العقيدة الطحاوية المنشور الثالث عشر
الإيمان بالجنة والنار :
والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما أهلا فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى ما خلق له
أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد :
والخير والشر مقدران على العباد
والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف المخلوق به فهي مع الفعل وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات ( 52 ) فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) . ( 53 )
وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد . ( 54 )
التكليف بما يطاق :
ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون ولا يطيقون إلا ما كلفهم وهو تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله نقول : لا حيلة لأحد ولا حركة لأحد ولا تحول لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله . ( 55 )
وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره غلبت مشيئة المشيئات كلها وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدا تقدس عن كل سوء وحين وتنزه عن كل عيب وشين يسأل عما يفعل وهم يسألون . ( 56 )
وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات