Admin الشيخ محمدشوقى المدير العام
عدد المساهمات : 7484 نقاط : 25526 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 العمر : 51 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161
| | التوكل على الله نصف الدين : | |
- التوكل على الله نصف الدين :
التوكل على الله من أفضل الأعمال القلبية بعد الإيمان واليقين، فلا يقوم الدين إلا على أساس التوكل، وقد أمرنا المولى تبارك وتعالى أن نتوكل عليه في طاعته وعبادته، فعلمنا سبحانه أن نقول في صلاتنا: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
وعلمنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن نقول بعد كل صلاة : ( رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
ويقول المؤمنون في دعائهم: ( رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) [التغابن: 4]، مقتدين في ذلك بالنبي الكريم شعيب عليه السلام، حيث يقول: ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) [هود: 88].
ولهذا قال ابن القيم :
الدين نصفان : عبادة، واستعانة ؛ فالعبادة هي الإنابة ، والاستعانة هي التوكل على الله.
2- والتوكل على الله تعالى من شعب الإيمان ومن سمات المؤمنين :
قال تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [المائدة: 23]،
وقال تعالى Sad إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال: 2]، وقال تعالى: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الشورى: 36]، وقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 122].
3- والله سبحانه وتعالى يكفي من توكل عليه من كل هم وسوء :
قال تعالى: ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )، وقال: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
والمعنى : فمن كان الله حسبه وكافيه وراعيه فقد فاز فوزًا عظيمًا، ولهذا كفى اللَّه إبراهيم في النار حين قال: ( حسبي الله ونعم الوكيل )، فصارت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم، ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ) [الأحزاب: 25]، وذلك يوم الأحزاب، ونصرهم الله في مواطن كثيرة، سواء قاتلوا أم لم يقاتلوا، ( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ )، وذلك حين استجابوا لله وتوكلوا عليه، قال تعالى: ( الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) [آل عمران: 172- 174].
وفي الحديث : ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ). [أخرجه أبو داود، وابن السني].
4- والله سبحانه وتعالى يحب المتوكلين :
ولهذا قال لنبيه صلى اللَّه عليه وسلم: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) [آل عمران: 159].
5- والله سبحانه وتعالى يضمن للمتوكلين عليه رزقهم لو أحسنوا التوكل عليه :
ولهذا قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا ). [الترمذي، وقال: حسن صحيح].
6- والله سبحانه وتعالى يضمن للمتوكلين عليه الهداية والكفاية والوقاية :
ولهذا أمرنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن نعزم التوكل عند خروجنا من البيوت وعند عودتنا؛ لئلا نحرم هذا الفضل. قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: ( إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. يُقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت. فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هدي وكفي ووقي ). [أبو داود والترمذي]. وعند دخول البيت يقول: ( بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا ). [أبو داود].
وفي الصحيح: ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ). [مسلم].
7- وأخيرًا يضمن الله للمؤمنين المتوكلين الجنة :
فيدخلهم الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ لأنهم حققوا التوحيد قولاً وعملاً، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ( عُرضت عليَّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت، فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق. فنظرتُ فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك. وهؤلاء سبعون ألفًا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولِمَ؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ). فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال: ( اللهم اجعله منهم ). ثم قام إليه رجل آخر فقال : ( ادع الله أن يجعلني منهم ). قال: ( سبقك بها عكاشة ). [البخاري، ك الرقاق]. | |
|