Admin الشيخ محمدشوقى المدير العام
عدد المساهمات : 7484 نقاط : 25526 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 العمر : 51 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161
| موضوع: شبهة الأخطاء النَحْوية – نصب الفاعل – لا ينال عهدي الظالمين ! الإثنين 17 أغسطس 2015, 1:57 am | |
| نَصُّ الْآيَةَ: { [size=16]وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }. (البقرة 124)[/size] فأقول وبالله وحده التوفيق:أولا: لقد نَزَلَ هذا القرآنُ العظيمُ على قَلْبِ رسولنا الطاهر الأمين فِدَاهُ أبي وأمي صلى الله عليه وسلم، وكان يعيش بين المشركين، ويعرفون يوميا ما ينزل الله عليه من آيات الذكر الحكيم.وهؤلاء المشركون كانوا يفترون على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم الكَذِبَة تلو الكَذِبَة، وكان مشركو قريش جهابذةً في لغة العَرَب يَعْرِفُونَ قواعدها ويتحدثون بها سَلِيقَةً بطلاقة تامة، وهؤلاء المشركون لم يَأْلُوا جهدًا في محاولة تشويه دعوته الشريفة المباركة.فمن باب أولى لو كان في القرآن الكريم خطأ أن يسارع مشركو قريش فينكروا على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ ويُعَايِرُونَهُ به.فلم نسمع أبدا في تاريخ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن أحد المشركين قال: هذا محمد يلحن في اللغة العربية !بل على العكس، لقد مدحوا القرآن الكريم بأجمل الألفاظ.فقال أحد أكابرهم وهو الوليد بن المغيرة عن القرآن الكريم:{ وَاللهِ، إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلا، وَأَنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ }. دلائل النبوة للبيهقي (2/ 198) ط دار الكتب العلمية – بيروت.فكيف صار الحال الآن بالأعاجم الذين لا يعرفون قبيلا من دبير أن يزعموا وجود خطأ لغوي في القرآن الكريم ؟؟ثانيا: هل نزل القرآن الكريم قبل تأسيس قواعد اللغة العربية وتقعيد قواعدها أم ذلك قد حدث بعد نزول القرآن ؟؟طبعا وبلا خلاف أنَّ قواعد اللغة العربية إنما استقاها العلماء وأخذوها من آيات القرآن الكريم الذي نزل موافقًا للغة العرب.فلو كان ثمة خطأ؛ فسيكون في القاعدة التي استنبطها العلماء, ويستحيل أنْ يكون الخطأ في القرآن الكريم بناءً على ما قررناه في أولا.ثالثا: جهل النصارى الفاضح وراء كل مصيبة يوقعون أنفسهم فيها.فالجهلة لا يفهمون من كلمة { ينال } إلا معنى{ يأخذ } فقط !وسأضرب أمثلة على عدة معان أخرى لكلمة ينال حتى يتضح الكلام.حينما نقول: خالد ناله التعبُ الإجهادُ.فالمعنى المتبادر هو : خالد أصابه التعبُ والإجهادُ.ولن نقول طبعا خالد أخذ التعب والإجهاد. كذلك لا نقول: خالد نَالَ التعب والإجهاد.وعليه نقول أن قوله تعالى { لا ينال عهدي الظالمين } معناه لا يصيب عهدي الظالمين.ويكون الإعراب كالتالي:1. ينال: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.2. عهدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بياء المتكلم، والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.3. الظالمين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.ومعلوم أن المعنى فرع الإعراب.أي أنك لا تستطيع فهم المعنى الصحيح إلا إذا أعربت الآية إعرابا صحيحا.وهذا المعنى مثل قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }.فما معنى قوله { سينالهم } هنا ؟ معناه: سيصيبهم.ويكون المعنى: { إن الذين عبدوا العجل سيصيبهم غضب….}.وكذلك يكون معنى الآية { لا يصيب عهدُ الله الظالمين }.رابعًا:الآية فيها فعل وفاعل ومفعول.ومن المعلوم ان الله عز وجل هو الذي يعطي هذا العهد لمن يشاء، ويمنعه عمن يشاء.فـ”الظالمين” لن يأخذوا العهد من تلقاء أنفسهم.بل الله هو الذي سيعطيهم أو يمنعهم من هذا العهد.لأنه سبحانه هو الذي قال لإبراهيم: { إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا }. فالجعل والعطاء منه سبحانه وتعالى بحسب سياق الآية، فلا يجوز عقلًا أنْ يكون “الظالمين” فاعلا، وإنما مفعولًا منصوبا بالياء. | |
|