مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

» لماذا سكت نبي الله يعقوب علي جريمة ابناءه..
الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Emptyالأحد 07 أبريل 2024, 3:21 am من طرف Admin

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

بشائر فضل الله فى شهر رمضان

اذهب الى الأسفل

الله - بشائر فضل الله فى شهر رمضان  Empty بشائر فضل الله فى شهر رمضان

مُساهمة من طرف Admin الجمعة 10 يونيو 2016, 5:58 pm

بشائر فضل الله فى شهر رمضان - خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، قابل التوب، وغافر الذنب، يفتح أبواب توبته للتائبين، وينوع العبادات ليجعل عقبها - وعقب كل عبادة - توبة على مؤديها وفاعليها من المسلمين. سبحانه .. سبحانه، أمرنا بطاعته، وأعاننا على عبادته بتوفيقه وحوله وقوته، ومع ذلك فتح لنا أبواب رحمته، وجعلنا أهلاً لخيره وفضله وبركته.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، آلهٌ توَّاب رحيم، وبخلقه جواد ورؤف وكريم، ينادى عباده كل ليلة فيقول: (هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فاغفر له، هل من مبتلى فأعافيه، هل من داعٍ فاستجيب له، هل من كذا، هل من كذا، حتى مطلع الفجر).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أمرنا بكل خير لنا في الدنيا والآخرة، حبَّبنا في الطاعات، وشوقنا إلى العبادات، وقال لنا في هذه الطاعات التى نحن مقبلون عليها في هذه الآنات: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ, فِيهِ خَيْرٌ، يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلائِكَةٍ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ)[1].
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على الهادي البشير، الذي وصفته في قرآنك بأنه السراج المنير، سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من اهتدي بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين: يفتح الله عزَّ وجلَّ في شهر رمضان أوكازيوناً عاماً للخير والبر والفتح لجميع الأنام، فمن صلَّى فيه فريضة كتبها الله عزَّ وجلَّ له بأجر سبعين فريضة، ومن صلَّى فيه تطوعاً كتب الله عزَّ وجلَّ له من الأجر كمن أدَّى فريضة. جعل الله عزَّ وجلَّ النوم في نهاره - للتقَّوِى على قيامه - عبادة مقبوله، والصمتُ عن اللغو والكلام في نهاره تسبيحٌ له أجر مضاعف عند الله عزَّ وجلَّ، يصف الحبيب صلى الله عليه وسلَّم ذلك فيقول: {نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ}[2].
جعل الله عزَّ وجلَّ لمن صام هذا الشهر - إيماناً واحتساباً - حفلاً إلهياً ملكوتياً، يجمع فيه ملائكة الملأ الأعلى أجمعين يوم إفطار الصائمين ويقول لهم: {يا ملائكتي، مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: إلهَنَا وَسَيِّدَنَا جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيَهُ أَجْرَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي. وَيَقُولُ: يَا عِبَادِي سَلُونِي، فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئاً فِي جَمْعِكُمْ لآِخِرَتِكُمْ إلاَّ أَعْطَيْتُكُمْ، وَلاَ لِدُنْيَاكُمْ إلاَّ نَظَرْتُ لَكُمْ، فَوَعِزَّتِي لأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَثَرَاتِكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي، وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أُخْزِيكُمْ وَلاَ أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ أَصْحَابِ الْحُدُودِ، وَانْصَرِفُوا مَغْفُوراً لَكُمْ، قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي وَرَضِيتُ عَنْكُمْ. فَتَفْرَحُ الْمَلاَئِكَةُ وَتَسْتَبْشِرُ بِمَا يُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هذِهِ الأُمَّةَ إذَا أَفْطَرُوا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ}[3].
هذا الشهر الكريم كيف كان النبي الرءوف الرحيم يتأهل له ويتجهز له هو وصحبه الكرام؟، نأخذ مقتطفات من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم:
كان صلَّى الله عليه وسلَّم يتجهز في شعبان لشهر رمضان بالإكثار من الصيام، تجهيزاً للجسم - وللقلب والفؤاد - وتسخيناً له استعداداً لصيام شهر رمضان، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يكثر القيام في شهر شعبان حتى يتعود الجسم - وتتعود النفس، ويتعود القلب - على القيام في شهر القيام، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يجالس أصحابه في شهر شعبان يدرِّس لهم ويعلمهم أحكام الصيام وسنن القيام، حتى إذا دخل رمضان عبدوا الله على علم، فقد علموا ما يفعلون، وقد تنبهوا إلى ما عنه يسهون، والصيام والقيام - وأى عمل لله عزَّ وجلَّ -كى يكون مقبولاً لابد أن ينبني على العلم.
