نتامل فاتحة سورة البقرة

من طرف **Admin** الإثنين 19 سبتمبر 2011, 7:20 am

{الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5)

لنتامل فاتحة سورة البقرة ونسأل سؤالا ؟ لماذا افتتح الله عزوجل سورة البقرة ب الحروف المقطعة ؟

الجواب : ان التهجي أساس القراءة ومبدؤها والامي لايحسنها فكونها صادرة من امي فتدل على ان الوحي من عند الله سبحانه وتعالى وقد عملت امتحانا لأميين كثير فلم اعثر على واحد منهم يحسن تقطيع الكلمة .

(الم) تعني أيها العرب انتم ملوك الكلام وهذه المادة امامكم اى حروف اللغة العربية فاصنعوا مثل ما اصنع وقد عجزوا عن الأتيان مثل اقصر سورة اى سورة الكوثر فالحروف المقطعة اذن واقعة موقع التحدي اى هذا مقام التحدي فابرزوا للميدان اى ميدان الحروف بدل ميدان السيوف

التعبير عن الحروف (أ ، ل).م بألف لام، ميم فهذا التعبير باسماء الحروف هو من اصول اهل القراءة والكتابةوهذا التهجي خاص بالمبتدئين اى يا اهل الارض هلموا وابتدئوا مع كتاب الله عزوجل كل شيء لانه تبيان لكل شيء

ان البشرية كانت تفتتح كلامها بطرق شتى وكلام الله عزوجل له طريقة بالافتتاح لاتشبه قول البشر كما ان ذاته لاتشبه المخلوقين

هذه الحروف المقطعة ماهي الا رموز الى حبيب الحق صلى الله عليه وسلم فهو الرجل الذكي الوحيد بل المتفرد بملك مفاتحها

ذلك أسم اشارة للبعيد يفيد التعظيم والكمال بسر البعدية ! وتأمل كيف اشار بالمحسوس على المعقول ليرفع من همة البشرية لدراسة هذا الكتاب المبارك واستخراج مكنوناته كما تفيد الاشارة الى الى أستحالة تقليده بسر بعديته عن متناول عقول اذكياء البشر . وقد صدق الزمان ذلك فلم يقلد صنعة الله عزوجل احد فضلا عن كلامه . وتفيد البعدية ايظا ان مسلك الكتاب التام والكامل غير مسلك كل علماء البشر وان كان بعضهم لبعض ظهيرا.

دلالة اسم الاشارة : الاشارة الى الكتاب بالبعدية دلالة على ان هذا الكتاب لاتصله يد التحريف وهذه معجزة قرآنية أثبتها الزمن

الأشارة بالبعدية : دليل على ان معاني الكتاب عزيزة ورفيعة وتحتاج الى جهد لفهمها

الأشارة بالبعدية: تفيد ان هناك سؤلا مفادة كيف اهتدي الى الراط المستقيم ؟ جاء الجواب ذلك الكتاب الحق هو الهدى

الاشارة بالبعدية تفيد ان الامة التي تتمسك بالكتاب فهي في رفعة تامة

ننتقل الآن الى لفظة الكتاب

لفظة الكتاب تتالف من (أل) + كتاب

ان قلنا ان أل تفيد الحصر والحصر هنا يفيد الكمال ! فيكون معنى أل تفيد ان الكتاب قد جمع محاسن الكتب كلها وزاد عليها فهو أكملها . وهذه دعوة لأهل الكتاب من يهود ونصارى ان يتنازلوا عن كتبهم لهذا الكتاب بعد ان بان للجميع انه تام وكامل وان يتنازل من يدعون العلمانية عن مصعدهم ويتقوا الى كتاب الله عزوجل ! فمهما تطاولوا فهم اقزام والايام تثبت ان المخالفين لكتاب الله عزوجل قد افسدوا الفطر البشرية كما افسدوا على الناس معايشهم .

ان قلنا أل للحقيقة كما قرر اهل النحو ., يكون الكلام ان هذا الكتاب الحق ولا يسمى غيره كتابا الا بالتبعية

وان قلنا (أل للتعريف كان المعنى ان هذا القرآن هو المعرفة وغيره نكرة ان لم يرتبط به ويستمد منه التعريف

وان قلنا أل للعهد : كان المعنى ان هذا الكتاب معر ووف لايجهله الا بليد او معاند فهو بائن بذاته مبين لغيره

وربما يسأل سائل ويقول : ماهو سبب اختار لفظة كتاب بدل لفظة قرآن ؟

فالجواب : ان هذه اللفظة المباركة تناسب السياق لان السياق جاء لمدح القرآن الكريم وبيان أحقيته على الكتب

وحقانيته وانه من عند الله سبحانه وتعالى . فهذه اللفظة لها دلالات كثيرة ومنها

1- أثبات نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث انه رجل أمي جاء بكتاب شامل كامل لايشبه كلام البشر .

2- لفظة كتاب فيها عتاب وتوبيخ على كل من يدعي انه يملك كتابا واولهم اهل الكتاب الذين يحملون كتابا اذ كيف يعادونه ولايصدقونه ان كانوا فعلا اهل كتاب فأهل الكتاب من شانهم ان يصدق بعضهم الآخر .

3- لفظة كتاب فيها دعوة تقول :يايها اليهود ونصارى انتم تحملون كتابا وهذا كتاب واهل الكتاب لايختلفون بل هم مظنة الألفة والاتحاد.

4- لفظة كتاب تحمل في طياتها دعوة للامم المتعلمة ان تقبل على هذا الكتاب بعقلية علمية ناقدة وستعرف ان هذا الكتاب حق فالحق واحد وان تعدد كما ان الكعبة واحدة والصلاة صحيحة من كل جهاتها .

5- في لفظة كتاب بشارة لأمة العرب الامية انها سوف تتعلم بسر هذا الكتاب وتتحول من الامية الى العلمية وستنعم بحضارة راقية بدليل ان الامة التي تقرأ وتكتب وتنتقد وتعلم قوانينها المكتوبة ستكون امة حضارة

6- لفظة كتاب تدل على ان هذا القرآن لايمكن تحريفه لأن المكتوب لايحرف

7-لفظة كتاب تبشر الاجيال الجديدة والقادمة ان الأسلام دين حضاري يعتمد على الكتاب ولايعتمد على الاقوال المسموعة

8- لفظة كتاب تشير الأستقرار والرقي : لان الامة اذا كتبت تشريعاتها وحفظها صغارها وكبارها وتممسكت الامة به وعرفت حقوقها فالنتيجة الاستقرار الامني والاستقرار الأمني يقود الى الرقي

9- لفظة كتاب : دعوة صريحة للتحدي الى قيام الساعة فالافكار مطروحة لكل متعلم بلا خوف ولا وجل

10- فالكتاب يعني ان هذا الدين معلن للملأ فان وجدوا فيه خلافا لعقولهم فليرفضوه وان وجدوه حقا فليقبلوه

فغالب الاديان المنتحلة بلا كتاب مكتوب

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30