الدبلوماسي الألمانى مراد هوفمان:
الإسلام مشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته وليس موجة فكرية ولا موضة
ويمكنه الانتظار، الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل
التعليم فريضة والعلم عبادة.
▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫
ألماني نال شهادة دكتور في القانون من جامعة هارفارد، وشغل منصب سفير ألمانيا في المغرب.
في مقتبل عمره تعرض هوفمان لحادث مرور مروّع ، فقال له الجرّاح بعد أن
أنهى إسعافه : “إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد ، وإن الله
يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جدا وصدق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق
د.هوفمان الإسلام بعد دراسة عميقة له ، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين
الطيبة في المغرب..
ولما أشهر إسلامه حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية ، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت :”ليبق عند العرب.
لكن هوفمان لم يكترث بكل هذا ، يقول : “عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة
في وسائل الإعلام بسبب إسلامي ، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم
اكتراثي بهذه الحملة ، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية ((
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) وبعد إسلامه ابتدأ د.هوفمان
مسيرة التأليف و من مؤلفاته، كتاب (يوميات مسلم ألماني) ، و(الإسلام عام
ألفين) و(الطريق إلى مكة) وكتاب (الإسلام كبديل) الذي أحدث ضجة كبيرة في
ألمانية .
يتحدث د.هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح
في الإسلام فيقول : “ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا ، ومن هنا جاء
الاهتمام في الدنيا ، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا ، وليس الآخرة فقط
(( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ))
وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي”. ويعلل
د.مراد ظاهرة سرعة انتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في
الدعوة إليه بقوله :”إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر
التاريخ ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفى “
“الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة ، وله تميزه في جعل التعليم فريضة ،
والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث ، عُدَّ
في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ ، بل عدّوه إهانة
بالغة للغرب !! ويتعجب هوفمان من إنسانية الغربيين المنافقة فيكتب:
” في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه
عمل وحشي ، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته
(قرباناً) ! وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه
من أجلنا!!.
من أقواله المأثورة:
“لا تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العالم حضارياً ، فما زالت مقولة “يأتي النور من الشرق ” صالحة …
إن الله سيعيننا إذا غيرنا ما بأنفسنا ، ليس بإصلاح الإسلام ، ولكن بإصلاح موقفنا وأفعالنا تجاه الإسلام… :
“إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب ، عليهم أن يثبتوا وجودهم
وتأثيرهم ، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد ، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري
والتبريري عند مخاطبة الغرب ، فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية
التي تردّى الغرب فيها ، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن
الحادي والعشرين”الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي
صلاحيته ، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان
ولا مكان ، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار “