرآن بمنظومة متكاملة للحياة ذكر فيها كل ما يهم البشر في أمر
دنياهم و أخرتهم ، إما بالتنصيص أو بالإشارة التي يقاس عليها ما يستجد من
المسائل ، فحوى القرآن أمور السياسة و الاقتصاد و العبادة و المعاملات و
الأسرة و الجماعة و المجتمع و الزواج و الطلاق و الحدود و العقوبات و
العقيدة و غير ذلك مما يطول حصره و ذكره.

و قد جاء القرآن في ذلك كله بنظام محكم عظيم لم تستطيع لا دولة و لا هيئة و لا مؤسسة محاكاته حتى يومنا هذا .

و لقد طعن في هذا النظام بعض الجهال و المبطلين و أخذوا يهرفوا بما لا
يعرفوا ، و أدعوا دعاوى هم أحقر و أخس من إثباتها،و بعضهم حديثه كسباب فجار
النساء و سفلتهم، و لو يعطى الناس بدعواهم لأعطي اللصوص و القتلة و
الكذابين و الفجرة دماء و أعراض و أموال الخلق ، و لكن العبرة بالدليل لا
بالدعاوى و الحديث عن عظمة التشريع الإسلامي يُصنف فيه المجلدات و لكن نشير
إشارة عابرة و من أراد الزيادة فسيجد ما يسره و يقر عينه في كتب العلماء.

بعض الأدلة في عجالة:

1) أن هذا التشريع أقام أمة لا ذكر لها في التاريخ
لتصبح أمة عظيمة على وجه الأرض في زمن لا نظير له و لا شبيه في معايير قيام
الأمم و الحضارات.

2) أن أهل هذا الدين لما تركوه عادوا لما كانوا عليه من الذل و الهوان.

3) على النقيض تماما أن أهل الكتاب لما تمسكوا بدينهم
المحرف عاشوا في الظلمات و التية ، و هم بأنفسهم يسمونها عصور الظلام – و
العجيب أن بعض الأغبياء الذين ينقلون عنهم نقل المسطرة و لا يفقهون يريدون
إسقاط هذه الفتره على المسلمين رغم أن المسلمين وقتها كانوا أمة قاهرة على
وجه الأرض – و لما انفلتوا من دينهم المحرف و قالوا اشنقوا أخر ملك بأمعاء
أخر قسيس ، تقدموا و نهضت حضارتهم المادية.

4) قارن بين الأمة التي بناها ذلك التشريع في الصدر
الأول – و أخصه بالذكر لغلبة الأهواء بعده و تدرج البعد عن الدين بعده شيئا
فشيء - و بين سائر الأمم في الأخلاق و الوفاء بالعهود و رحمة الضعيف و
المحتاج و بر الوالدين و صلة الأرحام و حفظ الأنساب و البعد عن الفواحش و
الرحمة بالأسرى.

5) من درس التشريع الإسلامي وجده يقوم في كل مسائله
على العدل و البر و الرحمة و إعطاء كل ذي حق حقه بدقة متناهية و هذا في كل
باب من أبوابه على تشعبها و كثرتها.

6) أن أهل الكتاب المحرفين لكتابهم قد قامت لهم دولة
بل دولا و لا تزال دولتهم قائمة فليعطونا مثلا واحدا على مجتمع واحد فاضل
عبر تلك العصور ،تمسك أهله بدينهم المحرف فسادت بينهم الفضيلة و سادوا
الأمم .

7) و ليأتونا بمثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي
كان ملكا للأرض و يحيا حياة أشد الناس فقرا طمعا فيما عند الله من الأجر ، و
ليأتونا بمثل عثمان رضي الله عنه الذي اجتمع عليه البغاة فأبي أن تراق في
سبيله دماء المسلمين و ليأتونا بمثل مصعب بن عمير رضى الله عنه الذي حمل
راية المسلمين يوم أحد فقطعت يمينه فحمل الراية بشماله فقطعت فحملها بعضديه
فشقوه نصفين فاستشهد و هو يقول "و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
"، و ليأتونا بملك عندهم كان ينصف من هم على غير دينه من نفسه و من ولاته و
الحديث طويل .