لا ينتظر المسلم حتى يدخل رمضان ويبدأ صيام أيام رمضان، ثم يحضر مجالس العلماء ويسألهم عن أحكام الصيام، فالذي صُمته إن كان يوماً أو بعض يوم - على أى أساس صمته؟!وعلى أى فقه في دين الله فعلته؟، فلنجعل البقية الباقية من أيام شعبان لدراسة أحكام الصيام، ولدراسة سنن القيام، ودراسة هدى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في رمضان، حتى إذا جاء شهر رمضان تفرغنا بالكلية لطاعة ربِّ البرية عزَّ وجلَّ.
ومن جملة دروسه في ذلك - وهو أصل جامع في ذلك - روى سيدنا سلمان الفارسي رضِيَ الله عنه، أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم خطب المسلمين في آخر شعبان فقال: { أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً. من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن. من فطَّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء، قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطَّر صائماً على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لاغنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة }[4]. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
أما أصحابه الكرام فقد علَّمهم المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام أن يتأهبوا ويتجهزوا ويستعدوا لشهر رمضان بالتوبة النصوح لله عزَّ وجلَّ، بالرجوع إلى الله عزَّ وجلَّ، وبالإنابة إلى الله عزَّ وجلَّ ، والخجل والإحساس بالندم على ما فعله العبد في حق نفسه، أو حق إخوانه، أو حق مولاه، ثم يضرع إلى الله عزَّ وجلَّ تائباً، ويعزم عزماً أكيداً ألا يعود إلى هذا الذنب، وينته فوراً عن فعله، ولا يجالس المعين له والمهيىء له على الوقوع فيه. فإن كانت حقوقاً للعباد أسرع بردِّ مظالم العباد إليهم، لأن التوبة لا تجوز في حقوق العباد إلا لمن ردَّ الحقوق إلى أهلها، يسرعون إلى التوبة النصوح.
وكانت مجالسهم في مسجد حضرة النبي مجالس عامرة بالتجهز لشهر رمضان؛ بعضهم يجالس العلماء ليتعلم منهم أحكام الشريعة الغراء في الصيام، وبعضهم يجالس أئمة القراء ليتعلم منهم الكيفية الصحيحة لتجويد القرآن، أو تصحيح تلاوة القرآن، حتى إذا تلاه في رمضان كان له الأجر الوافر من حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ. صحيح أن الذي يقرأ القرآن بمشقة، أى ويتعتع فيه له أجران، لكن الذي يقرأ القرآن بمهارة مع السفرة الكرام البررة.
وكان تجارهم يحضرون للمسلمين ما يحتاجون إليه في رمضان، ويتبارون في إرخاص الأسعار، وفي القناعة في القليل من الرزق، لأنهم يريدون أن يعينوا المؤمنين على طاعة رب العالمين. لا يحتكرون الأقوات، ولا يُخزنون ما يحتاجه المسلمون ليرفعوا الأسعار، لأن النبي قال لهم وعلَّمهم: (لاَ يَحْتَكِرُ إلاَّ خَاطِىءٌ)[5]، أخطأ طريق الجنة.
وقال فيه في الحديث الآخر: (من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برىء من الله تعالى، وبرىء الله تعالى منه)[6].
فكان التجار يجلبون للمسلمين الضرورات التي يحتاجونها في شهر رمضان حتى يتفرغ المسلمون في هذا الشهر لطاعة الله، وعبادة الله، والإقبال على حضرة الله، قال صلى الله عليه وسلَّم: يقول الله تعالى في حديثه القدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَىٰ سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللّهُ عزَّ وجلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ}[7]. أو كما فال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الذي هيأنا للهدى والخير وجعلنا من عباده المؤمنين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الخير وإله البرِّ على كل شيء قدير. وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير. اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا لحسن متابعته في الدنيا وشفاعته يوم القيامة يا الله.
إخواني جماعة المؤمنين: حتى نعلم فضل هذا الشهر الكريم الذي نحن مقبلون عليه، ورد في صحيح الأخبار عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهُ: (أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيَ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ - فِي الْمَنَامِ - بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ. فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذلِكَ، فَبَلَغَ ذلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلَّم: «مِنْ أَيِّ ذلِكَ تَعْجَبُونَ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَاداً، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلَّم: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلَّم: «فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»)[8]. أى أنه نال هذه المنزلة العالية لأنه أكرمه الله وصام بعده شهر رمضان، فإن أجر المسلم في شهر رمضان لا يستطيع كل كمبيوترات الدنيا - ولو اجتمعت - أن تحسبه لعبد واحد من عباد الله المسلمين، ففضل الله عزَّ وجلَّ علينا عظيم بهذا الشهر الكريم.
وكان من هدْى أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم المبارك في شعبان - وياليت إخواننا المسلمون يقتدون بهم في هذه الأيام - أن من عنده زكاة مال يخرجها في هذه الأيام، لأن زكاة الزرع تخرج يوم الحصاد: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141الأنعام).
أما زكاة المال إذا بلغت النصاب - والنصاب قدر خمسة وثمانين جراماً من الذهب - ومرَّ عليها عام، والعام عام هجري وليس عاماً ميلادي، لأن العام الهجرى ينقص عن العام الميلادى إحدى عشر يوماً، ولذلك ينبغي للمسلم أن يراعي هذه الحقيقة، أن يجعل زكاة ماله بالعام الهجري. فكان جُلُّ أصحاب النبي يجعلون زكاة أموالهم في شهر شعبان، وعندما سُئلوا عن العلة في ذلك قالوا: حتى يتقوى الفقراء والمساكين على صيام شهر رمضان، وحتى يخففوا عناء العمل عن أنفسهم، ولا يرهقوا أنفسهم في عناء الأشغال والأعمال، ويجعلون لهم وقتاً يتفرغون فيه لطاعة ذى الجلال والإكرام، فكانوا يجعلون زكاة الأموال في شهر شعبان.
وقد أباح سادتنا العلماء الأجلاء أن يخرج الإنسان من زكاة ماله في سبيل الله للمساجد التي تعمر، والمستشفيات التي تجهز، والمعاهد الدينية التي تبنى، ومشاريع الخير التي تقام - أن يخرج الإنسان من ماله ثلث زكاة ماله في سبيل الله كما حددت آيات القرآن الكريم - فلا مانع من إخراج ثلث الزكاة للمشاريع الخيرية، وها أنتم ترون التجهيزات التى يقوم بها القائمون على هذا المسجد ليكون جاهزاً لاستقبال المصلين والراكعين والساجدين والتالين، فسارعوا إلى بذل أموالكم، ومن ليس عنده زكاة فليكن له في ماله صدقة، فإن: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)[9]، لا يُخَلص الإنسان من أوحال الذنوب إلا الصدقات التي يخرجها لحضرة علام الغيوب عزَّ وجلَّ.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يشرح صدورنا لطاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يمدنا بحوله وطوله وقوته، ويجعل ذلك كله في الإقبال على حضرته، والعمل بشريعته، والاقتداء بسنة سيد المرسلين.
اللهم حبب إلينا فعل الخيرات، ووعمل الصالحات، واستباق النوافل والقربات، واجعلنا في هذه الدنيا في رضاك، يا أكرم الأكرمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميعٌ مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم تب على العصاة والمذنبين من أمة سيدنا محمد أجمعين، وخذ بأيديهم وناصيتهم إلى الحق وإلى صراطك المستقيم.
اللهم وفق المسلمين أجمعين للصيام والقيام، حتى لا نرى مجاهراً بفطر أو بفسق في نهار رمضان، واجعل المسلمين أجمعين مشمولين برعايتك وعنايتك يا رب العالمين.
اللهم اصلح الراعي والرعية، واجمعنا جامعة إسلامية، ووفق حكام المسلمين أجمعين لخير العباد والبلاد.
اللهم فرحنا بالنصر على اليهود والكافرين، واجعل المسلمين دوماً أعزة في كل وقت وحين، وأذل الكفر والشرك واليهود الغادرين، وفرحنا بنصرك أجمعين يا خير الناصرين.
عباد الله اتقوا الله: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90النحل).
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
[1] الطبراني عن عبادة بن الصامت رَضِيَ الله عنه.
[2] البيهقي عن عبد اللَّه بن أَبي أَوْفَى رَضِي الله عنه [جامع المسانيد والمراسيل]
[3] رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب، والبيهقي، واللفظ له
[4] صحيح ابن خزيمة عن سلمان رَضِيَ الله عنه.
[5] صحيح مسلم وسنن أبي داوود عن مَعْمَرِ بنِ عبد الله رضِيَ الله عنه.
[6] مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما
[7] صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنه.
[8] سنن ابن ماجة عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنه.
[9] النسائي والطبراني عن معاذ بن جبل رَضِيَ الله عنه.

_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7493
نقاط : 25553
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى