ضغط الدم هو الضغط داخل الأوعية الشريانية الناتج عن ضخ القلب للدم فيها , ونميز نوعين من الضغط:
الضغط الانقباضي في مرحلة انقباض العضلة القلبية وقذفها الدم لأنحاء الجسم المختلفة وتتراوح قيمته الطبيعية من 110 – 160 ملم / زئبقي .
والضغط الانبساطي ( طور راحة القلب ) في مرحلة امتلاء بطينات القلب بالدم العائد من الرئتين وتتراوح قيمته الطبيعي من 70 – 90 ملم / زئبقي .
ارتفاع ضغط الدم :
ليس من السهل تعريف ارتفاع ضغط الدم لأن ضغط الدم ليس رقما ثابتا وإنما يبدي تموجات ملحوظة خلال الـ 24 ساعة وليس هناك حد فاصل قطعي بين القيم الطبيعية والقيم المرتفعة للضغط كما أن الضغط الدموي يزداد بتقدم السن وعلى كل حال فقد عرفت منظمة الصحة العالمية ارتفاع الضغط الدموي لدى البالغين بأنه الضغط الذي تبلغ قيمته > 160/95 ملم / ز أما ضغط الدم الطبيعي فهو ضغط الدم الذي تبلغ قيمته < 140/ 90 ملم / ز .
في حالة الشك بوجود ارتفاع في الضغط الشرياني يجب قياس ضغط الدم على مرتين منفصلتين .
الآلية الإمراضية :
يعتقد أن لارتفاع الضغط الأساسي أسبابا عديدة قد تكون استعدادا خلقيا لزيادة مستوى الصوديوم ضمن الخلية إذ يعتقد بوجود مثبطات لنقل الصوديوم الجائل في الدم تؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرياني وكذلك زيادة تناول ملح الطعام والشدة النفسية ( الكرب ) والبدانة .
العوامل المسببة :
1- فيزيائية : كالاهتزاز ذي التردد المرتفع والضجيج .....
2- عوامل كيميائية : تعاطي التبغ والكحول والكافيئين والهرمونات الستيروئيدية والماء اللين كلها عوامل كيميائية تترافق بارتفاع الضغط كما أن ارتفاع الضغط هو أحد التأثيرات الجانبية الكثيرة لحبوب منع الحمل وخاصة عالية الجرعة الدوائية .
3- إن العامل الغذائي الأهم المرتبط بارتفاع الضغط الدموي هو ملح الطعام ( كلور الصوديوم ) .
4- عوامل المضيف : السن - الجنس حيث يصاب الرجال أكثر من النساء – العرق الزنوج ضغط الدم عندهم أعلى من السكان البيض في الولايات المتحدة في مختلف سنين الحياة .
5- الوراثة : إذا كان الزوجان ذوي ضغط طبيعي فاحتمال إصابة الأبناء لا تتجاوز 3 %
إذا كان أحدهما مصابا.......... فاحتمال إصابة الأبناء تصل لـ 28 %
إذا كان كلاهما مصابا .......... فاحتمال الإصابة يرتفع لـ 44 %
6 - البدانة : وجد أن ضغط الدم عند البدينين أكثر انتشارا بـ 4 مرات .
7 – الحالة النفسية : القلق
الوقاية :
أولية – ثانوية – ثالثية .
الوقاية الأولية : هدفها منع الارتفاع الخطر في ضغط الدم بتقدم السن . وأبرز عناوينها :
1- مكافحة السمنة وعلاجها
2- مكافحة التدخين .
3- مكافحة الإدمان الكحولي .
4- تشجيع الرياضة البدنية .
5- تحديد تناول ملح الطعام .
6- الإقلال من التعرض للكرب النفسي وذلك بواسطة إجراءات مثل تأمين العمل والرعاية الطبية والتثقيف المناسب والحياة المريحة والتسهيلات الكافية للاستجمام والتسلية والألعاب .....
الوقاية الثانوية : وهدفها الكشف المبكر عن القراءات المرتفعة لضغط الدم وعلاجها لمنع حدوث الاختلاطات الخطرة .
1- الكشف المبكر عن القراءات المرتفعة لضغط الدم يتم بإجراء المسوح الصحية الدورية التي تهدف إلى قياس الضغط الدموي وذلك إما على مستوى المجتمع ككل ( مسوح جماعية )
أو على الأقل في مجموعات الخطر ( العائلات الضغطية – الأشخاص البدينين – الكحوليين – الأفراد المعرضين للضغوط النفسية والكرب النفسي الشديد ... )
2 - معالجة ارتفاع الضغط الشرياني لمنع حدوث الاختلاطات الخطرة وهي تشمل معالجة غير دوائية ( إجراءات عامة ) – معالجة دوائية .
المعالجة غير الدوائية :
تستطب لجميع المرضى بارتفاع ضغط شرياني ثابت وبصورة أكبر للمرضى ذوي ارتفاع الضغط الحدي وهي تشمل ما يلي :
- إبعاد الكرب الانفعالي
- تغيير النظام الغذائي ( إجراءات غذائية ) تحديد تناول ملح الطعام ( حتى 3 – 5 غ / يوم ) - زيادة تناول الكالسيوم - تجنب العرقسوس لأن له تأثيرا حابسا للسوائل - تحديد تناول الدهون والدسم
- الفعالية البدنية المنتظمة
- ضبط عوامل الخطر الأخرى لتطور التصلب الشرياني : مثل التدخين وتعاطي الكحول والتعاطي المفرط للكافيئين وتناول حبوب منع الحمل عالية الجرعة الدوائية .
المعالجة الدوائية :
لحسن الحظ يتوافر في وقتنا الحالي خيار كاف من المواد الدوائية الخافضة لضغط الدم والتي يمكن بمساعدتها الحصول على نتائج مرضية لدى معظم المرضى حيث تضبط الضغط الشرياني مع تأثيرات جانبية أصغرية ( المدرات البولية – مضادات الفعل الأدريناليني – موسعات الأوعية – مثبطات الخميرة المحولة للأ نجيوتنسين )
يجب إجراء المعالجة عندما يكون الضغط الانبساطي في حدوده الطبيعية العليا ( 85 - 89 ملم / ز ) في الحالات التالية :
1- وجود قصة عائلية ( استعداد وراثي )
2- وجود علامات لدى الفرد تدل على نقص تروية قلبية لديه .
3- للأفراد الذين يعانون من تضخم القلب .
4- وجود دلائل على حدوث تغيرات مرضية في وظائف الكلية .
5- للأشخاص الذين أصيبوا بحوادث وعائية دماغية .
إن البدء بالعلاج يعني الاستمرار به مدى الحياة وهذا يتطلب تثقيفا وإقناعا للمريض لأهمية هذا العلاج وضرورته
الوقاية الثالثة :
وهي تشمل إعادة تأهيل المرضى المصابين بالعجز الناجمة عن أحد اختلاطات ارتفاع الضغط الشرياني.