الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
أولا : الحكمة التشريعية :
بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس ليدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده ، وأن يقوم الناس بالقسط في أخلاقهم ومعاملاتهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ ما أنزل إليه من ربه بقوله وفعله ، وتقريره ، وقد كان من عادة العرب في الجاهلية التبني ، وقد تابعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لم ينزل من الله في ذلك شيء بعد ، حيث تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي اختار صحبته وترك أباه وقومه في قصة طويلة... حتى أصبح يدعى زيد بن محمد .
ولما في هذه العادة الجاهلية من المفاسد الدينية والدنيوية نهى الله عنها وأبطلها بتدبير منه سبحانه وتعالى ، وكان الله تعالى قد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على شيء من ذلك ، قال تعالى : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [3]، إذن فزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش لم يكن بمحض إرادته بل كان أمرا من الله تعالى لا يملك أمامه أي خيار.