حول انشاد الضاله فى المسجد"

من طرف **Admin** الثلاثاء 04 أكتوبر 2011, 1:57 am

1- من اضاع ابنه او امه في المسجد فسأل عنها بصوت عالي او استخدم المكرفون فهل يدخل في النهي؟
2- من سأل الأشخاص فرادى او جماعات منعزلة عن ضالته كمفتاح السيارة مثلا ولم يرفع صوته فيسمع جميع من في المسجد و لم يستخدم المكرفون فهل هو داخل في النهي ؟
3- هل هناك فرق في السؤال عن الأشياء و الدواب وعن الأشخاص ؟
4- هل يفرق بين المساجد الكبيرة كالحرم و الصغيرة لأن الكبيرة مظنة الضياع ؟
5- متى نقول لسائل لاردها الله عليك ؟ وهل قولها على سبيل الايجاب؟ ام تخويفا من النبي صلى الله عليه وسلم لسائل ليرتدع ؟ ام حسب مقتضى الحال ؟
6- هل يدخل السائل للحاجة في الحديث ؟ وهل ينهر ؟ وهل مسألة التشويش على الناس مراعاة في الأحوال السابقة ؟

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله
رب يسر وأعن ياكريم ,وصل على نبينا محمد وآله الطاهرين وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
الأجوبة باختصار ثم نردفها بالبحث:
1-لايدخل في النهي من أضاع آدميا معصوما .
2-لايدخل في النهي مطلقا من سأل بغير تشويش.
3-يجوز إنشاد الآدمي الضائع ويحرم غير ذلك مما فيه مصلحة شخصية دون مصلحة من في المسجد العامة.
4-يجوز في المساجد الكبيرة بغير كراهة لكن من غير إنشاد ورفع صوت .
5-يقال لا ردها الله عليك لكل سائل ترتب على سؤاله تشويش الا الضائع من الآدمي.ولايجب ذلك بل الأمر للإرشاد لغرض الزجر والردع.
6-نعم يدخل السائل المشوش والنهر يكون مندوبا إذا شوش على المصلين برفع صوته والتشويش معتبر في كل ما ذكر.
7-وضع إعلان بالأشياء الضائعة في لوحة الإعلانات في آخر المسجد جائز لإنه ليس إنشادا.ولامفسدة في ذلك.
الحمد لله .قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لاردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا)رواه مسلم وغيره.
في هذا الحديث جملتان يتعلق حكم التحريم بهما:
الأولىينشد)والإنشاد رفع الصوت مما يترتب على ذلك تشويش وتهويش على المصلي في المسجد والنائم فيه .
الثانيةضالة)والضالة الضائع والتائه من الحيوانات كالبعير والغنم ونحوها,وأما الذي يتيه ويغيب من الإنسان وغير الحيوانات كمفاتيح وأوراق ونحوها فيسمى ضائع ولقيط ,ولامانع أن يكون معنى الضالة عرفيا :أي كل ما فقد منك من حيوان أو إنسان أو جماد فهو ضالة .
ولكن الإشكال هنا:
هل أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (ضالة)المعنى اللغوي ,أو أراد المعنى الأشمل ؟أي الحقيقتين نقدم؟
إن قلنا :أراد المعنى العام لم يجز نشد الإنسان الضائع في المسجد.
وإن قلنا:أراد المعنى اللغوي جاز نشد الإنسان الضائع في المسجد.
فماهو المرجح ؟
لننظر:
1-جاء في رواية من روايات الحديث عن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال :من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لاوجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له)رواه مسلم.
نلاحظ في هذه الرواية الأمور التالية:
أولا:أن الرجل المنشد إنحرف عن موضوع المسجد ألى أمور خاصة به أي الى مصلحة شخصية وهي ضياع بعض ماله .
ثانيا:إذا ضاع مالك لايعني ذلك أن تضيع على الناس عباداتهم وخشوعهم وذكرهم الله عزو وجل فناسب الدعاء عليه .
ثالثا:لابد من حفظ حقوق المساجد والتأدب معها فلو أن عالما يشرح في الفقه وفجأه سأله رجل وقال له (عندك قلم؟!)لكان مسيئا للأدب .
2-نحن نعلم أن الشريعة أتت لحفظ الأنفس والأعراض والأديان فالضائع التائه من الإنسان لايمكن أن ينقاس على الضائع من الأبعرة والغنم والبقر والمفاتيح
والفلوس والأوراق ,(ولقد كرمنا بني آدم)أن التقاط الآدمي فرض كفاية وأماالتقاط البهائم فليس بواجب إجماعا بل يحرم التقاط الضائع من الإبل,والأم الضائعة أو الابن ليس بمال والمصلحة ليست للمنشد بل المصلحة لنفس الضائع أكثر من غيره.
3-أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فمفسدة ضيع الأم أو الإبن أعظم من مصلحة عدم التشويش على المصلين فدرء المفسدة مقدم على جلب هذه المصلحة.
4-أن البحث عن الإنسان المسلم الضائع وإنقاذه عبادة عظيمة أفضل من نواف العبادات ,فهو إنشاد يترتب عليه طاعة ولا يترتب عليه غفلة.
5-من التناقض أن نقول إنشاد الشعر في المسجد والتحلق حول الشاعر جائز والبحث عن طفل ضائع حرام !!فهل للشعر حرمة والآدمي ليست له حرمة!!
فمن هنا يتبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالضالة :المعنى اللغوي وهو الضائع من الحيوان ويدخل في ذلك غير الحيوان بقياس الأولوية,ولا يدخل في ذلك الضائع من الإنسان.
وإذا سأل عن الضائع او الشئ المفقود آحاد الناس من غير تشويش ولا تهويش فلابأس بذلك وهو خلاف الأولى وهو مذهب الشافعية,لإنه لم (ينشد).
وهل هناك فرق بين المساجد الكبيرة وغيرها؟
لم يفرق جمهور الفقهاء في موضوع نشد الضالة بين المساجد الكبيرة وغيرها ,إلا الشافعية فإنهم استثنوا المسجد الحرام لإنه مجمع للناس.
وهذا الاستثناء ليس من الإنشاد أي رفع الصوت بالميكرفون وإنما من كراهة السؤال عن الضالة -وقد سبق تحديدها-بغير تشويش او تهويش
فيجوز بغير كراهة أن تسأل عن مفتاح ضاع لك في المسجد النبوي أو الحرام أو ماشابهها من المساجد العظيمة الاتساع لإن الأمر إذا ضاق اتسع وبالمقابل
يحرم بشدة الإنشاد في المساجد العظيمة بالمايك لإن الأمر إذا اتسع ضاق والتشويش أعظم وإذا فتح الباب جر ذلك الى مفسدة عظيمة.
عن ابي عثمان قال:سمع ابن مسعود رجى ينشد ضالة في المسجد فغضب وسبه فقال له رجل :ما كنت فحاشا يا ابن مسعود فقال(إنا كنا نؤمر بذلك)رواه ابن خزيمة.
فيستفاد من هذا الأثر :إذا قام شخص بعد الصلاة مثلا وقال(أيها الناس لقد ضاعت لي محفظة من وجدها أعطيه كذا وكذا -مثلا-)فليقل كل من حضر لاردها الله عليك ولاوجدتها فإن المساجد لم تبن لهذا .على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم فهديه أكمل هدي .وألأمر للإرشاد لا للوجوب حتى يرتدع من يفعل ذلك.
لكن لو قام شخص وقال في المسجد(أيهاالناس لقد خرج ابني الصغير من البيت وضاع ولم أجده من وجده فجزاه الله خيرا) لايجوز أن يقال له لارده الله عليك
لإنه ليس بمال وليست مصلحة شخصية للمنشد بل حفاظا على الإنسان .فتأملوا جيدا.
وأما الذين يسألون الناس بعد الصلوات -الشحاذون-فهؤلاء أسوأ حالا ممن ينشد الضالة في المسجد من حيث الإثم فيقال لهم على سبيل الزجر والردع
لا قضى الله حاجتكم وغيرها من كلمات الزجر ولو أن المصلين التزموا بهذا المنهج لقضي على ظاهرة الشحاذة في المساجد وهي في مهدها ,بل يحرم
إعطاء الشحاذ في المسجد إذا سأل الناس جهرا بإنشاد وتشويش فماحرم أخذه حرم إعطاؤه لكنه لو سأل من غير تشويش لم يحرم أخذه ولاإعطاؤه ولو سأل له الإمام لم يحرم ولم يكره بشرط أن يثبت أنه ذو فقر مدقع أو دم موجع أو غرم مفظع.
ولايدخل في ذلك (وأما السائل فلا تنهر)لأن المراد بالسائل الذي يحرم نهره هو:
1-طالب العلم 2-من سألك مالا ونحوه في عفاف ومن غير تشويش واستغلال وأذية وإحراج.
ومن عدا ذلك يجوز نهرهم بل نهر الشحاذين في السجد من باب النهي عن المنكر الذي تقاعس عنه اكثر المسلمين بسبب الجهل وتنزيل النصوص في غير منازلها الصحيحة
وقد أخطأ من قال بأن وضع الإعلان يقوم مقام نشد الضالة فإن نشد الضالة يكون بالصوت والصوت ينتج تشويشا وأما الإعلان في آخر المسجد لايترتب عليه شئ من ذلك ألبتة والإعلان في آخر المسجد بالكتابة كرجل ناداك في آخر المسجد وقال لك -يعني بينك وبينه-يا أخي ضاع لي كذا وكذا هل رأيتها..والله الموفق.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30