فأين القياصرة و الجبابرة من الخلفاء الراشدين ، و الله إن من درس السير رأى العجب العجاب ، و الحق أبلج عليه نور.

** مقارنة بسيطة بين تشريع القرآن و بين التشريعات المعاصرة:

1) قال الحويني حفظه الله: أذكركم بقانون تحريم
الخمر الذي أصدرته الحكومة الأمريكية عام (1930م) وإحصائيات وتبعات هذا
القانون، حيث استعانت بكل طاقة وموهبة في المجتمع الأمريكي: بأساتذة
الإعلام والاجتماع والفلسفة وعلم النفس والاقتصاد والسياسة ورجال الدين، كل
واحد من هؤلاء تكلم من منظور علمه عن مضار الخمر، وأنفقوا أموالاً طائلة:
ستين مليون دولار على الدعاية، وعشرة ملايين دولار على مكاتب إدارية
لمتابعة العمل، وكتبوا تسعة آلاف مليون ورقة -تسعة مليار ورقة- كل واحد
يكتب في مضار الخمر، وسنوا قانون تحريم الخمر سنة (1930م) وفي سنة (1933م)
ألغوا قانون تحريم الخمر؛ لأنهم وجدوا أن الناس ازدادوا شراهة في الشرب،
وأن هناك خسائر بالجملة: مليار دولار أموال مصادرة، وأربعة ملايين دولار
غرامات، ومائتين وخمسين ألف سجين، وأربعمائة أو أربعين ألف قتيل - لا أذكر
الرقم الآن- وقاوم الناس أشد المقاومة، وعجزوا في النهاية أن يحرموا الخمر
فأباحوه.

قارن ذلك بما رواه مسلم في الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يخطب بالمدينة قال : "يا أيها الناس إن الله
تعالى يعرض بالخمر ولعل الله سينزل فيها أمرا فمن كان عنده منها شيء فليبعه
ولينتفع به ، فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم :
فذكره ، قال : فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طرق المدينة فسفكوها" .

و لا تزال محرمة أشد التحريم عند المسلمين ، و لا يشربها إلا الفجار منهم .

2) أن التشريعات المسيطرة اليوم على أغلب بلدان الأرض لا تعدو نوعين رئيسيين :

(التشريعات الرأسمالية – التشريعات الشيوعية – شريعة اليهود – الشرع الإسلامي)

و كل ما دون ذلك إنما هو تلفيق منهما أو من بعضهم (و لا يخفى أن النصارى
يقولون "دع ما لله لله و ما لقيصر لقيصر" أي إنهم يقرون الشرائع الوضعية و
يرتضونها و يقبلون بها عكس اليهود).

أما التشريعات الرأسمالية فتقول أن الأمة مصدر التشريع و الحقيقة أن
رؤوس الأموال هم المتحكمين في كل شيء و لكن بطرق غير مباشرة،و نلاحظ إهمال
الجانب الروحي في هذا التشريع،و الاهتمام الزائد بالفرد على حساب المجتمع
(مثال منع الأباء من تأديب أبنائهم بالقوة و القضاء)، عدم الاهتمام بجانب
الترابط الأسري بل التفكك الأسري و العقوق سمة غالبة في تلك التشريعات، و
كذا الترابط العائلي،و يلاحظ أيضا أن المرأة عندهم تباع و تشترى بالمال و
سوق الدعارة عندهم رائجة ، عدم قدرة هذه التشريعات على زرع الفضيلة في
المجتمع، الأنانية و الظلم و الجور و المصلحة هي أصل التشريع الأول عندهم
فعنوان تلك التشريعات و إن كانوا لا يجاهرون به "مصلحة بلدي و لو على دماء و
أموال و أعراض العالمين"،الكيل بمكيالين و الميكافيلية(الغاية تبرر
الوسيلة) أيضا من سمات سياستهم،الجانب الأخلاقي ضعيف جدا،أن سجونهم و
عقوباتهم تحول المجرم المبتدئ إلى لص محترف.

و التشريعات الشيوعية تشركهم في ذلك كله إلا أنها تباينهم في أنها تدعي
أن الطبقة العاملة هي التي تحكم، و القاصي و الداني يعلم أن ذلك كذب بواح و
أن الشعب كله يعمل لحساب الطبقة الحاكمة، و أنهم أقسى ما يكون في معاملة
شعوبهم ، بل و يصدرون ذلك الفكر.

أما شريعة اليهود فهم لا يزعمون أصلا أنها للبشرية جميعا بل هم يجعلونها
لهم فقط ، و يزعمون أنهم يحكمون بها كحكم إلهي ، و من تأمل في سيرتهم في
إفساد الشعوب و إشعال الفتن ، و الوحشية و الغدر و نقض العهود و الكذب و
الافتراء و نحو ذلك مما علمته شعوب الأرض عنهم (و الرواية المشهورة "تاجر
البندقية" و غيرها خير دليل على ذلك)و بذلوا في الفترات الأخيرة حملات
إعلامية ضخمة لتحسين صورتهم و إظهارهم بصورة المظلوم المضطهد و أنفقوا
أموالا ضخمة و اشتروا ذمما خربة.

و هم مع كل هذا يزعمون أنهم يحكمون بشرعة الله .

أما الشرع الإسلامي فلا يعمل لحساب فئة معينة ، و يتسم في كل جوانبه
بالعدل و الإنصاف و الشمولية لكل جوانب الحياة ، فلا يوجد أمر ما إلا و قد
نصت الشريعة على حكمه إما مباشرة أو إيماء ببيان حكم نظيره ليقاس عليه أو
يكون مندرجا تحت القواعد الأصولية العامة للتشريع فيظهر حكمه،و الإسلام
يأمر بالإحسان للخلق بل حتى البهيمة التي تذبح و تؤكل أمر الإسلام بالإحسان
إليها،و أمر الإسلام بالإحسان للأسرى ووعد عليه الخير في الآخرة،و الجانب
الأخلاقي في الإسلام أرقي ما يكون و لا يدانيه و لا يقاربه تشريع وضعي ، و
لا تزال أمة الإسلام على ما حل بها من البعد عن دينها ، تستبشع الربا و
الزنا و الخمر و اللواط و نحو ذلك من الفواحش التي حرمت حتى في الشرائع
السابقة لكن أهلها بدلوها و زوروها،و الشريعة الإسلامية شريعة إصلاح و رقي ،
تأمر ببر الوالدين و صلة الأرحام و تحض على ترابط المجتمع و محبة أهله
لبعضهم البعض، و تعمل على نشر الفضيلة في العالم كله و لو لم يكونوا على
الإسلام ، و تحارب الرذيلة أيضا في العالم بأسره، و تعطي الشريعة لكل ذي حق
حقه و تعرفه واجبه و توازن بين الحقوق و الواجبات ،فالزوج له حق و عليه
واجب و كذا الزوجة و الابن و البنت و الأخ و الحاكم و العامل و القاضي وكل
شخصية في المجتمع .

و ما ذكرناه إشارة عابرة و لو استقصينا لاستلزم ذلك إفراد تلك المسألة
بالتصنيف و لكنها إشارة عابرة و من رام المزيد فسيجد من الغزير الكثير.

** ملاحظة هامة:

لا يشكل على ما ذكرنا سوء خلق بعض المسلمين و عدم التزامهم بأحكام
الإسلام فنحن نتحدث عن التشريع نفسه و صورته المثلى كانت ممثلة في الصدر
الأول ثم تدرج التفريط و استغفر الله من تفريطي في بعض ما ذكرت و لكني
ذكرته لبيان عظمة التشريع.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى