مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ

ْإسلًامى يَجمَعُ أَهلَ العلم والمَعرفة وطالبى العلم الشرعى لاهل السنه والجماعه
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  محمدشوقىمحمدشوقى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول      
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
سحابة الكلمات الدلالية
البسمله أحمد رمضان الحديث 06 فائدة_لغوية الكتاب ثابت رواية السنة تدوين ماذا تفسير منقول خطبة حديث العالم توثيق الاسلام سورة د_خالد_عماره 0 الملك أبناء_يسوع_يدخلون_دين_المسيح محمد موزلى
المواضيع الأخيرة
» تدبر آيه كريمه
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالخميس 10 أغسطس 2023, 4:11 am من طرف Admin

» السبي في الكتاب المقدس
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:31 pm من طرف Admin

» سؤالات مهمه
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:27 pm من طرف Admin

» الأضحية،، شروطها
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالثلاثاء 06 يونيو 2023, 1:51 pm من طرف Admin

» نماذج اليوم من امتحان أعضاء المقارئ،، 14/5/2023
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالأحد 14 مايو 2023, 4:45 pm من طرف Admin

» ليلة القدر،،
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالأربعاء 12 أبريل 2023, 10:44 pm من طرف Admin

» غزوة بدر الكبري،
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:09 am من طرف Admin

» فتح مكه،،
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:08 am من طرف Admin

» كيف تستعد لرمضان
 بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالأحد 02 أبريل 2023, 10:15 am من طرف Admin

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

 

  بين القتال الداخلي والخارجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 7484
نقاط : 25526
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 51
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

 بين القتال الداخلي والخارجي  Empty
مُساهمةموضوع: بين القتال الداخلي والخارجي     بين القتال الداخلي والخارجي  Emptyالجمعة 27 مارس 2015, 12:12 am

الحلقة [ 91 ] : الباب التاسع : القتال داخل الدائرة الإسلامية
• تمهيد :
• بين القتال الداخلي والخارجي :
كان كلُّ حديثنا في الأبواب الماضية عن القتال بين المسلمين وغيرهم من الأمم، من ذوي المِلَل والنِّحَل المخالفة، أو ممَّن لا يؤمنون بالدِّين أصلا من الماديين والملاحدة الجاحدين للألوهية والنبوة والجزاء في الآخرة، مما يمكن أن نطلق عليه: (القتال الخارجي)، أي خارج الدائرة الإسلامية، وهو الأصل في القتال الإسلامي.
وفي هذا الباب نتحدَّث عن نوع آخر من القتال، يمكن أن نسمِّيه: (القتال الداخلي) أو (القتال داخل الدائرة الإسلامية)، وهو القتال بين المسلمين بعضهم وبعض، وهو ما حدث ولا زال يحدث للأسف الشديد، حتى رأينا بأعيننا قتال الدول الإسلامية بعضها لبعض.
• حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم :
والأصل الثابت بيقين لا شكَّ فيه، ولا خلاف عليه: أن دم المسلم على المسلم حرام، كما جاء في الحديث: "كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"[1] .
وأن قتال المسلم لأخيه المسلم من كبائر الإثم، التي قد تؤدِّي إلى الكفر، وأن هذا مما شدَّد فيه القرآن الكريم، والسنة النبوية.
ولهذا أكَّد النبي صلى اله عليه وسلم في حَجَّة الوداع حرمة الدماء والأموال والأعراض، روى عنه أبو بكرة أنه قال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب"[2]
• التحذير من العودة إلى عهد الجاهلية الجهلاء :
وحذَّر أمته أن يَقْتَتِلوا، كما كان يفعل أهل الجاهلية، الذين كانوا يُغِيرون بعضهم على بعض، طمعا في الغنائم والأسلاب، أو حَمِيَّة لبعض أبناء قبيلتهم، أو طاعة لبعض شيوخهم وزعمائهم، أو استجابة لدسائس بعض الأشرار من غيرهم كاليهود، أو لغير ذلك من الأسباب.
وقد تتقاتل القبيلتان بسبب تافه، ومع هذا تستمر الحرب أربعين عاما أو تزيد، كما في حرب البَسُوس بين بكر وتَغلِب، التي انطلقت شرارتها من أجل ناقة!
وقد تتقاتل القبيلتان، وهم أبناء عمومة، ولكن شهوات الدنيا فرَّقتهم، أو العداوة والبغضاء باعدت بينهم، كما قال الشاعر:
وأحيانا على بكر أخينا * إذا ما لم نجد إلا أخانا[3] !
وقد رأينا قبيلتي الأوس والخزرج في يثرب قبل الإسلام، ظلتا تحارب إحداهما الأخرى سنين طويلة، تنتصر هذه مرَّة، وتنهزم أخرى، يؤجِّج نار الحرب بينهما اليهود الذين كانوا يجاورونهم. وكان بعضهم حلفاء للأوس، وبعضهم حلفاء للخزرج.
وكان شعار الرجل الجاهلي: انصر أخاك ظالما أو مظلوما! بمعناها الظاهري، أي كن معه على خَصمه، محقًّا كان أو مبطلا.
ووُصِف بعض زعماء القبائل: أنه إذا غضب: غضب له عشرة آلاف سيف لا يسألونه: فيم غضب؟!
وقال الشاعر يصف إحدى القبائل:
لا يسألون أخاهم حين يندُبهم في النائبات على ما قال برهانا [4]!
أي يُهرَعون لمناصرته بمجرَّد أن يدعوهم، دون أن يتحقَّقوا من صدق دعواه.
فلا غرو أن يحذِّر الرسول أمته في حَجَّة الوداع أن يعودوا إلى عهد الجاهلية الجَهْلاء، في النزاع والقتال بعضهم لبعض، وقال بصريح العبارة كما في الحديث الذي رواه الشيخان، عن جرير بن عبد الله البَجلي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداع: "استنصت الناس". أي ادعهم إلى الإنصات - حتى يُصدر إعلانه عليهم وهم في حالة هدوء - ثم قال: "لا ترجعوا بعدي كفَّارا، يضرب بعضكم رقاب بعض"[5] . ومعنى هذا الحديث: أن القتال بين المسلمين ضرب من الكفر أو يؤدِّي إلى الكفر، أو هو يشبه عمل الكفار المشركين في الجاهلية. وروى ابن مسعود أنه قال صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"[6] .
وعن أبي بكرة أنه قال عليه الصلاة والسلام: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار!". قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه قد أراد قتل صاحبه!"[7] .
بل حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلم أن يشير - مجرَّد إشارة - إلى أخيه بالسلاح، ولوكان مازحا. يقول: "لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار"[8] .
• وجوب نصرة المسلم وإعانته في الشدائد :
والمطلوب من المسلم أن ينصر أخاه المسلم ويعينه في الشدائد، ويغيث لهفته، ويفرِّج كربته، ولا يظلمه ولا يُسلِمه ولا يخذله، كما صحَّت بذلك الأحاديث النبوية: "المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يُسلِمه (أي لا يتخلَّى عنه)، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة"[9].
"المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمَّتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهُمْ يد على مَن سواهم"[10 .
وإذا كان المسلمون يدا واحدة على مَن سواهم، فكيف يرضَون لأنفسهم أن يصبحوا أيديا مختلفة، ينازع بعضهم بعضا، بل يقتل بعضهم بعضا؟!
• نصرة الظالم والمظلوم :
ويقول صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". قالوا: يا رسول ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟! قال: "تمنعه من الظلم، فذلك نصر له"[11] .
فإنك إذا أخذتَ على يده، ومنعتَه من ظلم غيره، فقد نصرتَه على هوى نفسه، ووسوسة شيطانه، وحميتَه من عواقب الظلم الذي يدمِّر عليه دنياه وآخرته.
فهذا شأن المسلم مع المسلم أبدا: أن ينصره على ظالمه إذا هو ظُلم، وأن ينصره على نفسه وشيطانه إذا كان هو الظالم، ولا يَدَعه لغرائز الشرِّ تتحكَّم فيه.
بل جاء في الحديث الصحيح: "بحسب امرئ من الشرِّ: أن يحقِر أخاه المسلم"[12] . هذا فيمن يحقِره، فكيف بمَن يقاتله، وقد يقتله؟!
وفي الحديث: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حقٍّ"[13] . هذا في قتل امرئ مسلم واحد، فكيف بمعركة بين المسلمين يُقتل فيها الألوف؟!
• الأصل في النفوس البشرية العصمة وفي الدماء البشرية الحرمة :
بل الأصل الإسلامي في أنفس البشر: العصمة، والأصل في الدماء البشرية عامة هو: الحرمة، ولذا قرَّر القرآن، مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32].
ولم يجِز الإسلام من إراقة الدماء إلا ما اقتضته الضرورة، وأوجبته مصلحة الخَلق، ودفع الشرِّ والفساد عنهم. مثل: القصاص من القاتل المتعمِّد، ودفع الصائل، وقتال المعتدي حتى يرتدع عن عدوانه، ومدافعة الباغي حتى يرجع عن بغيه. ولم يجِز من ذلك إلا بقدر ما تقتضيه الحكمة، وسنة التدافع: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251].
• مقتضى الأخوة الإيمانية :
فهذا هو الأصل الأصيل في عَلاقة المسلمين بعضهم ببعض: عَلاقة الأخوة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران:103]، "المسلم أخو المسلم"[14] .
والأُخوة تقتضي: المحبَّة والمساواة والتعاون والتناصر والتكافل، وتُناقِض التعادي والتباغض والتقاطع، ناهيك بالتهاوش والتقاتل، وأن يسلُّوا السيوف بعضهم على بعض، ولذا قال في الحديث الصحيح: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا[15] ، ولا تباغضوا، ولا تدابروا (يقاطع بعضكم بعضا)، وكونوا عباد الله إخوانا"[16] .
وفي حديث آخر اعتبر الرسول الكريم الحسد والبغضاء (داء الأمم)، وشدَّد التحذير من شرِّها وشررها، فقال: "دبَّ إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين!"[17].
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشدُّ بعضه بعضا"، وشبَّك بين أصابعه[18] .
وقال: "ترى المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ..."[19] .
• التحذير من كيد أعداء المسلمين ودسائسهم :
وحذَّر القرآن الكريم من كيد أعداء المسلمين ودسائسهم في تفريق صفوفهم، وإيغار صدورهم، وخصوصا من أهل الكتاب من اليهود وأمثالهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران:100-103].
سبب نزول الآيات: أن يهوديا رأى الأوس والخزرج، وقد جمعتهما أخوة الإسلام بعد ما كان بينهما من دماء وحروب وثارات استمرت زمنا طويلاً، فغاظ ذلك اليهودي، فأمر فتى شابا معه من يهود، فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم ذكِّرهم يوم بعاث، وما كان فيه من انتصار فريق على فريق. حتى استطاع أن يشعلها نارا، وأن يتنادَوا: السلاحَ السلاحَ. وأن يقول رجال من الأوس: يا للأوس! ورجال من الخزرج: يا للخزرج! فخرج الرسول إليهم وهو يقول: "أبدعوى الجاهلية، وأنا بين أظهركم؟ دَعُوها فإنها منتنة". وذكَّرهم الله، وتلا عليهم القرآن، فبكى القوم وندموا، وتعانق الرجال من الأوس والخزرج، وعلموا أنها نزغة شيطان[20] .
وفي هذا السياق يُفهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران:100]، أي بعد وحدتكم متفرِّقين، وبعد أُخوَّتكم متعادين، فوضع كلمة الإيمان موضع كلمة الوحدة، وكلمة الكفر موضع كلمة الفُرقة.
وقوله: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران:101]، معناها: وكيف تتفرَّقون وتَتعادَوْن وأنتم تتلى عليكم آيات الله ... إلخ.
وبعد هذه الآيات التي حذَّر فيها القرآن من دسائس أهل الكتاب، وأمر فيها بالاعتصام بحبل الله جميعا: نهى عن التفرُّق والاختلاف نهيا صريحا، مُحذِّرا من اتباع سنن مَن قبلنا من الأمم، الذين اختلفوا وتفرَّقوا فهلكوا، فقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران:106،107].
• من العقوبات القدرية أن يكون بأس الأمة بينها :
وفي القرآن المكي إشارة إلى أن من العقوبات السماوية القَدَرِّية التي تنـزل بالأمم: أن يكون بأسها بينها، ويذوق بعضها بأس بعض، كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابَا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ} [الأنعام:65].
وقد صحَّ الحديث عن عدد من الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلَّى في ليلة صلاة رغبة ورهبة، ودعا ربه طويلا، وسأل ربه عدَّة أسئلة من أجل أمته: "سأله ألاَّ يهلكها بسَنَة عامة". (مجاعة وقحط يهلكها كلَّها) فاستجاب له، وسأله: "ألاَّ يسلِّط عليها عدوا من غيرها، فيستبيح بيضتها". فأجابه إلى ذلك، وسأله: "ألاَّ يجعل بأسها بينها". فلم يجِبه إلى ذلك[21] ، وتركها لقانون الأسباب والمسببات، يجري عليها من سُنن الله ما يجرى على غيرها.
• وقوع الفرقة بين المسلمين :
وقد رأينا مع هذا التوجيه القرآني والنبوي: كيف وقع التفرُّق بين المسلمين، واستجابوا لكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وتغليب أهواء الأنفس على هُدَى الله تعالى، وهَدْي رسوله صلى الله عليه وسلم، كما ظهر بين المسلمين أنفسهم فقه سطحي، يعتمد المتشابهات، ويغفل المُحكمات، يستحلُّ دماء المسلمين وأموالهم بالشبهات، وأصبح بأس المسلمين بينهم، حتى في عهد الصحابة والخلفاء الراشدين، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
هذا ما أوجبته التوجيهات الإسلامية، والتشريعات الإسلامية، وهو ما تقتضيه العقيدة الإسلامية، والأخوة الإسلامية.
• القتال في عهد الصحابة رضي الله عنهم :
ولكن الواجب شيء والواقع شيء آخر، فكثيرا ما تجاوز الناس التعاليم والأحكام، حين اتَّبعوا أهواءهم، وما سوَّلت لهم أنفسهم، وزيَّنته لهم شياطينهم، وأحيانا يلتبس على الناس المخلصين الحقَّ بالباطل، ويُعمِل الناسُ عقولَهم فيجتهدون، فمنهم مَن يُصيب، ومنهم مَن يُخطئ في الاجتهاد والتأويل، حتى قاتل المسلم أخاه المسلم. وقد حدث هذا منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، فقاتل طلحة والزبير وعائشة - وهم مَن هم - أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، في (معركة الجمل) الشهيرة.
وقاتل معاوية ومعه أهل الشام: أمير المؤمنين عليًّا كذلك، في (معركة صِفِّين) التي قُتل فيها مَن قُتل من الطرفين، واستُشهد فيها عمَّار بن ياسر، الذي أخبره الرسول بأنه: "تقتله الفئة الباغية" [22].
• انشقاق الخوارج عن عليّ رضي الله عنه :
كما انشقَّت فئة ممَّن كانوا في جيش عليٍّ رضي الله عنه، وخرجوا عليه، حين قَبِل التحكيم بين الفئتين المتقاتلين، سعيا إلى حقن الدماء، وإطفاء الفتنة، فاتَّهموه بأنه حكَّم الرجال في دين الله، والقرآن يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام:57]، بل بلغت بهم الخصومة إلى أن اتَّهموه بالكفر!! واضطَّر عليٌّ أمير المؤمنين أن يقاتلهم في معركة النهروان، بعد أن بعث إليهم ابن عمِّه ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، ليحاورهم ويحاجَّهم فرجع منهم أربعة آلاف عن رأيهم وخلافهم، وعادوا إلى حظيرة الأمة[23] ، وبقي منهم مَن بقي، فقاتلهم عليٌّ رضي الله عنهم، ونصره الله عليهم.
• تربية الأمة على قيم الإسلام وقواعده تحمي من الاقتتال :
وهنا لا بد للتربية الإسلامية الصحيحة أن تقوم بدورها في حماية المجتمع من الفرقة والتباغض والاقتتال.
فقد أقام الإسلام الروابط بين أبناء مجتمعه على أرسخ القواعد، التي تجعل أبناء المجتمع كالأسرة الواحدة، بل كالجسد الواحد، وتجعله مجتمعا متآخيا متحابًّا متناصرا ومتكافلا يشدُّ بعضه أزر بعض، ولا يعادي بعضه بعضا.
وذلك بجملة من العقائد الإيمانية، والعبادات الشعائرية، والقيم الأخلاقية، والآداب الاجتماعية، التي تنشئ الأخوة بين المسلمين، وتقويها، وتثبِّتها، وتحميها مما يضعفها أو يجرحها ويخدشها.
فهم جميعا يؤمنون بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.
وهم جميعا يقيمون صلواتهم لله، ويحرصون على الجمعة والجماعة، ويؤدُّون زكاة أموالهم قياما بحقِّ الفقراء والغارمين وأبناء السبيل، ويصومون لله شهرا كلَّ سنة جميعا. ويحرصون على حج بيت الله الحرام مرة في العمر مفروضة عليهم ، لتصهرهم هذه العبادة في بوتقة واحدة ، شعارهم واحد ، ولباسهم واحد ، وحداؤهم واحد : لبيك اللهم لبيك .
وهم جميعا يؤمنون بأنهم إخوة، من حيث الأصل، فكلُّهم لآدم، وآدم من تراب، وهم إخوة تظلُّهم عقيدة واحدة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، يحبُّ بعضهم بعضا، "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"[24] ، وقد يرتقي هذا الحبُّ إلى الإيثار على النفس، فيجود بالشيء، وهو محتاج إليه، منتصرا على شحِّ نفسه: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].
كلُّ واحد منهم يتواضع لأخيه، {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54]، لا يستكبر عليه، لأن الكبر من من كبائر الإثم، "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر"[25] ، ولا يحسد أخاه؛ لأن الحسد من معاصي القلوب، وقد ذمَّ الله الحاسدين فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء:54]، وأمر رسوله أن يستعيذ بالله {مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:5].
وهم لا يسخرون من مؤمن ولا مؤمنة، ولا يلمزونهم بكلمة نابية، ولا ينادونهم بلقب يكرهونه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ} [الحجرات:11].
وهم يحسنون الظنَّ بعضهم ببعض، ولا يتجسَّس بعضهم على بعض، ولا يذكر بعضهم بعضا في غيبته بما يكرهه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:12].
وإذا كانت هذه علاقة المسلم بأخيه المسلم، فكيف يفكِّر في محاربته وقتاله؟!
إن تربية المسلم على هذه المعاني، وهذه القيم، وهذه الآداب، تجعل شأن المسلم الحقِّ أن يكون أبدا مدافعا عن أخيه، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بل يكون في حاجته، وفي تفريج كربته، وفي إزالة عسرته، وفي إقالة عثرته، لتتحقَّق أخوته الإسلامية، وشخصيته الإيمانية.
• صور القتال داخل الدائرة الإسلامية:
وحين يقع قتال داخل الدائرة الإسلامية يمكن أن تكون له عدَّة صُور:
أولاها: صورة القتال بين الدول أو الأقطار أو الأقاليم الإسلامية بعضها وبعض.
ثانيها: صورة قتال أهل البغي، أي اشتباك الدولة مع الخارجين عليها بالسلاح.
ثالثها: الصورة المعاكسة للصورة السابقة، وهي صورة الثورة المسلَّحة على الدولة أو الحاكم، وهي ملازمة للحالة السابقة.
وسنتحدَّث عن كلِّ واحدة منها في فصل مستقل.
---------
هوامش :
[1]رواه مسلم في البر والصلة (2564)، وأحمد في المسند (7727)، وأبو داود في الأدب (4882)، والترمذي في البر والصلة (1927)، وابن ماجه في الفتن (3933)، عن أبي هريرة.
[2] متفق عليه: رواه البخاري في العلم (67)، ومسلم في القَسامة والمحاربون (1679)، كما رواه أحمد في المسند (20386)، عن أبي بكرة.
[3] البيت للقَطَامِي عُمير التغلبي، وانظر: ديوان الحماسة لأبي تمام (1/203) تحقيق عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، طبعة خاصة بجامعة الإمام محمد بن سعود.
[4] البيت لرجل من بَلْعَنْبَر بن تَميم يقال له قُرَيطُ بنُ أُنَيف. ديوان الحماسة (1/57).
[5] متفق عليه عن جرير ، وقد سبق تخريجه ص 195.
[6] متفق عليه عن ابن مسعود، وقد سبق تخريجه ص 465.
[7] متفق عليه عن أبي بكرة ، وقد سبق تخريجه ص 195.
[8] متفق عليه: رواه البخاري في الفتن (7072)، ومسلم في البر والصلة (2617)، كما رواه أحمد في المسند (8212)، عن أبي هريرة، وفيه: "لا يمشينَّ ...".
[9] متفق عليه عن ابن عمر ، وقد سبق تخريجه ص 111.
[10] رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو، وقد سبق تخريجه ص 111
[11] رواه البخاري عن أنس وقد سبق تخريجه ص 111
[12] رواه مسلم عن أبي هريرة، وقد سبق تخريجه ص1063.
[13] رواه الترمذي في الديات (1395) مرفوعا وموقوفا، وقال: هذا أصح من الحديث المرفوع، والنسائي في تحريم الدم (3987)، والبيهقي في الكبرى كتاب النفقات (8/22)، وقال: والموقوف أصح، عن عبد الله بن عمرو، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي (1126).
[14] متفق عليه عن ابن عمر، وقد سبق تخريجه ص111.
[15] تناجشوا: من النَّجْش، وهو: أن يسوم السلعة يُظهر رغبته في شرائها، ليرفع ثمنها، وهو لا يريد شراءها.
[16] رواه مسلم عن أبي هريرة، وقد سبق تخريجه ص 1063
[17] رواه أحمد عن الزبير، وقد سبق تخريجه ص 463
[18 متفق عليه عن أبي موسى ، وقد سبق تخريجه ص 111.
[19] متفق عليه عن النعمان بن بشير ، وقد سبق تخريجه ص 111.
[20] انظر: تفسير الطبري (3/370).
[21] من ذلك: ما رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2889)، وأحمد في المسند (22395)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2176)، وابن ماجه (3952) كلهم في الفتن، عن ثوبان مرفوعا: "إن الله زوى لي الأرض، فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأُعطيتُ الكنـزين: الأحمر والأبيض، وإني سألتُ ربي لأمتي: أن لا يهلكها بسَنَة عامة (مجاعة شاملة)، وأن لا يسلِّط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُرَد، وإني أعطيتُك لأمتك أن لا أُهلكهم بسَنَة عامة، وأن لا أسلِّط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها - أو قال: مَن بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا". وروى مسلم أيضا في الفتن وأشراط الساعة (2890)، وأحمد في المسند (1574)، عن سعد مرفوعا: "سألتُ ربي ثلاثا، فأعطاني ثنتين، ومنعني واحدة"، وذكر الثنتين، ثم قال: "وسألتُه أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها".
[22] رواه البخاري في الصلاة (447)، وأحمد في المسند (11011)، عن أبي سعيد.
[23] رواه أحمد في المسند (656)، وقال مخرِّجوه: على شرط البخاري ومسلم، وأبو يعلى في المسند (1/367)، والحاكم (2/165)، وصحَّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والبيهقي في الكبرى (8/180)، كلاهما في قتال أهل البغي.
[24] متفق عليه: رواه البخاري في الإيمان (13)، ومسلم في الإيمان (45)، كما رواه أحمد في المسند (12801)، والترمذي في صفة القيامة (2515)، والنسائي في الإيمان (5016)، وابن ماجه في المقدمة (66)، عن أنس.
[25] رواه مسلم في الإيمان (91)، وأحمد في المسند (4310)، وأبو داود في اللباس (4091)، والترمذي في البر والصلة (1999)، وابن ماجه في المقدمة (59)، عن عبد الله بن مسعود.

----------( يُتبع )----------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qqqq.forumegypt.net
 
بين القتال الداخلي والخارجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أمر القتال
»  القتال المذهبي أو الطائفي:
» القتال فى الاسلام ضوابط واحكام.
» القتال داخل الدائرة الإسلامية
» غزوة أحد بداية القتال ونصر المسلمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ :: العلوم الشرعيه-
انتقل الى: